هيفا و...«الوادي» السحيق

غزة-دنيا الوطن
يترقب مشاهدون لبنانيون وعرب عموماً كل مساء برنامج تلفزيون «الواقع» الذي يعرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال، «الوادي»، وهو النسخة العربية من البرنامج الاوروبي «ذا فارم».
يضم البرنامج اربعة عشر مشتركاً من تسع دول عربية يعيشون في مزرعة حياة بدائية، بعيدة كل البعد عن الرفاهية التي صارت تحصيلاً حاصلاً في عصرنا هذا. فلا هم ينعمون بالماء الجاري ولا بوسائل الاتصال ولا بمستلزمات الحياة البسيطة من فرن ومجلى وحمام...
ومن حيث المبدأ يندرج «الوادي» ضمن سلسلة برامج تلفزيون «الواقع» التي تمد جسوراً بين المشاركين والمشاهدين، فتنقل وقائع حياتهم اليومية من دون تدخل من المعدين والمخرجين.
لكن برامج تلفزيون «الواقع» المعروفة عالمياً والتي تحاول القنوات العربية استنساخها، تختلف اختلافاً كبيراً عن واقع هذا البرنامج تحديداً. فـ»الوادي» في صيغته العربية يعتمد على ركيزة واحدة هي الفنانة هيفا وهبي، على حساب بقية المشاركين الذين يظهرون إلى جانبها كمجرد «كومبارس». فعلى رغم خبرات بعضهم الطويلة في المجال الفني والاعلامي، وتقديمهم أعمالاً «حقيقية» قابلة للنقاش، نسفهم البرنامج لمصلحة شابة جميلة اخترقت عالم الـ «شو بيز» من دون أن نعرف سبباً مباشراً لذلك.
فهيفا التي سألت في الحلقة الاولى أين تقع منطقة البقاع وكم تبعد عن موقع المزرعة مستفزة المزارع يوسف، هي الضيفة الدائمة التي لا ينطبق عليها مبدأ الربح والخسارة، وهو من شروط البرنامج الاولى. كما أنها الوحيدة التي حظيت بغرفة نوم خاصة لها شرفة وفيها مكتب صغير. وهي الوحيدة أيضاً التي يسمح لها بالمشاركة في سهرة «البرايم» مساء الجمعة. والاكثر من ذلك أنها هي التي تظهر في الاعلانات المروجة للبرنامج. كأنها طعم الصنارة التي تتصيد المشاهدين. وهنا أدت هيفا وظيفتها على أكمل وجه. لأن «الواقع» الاخر الذي يجري أمام شاشات التلفزيون في غرف السهرة، هو الاقبال الكبير على مشاهدة هيفا ومراقبة أدق حركاتها كامرأة عادية بعيداً من صورتها كنجمة على المسارح. وذلك خير دليل على ان المشاهدين أكلوا الطعم بطيب خاطر. ولكن مرة أخرى يبقى الاقبال على هيفا وليس على البرنامج، وفي هذا المعنى، فشل المعدون في الاستفادة من ورقة اليانصيب الرابحة التي بين ايديهم، لتقاسم ارباحها مع أنفسهم أولاً ومع مشاركين يستحقون أكثر مما يعطون.
يبقى التمني ألا تحمل هيفا فوق طاقتها، خوفاً من ان تودي بالبرنامج الى واد آخر... سحيق!
*الحياة
يترقب مشاهدون لبنانيون وعرب عموماً كل مساء برنامج تلفزيون «الواقع» الذي يعرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال، «الوادي»، وهو النسخة العربية من البرنامج الاوروبي «ذا فارم».
يضم البرنامج اربعة عشر مشتركاً من تسع دول عربية يعيشون في مزرعة حياة بدائية، بعيدة كل البعد عن الرفاهية التي صارت تحصيلاً حاصلاً في عصرنا هذا. فلا هم ينعمون بالماء الجاري ولا بوسائل الاتصال ولا بمستلزمات الحياة البسيطة من فرن ومجلى وحمام...
ومن حيث المبدأ يندرج «الوادي» ضمن سلسلة برامج تلفزيون «الواقع» التي تمد جسوراً بين المشاركين والمشاهدين، فتنقل وقائع حياتهم اليومية من دون تدخل من المعدين والمخرجين.
لكن برامج تلفزيون «الواقع» المعروفة عالمياً والتي تحاول القنوات العربية استنساخها، تختلف اختلافاً كبيراً عن واقع هذا البرنامج تحديداً. فـ»الوادي» في صيغته العربية يعتمد على ركيزة واحدة هي الفنانة هيفا وهبي، على حساب بقية المشاركين الذين يظهرون إلى جانبها كمجرد «كومبارس». فعلى رغم خبرات بعضهم الطويلة في المجال الفني والاعلامي، وتقديمهم أعمالاً «حقيقية» قابلة للنقاش، نسفهم البرنامج لمصلحة شابة جميلة اخترقت عالم الـ «شو بيز» من دون أن نعرف سبباً مباشراً لذلك.
فهيفا التي سألت في الحلقة الاولى أين تقع منطقة البقاع وكم تبعد عن موقع المزرعة مستفزة المزارع يوسف، هي الضيفة الدائمة التي لا ينطبق عليها مبدأ الربح والخسارة، وهو من شروط البرنامج الاولى. كما أنها الوحيدة التي حظيت بغرفة نوم خاصة لها شرفة وفيها مكتب صغير. وهي الوحيدة أيضاً التي يسمح لها بالمشاركة في سهرة «البرايم» مساء الجمعة. والاكثر من ذلك أنها هي التي تظهر في الاعلانات المروجة للبرنامج. كأنها طعم الصنارة التي تتصيد المشاهدين. وهنا أدت هيفا وظيفتها على أكمل وجه. لأن «الواقع» الاخر الذي يجري أمام شاشات التلفزيون في غرف السهرة، هو الاقبال الكبير على مشاهدة هيفا ومراقبة أدق حركاتها كامرأة عادية بعيداً من صورتها كنجمة على المسارح. وذلك خير دليل على ان المشاهدين أكلوا الطعم بطيب خاطر. ولكن مرة أخرى يبقى الاقبال على هيفا وليس على البرنامج، وفي هذا المعنى، فشل المعدون في الاستفادة من ورقة اليانصيب الرابحة التي بين ايديهم، لتقاسم ارباحها مع أنفسهم أولاً ومع مشاركين يستحقون أكثر مما يعطون.
يبقى التمني ألا تحمل هيفا فوق طاقتها، خوفاً من ان تودي بالبرنامج الى واد آخر... سحيق!
*الحياة
التعليقات