هل فكرت في جولة بين الفضائيات صباح الجمعة؟

غزة-دنيا الوطن
تُوَفّر برامج الأطفال، لا سيما برنامج لا تختلف فكرته ولا اسمه في معظم القنوات - «صباح الخير يا...»، متسعاً من وقتٍ تستغرقه جولة صباحية في لائحة القنوات الخاصة بجهاز الاستقبال (الريسيفر). تأخذ هذه الجولة الصباحية (في الفترة من الساعة 8 الى الساعة 11) حيزاً من الاهتمام، خصوصاً لدى بعض الخليجيين، يوم الجمعة تحديداً، فهو يوم عطلة الأسبوع الرسمية في دول الخليج ومعظم الدول العربية، ويوم روحاني للمسلمين أيضاً.
بعض هؤلاء المشاهدين يفضل أن يمر بكل القنوات في اللائحة بحسب تسلسلها الرقمي، على حفظ أرقام قنواته المفضلة أو تسجيلها في ورقة أو حتى ترتيبها من جديد كيفما يروق له.
الوقت: الجمعة صباحاً، المكان: أمام التلفزيون. تلفت انتباهك للحظة قضية خطف طفل وابتزاز عائلته، في برنامج على قناة «الحرة - عراق» يعرض بعض الجرائم الاجتماعية وكيف يستطيع محققو «إف بي آي» كشف المجرمين. لن تضيّع الكثير من وقتك. خمس دقائق كافية لحل هذه القضية وانتقال البرنامج إلى أخرى، ومع القنوات التي تزيد على المئة تكون مشاهدة برنامج لأكثر من خمس دقائق، مملةً.
من شاشة الى اخرى
في قناة «الحرة» - الأخرى، تجد برنامجَ «نجوم هوليوود». الحلقة كانت عن «توم هوبكنز»، حياته مع السينما والمسرح. إذا كنت غير مهتم بالسيرة الذاتية لنجوم هوليوود، أو لا تحب مشاهدة برنامج كهذا في الصباح، تنتقل إلى قناة أخرى. تمر على «المشكاة». تسأل: ما هذه القناة؟ - هل اسمها ما يدفعك إلى هذا السؤال؟ تتجاوزها بسرعة ما إن تعرف أنها قناة للسياحة والعقارات، إلا إذا كنت تفكر في سفر أو شراء أو بيع... قنوات الاقتصاد والإعلان الأخرى لا توقف بثها يوم الجمعة في الصباح، على رغم أن الأسواق، خصوصاً سوق البورصة، في دول عربية كثيرة ومعظم دول الخليج تقفل في هذا اليوم!
وبمجرد أن ترى شعار قنوات «النيل» التي تشبه عائلة ذات أطفال كثر، تَنْفُرُ وتضغط على أزرار جهاز التحكم كما تضغط على زر طلب المصعد حين يتأخر في الوصول إليك. ذلك يتكرر أيضاً حين تقع عيناك على شعار إحدى القنوات الحكومية التي يصل عددها إلى العشرين، فهي تبدو مملة في الليل، فكيف بها في صباح الجمعة؟
أما قنوات «الإي آر تي» غير المشفرة كـ «عين» و «إقرأ» و «تينز» – قناة الأطفال، فتدفعك إلى أسئلة مثل: لماذا لم تشفر هذه القنوات كنظيراتها؟ ألا تستحق مشاهدتها، في رأي القيمين عليها، مالاً مثل «أخواتها» المشفرة؟ هذان السؤالان ينسحبان على قناة الكوميديا التي ستبدأ البث قريباً، وهي تابعة لـ «إي آر تي» أيضاً. تتجاوز الأسئلة، لتجد مسلسلاً مصرياً في قناة «المحور» وتشاهد مشهداً لميمي جمال وشيرين سيف النصر. المسلسل يبدو قديماً حتى لو كان حديث الإنتاج. المسلسلات المصرية المميزة أصبحت وقفاً على رمضان!
المشكلة التي تؤرقك الآن أن معظم القنوات تعيد عرض بعض البرامج في ساعات الصباح هذه. «ساعة بقرب الحبيب» لطوني خليفة (مع أصالة نصري) كان البرنامج المعاد في قناة الـ LBC في هذه اللحظات. حتى قناتا الأفلام «ONE» و «2» لا تعرض في هذا الوقت إلا أفلاماً عرضت في الليلة السابقة، أو عرضت مراراً على شاشتيها. كما أن قنوات الرياضة تحب هذه «العادة» - الإعادة، لكن بعضها يوقف بثه في هذا الوقت.
على غير العادة
أما بالنسبة لقنوات «الكليبات» الكثيرة جداً والتي تعد الأكثر متابعة بحسب ما يتردد ويُكتب، فلا تروق لمشاهدي هذا اليوم والوقت تحديداً. ربما اعتاد الناس على مشاهدتها وسماعها في وقت متأخر من الليل. ذلك لا ينفي أن هناك من سيسافر مع النغم والكلمات والمََشَاهِد التي ستحرك مشاعره، فالحب أو الألم شعور لا يختفي صباحاً لو تجاوزنا أن اليوم جمعة!
وعلى العكس، فالقنوات الدينية تبدو حلاً مناسباً لليوم ومكانته الروحانية. لكنك لو قررت اختيار قناة دينية من عدة تتكاثر على رغم اختلاف توجهاتها المذهبية والفكرية... ربما تكتشف قناة جديدة! أحياناً لا تكون القناة جديدة، فلعلك شاهدتها من قبل، لكن الجولة الصباحية المملة تدفعك إلى التركيز أكثر، كما تدفعك تماماً إلى النوم. تتوقف برهة عند قناة «الأنوار» - بعيداً من مذهبها وفكرها، لتجد شيخاً ينتقد الفن والفنانات والراقصات والممثلات، وينتقد من يحفظ أسماءهن ويعرف كل شيء عنهن ولا يعرف شيئاً عن فاطمة بنت الرسول (صلى الله عليه وسلم). تقرر أن تسمع قليلاً (ربما لأن اليوم جمعة)، ثم تتجاوز القناة لتكمل جولتك، فالفضول يؤملك بالبحث عما يمكن أن يروق لك! سوء التوزيع فرض أن تكون قناة غنائية تعرض أغنية لفنانة، تقع في لائحة القنوات بعد «الأنوار» مباشرة. تستعيذ بالله وتغير القناة.
البرامج الدينية لا تنحصر على القنوات الدينية في هذا اليوم، بل تمتد إلى بعض القنوات العامة مثل MBC و «دبي» مثلاً. وليس بالضرورة أن يكون البرنامج محاضرة، فتقرير عن منجنيق صلاح الدين الذي حارب به الصليبيين وفكرة إعادة إحياء ذكراه التي تتعاون على تنفيذها فرنسا وسورية، كان ضمن إحدى حلقات «نوافذ» الذي يعرض على شاشة «أبو ظبي». يشدك البرنامج قليلاً، لتنتقل بعد هذه الجولة المملة التي استغرقت نحو ساعة، إلى إحدى القنوات الإخبارية علك تسمع جديداً عن اعتقال إرهابيين بدلاً من التفجيرات. وبعد ذلك كله تأخذ غفوة موقتة بينما تشاهد نشرة إخبارية أو وثائقياً.
*الحياة
تُوَفّر برامج الأطفال، لا سيما برنامج لا تختلف فكرته ولا اسمه في معظم القنوات - «صباح الخير يا...»، متسعاً من وقتٍ تستغرقه جولة صباحية في لائحة القنوات الخاصة بجهاز الاستقبال (الريسيفر). تأخذ هذه الجولة الصباحية (في الفترة من الساعة 8 الى الساعة 11) حيزاً من الاهتمام، خصوصاً لدى بعض الخليجيين، يوم الجمعة تحديداً، فهو يوم عطلة الأسبوع الرسمية في دول الخليج ومعظم الدول العربية، ويوم روحاني للمسلمين أيضاً.
بعض هؤلاء المشاهدين يفضل أن يمر بكل القنوات في اللائحة بحسب تسلسلها الرقمي، على حفظ أرقام قنواته المفضلة أو تسجيلها في ورقة أو حتى ترتيبها من جديد كيفما يروق له.
الوقت: الجمعة صباحاً، المكان: أمام التلفزيون. تلفت انتباهك للحظة قضية خطف طفل وابتزاز عائلته، في برنامج على قناة «الحرة - عراق» يعرض بعض الجرائم الاجتماعية وكيف يستطيع محققو «إف بي آي» كشف المجرمين. لن تضيّع الكثير من وقتك. خمس دقائق كافية لحل هذه القضية وانتقال البرنامج إلى أخرى، ومع القنوات التي تزيد على المئة تكون مشاهدة برنامج لأكثر من خمس دقائق، مملةً.
من شاشة الى اخرى
في قناة «الحرة» - الأخرى، تجد برنامجَ «نجوم هوليوود». الحلقة كانت عن «توم هوبكنز»، حياته مع السينما والمسرح. إذا كنت غير مهتم بالسيرة الذاتية لنجوم هوليوود، أو لا تحب مشاهدة برنامج كهذا في الصباح، تنتقل إلى قناة أخرى. تمر على «المشكاة». تسأل: ما هذه القناة؟ - هل اسمها ما يدفعك إلى هذا السؤال؟ تتجاوزها بسرعة ما إن تعرف أنها قناة للسياحة والعقارات، إلا إذا كنت تفكر في سفر أو شراء أو بيع... قنوات الاقتصاد والإعلان الأخرى لا توقف بثها يوم الجمعة في الصباح، على رغم أن الأسواق، خصوصاً سوق البورصة، في دول عربية كثيرة ومعظم دول الخليج تقفل في هذا اليوم!
وبمجرد أن ترى شعار قنوات «النيل» التي تشبه عائلة ذات أطفال كثر، تَنْفُرُ وتضغط على أزرار جهاز التحكم كما تضغط على زر طلب المصعد حين يتأخر في الوصول إليك. ذلك يتكرر أيضاً حين تقع عيناك على شعار إحدى القنوات الحكومية التي يصل عددها إلى العشرين، فهي تبدو مملة في الليل، فكيف بها في صباح الجمعة؟
أما قنوات «الإي آر تي» غير المشفرة كـ «عين» و «إقرأ» و «تينز» – قناة الأطفال، فتدفعك إلى أسئلة مثل: لماذا لم تشفر هذه القنوات كنظيراتها؟ ألا تستحق مشاهدتها، في رأي القيمين عليها، مالاً مثل «أخواتها» المشفرة؟ هذان السؤالان ينسحبان على قناة الكوميديا التي ستبدأ البث قريباً، وهي تابعة لـ «إي آر تي» أيضاً. تتجاوز الأسئلة، لتجد مسلسلاً مصرياً في قناة «المحور» وتشاهد مشهداً لميمي جمال وشيرين سيف النصر. المسلسل يبدو قديماً حتى لو كان حديث الإنتاج. المسلسلات المصرية المميزة أصبحت وقفاً على رمضان!
المشكلة التي تؤرقك الآن أن معظم القنوات تعيد عرض بعض البرامج في ساعات الصباح هذه. «ساعة بقرب الحبيب» لطوني خليفة (مع أصالة نصري) كان البرنامج المعاد في قناة الـ LBC في هذه اللحظات. حتى قناتا الأفلام «ONE» و «2» لا تعرض في هذا الوقت إلا أفلاماً عرضت في الليلة السابقة، أو عرضت مراراً على شاشتيها. كما أن قنوات الرياضة تحب هذه «العادة» - الإعادة، لكن بعضها يوقف بثه في هذا الوقت.
على غير العادة
أما بالنسبة لقنوات «الكليبات» الكثيرة جداً والتي تعد الأكثر متابعة بحسب ما يتردد ويُكتب، فلا تروق لمشاهدي هذا اليوم والوقت تحديداً. ربما اعتاد الناس على مشاهدتها وسماعها في وقت متأخر من الليل. ذلك لا ينفي أن هناك من سيسافر مع النغم والكلمات والمََشَاهِد التي ستحرك مشاعره، فالحب أو الألم شعور لا يختفي صباحاً لو تجاوزنا أن اليوم جمعة!
وعلى العكس، فالقنوات الدينية تبدو حلاً مناسباً لليوم ومكانته الروحانية. لكنك لو قررت اختيار قناة دينية من عدة تتكاثر على رغم اختلاف توجهاتها المذهبية والفكرية... ربما تكتشف قناة جديدة! أحياناً لا تكون القناة جديدة، فلعلك شاهدتها من قبل، لكن الجولة الصباحية المملة تدفعك إلى التركيز أكثر، كما تدفعك تماماً إلى النوم. تتوقف برهة عند قناة «الأنوار» - بعيداً من مذهبها وفكرها، لتجد شيخاً ينتقد الفن والفنانات والراقصات والممثلات، وينتقد من يحفظ أسماءهن ويعرف كل شيء عنهن ولا يعرف شيئاً عن فاطمة بنت الرسول (صلى الله عليه وسلم). تقرر أن تسمع قليلاً (ربما لأن اليوم جمعة)، ثم تتجاوز القناة لتكمل جولتك، فالفضول يؤملك بالبحث عما يمكن أن يروق لك! سوء التوزيع فرض أن تكون قناة غنائية تعرض أغنية لفنانة، تقع في لائحة القنوات بعد «الأنوار» مباشرة. تستعيذ بالله وتغير القناة.
البرامج الدينية لا تنحصر على القنوات الدينية في هذا اليوم، بل تمتد إلى بعض القنوات العامة مثل MBC و «دبي» مثلاً. وليس بالضرورة أن يكون البرنامج محاضرة، فتقرير عن منجنيق صلاح الدين الذي حارب به الصليبيين وفكرة إعادة إحياء ذكراه التي تتعاون على تنفيذها فرنسا وسورية، كان ضمن إحدى حلقات «نوافذ» الذي يعرض على شاشة «أبو ظبي». يشدك البرنامج قليلاً، لتنتقل بعد هذه الجولة المملة التي استغرقت نحو ساعة، إلى إحدى القنوات الإخبارية علك تسمع جديداً عن اعتقال إرهابيين بدلاً من التفجيرات. وبعد ذلك كله تأخذ غفوة موقتة بينما تشاهد نشرة إخبارية أو وثائقياً.
*الحياة
التعليقات