الشهرة بأي ثمن... ولكن أي شهرة؟

غزة-دنيا الوطن
في السابق كانت النجومية محصورة في مجالين هما الغناء والتمثيل... وكان صاحب الموهبة الحقيقية فقط ينال هذه النجومية بفضل تعبه واجتهاده واخلاصه في عمله. ولعل الإعلام المكتوب كانت أبرز الوسائل التي تساهم في تكريس تلك النجومية.
ثم جاء زمن الاعلام المرئي والمسموع, وتعددت القنوات الفضائيّة العربية, وتغيّرت المعادلة ولم تعد حدود رواج التلفزيون هي البلد الذي ينتمي إليه. في الماضي كان على أي مطرب عربي يرغب في تحقيق نجومية واسعة أن يطرق باب السينما (المصريّة تحديداً) التي وسعها أن توفر الانتشار على نطاق واسع. تلك كانت أيّام عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وصباح وليلى مراد ونور الهدى... وأفلام هؤلاء النجوم ما زالت تسكن مخيلاتنا, وتعرض إلى اليوم على عشرات المحطات العربية.
وهنا بيت القصيد إذ إن تلك القنوات أسهمت في شكل مباشر وغير مباشر في جعل هاجس النجومية يدغدغ كل الناس, أيّاً كان مجال عطائهم ونشاطهم واختصاصهم. فالبرامج لا تحصى, وتلك الآلة الضخمة تحتاج إلى وقود في كلّ لحظة كي تدور وتعمل وتلتهم السوق.
والمعدون يبحثون عن مشاركين ومواضيع و»ضحايا» متواطئة في شتى الاختصاصات, لاغناء البرامج وملء ساعات البث. ولا شك في ان الإطلالات التلفزيونية أعطت لكثيرين فرصة الظهور والحديث عن إنجازاتهم... حتى أصبحت النجومية هاجس كل الناس من اطباء ومحامين ومهندسين ومصممي ازياء واختصاصيي تجميل الخ .. ولعل الفئة الأخيرة هي الاوفر حظاً في عالم الشهرة والنجومية!
فكثيراً ما نقع على «ماكيير» أو «كوافير» مستعد للتضحية بمكاسبه المادية من أجل تعامله مع فنانة مشهورة تذكر اسمه في حواراتها والبرامج والمناسبات التي تشارك فيها. وفي هذا المجال يوجد أكثر من اسم استطاع ان يحقق نجومية بسبب اقترانه بفنّانة مشهورة. من هؤلاء «الماكيير» اللبناني احمد قبيسي الذي بدأ حياته العملية مع المطربة نجوى كرم... وبذل جهداً لافتاً لتطوير نفسه, حتّى صار معروفاً على نطاق واسع واصدر ثلاثة كتب خاصة بفن التجميل, آخرها كتاب «الماكياج» الذي رعت حفلة توقيعه نجوى كرم... وهذه سابقة لأي اختصاصي تجميل في العالم العربي.
وهناك أيضاً الماكيير بسام فتوح الذي استطاع ان يحقق نجومية من خلال تعامله مع ابرز نجمتين متنافستين هما هيفا وهبي واليسا. كما كان للماكيير فادي قطايا والكوافير وسيم مرقص نصيب وافر من النجومية بعد تعاملهما مع نانسي عجرم واللائحة تطول...
ومن جهة أخرى نلاحظ ان الملحنين والشعراء باتوا يلهثون وراء الشهرة والنجومية, لكنهم اعتمدوا اسلوباً مغايراً لبلوغ غاياتهم. مثلاً يطل الملحن جان صليبا عبر وسيلة اعلامية ويشتم كل زملائه ويتهمهم بسرقة الألحان التركية واليونانية. والملحن طارق ابو جودة لا يتردد في الردّ على الحملات ضدّه في وسائل الاعلام... ويردّ على الاتهامات التي تسوق ضده من قبل «اعداء النجاح» بحسب تعبيره.
كما ان الشعراء ايضاً بات لهم نصيب في الضجّة السائدة, وهم لا يترددون أحياناً عن ارتكاب أغرب الممارسات في سبيل الشهرة! الشاعر طوني أبي كرم يطل عبر الاعلام ليتهم ميريام فارس بقلة الوفاء, وسمير نخلة يعتب على طارق ابو جودة لأنه لم يذكره اثناء استلامه جائزة «الموركس» لأفضل ملحن... وهكذا دواليك. حتّى ليخيّل للمرء أنّ هناك آلة ضخمة, هي الاعلام المرئي والمسموع, وأن النجوميّة الفعليّة هي للتلفزيون نفسه... أما الوجوه التي نراها اليوم في دائرة الضوء, فربّما كان مصيرها القريب هو مخزن الذكريات... لتطلع مكانها وجوه جديدة, هي وقود يعذي نار الشهرة. ما أبعد زمن عبد الحليم وفريد وليلى مراد!
*الحياة
في السابق كانت النجومية محصورة في مجالين هما الغناء والتمثيل... وكان صاحب الموهبة الحقيقية فقط ينال هذه النجومية بفضل تعبه واجتهاده واخلاصه في عمله. ولعل الإعلام المكتوب كانت أبرز الوسائل التي تساهم في تكريس تلك النجومية.
ثم جاء زمن الاعلام المرئي والمسموع, وتعددت القنوات الفضائيّة العربية, وتغيّرت المعادلة ولم تعد حدود رواج التلفزيون هي البلد الذي ينتمي إليه. في الماضي كان على أي مطرب عربي يرغب في تحقيق نجومية واسعة أن يطرق باب السينما (المصريّة تحديداً) التي وسعها أن توفر الانتشار على نطاق واسع. تلك كانت أيّام عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وصباح وليلى مراد ونور الهدى... وأفلام هؤلاء النجوم ما زالت تسكن مخيلاتنا, وتعرض إلى اليوم على عشرات المحطات العربية.
وهنا بيت القصيد إذ إن تلك القنوات أسهمت في شكل مباشر وغير مباشر في جعل هاجس النجومية يدغدغ كل الناس, أيّاً كان مجال عطائهم ونشاطهم واختصاصهم. فالبرامج لا تحصى, وتلك الآلة الضخمة تحتاج إلى وقود في كلّ لحظة كي تدور وتعمل وتلتهم السوق.
والمعدون يبحثون عن مشاركين ومواضيع و»ضحايا» متواطئة في شتى الاختصاصات, لاغناء البرامج وملء ساعات البث. ولا شك في ان الإطلالات التلفزيونية أعطت لكثيرين فرصة الظهور والحديث عن إنجازاتهم... حتى أصبحت النجومية هاجس كل الناس من اطباء ومحامين ومهندسين ومصممي ازياء واختصاصيي تجميل الخ .. ولعل الفئة الأخيرة هي الاوفر حظاً في عالم الشهرة والنجومية!
فكثيراً ما نقع على «ماكيير» أو «كوافير» مستعد للتضحية بمكاسبه المادية من أجل تعامله مع فنانة مشهورة تذكر اسمه في حواراتها والبرامج والمناسبات التي تشارك فيها. وفي هذا المجال يوجد أكثر من اسم استطاع ان يحقق نجومية بسبب اقترانه بفنّانة مشهورة. من هؤلاء «الماكيير» اللبناني احمد قبيسي الذي بدأ حياته العملية مع المطربة نجوى كرم... وبذل جهداً لافتاً لتطوير نفسه, حتّى صار معروفاً على نطاق واسع واصدر ثلاثة كتب خاصة بفن التجميل, آخرها كتاب «الماكياج» الذي رعت حفلة توقيعه نجوى كرم... وهذه سابقة لأي اختصاصي تجميل في العالم العربي.
وهناك أيضاً الماكيير بسام فتوح الذي استطاع ان يحقق نجومية من خلال تعامله مع ابرز نجمتين متنافستين هما هيفا وهبي واليسا. كما كان للماكيير فادي قطايا والكوافير وسيم مرقص نصيب وافر من النجومية بعد تعاملهما مع نانسي عجرم واللائحة تطول...
ومن جهة أخرى نلاحظ ان الملحنين والشعراء باتوا يلهثون وراء الشهرة والنجومية, لكنهم اعتمدوا اسلوباً مغايراً لبلوغ غاياتهم. مثلاً يطل الملحن جان صليبا عبر وسيلة اعلامية ويشتم كل زملائه ويتهمهم بسرقة الألحان التركية واليونانية. والملحن طارق ابو جودة لا يتردد في الردّ على الحملات ضدّه في وسائل الاعلام... ويردّ على الاتهامات التي تسوق ضده من قبل «اعداء النجاح» بحسب تعبيره.
كما ان الشعراء ايضاً بات لهم نصيب في الضجّة السائدة, وهم لا يترددون أحياناً عن ارتكاب أغرب الممارسات في سبيل الشهرة! الشاعر طوني أبي كرم يطل عبر الاعلام ليتهم ميريام فارس بقلة الوفاء, وسمير نخلة يعتب على طارق ابو جودة لأنه لم يذكره اثناء استلامه جائزة «الموركس» لأفضل ملحن... وهكذا دواليك. حتّى ليخيّل للمرء أنّ هناك آلة ضخمة, هي الاعلام المرئي والمسموع, وأن النجوميّة الفعليّة هي للتلفزيون نفسه... أما الوجوه التي نراها اليوم في دائرة الضوء, فربّما كان مصيرها القريب هو مخزن الذكريات... لتطلع مكانها وجوه جديدة, هي وقود يعذي نار الشهرة. ما أبعد زمن عبد الحليم وفريد وليلى مراد!
*الحياة
التعليقات