الاعلامية السعودية دنيا بكر يونس:عانيت في طفولتي لأنني البنت السوداء التي لم تعجب المسؤولين..و أمنيتي أن اكون أول وزيرة اعلام في السعودية

الاعلامية السعودية دنيا بكر يونس:عانيت في طفولتي لأنني البنت السوداء التي لم تعجب المسؤولين..و أمنيتي أن اكون أول وزيرة اعلام في السعودية
غزة-دنيا الوطن

من دنيا الاطفال(ماما دنيا) في التلفزيون السعودي الى دنيا السيدات المتميزات( المتميزة) على تلفزيون الواحة، تنقلت دنيا بكر يونس بمحبتها المملوءة بثقافة واسعة لتضيئ على المرأة الخليجية ضوءاً حقيقياً يُظهر امكانياتها وعلمها وقدراتها الفعالة في مجتمعها.

دنيا امرأة تأسرك في حديثها الشيق فلا تتمنى حتى ان تطلق سراحك لكثرة ما لديها من اخبار ومواقف، معاناة وانتصارات. انها مكتب اعلامي متنقل، وصاحبة علاقات واسعة، وقناصة حوارات مع شخصيات كبيرة في السعودية وغيرها. مع دنيا كان لفرفش هذا الحوار...

أي طفلة كنت وماذا اخذت من الطفولة وماذا اعطتيها عندماشاركت في (ماما دنيا)، برنامج الاطفال الشهير في السعودية؟

في برنامجي اخذت من الطفولة براءة الحياة وبساطتها. انها الطاقة الحقيقة في المجتمع ويجب رعايتها… الرعاية لا تعني فقط وجود اب وام واكل وشرب انها المساعدة الحقيقية على اكتشاف الذات وايجاد فرصة لها لتثبت نفسها في الحياة.

الطفل السعودي ليس طفلاً تافهاً. انه معطاء وذكي، ومن خلال عملي معه أكتشفت فيه لمحاته المستقبلية. فمن الاطفال من احسست انه باحث وآخر عالم وغيرة وكيل وزارة والحمدالله انهم اليوم فعلا في هذه المواقع وما زالوا ينادونني "ماما دنيا" (تدمع عينيها تفكر لبرهة وتكمل) لقد عانيت في طفولتي كثيرا فقد كنت البنت السوداء التي تنقل اثناء التصوير من الصف الامامي- حيث كان يجلس الاولاد الحلوين واولاد الوزراء والامراء - الى الخلف لان شكلي لم يكن يعجب المسؤول آنذاك، والذي بعد ان كبرت واشتهرت التقيته في بيروت فقال: دنيا أنا افتخر بك بحق فأجبته في داخلي: وأنا احتقرك.

هذا الشخص الذي احتقرني حيث كنت طفلة كوّن في داخلي ردة فعل تجلّت في أن اقدم برنامجا خاصا للاطفال، يفتح أبوابه لكل الاطفال والمعوقين، ويفسح المجال لاكتشاف الذات دون أي نظرة احتقار.

اليوم أنت في برنامج (المتميزة) هل هذا البرنامج بحث في ذاكرة دنيا يونس عن جيلها ومبدعاته ام انه صرخة نسائية في عصر ذكوري؟

إنه الاثنين معا،ً واقول لك انهم حين كانوا منذ زمن يقولون ان المرأة هي نصف المجتمع ولا يعطونها حقها ولكنها كانت يومها نصف المجتمع بالفعل بدون القاء الأضواء على هذا النصف المهم. فبرنامج "المتميزة" يلقي الضوء على عالمات وباحثات وطبيبات خليجيات كبيرات لم يتناولهن الاعلام قبلاً. اما اليوم والمرأة تقارب على أأخذ حقها، فحتماً ستتفوق على الرجل، لان المرأة تحمل شقين من المسؤولية: شق وظيفتها وموقعها المهني أولا، وشق ادارة بيتها وتربيتها لاولادها والسهر على راحة زوجها ثانيا، ومع هذا ادت المسؤولية على اكمل وجه. (وتضيف) هو وزير وهي وزيرة وام ومربية وربة منزل ومرضعة.

كيف يتقبل الزوج أو الأخ أو الأب تفوق امرأة تخصّه؟

الرجل يغار من المرأة وليس عليها لأن في تربيته فكرة متأصلة ان المرأة للمنزل فقط ولا يجب ان تنافسه في اشياء اخرى ليبقى هو في واجهة الاحداث. والمرأة تعترف بالحقيقة أكثر من الرجل فهي اذا وصلت تقول وصلت بمساعدة زوجي ودعمه لي، أو ان اخي هو الذي ساهم في وصولي، وهذا ما حصل في مقابلات عديدة مع سيدات لامعات. أما الرجل فهو لا يعترف بدور المرأة في وصوله، لانه بنظره هو الاهم والقادر.

كيف ترين دور وحضور المرأة السعودية في المجتمع؟

إنه جيد لكنه غير كافٍ ولهذا اوجه نصيحة للمرأة السعودية بأنها يجب أن تعرف حقوقها وتطالب بها وان دولتها معها وليست ضدها، ويمكنها ان تفعل ما تشاء ضمن القانون والاخلاق، مثل دخول القضاء، السياسة الخ…

أنا أعرف حقي وأجري وراءه، ولن يعطيني احد حقي ان لم اطالب به فمثلاً، منذ ثلاثين سنة كنت متزوجة من رجل سوري الجنسية وحين تطلقنا استطعت ان أبقي اولادي معي لانني بحثت عن حقي فوجدت ان دولتي تحافظ عليّ وعلى اولادي بقانون يقول (اذا تزوجت سعودية من أجنبي وتطلقت… اولادها من حقها). أنا حصلت على هذا الحق منذ 30 سنة وحتى اليوم هناك الكثيرات لم يعرفن حقوقهن.

ابحثي ايتها السعودية عن حقك ولا تخافي من دخول متاهة القوانين ان دولتك معك. (وتضيف) المرأة السعودية وصلت الى هيئة الامم المتحدة وأعني السيدة ثرّيا البسّام.

كيف تجدين المرأة العربية في عالم الاعلام؟

الغرب اليوم يتكلم عن المرأة الاعلامية العربية التي استطاعت ان تكون فاعلة ومميزة بقدارتها من معلومات ولغات وحضور. ووجود امرأة عربية بين الاسماء العشر الاوائل في العالم اعلامياً، وأعني السيدة اللبنانية جزيل خوري وهي خير دليل على صحة كلامي.

ما هي آخر مشاركتك على صعيد دور المرأة في المجتمع؟

آخر مشاركه لي كانت في مؤتمر سيدات الاعمال في سوريا والتي حضرته 1400 شخصية نسائية عربية من عالم الاعمال وكنت انا المستشارة الاعلامية في الوفد السعودي.

الى أي مدى اثر والدك الاستاذ الاعلامي الكبير بكر يونس مؤسس الاذاعة السعودية والمذيع الخاص لجلالة الملك على اختيارك الاعلام؟

والدي لم يؤثر فقط عليّ بل على العائلة كلها لقد كان رجلاً معطاءا ومثقفاً وكان داعماً قوياً لي ولاخواتي واخواني. فوفاء اختي متخصصه اذاعة وتلفزيون، وسناء اعلامية ومذيعة وخريجة تمثيل واخراج مسرحي في دولة البحرين، وفاطمة مذيعة ومعَّدة ومقّدمة برامج في اميركا في الاذاعة العربية هناك.

لقد كان ابي يفتخر بنا كثيراً ولأنه عاش وحيداً ويتيماً اراد ان نعيش حياتنا بكل طموحاتنا واحلامنا. اراد ان يعطينا الفرص للنجاح وانا اخذت هذا التوجه عنه. فأفضل شيء يمكننا فعله هو ان نعطي الانسان فرصة ليتألق.

هل تدخل الاقارب في حياتكم الشخصية بالرفض والمنع؟

أبداً… لقد كان والدي هو الكبير وهو الآمر والناهي وهو الاكبر مكانة في الدولة. ولقد كان والدي منطقياً وواثقاً بنا وبقدرتنا.

ماذا عن اختك الفنانة وعد… هل دخولها عالم الفن مقبول؟

وعد اختي صوتها جميل، ولقد اقتنعت شخصيا بدخولها الى عالم الفن. وهي متميزة ومتوازنه ولكن البعض من اخوتي لا يحبذون فكرة اختيارها الفن لانهم يخافون عليها، وانت تدركي اكثر مني ان في بعض الاجواء الفنية هناك امور غير مقبولة. ولكن وعد اثبتت بمحافظتها على نفسها انها قادرة على المضي وعلى اعطاء الجيد وانها صاحبة توجه مسؤول وراقي.

التعليقات