مسلسل سوري عن فكرة لوزير الدفاع البلغاري السابق: «قرن الماعز» يحوّل 3 صفحات الى 30 حلقة!

غزة-دنيا الوطن
ما إن تقرأ خبر البدء بتصوير مسلسل «قرن الماعز» على الأراضي السورية حتى تحس للفور برعشة غامضة لا تدري كنهها. فهناك قصة قصيرة تحمل الاسم نفسه لكاتب بلغاري اسمه نيكولاي هايتوف، وهو نفسه وزير الدفاع في عهد تيودور جيفكوف.
قصة قصيرة آسرة، ومتوحشة، لأنها تجيء من بلاد البلقان أحد مكامن الشعر «المتعوي» وإحدى بطولاته.
ليس هناك تفاصيل عن القصة التي ترجمها إلى العربية الراحل ميخائيل عيد، فهي لا تتعدى ثلاث صفحات، وما هو مثير أنه صوّر منها سابقاً فيلمان سينمائيان أولهما يعتبر من قمم السينما البلغارية حتى يومنا هذا.
يقول مؤلف المسلسل غسان جباعي إن هناك مشكلة ما، ربما تبدو غامضة ولا يدري كنهها هو أيضاً. فالقصة قصيرة للغاية وهي من ثلاث صفحات (كما أسلفنا)، فيما مسلسله مكتوب في 1200 صفحة، أي أنه سيخرج في ثلاثين حلقة تلفزيونية.
صحيح أن المسلسل يستلهم فكرة مقتل زوجة فلاح في زمن إقطاعي مبتور، يدرّب فيه الزوج ابنته الصغيرة على الانتقام بعد أن يقص شعرها، و «يكافئها» بأن يجعل منها صبياً ذكراً، يقوم (تقوم في الواقع) بالاقتصاص من قتلة أمها عبر استخدام قرون الماعز في طقوس بلقانية فولكلورية.
يعترف جباعي في حوارنا معه بحق وزير الدفاع البلغاري الراحل في الفكرة، ولكنه لا يعرف كيف سينتهي هذا الإشكال. فالمسلسل الضخم يذهب في اتجاهات تتطور فيها الأحداث. وبحسبة بسيطة تصبح كل صفحة في القصة بمثابة 400 صفحة في المسلسل... أي ثلثه تقريباً...!
لا يعرف جباعي كيف سيحل الإشكال، فقد يطل أحدٌ ما مع عرض المسلسل ويقول انه قرأ القصة الأصلية أو شاهد أحد الفيلمين، ولكنه لا يعتبر «المسلسل مأخوذاً عن القصة»، لأن تشابك الخيوط وتعقدها وتطورها تخلق عالماً مختلفاً تماماً عنها على رغم استخدام «قرن الماعز». فهو يقول مثلاً إن حلاقة شعر الفتاة الصغيرة إنما يجيء بمثابة اعتداء على الأنوثة بذاتها يمارسه الأب، وها هنا تتبدّى فكرة جديدة (وجريئة) لديه كما يقول جباعي، لم يفكر فيها هايتوف نفسه، فهذا مجاز عن «اعتداء الأنظمة العربية على شعوبها».
في القصة تقع الفتاة – حسن صبي – كما يشار في بلادنا إلى هذا النوع من الفتيات في الحب، وترفض مواصلة القتل بعد أن تشعر بانتصار أنوثتها على عداءات أبيها التي لا يريد لها أن تنتهي، فالرجل أوغل بدوره في الدم وأصبح القتل عنده معادلاً للذة جنسية ممنوعة عليه، وهي لا تتحقق إلا بالمزيد من القتل. لكنّه يتهاوى أمام اكتشاف ابنته الجديد والمثير، أي اكتشاف الحب.
يسقط «قرن الماعز» من يد الفتاة العاشقة في القصة، لكننا لا نعرف كيف تنتهي الأمور في المسلسل؟ هل سيكتمل قوس الفكرة الجريئة التي يتحدث عنها جباعي، بما لم يفكر فيه وزير الدفاع في بلد شيوعي أعاد تأهيل جيشه مرة واحدة في ثمانينات القرن الماضي عندما طلب الاتحاد السوفياتي السابق منه أن يحشد قواته على الحدود التركية... للضغط بـ «قرون ماعز» نووية؟
تقول اكتشافات حديثة إن نيكولاي هايتوف كان يجد من يكتب له أيضاً... وهذا قد يعني في ما يعني أن «قرن الماعز» أو أقاصيص متوحشة تعود الى مؤلف مجهول!
*الحياة
ما إن تقرأ خبر البدء بتصوير مسلسل «قرن الماعز» على الأراضي السورية حتى تحس للفور برعشة غامضة لا تدري كنهها. فهناك قصة قصيرة تحمل الاسم نفسه لكاتب بلغاري اسمه نيكولاي هايتوف، وهو نفسه وزير الدفاع في عهد تيودور جيفكوف.
قصة قصيرة آسرة، ومتوحشة، لأنها تجيء من بلاد البلقان أحد مكامن الشعر «المتعوي» وإحدى بطولاته.
ليس هناك تفاصيل عن القصة التي ترجمها إلى العربية الراحل ميخائيل عيد، فهي لا تتعدى ثلاث صفحات، وما هو مثير أنه صوّر منها سابقاً فيلمان سينمائيان أولهما يعتبر من قمم السينما البلغارية حتى يومنا هذا.
يقول مؤلف المسلسل غسان جباعي إن هناك مشكلة ما، ربما تبدو غامضة ولا يدري كنهها هو أيضاً. فالقصة قصيرة للغاية وهي من ثلاث صفحات (كما أسلفنا)، فيما مسلسله مكتوب في 1200 صفحة، أي أنه سيخرج في ثلاثين حلقة تلفزيونية.
صحيح أن المسلسل يستلهم فكرة مقتل زوجة فلاح في زمن إقطاعي مبتور، يدرّب فيه الزوج ابنته الصغيرة على الانتقام بعد أن يقص شعرها، و «يكافئها» بأن يجعل منها صبياً ذكراً، يقوم (تقوم في الواقع) بالاقتصاص من قتلة أمها عبر استخدام قرون الماعز في طقوس بلقانية فولكلورية.
يعترف جباعي في حوارنا معه بحق وزير الدفاع البلغاري الراحل في الفكرة، ولكنه لا يعرف كيف سينتهي هذا الإشكال. فالمسلسل الضخم يذهب في اتجاهات تتطور فيها الأحداث. وبحسبة بسيطة تصبح كل صفحة في القصة بمثابة 400 صفحة في المسلسل... أي ثلثه تقريباً...!
لا يعرف جباعي كيف سيحل الإشكال، فقد يطل أحدٌ ما مع عرض المسلسل ويقول انه قرأ القصة الأصلية أو شاهد أحد الفيلمين، ولكنه لا يعتبر «المسلسل مأخوذاً عن القصة»، لأن تشابك الخيوط وتعقدها وتطورها تخلق عالماً مختلفاً تماماً عنها على رغم استخدام «قرن الماعز». فهو يقول مثلاً إن حلاقة شعر الفتاة الصغيرة إنما يجيء بمثابة اعتداء على الأنوثة بذاتها يمارسه الأب، وها هنا تتبدّى فكرة جديدة (وجريئة) لديه كما يقول جباعي، لم يفكر فيها هايتوف نفسه، فهذا مجاز عن «اعتداء الأنظمة العربية على شعوبها».
في القصة تقع الفتاة – حسن صبي – كما يشار في بلادنا إلى هذا النوع من الفتيات في الحب، وترفض مواصلة القتل بعد أن تشعر بانتصار أنوثتها على عداءات أبيها التي لا يريد لها أن تنتهي، فالرجل أوغل بدوره في الدم وأصبح القتل عنده معادلاً للذة جنسية ممنوعة عليه، وهي لا تتحقق إلا بالمزيد من القتل. لكنّه يتهاوى أمام اكتشاف ابنته الجديد والمثير، أي اكتشاف الحب.
يسقط «قرن الماعز» من يد الفتاة العاشقة في القصة، لكننا لا نعرف كيف تنتهي الأمور في المسلسل؟ هل سيكتمل قوس الفكرة الجريئة التي يتحدث عنها جباعي، بما لم يفكر فيه وزير الدفاع في بلد شيوعي أعاد تأهيل جيشه مرة واحدة في ثمانينات القرن الماضي عندما طلب الاتحاد السوفياتي السابق منه أن يحشد قواته على الحدود التركية... للضغط بـ «قرون ماعز» نووية؟
تقول اكتشافات حديثة إن نيكولاي هايتوف كان يجد من يكتب له أيضاً... وهذا قد يعني في ما يعني أن «قرن الماعز» أو أقاصيص متوحشة تعود الى مؤلف مجهول!
*الحياة
التعليقات