احتمال بقاء السفير حيا في العراق :مجموعة تابعة لوزير الداخلية العراقي اختطفت الشريف

احتمال بقاء السفير حيا في العراق :مجموعة تابعة لوزير الداخلية العراقي اختطفت الشريف
غزة-دنيا الوطن

ذكرت مصادر سياسية عليمة داخل العراق وجود معلومات تفيد بوجود السفير ايهاب الشريف علي قيد الحياة وأن هذه الجهات تلقت المعلومات من أطراف مقربة من فيلق بدر التابع للمجلس الأعلي للثورة الإسلامية في العراق.

وأشارت المعلومات إلي أن السفير ايهاب الشريف جري اختطافه من منزله حيث كان يرتدي البيجامة وأن مجموعة من فيلق بدر الذي له علاقة وثيقة بوزير الداخلية العراقي هي التي تولت عملية الاختطاف بعد أن وصلت إليها معلومات عن تكليف الحكومة المصرية للسفير بإجراء اتصالات مع جبهة علماء المسلمين السنة في العراق.

وقد أكدت المعلومات التي وصلت أيضا إلي مسئولين كبار بالسفارة الأمريكية بالعراق وجود تواطؤ من قوات الحرس العراقي الذي كان يتولي حراسة مقر اقامة السفير مع الخاطفين حيث سهلوا لهم عملية الاختطاف.

كانت السفارة الأمريكية في بغداد قد بعثت بتقرير عاجل إلي الخارجية الأمريكية رصدت فيه هذه المعلومات التي بدأت تتردد علي نطاق واسع في العراق داخل الأوساط الشعبية والرسمية علي السواء.

يذكر أن وزير الداخلية في الحكومة العراقية (العميلة) كان قد وجه انتقادات إلي الدبلوماسيين الذين يجرون اتصالات مع عناصر المقاومة في العراق، مؤكدا أن ذلك هو مصيرهم المتوقع.

وكانت عناصر مقربة من المقاومة العراقية قد اشارت إلي أن فيلق بدر أراد بهذه العملية احداث وقيعة بين مصر والمقاومة في العراق، وأن جهات أخري ترفض أي تواجد عربي في العراق قد ساعدت علي ذلك.

وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قد أدلي بتصريحات مؤخرا أمام لجنة العلاقات الخارجية والأمن القومي في مجلس الشعب قال فيها: إن هناك أملا ضئيلا في أن يكون الشريف مازال علي قيد الحياة. مشيرا إلي أن إعلان استشهاد الشريف جاء استنادا للبيان المنسوب لجماعة أبو مصعب الزرقاوي علي شبكة الانترنت والذي أكد تنفيذ حكم الاعدام.

وقد نفت مصادر سياسية عليا أن يكون لدي مصر أية دلائل عن وجود شريط مصور ينفذ عملية الاعدام أو وجود أية مؤشرات حول وجود جثمان الشهيد علي أرض العراق، وهو أمر جديد علي مجموعة الزرقاوي التي كانت ترفق دوما شريطا يصور عملية الاعدام.

وكانت الحكومة العراقية وقوات الاحتلال قد زعمت اعتراف أحد عناصر القاعدة المقبوض عليهم بالمسئولية عن اغتيال السفير المصري وهو ما تنفيه كافة المؤشرات والدلائل.

وكان رجل الأعمال نجيب ساويرس قد أكد بدوره في حديث لجريدة الجمهورية أن لدي شركته في العراق معلومات تشير إلي احتمال وجود السفير علي قيد الحياة.. إلا أن ساويرس عاد ونفي هذه الأنباء.

وقد سعت القاهرة خلال الساعات القليلة الماضية إلي إجراء اتصالات بالحكومة العراقية وبعض العناصر الأخري للوقوف علي الحقيقة في قضية السفير إيهاب الشريف إلا أنها لم تتلق ردا حاسما حتي هذا الوقت.

يذكر أن علامات استفهام متعددة طرحت نفسها حول عملية الاختطاف التي جرت ايضا للقائم بالأعمال الجزائري وأحد الدبلوماسيين الجزائريين وموقف قوة الحراسة التي كانت برفقتهما.

وكانت المعلومات قد أشارت إلي أن القوة المعينة من قبل وزارة الداخلية العراقية لم تتصد للمحاولة ولم تطلق رصاصة واحدة، مما يشير إلي وجود خطة منظمة هدفها ابعاد الوجود العربي كاملا عن العراق لحساب بعض القوي المعادية للعروبة علي أرض العراق.

كانت المعلومات الجديدة التي أشارت إلي وجود احتمال ضئيل بوجود السفير ايهاب الشريف علي قيد الحياة قد أنعشت الأمل لدي أسرته من جديد حيث يعاني والده أزمة صحية عاتية بينما أدخل خاله صباح الجمعة الماضي إلي المستشفي ويبقي الحزن يخيم علي أفراد أسرته.

وقد سعت الأسرة إلي الاستفسار عن حقيقة هذه المعلومات عبر اتصالات أجرتها مع المسئولين إلا أنها لم تتلق ردا مفيدا حتي الآن.

يذكر أن واشنطن كانت قد نكصت عن تعهداتها منذ البداية في حماية الدبلوماسيين العرب العاملين في العراق، رغم التعهدات السابقة التي أبلغتها لعدد من الحكام العرب الذين طلبت منهم إرسال بعثات دبلوماسية إلي العراق.

وكانت القوات الأمريكية العاملة في العرق قد أجرت تحقيقات شكلية حول الأسباب التي أدت إلي اختطاف السفير المصري في العراق بكافة المعلومات التي حصلت عليها.

وبالرغم من أن الجهات الأمنية المصرية بدأت في اجراء اتصالات ببعض الجهات الخاصة في العراق للتوصل إلي حقيقة ما يتردد من معلومات حول بقاء السفير حيا حتي الأن إلا أن الخارجية المصرية يبدو أنها أغلقت الملف واكتفت بما تردد من معلومات مؤخرة.

وكانت العديد من المصادر قد أبدت دهشتها من عدم قيام الخارجية المصرية بتقديم أي احتجاج أو انتقاد لمسلك القوات الأمريكية والحكومة العراقية (العميلة) حول تراخيهما في حماية السفير المصري والزامها بتقديم المعلومات الحقيقية حول واقعة الاختطاف والإعدام.

*الاسبوع المصرية-محمود بكري

التعليقات