عاجل

  • محدث: شهداء وجرحى في قصف استهدف خيمة بجوار مدرسة المواصي بشارع 5 غرب خانيونس

  • تعديل: نتنياهو يصل إلى البيت الأبيض تمهيدًا لعقد لقائه مع ترامب

  • جرحى جراء قصف للاحتلال استهدف خيمة بجوار مدرسة المواصي بشارع 5 غرب خانيونس

  • تنياهو يصل إلى البيت الأبيض تمهيدًا لعقد لقائه مع ترامب

الرقابة المصرية تحظر أيّ إشاراتٍ لاسرائيل: إسرائيل وأمريكا محور أفلام الصيف المصرية

الرقابة المصرية تحظر أيّ إشاراتٍ لاسرائيل: إسرائيل وأمريكا محور أفلام الصيف المصرية
غزة-دنيا الوطن

عادت موجة الهجوم على (إسرائيل) أو التعرّض لها ولسياستها هي والولايات المتحدة الأمريكية، مرة أخرى للموسم السينمائي الصيفي الحالي 2005، والتي بدأ عرضها الأسبوع الماضي، بعد فترة غياب لهذه المشاهد المعادية للدولة العبرية في الأفلام المصرية، بدأت مع انتشار السينما الشبابية في مصر منذ عام 2000، وتضمّنت مشاهد حرق أعلامٍ (إسرائيلية)، مثل فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، ومظاهرات ضدّها، وتصوير عمليات استشهادية ضد جنودها، مثل فيلم "أصحاب ولا بيزنس".

وواكب هذا الأمر تدخّلاً أكبر من الرقابة المصرية هذه المرة لوضع قائمة من الممنوعات، تتضمّن صورة العلم (الإسرائيلي) أو ذكر اسم السفارة (الإسرائيلية) علناً، تحاشياً لاحتجاجات (إسرائيلية) محتملة، أو اتهامات بمعاداة السامية، خاصة في أعقاب توقيع الرئيس الأمريكي جورج بوش في 16 تشرين أول (أكتوبر) 2004 على قانون جديد يلزم وزارة الخارجية الأمريكية بإحصاء الأعمال المعادية للسامية حول العالم.

تضمّنت قائمة الممنوعات هذا العام، وفق مطالب الرقابة على المصنفات الفنية، مطالبة عدة أفلام بتعديل أو حذف جملٍ وحوارات ومشاهد، أبرزها عدم تحديد اسم السفارة (الإسرائيلية) مثلاً، التي تجري أمامها مظاهرتان في فلمين من أفلام الصيف هما "السفارة في العمارة" و"سيد العاطفي"، أو إبراز صور هوية السفارة أو الدولة التي تنظّم المظاهرات ضدّها (إسرائيل)، فضلاً عن المطالبة بتخفيف بعض العبارات والجمل، التي تحمل إيحاءات جنسية صارخة، والمشاهد الساخنة التي اشتهرت عدة أفلام كوميدية مؤخّراً بتقديمها، مثل أفلام عادل إمام والممثلين الشبان الجدد.

ولأنّ فيلم (السفارة في العمارة) تدور قصته مباشرة حول مواطنٍ مصري يعود من الخارج ليجد السفارة (الإسرائيلية) تحتلّ الشقة المجاورة لشقّته، فقد حظِيَ الفيلم بأكثر الملاحظات الرقابية، إذ وضعت الرقابة تقريراً فنياً يتضمّن عشرات الملاحظات على السيناريو، كان أهمّها ضرورة عدم تحديد هوية السفارة بأنها (إسرائيلية)، والاكتفاء بالتنويه بأنها لدولة معادية، وتغيير كلّ ما يتّصل بذلك في العمل بناء على ذلك.

ونشرت صحيفة /الفجر/ المصرية المستقلّة في عددها الأسبوعيّ الأخير تفاصيل تقرير الرقابة حول هذه الممنوعات، حيث تضمّن التقرير حذف كلّ العبارات التي من شأنها التقليل من دور الجهات الأمنية، التي تقوم بحراسة السفارة، وأنْ لا يصدر منها ما يقلّل من قدرها، سواء في المشاهد أو العبارات، وحذف العبارات التي توحي بتدخّل (إسرائيل) في الزراعة المصرية وشؤونها، وحذف الإيحاءات الجنسية المباشرة، مثل وصف النساء بكلمات مثل "حتة تايلاندي"، إضافة إلى حذف كلّ العبارات، التي من شأنها التقليل من دور الحكومة، مثل عبارة "هي الحكومة لو كان ليها دور كان حصل كده"، على لسان أحد الشخصيات.

أمّا فيلم "سيد العاطفي"، وهو من بطولة ثامر حسني وعبلة كامل، فقد طلبت الرقابة حذف مشهد مظاهرة للمصريين أمام السفارة (الإسرائيلية)، يظهر فيها العلم (الإسرائيلي) بوضوح مع صورة لرئيس الوزراء الصهيونيّ آرائيل شارون عليها العلامة النازية، إضافة للمطالبة بحذف عبارةٍ لمسؤول أمني يحمي السفارة (الإسرائيلية)، في الفيلم، يقول فيها لزميله، تعليقاً على مظاهرات المصريين أمام السفارة "سيبوهم يقرفوهم شوية"، والتي توحي بتضامن الأمن مع الطلبة، على حساب وظيفتهم الأصلية في حماية السفارة، ربما للخشية من استغلال الإعلام (الإسرائيلي) ذلك في تصوير الأمر على أنّه معاداة للسامية.

ويدور فيلم "السفارة في العمارة"، وهو لعادل إمام وداليا البحيري، وإخراج عمرو عرفة، وتأليف يوسف معاطي، حول مهندس يدعي "شريف محيي" (هو عادل إمام)، يسافر إلى دولة خليجية، ويعود بعد 20 سنة ليجد السفارة (الإسرائيلية) تستقرّ في إحدى شقق العمارة التي يسكن بها، وبطريقة لا إرادية يجد نفسه كارهاً لتلك السفارة، لأنّ إجراءات حمايتها تحدّ من حريته، رغم أنّه لا ينتمي لأيّ اتجاهاتٍ سياسية أو وطنية.

ويقنعه أحد أصدقائه المحامين برفع دعوى قضائية لطرد السفارة من العمارة. وتتحوّل القضية إلى قضية رأي عام، ويتحوّل شريف إلى بطل في نظر الجميع، رغم أنّه شخصٌ يلهث دائماً وراء النساء والمغامرات العاطفية والجنسية، إلا أنّ السفارة (الإسرائيلية) لا تقف مكتوفة الأيدي، وتحاول تهديده، وتستطيع عن طريق بعض عملائها تدبير خطة محكمة لإلصاق تهمة الزنى بشريف، وذلك بعد أنْ ينجحوا في تصوير شريط فيديو له وهو في أوضاعٍ مخلة، ويساومونه بهذا الشريط، حتى يتنازل عن القضية المقامة ضدّ السفارة.

فيتحوّل إلى عميلٍ وخائنٍ للوطن في نظر الجميع، ويصاب بالاكتئاب، إلا أنّه يحاول الخروج من حالته بالاشتراك في المظاهرات المناهضة لـ(إسرائيل). وفي إحدى المظاهرات يلتقي بفتاة يسارية. وبعد مجموعة مفارقات يتزوّجها وينجب منها أطفالاً يدرّبهم على قذف السفارة (الإسرائيلية) بالحجارة كلّ يوم، حتى يشفي غليله منها!.

وأكّد عادل إمام أنّ الفيلم يسعى للإجابة عن سؤال واحد هو "لماذا يرفض المصريون التطبيع حتى الآن"، وهي رسالة لـ(إسرائيل) ولأيّ دولة تساندها، حتى يفهموا الوضع على حقيقته، مؤكّداً أنّ دور الفن هنا أكبر وأخطر تأثيراً من أيّ مجالاتٍ أخرى للتعبير عن ذات القضية، لكنّه أشار أيضاً إلى أنّ الفيلم كوميدي بالأساس وليس سياسيّاً.

فيما قال السينارست يوسف معاطي إنّ الفيلم لا يهدف أبداً لدعوة الناس للتطبيع أو العكس، لكنّه فقط يوصل رسالةً لمن يهمّه الأمر حول الجدار الفاصل بين المصريين والعرب من جهة و(إسرائيل) من جهة أخرى. وأضاف أنّ ظهور شخصية السفير (الإسرائيلي) جاء للتدليل على وجهة نظر أسرة الفيلم. فجميع سفراء (إسرائيل) بمصر تعرّضوا للاكتئاب، بسبب حالة العزلة، التي يعيشونها بالقاهرة، نتيجة ممارسات حكوماتهم ضدّ الفلسطينيين.

وقد قام عادل إمام بتصوير مشاهد المظاهرات في فيلمه الجديد أمام نقابتي الصحافيين والمحامين في ساعةٍ مبكّرة من صباح أحد أيام الجمعة، مستغلاً حالة الهدوء النادرة، التي عاشتها هذه المنطقة، التي تحوّلت إلى مركزٍ للمظاهرات في الآونة الأخيرة، رغم إعلان عادل إمام معارضته لهذه المظاهرات ضدّ الحكومة في المؤتمر الصحافي، الذي قدّم فيه فيلمه للنّقاد.

وشاركت في هذه المظاهرات السينمائية أعدادٌ كبيرة من الكومبارس بعد أنْ حصل فريق عمل الفيلم على التصاريح اللازمة من وزارة الداخلية. وتعتبر هذه المشاهد من أهمّ مشاهد الفيلم، وتعبّر عن رأي المصريين الرافض للتطبيع مع الاحتلال الصهيونيّ.

ويتميّز فيلم "السفارة في العمارة" بأنّه أول فيلمٍ تُجسَّد فيه شخصية السفير (الإسرائيلي)، التي يقوم بها الممثّل "لطفي لبيب"، الذي قال قبل التصوير، إنّه خاف في البداية من تصوير هذا الدور، لأنّه أحد جنود حرب تشرين أول (أكتوبر) 1973، وله مواقف مضادة للسياسة (الإسرائيلية). كما أنّ البسطاء من الجمهور لا يميّزون بين الممثّل والشخصية، التي يؤدّيها، ويخشى أنْ يكرهه المصريون، إلا أنّه وافق بعد ذلك، تقديراً لترشيح أسرة الفيلم له، وليثبت أنّ الفنان المصري "ليس ضدّ اليهود، ولكن ضدّ السياسات العنصرية"، وفق قوله.

إقبال على الأفلام التي تعادي إسرائيل:

يُذكَر أنّ نقد ومهاجمة (إسرائيل) وأمريكا، أو السخرية منهما، قد أصبح هو الطريق السريع لشهرة العديد من المطربين والأفلام المصرية الحديثة، رغم ضعف مستوى بعضها الفني الواضح. وقد بدأت هذه الظاهرة بفيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية" الكوميدي، الذي عرض عام 2000، وتمّ فيه حرق العلم (الإسرائيلي) في الجامعة الأمريكية، ثمّ فيلم "عبود على الحدود"، و"أصحاب ولا بيزنس"، الذي تعاطف بشدّة مع العمليات الاستشهادية الفلسطينية وصوّر إحداها، واستمرّت في فيلم "أتفرج يا سلام"، وأفلام أخرى تهاجم (إسرائيل) وأمريكا علنًا، أو بشكلٍ ضمنيّ، عبر مشهدٍ أو اثنين في الفيلم، وأصبحت ترضي الجمهور المصري الذي يكره (إسرائيل) وأمريكا بالفعل.

أفلام ضدّ احتلال العراق:

وقد جابهت الرقابة المصرية على الأفلام مشكلةً أخرى هذا العام مع موجة الأفلام التي تعادي أمريكا، وتندّد عملياً باحتلال العراق، وتهاجم الرئيس جورج بوش وتسخر منه. ففي فيلم "ليلة سقوط بغداد"، بطولة الممثّل الشاب أحمد عيد وحسن حسني، والذي يدور حول خوف رجلٍ مصريّ من احتلال الأمريكيين للقاهرة، كما حدث في العراق، طلبت الرقابة من المؤلف توضيح مشهد النهاية عندما يصحو البطل "شاكر" من النوم، فيفاجأ بأنّ جنود المارينز الأمريكيين يحاصرون القاهرة، حيث إنّ السيناريو لم يحدّد أو يوضّح هل كان هذا مجرّد حلم أم حقيقة؟.

وسبق لمسرحية "اللعب في الدماغ"، التي عُرِضت في مواسم صيفية سابقة، أنْ صوّرت بالفعل مشاهد لجنودٍ أمريكيين يحتلّون أشهر ميادين مصر (ميدان التحرير بوسط القاهرة)، وهو المكان المفضّل للمظاهرات المصرية المناهضة للأمريكيين.

وتستمرّ في الموسم الصيفي الحالي أيضاً موجة الأفلام الساخرة من بوش وإدارته، بسبب سعيه للسيطرة علي العالم بالقوة، وفرض الأطروحات الأمريكية، في صورة فيلم "معلهش إحنا بنتبهدل"، بطولة الممثّل أحمد آدم والممثّل الأمريكي، شبيه الرئيس بوش، ديفيد برنت، وفيلم "ليلة سقوط بغداد".

حيث تدور قصة فيلم "معلهش إحنا بنتبهدل" حول شخصٍ يتميّز بالفهلوة والكذب يضطر للسفر إلى العراق، للبحث عن ابنه الذي سافر إلى هناك للبحث عن عمل، واندلعت حرب غزو العراق، وانقطعت الاتصالات بين الأب وابنه، ويضطر للادّعاء أنّه على علاقةٍ بكبار القوم والكثير من الشخصيات العالمية مثل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير والرئيس الأمريكي جورج بوش، الذي يسمع بذلك فيستدعيه إلى البيت الأبيض لتكتمل المواقف الكوميدية بسخرية القرموطي من بوش وحكومته ومواقف أخرى طريفة في البيت الأبيض. ويتضمّن الفيلم معارك وتفجيراتٍ على غرار ما يجري في العراق من عمليات للمقاومة في المدن العراقية. وجرى تصوير هذه المشاهد في سورية.

أمّا فيلم (ليلة سقوط بغداد)، الذي يدور في إطارٍ كوميديّ سياسيّ فيركّز على قضية احتلال العراق، وتدور أحداثه حول أسرةٍ مصرية تتابع حدث سقوط بغداد عبر قنوات التلفزيون ومتابعة تأثير هذا الحدث عليها. ورغم درامية الحدث أو مأساويته إلا أنّ مؤلف الفيلم ومخرجه اختار لصياغته الكوميديا للسخرية وانتقاد ما يحلو له من أوضاع، كما يتيح له رصد ردود فعل الجماهير، ومدى التخوّف من جراء هذا الحدث، الذي ألقى بظلاله عليها.

ويجسّد الفنان أحمد عيد في الفيلم شخصية "طارق" المخترع الشاب، الذي اخترع سلاحاً يمنح القوات العراقية فرصة للتفوّق على الجنود الأمريكيين، ولكنّه يتعرّض لضغوطٍ كثيرة لنْ تُعرَف إلا عند عرض الفيلم.

*قدس برس

التعليقات