نقل عملاء قطاع غزة الى اسرائيل:تعويض 130 ألف دولار أمريكي لكل عميل و إيجار شقة لمدة عامين

نقل عملاء قطاع غزة الى اسرائيل:تعويض 130 ألف دولار أمريكي لكل عميل و إيجار شقة لمدة عامين
غزة-دنيا الوطن

مثلما فعلت مع عملائها لدى انسحابها من جنوب لبنان قبل أكثر من 5 سنوات، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ الإثنين 29-8-2005 عملية إخلاء، وهدم منازل قرية "الدهينية" شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، المعروفة في أوساط الفلسطينيين بقرية "الخونة والعملاء".

وأجْلَت إسرائيل سكان القرية؛ حيث رحل العملاء إلى داخل إسرائيل للعيش تحت حمايتها الأمنية، فيما غادر قسم ثان من الأهالي من الذين رفضوا التعاون مع الاحتلال إلى رفح للإقامة وسط إخوانهم، وذلك بحسب ما صرح به عدد من أهالي القرية لمراسل "إسلام أون لاين.نت" الثلاثاء 30-8-2005.

وقال عواد إشتيوى -53 عاما الذي رحل إلى مدينة رفح- لإسلام أون لاين.نت: "بعد بدء تنفيذ انسحاب المستوطنين من قطاع غزة منتصف أغسطس 2005، بدأت الحكومة الإسرائيلية بالتعامل معنا نحن سكان قرية الدهينية كما لو كانت القرية إحدى المستوطنات التي تسعى لإخلائها".

وأضاف: "عرضت علينا سلطات الاحتلال ترحيلنا إلى إسرائيل، فاخترنا أن نرحل إلى امتدادنا الطبيعي إلى أهلنا داخل فلسطين، ورفضنا الرحيل كالعملاء إلى داخل الخط الأخضر، فتوجهنا نحن أصحاب الأرض الأصلية في الدهينية إلى شرق مدينة رفح".

ويقول مراسل "إسلام أون لاين.نت": العائلات التي رفضت الرحيل اشترت أراضي أو مساكن في منطقة قرية الشوكة ومحيطها بشرق رفح للإقامة فيها حيث يوجد أقارب لها.

وقدرت مصادر السلطة الفلسطينية عدد عائلات الدهنية التي نزحت إلى شرق رفح بما بين 40 إلى 45 عائلة، في حين تقدر العائلات "العميلة" بما بين 45 و65 عائلة.

وأوضح إشتيوى أن الحكومة الإسرائيلية قدمت تعويضا لأهالي القرية، مشيرا إلى أن بعض الأسر تسلمت مبلغ 550 ألف شيكل (أي ما يعادل 120 ألف دولار)، ومنهم من تسلم مبلغ 90 ألف دولار، كل حسب ممتلكاته.

مصير الخونة

وحول مصير العملاء الموجودين بقرية الدهينية، قال إشتيوى: "انتقل المتعاونون مع الاحتلال للعيش في إسرائيل، وتحت حماية أمنية من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي المسئول عن هؤلاء العملاء الذي قرر إخلاء القرية، ومن ثم هدمها بعد أن اتضح أن العائلات المتعاونة معنية بمغادرة قطاع غزة خوفا من معاقبتها والتنكيل بها عقب الانسحاب".

وأشار إلى أن القرية تحولت إلى "وكر" للعملاء بفعل طبيعتها الجغرافية.

من جانبه قال المواطن عودة الرميلات -50 عاما- لإسلام أون لاين.نت: إنه وأفراد عائلته غادروا القرية بعد إبلاغهم من سلطات الاحتلال بضرورة إخلائها قبل نهاية أغسطس الجاري، مشيرا إلى أنهم تلقوا تعويضات من سلطات الاحتلال عن منازلهم.

موقع إستراتيجي

وتتميز الدهينية بأنها تقع على مثلث تلتقي عنده أراضي السلطة الفلسطينية وفلسطين المحتلة عام 1948 والحدود المصرية جنوب شرق مدينة رفح، وقال إشتيوى: "ونظرا لذلك اختارتها سلطات الاحتلال لتحويلها إلى منطقة أمنية تابعة لجيش الاحتلال؛ حيث تم عزلها بشكل نهائي من خلال وضع سور حولها في عام 1987 بعد انطلاقة الانتفاضة الأولى لتكون ملاذا للخونة".

حماية العملاء

وصرح حاييم رامون الوزير الإسرائيلي في وقت سابق على عملية إخلاء القرية بأنه "محظور إبقاء المتعاونين في الدهينية جنوب قطاع غزة بعد تنفيذ خطة الانفصال.. يجب إسكانهم داخل إسرائيل كما تم التعامل مع المتعاونين من جنوب لبنان".

ويقول عبد السميع إشتيوى -37 عاما، الذي يحمل الهوية الفلسطينية والإسرائيلية من منطقة تل عراد القريبة من مدينة بئر السبع الإسرائيلية، والتي انتقل إليها بعد مغادرة الدهينية-: "خيرتنا الحكومة الإسرائيلية بين الرحيل إلى قطاع غزة أو إلى داخل إسرائيل"، وأشار إلى أنه وأفراد عائلته فضلوا الرحيل إلى داخل إسرائيل؛ حيث تم نقلهم بالفعل خلال اليومين الماضيين إلى منطقة "تل عراد" التي تبعد مسافة 15كم إلى الجنوب من مدينة بئر السبع. موضحا أنه تم شراء قطعة أرض كبيرة بلغت 200 دونم، وتم ترحيلهم إليها.

وبلغ التعويض المالي -بحسب عبد السميع- 620 ألف شيكل لكل فرد؛ أي ما يعادل 130 ألف دولار أمريكي، إضافة إلى إيجار شقة لمدة عامين كاملين لهم.

وعزا عبد السميع تفضيل هؤلاء السكان الرحيل إلى داخل إسرائيل بقوله: "تربطنا مصالح اقتصادية كبيرة هناك، ولا مجال للعيش داخل الأراضي الفلسطينية بحجم هذا الاستثمار وبنفس درجة العيش؛ حيث يمكن للشخص منا العمل داخل إسرائيل بحرية مطلقة والحصول على امتيازات أكثر".

عملاء لبنان

وتتميز قرية "الدهينية" بأنها من أكثر الأراضي في فلسطين خصوبة، وتبلغ مساحتها حوالي 2000 دونم، وعلاوة على ذلك فإن موقعها الحدودي يعطيها أهمية كبيرة جدا، وتجدر الإشارة إلى أن قرية الدهينية كانت تضم من سكانها الأصليين عائلتين (هما: عائلة أبو إشتيوى، وعائلة الرميلات) لكن في عام 1982 جاءت عائلات أخرى للقرية من منطقة شمال سيناء التي كانت تخضع للاحتلال آنذاك؛ مما أدى إلى ارتفاع عدد سكانها إلى نحو 150 أسرة.

ويشبه مصير عملاء قرية الدهينية مصير جيش لبنان الجنوبي السابق المتعاون مع إسرائيل والتابع لأنطوان لحد؛ حيث لجأ معظمهم مع عائلاتهم إلى إسرائيل قبل انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في مايو 2000. غير أن معظمهم عاد إلى لبنان في ضوء الظروف الصعبة التي وجدوا أنفسهم فيها.

التعليقات