تفاصيل وخفايا لقاء أبو مازن مع قيادة حماس بدمشق

تفاصيل وخفايا لقاء أبو مازن مع قيادة حماس بدمشق
عمان -دنيا الوطن- شاكر الجوهري

قال لهم كل شيء، ولم يأخذوا منه أي شيء..!

هذه هي خلاصة اللقاء الموسع الذي عقده محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، وقيادة حركة »حماس« في الخارج، على مائدة عشاء خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، وفقا للمعلومات التي حصلت عليها »الدستور« من مصادر في حركة »فتح«، حول اللقاء الذي امتد قرابة التاسعة مساء الى ما بعد الواحدة من فجر اليوم التالي.

كان الحديث صريحا جدا، فقد أبلغ عباس قادة »حماس« تفاصيل لقائه مع الرئيس الأميركي جورج بوش واركان ادارته، حيث قدم صورة متفائلة لم يفصح عنها من قبل، وتفاصيل لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون، وشرح وجهة نظره في شخص شارون، ثم وضعهم في صورة نتائج اجتماعات اللجنة المركزية لحركة »فتح«، وابلغهم أن هذا الاجتماع حل مشكلة فاروق القدومي.

غير أنه حين تم تناول قضايا انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني المؤجلة، وضرورة اجتماع لجنة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، التي قرر حوار القاهرة تشكيلها، وادارة غزة بعد الإنسحاب الإسرائيلي، وضرورة تشكيل مرجعية فلسطينية في لبنان، لم يقدم عباس غير وعود مرتبطة بآجال زمنية للتنفيذ..!

الى جانب عباس، الذي قدم له مشعل هدية، هي عبارة عن صورة للمسجد الأقصى، حضر حفل العشاء كل من اللواء جبريل الرجوب مستشار الأمن القومي، اللواء أمين الهندي (مستشار)، محمود الخالدي مدير مكتب منظمة التحرير بدمشق، الدكتور سمير الرفاعي أمين سر حركة »فتح« في سوريا، احسان صالحة مدير مؤسسة رعاية أبناء الشهداء، وسميح عبد الفتاح من كوادر حركة »فتح«، وهو سفير فلسطيني سابق في بلغاريا، ومحافظ سابق في بيت لحم.

من جانب »حماس« حضر الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي، محمد نزال، عماد العلمي، سامي خاطر وعبد العزيز العمري، اعضاء المكتب السياسي.

لم يسجل محضر رسمي للقاء، لكن مصادر »الدستور« الموثوقة تسرد ما يمكن اعتباره محضرا.

بدأ مشعل الحديث قائلاً: ان الخلافات السياسية لا تنبغي أن تحول دون التواصل، ثم طلب من عباس أن يضعهم في صورة ما جرى خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، ولقائه مع شارون، ونتائج اجتماعات اللجنة المركزية لحركة »فتح«.

زيارة واشنطن

بدوره أكد عباس هو الآخر على خصوصية العلاقة بين الحركتين »فتح وحماس«، وبدأ بشرح تفاصيل وأجواء زيارته لواشنطن.

قال عباس: هناك تقدم نسبي في الموقف الأميركي. لقد كان بوش مرتاحا جدا خلال لقائي به. مشيراً الى أنه كان قد تعمد تأخير زيارته لواشنطن. وقال انه منذ تم انتخابه رئيسا للسلطة الفلسطينية، طلبت الإدارة الأميركية منه تحديد موعد عاجل للقاء، لكنه أجل تحديد الموعد عدة مرات. وفي النهاية، اقترحت الإدارة الأميركية عليه ثلاثة مواعيد، وطلبت منه تحديد احدها ليزور واشنطن، فكان أن اختار آخر هذه المواعيد، وهو الخامس والعشرين من أيار الماضي.

لم هذا التأخير..؟

يجيب المصدر، لأن عباس أراد أن يذهب الى واشنطن بأيد مليئة بالأوراق. وفي مقدمة هذه الأوراق التي ذهب عباس بها، اتفاق التهدئة الذي توصل اليه مع مختلف الفصائل الفلسطينية منتصف آذار الماضي، في اطار حوار القاهرة، والتزام الفصائل بهذا الإتفاق.

وأشار عباس الى أن الرئيس بوش كان يخاطبه بلقب السيد الرئيس (Mr.Prisedent)، وليس السيد رئيس الإدارة (Mr.Chairmant) الذي كانت الإدارات الأميركية تخاطب بها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

عباس يقول أنه لمس تقدما نسبيا في الموقف الأميركي، وهذا التقدير يقلل من أهمية لغة الخطاب التي اعتمدت معه، ويفسح المجال للاعتقاد بأن بوش أراد بهذا الخطاب أن يدغدغ مشاعر عباس، ويداعب سيكلوجيته..!

وأشار عباس الى أنه التقى كذلك ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي، الذي قال عنه أنه وجده منشرحا على غير العادة، خلافا للمرات السابقة، كما أنه التقى كونداليزا رايس وزير الخارجية.

وعبر عباس أكثر من مرة عن ارتياحه لنتائج هذه الزيارة. وقال إنه حصل على وعود جيدة، لكنه يتمنى أن يتم تنفيذها وتطبيقها. وأهم هذه الوعود: الحرص الأميركي على اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، واعتبار الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة جزءاً من خريطة الطريق، وليس منفصلا عنها. وأن الإنسحاب من قطاع غزة مقدمة للانسحاب من الضفة الغربية.. غير أن الانسحاب من الضفة سيكون رهنا بنجاح تجربة الإنسحاب من غزة.

المراقبون يلاحظون أن التقدير الذي قدمه عباس لقيادة »حماس« تضمن تفاؤلا متزاوجا مع قدر أقل من الحذر، بخلاف التقدير الذي قدمه عباس نفسه لجهات فلسطينية أخرى، بما في ذلك أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني المقيمون في الأردن خلال التقائه بهم وهو في طريق عودته من واشنطن، وهو اللقاء الذي حضرته »الدستور«. يومها قال عباس إنه يفضل الانتظار ليحكم على صدقية بوش من خلال التنفيذ. ويومها لم يشر عباس الى انشراح تشيني، بل إنه تلفظ بكلمات يستفاد منها أن اللقاء مع نائب الرئيس الأميركي كان صعبا للغاية.

لم يقدم عباس اذاً صورة متفائلة، وأقل حذرا لقادة »حماس«..؟

لا يجد المراقبون اجابة على ذلك غير الاعتقاد أن عباس هدف من ذلك الى اقناع قادة »حماس« بضرورة الحفاظ على التزامهم بالتهدئة، وتشجيعهم على مساعدته وتسهيل مهمة السلطة في استلامها لقطاع غزة والمستوطنات الاسرائيلية بعد انسحاب قوات الإحتلال والمستوطنين.

لقاء شارون

ثم انتقل عباس للحديث عن لقائه مع شارون. وهنا كان واضحاً أن عباس غير متفائل.. بدأ حديثه بوصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه رجل صعب. وقال إنه لم يكن متجاوبا معه، ولذلك فقد تعامل معه بخشونة مماثلة لخشونته.

وأشار عباس الى أنه حين طرح على شارون قضية المطاردين الفلسطينيين، اجابه أنه يوافق على السماح بتحرك العميد توفيق الطيراوي مدير المخابرات الفلسطينية في قطاع غزة. وكان عباس اتفق مع شارون في قمة شرم الشيخ على ايجاد حل لقضية المطاردين في اطار استيعابهم في الأجهزة الأمنية. ولذلك، قال عباس أنه أجاب شارون منفعلا »لا أريد أن تسمح بتحرك الطيراوي«.

يضيف عباس ان شارون قال له إنك لم تنزع سلاح حركة »حماس« وفصائل »الإرهاب«، وأكد عليه أنه مطلوب منه القيام بذلك، فرد عليه قائلا: الفصائل التزمت بالتهدئة لكنك لم تلتزم، ثم سأله: كيف تقيم التزام الفصائل.. ما نسبة التزامها بالتهدئة، فأجاب شارون بين 70 الى 80 بالمئة، فتابع عباس قائلا »هذا عظيم، وينبغي أن يعد انجازا، لا أن يتم خرق التهدئة من جانبكم«.

عباس وصف شارون، وفقا للمصدر، بأنه »عقائدي صلب وعنيد«. وقال » أن امكانية التفاهم معه صعبة، ولكن لا خيار امامنا كفلسطينيين غير أن نتعامل معه لأنه منتخب من قبل شعبه«.

وكشف عباس عن أن شارون وافق على تشغيل ميناء غزة، في حين أنه لم يوافق بعد على تشغيل مطار غزة. وتعتقد المصادر أن سبب ذلك هو امكانية تفتيش البحرية الإسرائيلية للسفن القادمة لميناء غزة وهي في عرض البحر، في حين أنه من غير الممكن تفتيش الطائرات وهي في الجو قبل الهبوط.

اجتماعات المركزية

ثم انتقل عباس للحديث عن اجتماعات اللجنة المركزية لحركة »فتح« التي انعقدت في العاصمة الأردنية قائلا: جاء هذا الإجتماع بعد أزمة طاحنة عانت منها »فتح«، وقد خرجنا بجملة اتفاقات وتفاهمات.. ارضينا الأخ أبو اللطف (فاروق القدومي) الذي كان يريد أن يكون له دور في تعيين السفراء والموافقة على المناقلات، وغيرها من الأمور«، وأضاف »اتفقنا على أن يمثل الأخ ناصر القدوة (وزير الشؤون الخارجية في حكومة السلطة) فلسطين في المؤتمرات والمحافل الدولية«.

وفيما يتعلق بالمؤتمر العام السادس لحركة »فتح«، قال عباس: اتفقنا على أن يتم عقده بعد اجراء انتخابات المجلس التشريعي، في حين لم نتفق بعد على موعد محدد لإجراء هذه الإنتخابات، وتركنا الأمر للتشاور مع الفصائل.

يضيف المصدر أن عباس كان مرتاحا لنتائج اجتماعات اللجنة المركزية، لكنه كان واضحا أنه حاول التعريض بفاروق القدومي بشكل غير مباشر من خلال القول »حللنا مشكلة الأخ أبو اللطف«. وهنا سأله الدكتور موسى أبو مرزوق: »ما هي مشكلته..؟«، ضحك أبو مازن وقال »التي قلناها لكم«. فعاود أبو مرزوق القول »لكن أبو اللطف يعتبر أنه انتصر في اجتماعات اللجنة المركزية«. وتقول المصادر أنه تبين أن أبو مرزوق يعتمد في كلامه على تقديرات لأنور عبد الهادي المستشار الإعلامي للقدومي، وتنقل المصادر أنه في مناسبة أخرى طرح تساؤلاً عن من هم مساعدي ومستشاري القدومي، فأجاب جبريل الرجوب الذي كان حاضرا »المفكر العظيم أنور عبد الهادي هو الذي يفكر للأخ أبو اللطف..!«.

انتخابات التشريعي

بعد أن استكمل عباس عرضه السابق، تقول المصادر أنه دار نقاش حول عدة قضايا مركزية في مقدمتها الإنتخابات التشريعية الفلسطينية، حيث طلب عباس رأي »حماس« بشأن الموعد المناسب لإجراء الإنتخابات. اجاب مشعل »لا ضرورة للتأخير بعد اقرار تعديل القانون الإنتخابي«. ونحن نعتقد أن نهاية العام الحالي هي الموعد الأقصى الذي يمكن أن يكون مناسبا. وكان المجلس التشريعي أقر تعديل قانون الإنتخاب في القراءة الثالثة والأخيرة على قاعدة تقسيم مقاعد المجلس مناصفة بين التمثيل النسبي والقوائم، وهو ما اتفق عليه في حوار القاهرة، غير أن عباس لم يصادق بعد على التعديل.

أجاب عباس: الجبهة الديمقراطية ترى اجراء الإنتخابات في كانون الثاني مطلع العام المقبل، والجبهة الشعبية ترى أن يتم ذلك في شباط الذي يليه.. والمنطقي أن تتم بعد الإنسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.

هنا لفت محمد نزال نظر عباس الى أن الإنسحاب الإسرائيلي من غزة سيتم خلال الشهرين المقبلين آب وايلول، فقال عباس »لكننا سنحتاج لوقت اضافي نرتب خلاله امورنا بعد الإنسحاب«. ولفت نزال نظره ثانية الى أن الإنتخابات البلدية، وقبلها الرئاسية جرت بوجود الإحتلال، كما أن الإحتلال سيخرج فقط من قطاع غزة، لكنه سيبقى في الضفة الغربية، وتساءل: لم يشترط تحقق الإنسحاب من قطاع غزة لإجراء الإنتخابات..؟

أجاب عباس: الأمر متصل بوضعنا نحن وليس بوضع الإسرائيليين. نريد أن نكون مستعدين، وقادرين على اجراء الإنتخابات. وخلصت قيادة »حماس«، وفقا لذات المصدر الفتحاوي، الى أن عباس يتجه لإجراء الإنتخابات مطلع العام المقبل، وفقا لقرار اللجنة المركزية لحركة »فتح«.

لجنة التفعيل

الحديث تطرق كذلك الى لجنة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، واعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني التي قرر الحوار الفلسطيني في القاهرة تشكيلها، حيث قال عباس: كلفت الأخ أبو الأديب »سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني« الحضور الى دمشق، والتقاء الفصائل والتفاهم معها بشأن التحضير لاجتماع تعقده اللجنة في القاهرة. فسأله مشعل: متى سيعقد الإجتماع في القاهرة..؟ أجاب عباس: »لاأدري بالضبط.. أنا لن أحضر«. فسأله مشعل مجددا »لماذا..؟«. قال عباس »أنا مشغول وسيكون معكم رئيس المجلس الوطني الفلسطيني.. تفاهموا معه، وهو مفوض من قبلي، لكن ليكن معلوما لديكم أنه ممنوع العودة للميثاق السابق »لمنظمة التحرير الفلسطينية«.

اجابه مشعل: لكن أبو الأديب يقول إن الميثاق لم يعدل بصورة قانونية..؟

عباس: هذا ليس صحيحا. الميثاق عدل في جلسة للمجلس المركزي الفلسطيني، وصوت على تعديله ثلثي أعضاء المجلس. واذا اردتم اعادته الى النص الذي كان عليه، لا بد أن يوافق على ذلك ثلثي أعضاء المجلس الوطني«.

ولكن، هل تقبل حركتا »حماس« والجهاد الإسلامي دخول منظمة التحرير الفلسطينية، على قاعدة الميثاق الوطني الفلسطيني المعدل، إن كانت شطبت منه جميع المواد التي تتعارض مع الإعتراف باسرائيل وحقها في الوجود، وتحث على تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني..؟!

مثل هذا السؤال يثير تساؤلات لدى المراقبين حول مدى جدية عباس في العمل على ادخال الحركتين الإسلاميتين لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلا إذا كان يريد من ادخال الحركتين الى منظمة التحرير استدراجهما للاعتراف بإسرائيل..!! لذلك، اجابه مشعل قائلا: »لا يجوز استباق عمل اللجنة (لجنة التفعيل).. كل الآراء يمكن أن تطرح في اطار اللجنة«.

رد عباس: لا يمكن القبول بميثاق يدعو لتدمير دولة اسرائيل..! فعلق أحد مسؤولي »حماس« قائلا: »ليس المقصود تدمير، بل ازالة دولة اسرائيل»..! فضحك الجميع.

وقال عباس في خضم النقاش حول هذه المسألة أنا مؤمن مثل أنور السادات الرئيس المصري الراحل ان 99 بالمئة من اوراق الحل هي بيد اميركا.

ولكن ما حقيقة القرار الذي اتخذه المجلس الوطني الفلسطيني في دورة انعقاده في غزة عام 1996..؟

الميثاق الوطني

لقد قرر المجلس الوطني الفلسطيني في نيسان 1996 الغاء أو تعديل جميع المواد التي تتعارض مع الإلتزام بالحل السلمي ونبذ وادانة الإرهاب، وما يخالف قراري مجلس الأمن ،242 338.. واحالة الأمر الى اللجنة القانونية للمجلس كي تقوم بتعديل مواد الميثاق في ضوء ذلك، لكن اللجنة القانونية لم تجتمع ولم تقم بالعمل الذي كلفت به. ولهذا فإن نص الميثاق الوطني الفلسطيني الموجود على المواقع الرسمية الفلسطينية حتى الآن هو النص قبل التعديل.

الرئيس الراحل ياسر عرفات، المعروف بدهائه الشديد، وجه يومها رسالة رسمية الى الرئيس كلينتون بصفته رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وذلك بتاريخ 22/12/1998 أوضح فيها بنود الميثاق التي تم الغاؤها نتيجة لقرار المجلس الوطني الفلسطيني. وفي تاريخ 14/12/1998 دعا عرفات الى عقد مؤتمر شعبي فلسطيني في غزة بحضور الرئيس كلينتون تم التصويت خلاله برفع الأيدي على اقرار رسالة عرفات اليه. وهي الرسالة التي سبق للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمجلس المركزي أن اقراها قبل انعقاد المؤتمر الشعبي. ولكن كل ما سبق لم ينتج نصاً بديلا، أو صياغة معدلة، وهذا ما يفسح المجال أمام القوى الرافضة لتعديل الميثاق الوطني للمجادلة في أن قرارا قد اتخذ يقضي بتعديل الميثاق، لكن الميثاق لم يعدل بالفعل.

مرجعية لبنان

بعد ذلك انتقل الحديث الى تناول ضرورة تشكيل مرجعية فلسطينية في لبنان، حيث بدأ مشعل الحديث منتقدا تصريحات منسوبة لعباس يقول فيها إن نزع سلاح المخيمات الفلسطينية أمر متروك للحكومة اللبنانية.

أجاب عباس إن ما يقوله في اللقاءات المغلقة هو ما يقوله في الإعلام. وأضاف »أنا لست صاحب خطاب مزدوج كغيري«، ونفى أن يكون قد تطرق لموضوع سلاح المخيمات. وقال إن ما يقوله دائما هو »نحن ضيوف مؤقتون، وإننا نخضع للقانون اللبناني، والشعب الفلسطيني يتوق للعيش الكريم«. وأكد »هذا هو موقفي، أما السلاح، فنحن غير مستعدين لدخول مواجهة مع الدولة اللبنانية من أجله. وما يتم التفاهم عليه مع الحكومة اللبنانية سننفذه«.

وأضاف عباس: لا نريد أن نورط الفلسطينيين في لبنان عبر لغة العنتريات، كما ورطنا صدام حسين في الكويت. لقد جاء لنا موقف منظمة التحرير المؤيد للعراق في حينه بالوبال، وفقد نصف مليون فلسطيني مصدر رزقهم في الكويت ودول خليجية أخرى، دون أن تفيدنا عنتريات صدام حسين بشيء، حين هدد اسرائيل بالكيماوي المزدوج.

وحول تشكيل مرجعية فلسطينية في لبنان قال عباس »هناك سفير فلسطيني يفترض أن يعين في بيروت، والسفير هو المرجعية«.

أجاب مشعل: السفير يمثل منظمة التحرير الفلسطينية، ونحن كما تعلم لسنا أعضاء في المنظمة. حين ندخل المنظمة يصبح لكل حادث حديث. قبل ذلك ينبغي أن تكون هناك مرجعية أسوة بما هو موجود في قطاع غزة تحت عنوان لجنة المتابعة. إن تجاهل القوى الفلسطينية الموجودة في لبنان غير مقبول.. ذلك أن تمرد فصيل، ولو كان صغيرا، سيدخل الفلسطينيين في لبنان في وضع سيء.

قال عباس: لا أمانع في تشكيل مثل هذه اللجنة، لكنه لم يلتزم بآليات محددة وواضحة لذلك.. وانتقل بالحديث الى قطاع غزة بعد الإنسحاب الإسرائيلي قائلا: توجد في غزة لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، وكل القضايا المتعلقة بالإنسحاب وما يترتب عليه ستبحث من خلالها.

هنا طرحت على عباس عدة اسئلة بشأن معبر رفح، وما اذا كان سيسمح بدخول وخروج الفلسطينيين عبره بشكل حر..؟ فأجاب »هناك خلاف مع الإسرائيليين حول ذلك. حتى الآن يطرحون علينا ضرورة وجود طرف دولي ثالث في المعبر الى جانبنا نحن والمصريين. وسيكون دور هذا الطرف المراقبة الأمنية، ولن يكون له الحق في منع مرور أحد«.

وأثناء وجود عباس في منزل مشعل تلقى اتصالا هاتفيا استمر قرابة ربع ساعة، لم يفهم الحضور شيئا مما دار فيه.. ذلك أن عباس كان يكتفي فقط بالإستماع والتعليق بكلمات محدودة مثل »جيد«، أو »ماشي«.. الخ.. لكنه حين طرح قادة »حماس« موضوع المعابر وامكانية دخول الفلسطينيين، أبلغ عباس الحضور أن الإتصال الهاتفي الذي تلقاه كان من العقيد محمد دحلان وزير الشؤون المدنية الذي ابلغه موافقة اسرائيل على دخول المسؤولين الفلسطينيين في الخارج، إن كانوا أصلا من سكان قطاع غزة. وفهم أن الموافقة الإسرائيلية قد تشمل الدكتور موسى أبو مرزوق، في حين أنها قد لا تشمل خالد مشعل.

*الدستور الاردنية

التعليقات