قناة المجد في مفترق طرق

قناة المجد في مفترق طرق
غزة-دنيا الوطن

بعد عدة سنوات من البث الفضائي لقناة المجد الدينية التي تدار برأس مال سعودي ، و بعد حجم كبير من الخسائر بعد انفصال المؤسسين لها فهد الشميمري و عبد الواحد العبيد ، تسعى القناة الفضائية إلى إطفاء خسائرها و تحويل مسؤوليتها الى قطاع اكبر يتمثل في الدعم الحكومي .

و ذلك حتى لو إقتضى الامر بيعها الى القطاع الحكومي الذي بدأت تسعى الى التأثيرعليه ، عبر اجتماعات ثنائية و جماعية من أجل توفير دعم مالي تقول القناة انه لمشاريع مستقبلية ستخدم الاسلام والمسلمين، و هو الامر الذي شككت فيه مصادر توجهت اليها وفود يرسلها مسؤولو القناة و المتعاطفين معها ، الذين يغلب عليهم التوجه الديني، و وجهوا برفض كبير من قبل عدة قطاعات حكومية.

و لم يتسنَ لإيلاف التحدث مع مسؤول القناة فهد الشميمري إذ لم يستجب هاتفه المحمول طيلة ليل أمس الأحد. و يرى متابعون بأن مكمن الرفض هو التحفظ على توجه و برامج القناة و طُرق صرفها للموارد التي وفرت لها في وقت سابق من تبرعات و عطايا من عدد من الذين كانوا يرغبون في وجود قناة اسلامية متخصصة، لكنهم بعد بثها تغيرت النظرة و بالتالي تغير الدعم الى الاقل مع انفصال طال الشركاء ، حتى في علاقة النسب التي انقطعت بين الشريكين للتتجه الى شحذ همم المتعاطفين عبر طرق ابواب كبار المسؤولين و رجال الاعمال.

و أشار البعض إلى وجوب تكوين لجان اشراف محايدة لتسيير اعمال القناة كشرط لتقديم الدعم المالي و هو ما ترفضه بدليل مركزيتها في كل الامور الادارية و الفنية و حتى التعليمات المشددة التي تصدرها القناة حتى في حضور الفتيات الصغيرات للمشاركة في برامج الاطفال و زاد من ذلك ظهور احد المطلوبين امنيا من منسوبي القناة و الذي كان يعمل مذيعا في برامجها مما اساء لسمعتها كثيرا.

و مع ذلك تظل قناة المجد الفضائية واحدة من القنوات التي استطاعت في وقت قصير كسب رصيد جماهيري كبير نجحت في استغلاله بتشفير بثها بعد أن أصبحت تمتلك أربع قنوات ترضي اذواق جمع كبير من الصحويين و المحافظين السعوديين ، الذين ايضا لم يرضوا بما تبثه القناة باعتبارها تجامل فئات رسمية و بالتالي ركزت بثها على فئات المجتمع المحافظ عبر منع الموسيقى في برامجها و متابعة مهرجانات صيفية داخلية تحاول الوصول الى مواقع لم يصلها التلفزيون السعودي .



و تحاول القناة الان دعم توجهها بدعم حكومي و شعبي عبر تحركات تتوجه الى شخصيات متنفذة و رجال اعمال، بعد أن اقترنت القناة بقناة المنار الشيعية التي يتبناها حزب الله المتشدد في لبنان في تطرفها عندما انطلق احد مشايخها بالقول بأن ما نزل على تسونامي هو عقوبة من الله .

و هو الامر الذي اثار حجما كبيرا من الرفض الغربي و الجدل ضد القناة ، تحدثت على إثره جهات اجنبية عن حصر بثها اوروبياً، و هو ماتخوفت منه القناة التي عاودت الاخطاء مرة اخرى بتهجمها عبر الداعية السعودي عايض القرني على وزير الاعلام إياد مدني و وزارة الاعلام.

و تأتي الحكاية عندما اتصل به احد مخرجي البرنامج في القناة الرياضية السعودية ليسأله عن اخبار برنامجه عبر التلفزيون السعودي فرد عليه القرني بهجوم مبطن دعى فيه ان تزول العوائق و ان ما حدث يجب ان يصحح في نظره، و الحادثة الاخيرة و ما سبقها من تجاوزات قد تؤخر الدعم او قد تضعفه في القطاعين الرسمي و الخاص كما ان المركزية و الانفرادية في القرار تؤثر على مسيرتها بالرغم من تأثيرها ايضا حتى على اسماء المقرئين في التلاوات التي تبث عبر قناة المجد للقرآن الكريم .

*ايلاف

التعليقات