مصر تخوض أكبر معركة في تاريخها .. والسينما غائبة

غزة-دنيا الوطن
كعادتها دائما تمضي السينما المصرية في اتجاه والحياة السياسية والشارع المصري في اتجاه آخر مخالف تماما فبالرغم من الصبغة السياسية الظاهرية التي تغلف موسم الصيف الذي لا يزال يشهد منافسة ساخنة وبالرغم من طرح قضايا مهمة مثل التطبيع مع العدو الصهيوني ووجود السفارة الإسرائيلية في عمارة سكنية في قلب القاهرة تنغص علي المصريين حياتهم كل صباح برؤية العلم الإسرائيلي يدنس سماء القاهرة وبالرغم من تعاطي افلام اخري مع قضايا الهيمنة الامريكية واحتلال العراق وحالة الضعف والتردي العربي،
إلا أن السينما بعيدة كل البعد عن تطورات الشارع ومتغيرات الساحة السياسية الداخلية حيث تغيب اكبر معركة تخوضها مصر خلال ايام وهي معركة الرئاسة التي سوف تحدد شكل الحياة في مصر خلال السنوات الست المقبلة علي الاقل ان لم يكن خلال النصف الاول من القرن الحادي والعشرين تماما عن اهتمامات السينمائيين فيما يحضر الأعمال التي تقدم وشبه غائبة عن اهتمامهم الشخصي وتفاعلهم ومع احتدام المعركة علي أرفع منصب وهو كرسي الرئاسة نجد صوت السينما والسينمائيين خافتا تماما وبعيدا عن مجريات الاحداث علي عكس السينما الامريكية والعالمية التي يلعب مبدعوها الدور الاكثر تأثيرا في مثل هذه المعارك المصيرية وكلنا تابعنا الحملة الشرسة التي خاضها مخرج مثل مايكل مور في الانتخابات الرئاسية الامريكية الاخيرة التي هزت عرش الرئيس الامريكي جورج بوش بالفعل وكادت تنجح في الاطاحة به كما تابعنا المواقف المشرفة لعشرات من الفنانين العالميين علي امتداد خارطة العالم من معارضة الحرب علي العراق والتنديد بالاحتلال الذي لم يتوقف حتي الآن وفي مقابل هذا الزخم في المواقف السياسية للفنانين والمخرجين العالميين الذي أثمر العديد من الاعمال الفنية التي فضحت السياسات الامريكية مثل فيلم »11 سبتمبر ـ فهرنهايت« لمايكل مور وغيره نجد لدينا حالة من الموات لدي فنانينا او في افضل الاحوال الاستجابة لحالة الشحن الرسمي الاشبه بشحن القطيع للمبايعة والمباركة للنظام اما الاصوات الرافضة أو التي تسعي وراء موقف محترم فإنها لا تجد لها مكانا أو منبرا تعلن من خلاله رأيها وتلعب لقمة العيش والخوف والوعيد الذي يدفع بالفنانين الي تفضيل السير بجوار الحائط والبعد عن اتخاذ موقف حقيقي مؤثر وفاعل.
في السينما العالمية حيث الوعي السياسي بدور الفن والفنان تستغل المهرجانات والاسابيع السينمائية وحفلات افتتاح الافلام والمواسم الصاخبة مثل الموسم السينمائي الصيفي لدينا في اعلان الفنانين آراءهم ومواقفهم السياسية ومعظم القلق الذي سببه المخرج مايكل مور لإدارة بوش كان من خلال مهرجان »كان« السينمائي الدولي عندما حصل فيلمه الاخير علي جائزة المهرجان واستغل لحظة صعوده علي خشبة المسرح لاستلام الجائزة وشن اعنف هجوم علي سياسات بوش وقال جملته الشهيرة التي تناقلتها وسائل الإعلام في كل العالم »عار عليك يا بوش أن تورطنا في مثل هذه الحرب من أجل البترول« أما لدينا فإننا نتفنن في قتل لحظات توهج إما من خلال رقابة تكبت وتمنع أو بعدم وعي الفنانين لدورهم.
بقي أن نقول ان معركة انتخابات الرئاسة حالة فريدة في تاريخ مصر السياسي حيث لم تشهد مصر انتخابات متعددة بين اكثر من مرشح من قبل ولذلك لم تعالج هذه القضية ابدا من قبل وبرغم مرور شهور علي التجربة إلا اننا لم نسمع عن عمل سينمائي في الطريق لمعالجته الظاهرة باستثناء افلام رفضتها الرقابة علي المصنفات الفنية بدعوي انها تتاجر بالظاهرة وركيكة فنيا أما الافلام التي تناولت شخص رئيس الجمهورية نفسه فهي محدودة للغاية ومنها »زيارة السيد الرئيس« للمخرج منير راضي و»جواز بقرار جمهوري« للمخرج خالد يوسف.
*الوفد
كعادتها دائما تمضي السينما المصرية في اتجاه والحياة السياسية والشارع المصري في اتجاه آخر مخالف تماما فبالرغم من الصبغة السياسية الظاهرية التي تغلف موسم الصيف الذي لا يزال يشهد منافسة ساخنة وبالرغم من طرح قضايا مهمة مثل التطبيع مع العدو الصهيوني ووجود السفارة الإسرائيلية في عمارة سكنية في قلب القاهرة تنغص علي المصريين حياتهم كل صباح برؤية العلم الإسرائيلي يدنس سماء القاهرة وبالرغم من تعاطي افلام اخري مع قضايا الهيمنة الامريكية واحتلال العراق وحالة الضعف والتردي العربي،
إلا أن السينما بعيدة كل البعد عن تطورات الشارع ومتغيرات الساحة السياسية الداخلية حيث تغيب اكبر معركة تخوضها مصر خلال ايام وهي معركة الرئاسة التي سوف تحدد شكل الحياة في مصر خلال السنوات الست المقبلة علي الاقل ان لم يكن خلال النصف الاول من القرن الحادي والعشرين تماما عن اهتمامات السينمائيين فيما يحضر الأعمال التي تقدم وشبه غائبة عن اهتمامهم الشخصي وتفاعلهم ومع احتدام المعركة علي أرفع منصب وهو كرسي الرئاسة نجد صوت السينما والسينمائيين خافتا تماما وبعيدا عن مجريات الاحداث علي عكس السينما الامريكية والعالمية التي يلعب مبدعوها الدور الاكثر تأثيرا في مثل هذه المعارك المصيرية وكلنا تابعنا الحملة الشرسة التي خاضها مخرج مثل مايكل مور في الانتخابات الرئاسية الامريكية الاخيرة التي هزت عرش الرئيس الامريكي جورج بوش بالفعل وكادت تنجح في الاطاحة به كما تابعنا المواقف المشرفة لعشرات من الفنانين العالميين علي امتداد خارطة العالم من معارضة الحرب علي العراق والتنديد بالاحتلال الذي لم يتوقف حتي الآن وفي مقابل هذا الزخم في المواقف السياسية للفنانين والمخرجين العالميين الذي أثمر العديد من الاعمال الفنية التي فضحت السياسات الامريكية مثل فيلم »11 سبتمبر ـ فهرنهايت« لمايكل مور وغيره نجد لدينا حالة من الموات لدي فنانينا او في افضل الاحوال الاستجابة لحالة الشحن الرسمي الاشبه بشحن القطيع للمبايعة والمباركة للنظام اما الاصوات الرافضة أو التي تسعي وراء موقف محترم فإنها لا تجد لها مكانا أو منبرا تعلن من خلاله رأيها وتلعب لقمة العيش والخوف والوعيد الذي يدفع بالفنانين الي تفضيل السير بجوار الحائط والبعد عن اتخاذ موقف حقيقي مؤثر وفاعل.
في السينما العالمية حيث الوعي السياسي بدور الفن والفنان تستغل المهرجانات والاسابيع السينمائية وحفلات افتتاح الافلام والمواسم الصاخبة مثل الموسم السينمائي الصيفي لدينا في اعلان الفنانين آراءهم ومواقفهم السياسية ومعظم القلق الذي سببه المخرج مايكل مور لإدارة بوش كان من خلال مهرجان »كان« السينمائي الدولي عندما حصل فيلمه الاخير علي جائزة المهرجان واستغل لحظة صعوده علي خشبة المسرح لاستلام الجائزة وشن اعنف هجوم علي سياسات بوش وقال جملته الشهيرة التي تناقلتها وسائل الإعلام في كل العالم »عار عليك يا بوش أن تورطنا في مثل هذه الحرب من أجل البترول« أما لدينا فإننا نتفنن في قتل لحظات توهج إما من خلال رقابة تكبت وتمنع أو بعدم وعي الفنانين لدورهم.
بقي أن نقول ان معركة انتخابات الرئاسة حالة فريدة في تاريخ مصر السياسي حيث لم تشهد مصر انتخابات متعددة بين اكثر من مرشح من قبل ولذلك لم تعالج هذه القضية ابدا من قبل وبرغم مرور شهور علي التجربة إلا اننا لم نسمع عن عمل سينمائي في الطريق لمعالجته الظاهرة باستثناء افلام رفضتها الرقابة علي المصنفات الفنية بدعوي انها تتاجر بالظاهرة وركيكة فنيا أما الافلام التي تناولت شخص رئيس الجمهورية نفسه فهي محدودة للغاية ومنها »زيارة السيد الرئيس« للمخرج منير راضي و»جواز بقرار جمهوري« للمخرج خالد يوسف.
*الوفد
التعليقات