اليسا في حبك وجع : إطلالة مميزة وتفوق على الذات

اليسا في حبك وجع : إطلالة مميزة وتفوق على الذات
غزة-دنيا الوطن

قبل ما يقارب العامين التقى كل من اليسا وسليم الترك للمرة الأولى في العمل المصور لأغنية ( أجمل إحساس ) ، وأثار هذا التعاون حينها الكثير من اللغط والانتقادات، بسبب جرأة بعض المشاهد التي جمعت اليسا ببطل العمل وتركيز الترك عليها بشكل مبالغ به.

ولكن ورغم الإنتقادات التي انهالت عليه من النقاد نجح نجاحاً جماهيريا كبيراُ، وساهم في ارساء دعائم نجومية اليسا، ورسخ اسم سليم الترك في عالم الإخراج. كما كان فوز العمل بجائزة افضل اغنية مصورة في اكثر من مهرجان عربي في حينها بمثابة تتويج رسمي لهذا النجاح.

ويعود الثنائي للتعاون معا مجدداً في أغنية " حبك وجع " التي بدأ عرضها حصرياً على شاشة روتانا بداية الاسبوع الماضي، وكتب كلماتها نزار فرنسيس ، لحنها سمير صفير ، ووزعها موسيقياً جان ماري رياشي . وكعادته قدم لنا المبدع نزار فرنسيس فكرة مميزة تُرْجِمَت إلى صور شعرية معبرة من خلال مفردات تفيض رقة وعذوبة، كملها صفير بلحن رومانسي جميل ، وجاء اداء اليسا الشجي الدافق بالإحساس ليحقق التكامل المطلوب .

تدور احداث القصة حول زوجين رزقا حديثاً بطفلة رضيعة، يعيشان في سعادة وهناء الا ان هذه السعادة لا تكتمل، اذ ينغصها خلاف طاريء، ولكنه كبير ينشأ بينهما لسبب ما، فيترك على اثره الزوج (ايمانويل) المنزل.

ولأن حبهما كبير وصادق وحقيقي، نجد الحزن بادياً على الزوجة (اليسا) التي تبقى وحيدة مع طفلتها ، تحتضنها بحنو، وهي تشدو بالأغنية في مناطق مختلفه من المنزل ، تسترجع شريط حياتها بكل لحظات السعادة والحب والابوة التي كان يغدقها عليهما هي وطفلتها، ويبدو عليها الندم والقنوط، ولكن سرعان ما يتبدد كل ذلك لتحل محله الابتسامة والفرح، عندما تنتهي أحداث العمل بعودة الزوج إلى المنزل ، وعودة الأمور بينهما الى مجاريها من جديد..

"حبك وجع" يعد بمثابة تكملة لقصة " أجمل إحساس " ، والذي كانت احداثه تدور حول زوجين يقضيان شهر العسل معاً وحيدين في منزلهما. وكان قد جمع اليسا بالموديل الايطالي ايمانويل في حينها للمرة الاولى. فعادت اليسا للاستعانة به مجدداً في هذا العمل ليكمل معها مشوار الحياة الزوجية على الشاشة، ويشاركها أبوة ابنتهما التي كانت ثمرة زواجهما السعيد .

القصة جميلة ، مليئة بالمشاعر والأحاسيس ، وجاءت المشاهد متناغمة مع فكرة الأغنية ، واستطاع المخرج من خلالها أن يبين بأن الحب أقوى من أي خلاف طاريء، طرح تميز بالواقعية والبساطة، ولكن ما يؤخذ على المخرج أن البناء الدرامي لم يكن محبوكاً ، فتداخلت الخطوط الزمنية في العمل فلم يكن من السهل ان نفرق بين المرحلة التي توضح العلاقة الزوجية السعيدة (الفلاش باك) ومرحلة الانفصال والجفاء والذي طرأ على العلاقة ، ناهيك عن خفوت الاضاءة المبالغ به وبهتان الالوان الذي غلب على الصورة فجردها من الحيوية التي ميزت صورة الترك سابقاً.

ولو تلاعب بالاضاءة بشكل افضل فاعطى مشاهد الفرح صورة زاهية الالوان، وترك التعتيم على مشاهد اليسا وحيدة بعد الفراق، لضرب عصفورين بحجر واحد.

استخدم المخرج موقع وحيد للتصوير وهو المنزل ، وهو أمر متوقع لأن أحداث القصة تدور حول العلاقة الزوجية ، ووفق في اختيار المكان الذي بدا فخماً وأنيقاً بديكوراته الرائعة.

بعض المشاهد جاءت مميزة وجذابة، نذكر منها المشهد الذي جمع البطلين وهما يعتنيان بطفلتهما ، والذي عبر عن واقعية الأحداث ، وكذلك المشهد الذي بدا من خلاله البطلان يلهوان بلعبة ( Play station ) ، فأضفى جو من العفوية والبساطة على العمل ، ولعّل من أبرز تلك المشاهد والذي استوقفني عند مشاهدة الكليب ، مشهد الرقص الذي جمع اليسا و ايمانويل ، لا سيما بكم الرومانسية الذي احتواه، والذي حقق انسجام واضح مع الأغنية ، بالطبع إضافة إلى إتقان البطلين لرقصة " التانغو " الشهيرة .

تقنياً ، احتوت بعض المشاهد على المؤثرات الخاصة ، كما في التأثير الذي استخدمه على الشموع المشتعلة والاسطوانات واللوحات المعلقة على الحيطان، وجاءت حركة هذه المواد في توافق تام مع تصاعد وهبوط النغمة الموسيقية للأغنية، وكانت موفقة في بعض المشاهد ومبالغ بها في مشاهد اخرى ولكنها بشكل عام لم تنتقص او تؤثر على قيمة العمل ككل.

إطلالة اليسا كانت رائعة ومبهرة وهو ما اعتدناه منها ، ولكن الأمر الذي يحسب لصالحها هذه المرة أنها استطاعت أن تظهر قدراتها التمثيلة للمرة الأولى ، خاصة في المشاهد التي أدتها مع الطفلة فأتقنت دور الأم الذي أدته للمرة الأولى ، إضافة إلى المشهد الأخير من العمل ، الذي أدته بطريقة مميزة من خلال تعابير الوجه فجاء معبراً وخير خاتمة للعمل .


*عرب2000

التعليقات