الكاميرا الخفية: مزحة زغيري... كبيرة

الكاميرا الخفية: مزحة زغيري... كبيرة
غزة-دنيا الوطن

برنامج «مزحة زغيري» الذي تبثه قناة «اينفنتي» من اخراج فاتشه سروريان، برنامج تقليدي من برامج الكاميرا الخفية العربية التي تتميز أفكارها بميزة ثابتة وهي احراج «الضحية» و»تثقيل» الدم عليه او إخافته وإرهابه الى درجة إخراجه عن طوره. في فكرة سامي سليمان في حلقة سابقة، يضع صاحب المقهى جمرة غير مشتعلة على نارجيلة «المستهدف»، فيظن انه يسخر منه فيغضب ويثور ويهمّ بضرب النادل ما يدفع الى كشف المقلب قبل الضرب. في الفكرة الثانية يزورون «مونولوجيستا» لبنانيا وهناك يتصرف ممثل الكاميرا الخفية تصرفات غير لبقة: الضحك من دون سبب، مسح عرق الضيف، أسئلة مباغتة ثم الضحك قبل رواية نكتة الى درجة الإغماء، هنا يحرج الضيف ويحاول اسعافه.

لنقارن هذه الفكرة مع احد برامج الكاميرا الخفية الأوروبية (الالمانية): يتقدم ممثل البرنامج من عابر سبيل ويطلب سيجارة ثم يكسرها ويرميها. في فكرة ثانية يجلس ممثل البرنامج المخطط بنطاله بخطوط دهان عريضة على مقعد في حديقة ثم ينهض لاشعار الجار الجالس بأنه جلس على مقعد طلي حديثاً وتركز الكاميرا على رد الفعل المباغت.

الفارق بين «الكاميراتين» العربية والاوروبية هو الفارق بين بنيتي تفكير وتربية، بين برنامج يقوم على الديموقراطية والمبادرة والطرافة اللطيفة وبرنامج يحشر المستهدف في زاوية ويضطره الى اتخاذ موقف من غضب وثورة!

كل «مزحة زغيري» عندنا مرشحة الى ان تصبح معركة لولا تدخل الطاقم المصور. اما الكاميرا الاوروبية فلا معنى لتدخل الطاقم الا لاضحاك المشاركين العفويين بالمصادفة، ولفتهم الى حقيقة اللعبة.

ولعل اهم انجازات الكاميرا الخفية انها بددت نجومية وجوه الكوميديا وقدمت طرائف ابطالها مع الناس وعابري السبيل.

*الحياة

التعليقات