المصور الكندي لاري تويل: في فلسطين لا تنبت الاشجار!!
غزة-دنيا الوطن
«في فلسطين لا تنبت الاشجار. فالأرض مغطاة بحطام المنازل المتناثرة بعد هدمها وجرفها من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي في شكل يومي ممنهج، حتى الفضاء الفلسطيني تغطيه سحابات سود جراء احتراق السيارات التي تتعرض للقصف بمن فيها أحياناً. انها ارض الخراب والأحزان والمقاومة. وعدستي المهنية شاهدة على ذلك». بهذه العبارات لخص لاري تويل (larry towell، مصور فوتوغرافي وشاعر وكاتب كندي يعمل لحساب مؤسسة هنري كارتييه برسون الفرنسية ونال جائزتها الاولى عام 2003) ألبومه المصور في الاراضي الفلسطينية.
يهتم تويل أساساً بمعالجة الموضوعات الاجتماعية ذات الطابع الانساني والمأسوي خصوصاً في المناطق التي تشهد توترات امنية في الشرق الاوسط وأميركا الحنوبية). ولهذا الغرض زار الاراضي الفلسطينية بما فيها الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية والجدار الفاصل وبقي فيها زهاء عشر سنوات.
يتحدث تول عن نفسه كشاعر فلا يراها على حقيقتها الا في فلسطين وكأنها جزء منه. «في فلسطين أجد نفسي وأنا نشأت على حب الأرض والتعلق بها وأملك مزرعة صغيرة في أونتاريو وأعرف جيداً ما تعني الأرض لأصحابها. والفلسطينيون مثلي مزارعون. فاذا اهملوا ارضهم ولم يتمسكوا بها فإنها حتماً ستضيع وبعدها لا ينفع الندم ولا تجدي المصالحة شيئاً ولا اتفاقات السلام تعيد الملك لأصحابه». عن زياراته الى مناطق السلطة الفلسطينية يقول: «لا يمكن للمرء ان يكون محايداً ازاء ما تراه عيناه في هذه المناطق. فموجة الكراهية والغضب ضد الاحتلال لا توصف. والصور التي التقطها يختلط فيها الحزن بالكرامة والمقاومة. شبان وفتية يرمون الدبابات الاسرائيلية بقنابل مولوتوف الحارقة وهي من صنع محلي. جثث لمقاتلين ومدنيين ملقاة في الشوارع والأزقة واخرى محمولة على الأكف او منقولة في سيارات مدنية عائدة لمنظمة «حماس». وأنصار المقاومة لا تنقطع حركتهم وعيونهم اما شاخصة الى السماء او الى الحقول البعيدة ترصد طائرة او دبابة اسرائيلية ولحظة سماعهم ازيز الرصاص يدركون ان غارة اسرائيلية باتت وشيكة».
وعما اذا كانت الصور التي بحوزته تترجم هذه المشاعر يقول: «يصعب على المرء او على الكندي مثلي ان يترجم حقيقة ما يراه من وحشية وانتقام وفظاعات. الا ان الصورة شاهد تاريخي ووثيقة لا يرقى اليها شك. ومع ذلك فالصورة شيء وأرض الواقع شيء آخر». حين يتحدث عن المقاومة المدنية لا يرى ابلغ من الصورة التي تتركز على كهل فلسطيني ينهمك في اصلاح نوافذ منزله الذي اصيب بإحدى الغارات الاسرائيلية من دون ان يعير اهتماماً لجرافات الاحتلال القادمة لهدم منزله.
يتوقف تويل امام الجدار الفاصل الذي أقامته اسرائيل، فيلتقط صوراً لمجموعات من الفلسطينيين والاسرائيليين والناشطين الاجانب من انصار السلام الرافضين لإنشائه. ومن جانبي الجدار يقوم الجيش الاسرائيلي بتفريقهم والاعتداء عليهم وإلقاء القبض على بعضهم بلا تمييز بين اسرائيلي وفلسطيني وأجنبي.
امام هذه النماذج من المشاهد المأسوية تتولد في نفس المصور قناعة راسخة بأن الدولة الفلسطينية آتية وأن التعايش بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي سيكرس يوماً قيام دولتين جارتين إحداهما عبرية والأخرى فلسطينية.
*الحياة
«في فلسطين لا تنبت الاشجار. فالأرض مغطاة بحطام المنازل المتناثرة بعد هدمها وجرفها من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي في شكل يومي ممنهج، حتى الفضاء الفلسطيني تغطيه سحابات سود جراء احتراق السيارات التي تتعرض للقصف بمن فيها أحياناً. انها ارض الخراب والأحزان والمقاومة. وعدستي المهنية شاهدة على ذلك». بهذه العبارات لخص لاري تويل (larry towell، مصور فوتوغرافي وشاعر وكاتب كندي يعمل لحساب مؤسسة هنري كارتييه برسون الفرنسية ونال جائزتها الاولى عام 2003) ألبومه المصور في الاراضي الفلسطينية.
يهتم تويل أساساً بمعالجة الموضوعات الاجتماعية ذات الطابع الانساني والمأسوي خصوصاً في المناطق التي تشهد توترات امنية في الشرق الاوسط وأميركا الحنوبية). ولهذا الغرض زار الاراضي الفلسطينية بما فيها الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية والجدار الفاصل وبقي فيها زهاء عشر سنوات.
يتحدث تول عن نفسه كشاعر فلا يراها على حقيقتها الا في فلسطين وكأنها جزء منه. «في فلسطين أجد نفسي وأنا نشأت على حب الأرض والتعلق بها وأملك مزرعة صغيرة في أونتاريو وأعرف جيداً ما تعني الأرض لأصحابها. والفلسطينيون مثلي مزارعون. فاذا اهملوا ارضهم ولم يتمسكوا بها فإنها حتماً ستضيع وبعدها لا ينفع الندم ولا تجدي المصالحة شيئاً ولا اتفاقات السلام تعيد الملك لأصحابه». عن زياراته الى مناطق السلطة الفلسطينية يقول: «لا يمكن للمرء ان يكون محايداً ازاء ما تراه عيناه في هذه المناطق. فموجة الكراهية والغضب ضد الاحتلال لا توصف. والصور التي التقطها يختلط فيها الحزن بالكرامة والمقاومة. شبان وفتية يرمون الدبابات الاسرائيلية بقنابل مولوتوف الحارقة وهي من صنع محلي. جثث لمقاتلين ومدنيين ملقاة في الشوارع والأزقة واخرى محمولة على الأكف او منقولة في سيارات مدنية عائدة لمنظمة «حماس». وأنصار المقاومة لا تنقطع حركتهم وعيونهم اما شاخصة الى السماء او الى الحقول البعيدة ترصد طائرة او دبابة اسرائيلية ولحظة سماعهم ازيز الرصاص يدركون ان غارة اسرائيلية باتت وشيكة».
وعما اذا كانت الصور التي بحوزته تترجم هذه المشاعر يقول: «يصعب على المرء او على الكندي مثلي ان يترجم حقيقة ما يراه من وحشية وانتقام وفظاعات. الا ان الصورة شاهد تاريخي ووثيقة لا يرقى اليها شك. ومع ذلك فالصورة شيء وأرض الواقع شيء آخر». حين يتحدث عن المقاومة المدنية لا يرى ابلغ من الصورة التي تتركز على كهل فلسطيني ينهمك في اصلاح نوافذ منزله الذي اصيب بإحدى الغارات الاسرائيلية من دون ان يعير اهتماماً لجرافات الاحتلال القادمة لهدم منزله.
يتوقف تويل امام الجدار الفاصل الذي أقامته اسرائيل، فيلتقط صوراً لمجموعات من الفلسطينيين والاسرائيليين والناشطين الاجانب من انصار السلام الرافضين لإنشائه. ومن جانبي الجدار يقوم الجيش الاسرائيلي بتفريقهم والاعتداء عليهم وإلقاء القبض على بعضهم بلا تمييز بين اسرائيلي وفلسطيني وأجنبي.
امام هذه النماذج من المشاهد المأسوية تتولد في نفس المصور قناعة راسخة بأن الدولة الفلسطينية آتية وأن التعايش بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي سيكرس يوماً قيام دولتين جارتين إحداهما عبرية والأخرى فلسطينية.
*الحياة
التعليقات