فضيحة تعليمية على قنواتنا الفضائية

فضيحة تعليمية على قنواتنا الفضائية
غزة-دنيا الوطن

نعم هكذا مثلكم تماما صدمت من وقع هذه الكلمة... فقد أرعبني وأنا أرى تلك الرسائل الهاتفية على عدة قنوات فضائية يتبادلها الشباب والفتيات بينهم، تلك الكتابة الخالية من المضامين اللغوية بتلك المفردات التي أقل ما يقال عنها كما لو أنهم تعلموا اللغة العربية عند غير المتحدثين بها.

فباتت لغة الضاد تتلقى الضربات من هذا الجيل الذي سيتولى غدا مسؤولياته فلا هناك خبر لمبتدأ ولا فعل لفاعل فصارت اللغة العربية مفعولاً بها مع سبق الإصرار والترصد، تقلب الـ"ضاد" "ظاء" وتدخل كلمات جديدة تكتب كما تنطق فبتنا نرى "شوكرن" و"عفون"، نراها ونصفق الكف بالكف أهكذا هي مخرجات تعليمنا؟

هناك في اللغة ما يسمى الاختزال أو الكتابة السريعة وهي تستخدم لغرض معين وليست محمودة في الاستخدام الشائع بين البشر في التعاملات سواء اليومية أو الرسمية.

هذه من نتائج عصر السرعة الفضائي فبتنا نتعاطاه ضاربين بكل مقومات لغتنا عرض الحائط لا رقيب ولا تدقيق.. فوضى نراها الآن بدون أي تدخل، لكننا غدا سنرزح تحتها فتصبح أمرا واقعا.

هل بادرنا بسؤال أنفسنا لماذا؟

أعتقد أن العبء هنا يستوجب التدخل السريع من قبل جهتين من مؤسساتنا المسؤولة عن التعليم ومن يقع على عاتقه إدارة تلك القنوات الفضائية، نعلم أنكم واقع ونعلم أننا لا نستطيع فرض أمر عليكم فهو العصر الجديد لكنه طلب للمحافظة على لغتنا من هذا العبث، فالمتابع الآن للقنوات لا يشاهدها إنما يقرؤها لكثرة من يستخدمون بها خاصية الكتابة سواء في محطات الأخبار التي تضع شريطا لنقل آخر التطورات أو المحطات الاقتصادية وهي تنقل واقع الأسهم أو الرياضية وهي تنقل لنا بشريطها الآخر النتائج الرياضية.. وأخيرا تلك المحطات الجديدة التي لا أعرف ماذا تسمى هل هي غنائية أم غرف دردشة أم ماذا وهي تتناقل رسائل الشباب والشابات فيما بينهم..

في القرن الماضي قال أحمد شوقي إن لكل زمان آية وكانت آية القرن الماضي هي الصحف، يبدو أن آية هذا القرن هي قنواتنا الفضائية، أتمنى ألا تجعلنا نتحسر على لغتنا ومخرجات تعليمنا أجيالنا الجديدة..

فهل من مهتم؟

*الوطن

التعليقات