عاجل

  • جرحى جراء قصف للاحتلال استهدف خيمة بجوار مدرسة المواصي بشارع 5 غرب خانيونس

  • تنياهو يصل إلى البيت الأبيض تمهيدًا لعقد لقائه مع ترامب

محمد بكري عين ثالثة أم مخرج أول في فيلم برايفت ؟! بقلم: تيسير مشارقة

محمد بكري: شخصية خلافية وكاريزماتية

هل صدفة أن يخطئ البعض بالقول إن فيلم "برايفت" لمحمد بكري؟

بقلم : تيسير مشارقة

ضمن فعاليات مهرجان فلسطين الثقافي(فلسطين لنا) وفي بيت لحم يوم 30/5/2005 عرض الفيلم الايطالي "برايفت" للمخرج كوستانزو سافيريو من بطولة الممثل الفلسطيني محمد بكري.ولكن برنامج ذلك المهرجان جاء بمعلومة تتحدث عن""عرض فيلم private لمحمد بكري" " و يظهر من خلال ذلك البرنامج أن الفيلم الإيطالي هو لمحمد بكري(حسب برنامج المهرجان خطأ )علماً بأن الفنان القدير (بكري) كان الشخصية الفنية الأولى، والذي لعب الدور الرئيس(الأب المحافظ والصابر في بيته بالرغم من احتلال وحدة عسكرية اسرائيلية اجزاء هائلة منه) في الفيلم.

مخرج الفيلم هو الايطالي (كوستانزو سافيريو)الذي حضر إلى محمد بكري في شمال فلسطين (حسب رواية الفنان بكري) وعرض عليه السيناريو بالانجليزية، وبعد أن انشغل بكري في السيناريو وعمل فيه بمبضعه عرض أفكاره على المخرج فقبلها. وبقي بكري طوال الفيلم "العين الثالثة للمخرج " حسبما قال بكري في حديث لنا معه نشر في الموقع الالكتروني لجماعة السينما الفلسطينية.

بالرغم من هذه الحيثيات ، فإن هناك قناعة واعتقاد (لدى الكثيرين) بأن( محمد بكري) هو مخرج الفيلم (وقد يكون كذلك)!!.

المسألة بحاجة إلى تحقيق وتقصي إعلامي وصحفي .

ولكن لماذا يفعل محمد بكري ذلك؟(لماذا يتخلى عن إظهار دوره في الإخراج؟). قال بكري إنه كان "العين الثالثة لسافيريو". ماذا يعني ذلك :أنه كان المخرج التنفيذي أم مساعد المخرج.. أم ماذا؟!

وطالما الفيلم ناطق باللغة العربية ومترجم إلى الانجليزية فليس من المستبعد أن يكون الدور الأكبر للإخراج قد وقع على عاتق بكري !.



الفيلم (برايفت ) من صناعة من؟ هل هذه قضية هامة طالما أدى غرضه. أعتقد أن الأهم منذاك السؤالن سؤال جوهري آخر (الفيلم صنع لمن؟) لنا نحن الفلسطينيين أم للمشاهد الأوروبي. وينبغي أن يدرك المشاهد الوطني أن الغربي الأوروبي ينظر إلى المسائل بعين ثقافية(وبذهنية) أخرى غير عين وذهنية المواطن المحلي.

الفيلم من صناعة من، قد لا تكون هذه المسألة مهمة بالنسبة لبكري ، طالما هو كان (1)البطل الرئيس في الفيلم و(2)العين الثالثة للمخرج و(3)الحاضر سياسياً وأيديولوجياً و(4)قد أرضى جميع الأطراف في أدائه الفلسطيني والأوروبي والإسرائيلي : الطرف الفلسطيني بأنه عمل في صناعة فيلم يجسد واقع الحال الفلسطيني بعد أوسلو(تقطيع الأرض لمناطق أ و ب و ج)، وأرضى الطرف الأوروبي بدعوته لعدم المقاومة العنفية ، والمقاومة على الطريقة الغاندوية(من غاندي)، وارضى الطرف الإسرائيلي( واليهود في العالم في الوقت ذاته) حينما استكان للاحتلال العسكري (كأنه تعايش مع الاحتلال)وحين طلب من أفراد أسرته بعدم التورط وجدانيا وعاطفيا بـ "كراهية اليهود" والتعامل دون مقاومة تذكر مع "الجيران"(الجنود المحتلين للمنزل).

بالاضافة إلى كل ذلك أرضى محمد بكري ذاته الكاريزماتية ، ذات الحضور والتألق في الساحة الفنية. فهو دائم الحضور الفني في السينما الفلسطينية والإسرائيلية والعالمية. فيكفي حضوره في الأفلام الفلسطينية امتيازاً للفيلم الفلسطيني. وشارك محمد بكري في العديد من الأفلام الإسرائيلية بشكل مميز وأثر في رؤية إخراج بعض الأفلام وأثر في سياقها الدرامي(مثل نهاية فيلم "من وراء القضبان"BEHIND THE WALLS للمخرج الاسرائيلي أوري بارباش، 1984،1:43) الذي لعب فيه بكري دوراً رئيسيا هاما عندما كان معتدلا وليبرالياً في سجون الاحتلال وقريبا من نفس سجناء إسرائيليين يكافحون لنفس المصالح داخل السجن.

وكان هذا الممثل الخلافي (محمد بكري) حاضراً في فيلم اليوناني كوستا غافراس "حنا ..ك" والآن في "برايفت" للإيطالي كوستانزو سافيرو.

لا أحد يشكك في قدرات محمد بكري الابداعية في حقلي المسرح والسينما والمونودرما ( وبخاصة في "المتشائل") وربما هو لا يشغل نفسه باللغط حول شخصيته الخلافية فهو كاريزماتي القدرات وبسيط من قرية "البعنة" وأمه(سعيدة) فلسطينية ككل الأمهات الفلسطينيات بلا جدال.

لا يبخل محمد البكري بإرسال إشارات إلى أصدقائه من الوسط الفني الإسرائيلي بأنه لا يكره اليهود وإنما يكره الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته على الأرض الفلسطينية. ولا يخفي البكري وجهة نظره بأنه مع الطرق اللاعنفي في الكفاح ضد المحتل الاسرائيلي. ويعتبر البعض الطريق الغاندوي ارقى أشكال الكفاح في حياتنا المعاصرة مقارنة مع العنف الثوري والكفاح المسلح اللذان يشكلن أعلى مراتب الكفاح التحرري.

محمد البكري يهمه ـ على ما نعتقد استشعاراً من حوارنا معه ـ أن الفيلم أوصل الرسالة بوضوخ بصري وببساطة دون تكليف وشعارات ثورجية فارغة وطنّانة..

***

ملاحظة أخرى ينبغي قولها في فيلم "برايفت ": منذ المشاهد الأولى المتحركة مع الكاميرا المحمولة باليد والإضاءة الغريبة العجيبة (ليس على الأصول!!). فالفيلم الذي اعتبره البعض مهلهلاً ولغاية أيديولوجية ودعائية في نفس بكري والطلياني، فإن الفيلم ينتمي إلى الستايل الدوغمي (أسلوب الدوغما السينمائي كما في بعض الأفلام الاسكندنافية)، حيث لا حركة طبيعية لعدسة الكاميرا ولا كوادر (فريمات) ولا إضاءة اصطناعية ولا اكسسوارت خارجة عن السياق. ويعترف محمد بكري بأن مخرج "برايفت" الإيطالي ستافيريو من محبذي سينما الدوغما(أنظر الحوار معه في موقع جماعة السينما الفلسطينية).

[email protected]

التعليقات