تحذير للنساء من تقليد روبي بقلم: رامي خوري

تحذير للنساء من تقليد روبي

الصحفي / رامي خوري

لم يكن السيد عزمي يتوقع ان يقتل زوجته ذات يوم‚ فقد كانت تربطهما علاقة حب قوية بدأت منذ الصغر‚ منذ ان كانا طفلين بالغين يلعبان سويا في الازقة والحارات‚ كذلك لم يكن احد من الجيران او الاقارب يتوقع ان يرتكب عزمي جريمة مروعة تنتهي بحياة ام اولاده ورفيقة دربه في حياة موحشة‚ فقد عرف الرجل بهدوئه غير المعتاد‚ وكونه ينتمي لاسرة محافظة تحتفظ بأسرارها ونادرا ما يقال عنها مكروه‚

لكن ذلك حدث‚ فقد قتل عزمي البسيط زوجته‚ وكانت الفنانة روبي وراء جريمة القتل‚ فما هي القصة بالضبط؟

داخل المشفى العقابي يوجد النزيل عزمي الذي يحاول الاطباء تفسير حالته النفسية وتشخيصها‚ لمعرفة ان كان الرجل يعاني من مرض نفسي ام لا! لكن عزمي يبدو بوضع قلق وهو يبكي مسترجعا اللحظات الاخيرة المؤلمة التي قضى فيها على زوجته‚ يقول عزمي: كنت اعود من عملي في وقت متأخر‚ ولم يكن يشغلني شيء في العالم سوى عملي وبيتي‚ وفي فترات الراحة بالمساء غالبا ما اجلس امام التليفزيون لأتابع البرامج المنوعة والمسلسلات‚ الى ان جاء المساء الغريب الذي حدثت فيه الكارثة‚ما جرى في ذلك المساء ان عزمي جلس امام التليفزيون في حين ذهبت زوجته لإعداد طعام العشاء وبدأ الرجل في تقليب القنوات الى ان توقف مع مشهد فيديو كليب لفتاة ترقص بجسد نحيل مقلبة ردفيها وتتمايل مع انغام الموسيقى ومعها بدأ عزمي البالغ من العمر خمسين سنة في التمايل ثم أشعل سيجارة راح ينفث دخانها مع استغراقه مع روبي‚

انتهى الفيديو كليب فشعر عزمي بحالة حزن تحاصره‚فأسرع الى المطبخ ينادي زوجته‚ جاءت المرأة مسرعة لتفهم ماذا يريد زوجها‚ هل يرغب في غسل قدميه بماء ساخن كما يفعل كل ليلة‚

لم يكن الامر متعلقا بالماء الساخن‚ او القدمين المتورمتين‚ بل بقلب عزمي الذي تورم وهاج عندما طلب من زوجته ان تترك كل شيء لترقص له بطريقة روبي لكن المرأة كبيرة السن والغارقة في هموم الدنيا قالت للرجل عيب‚ كررت الكلمة اكثر من مرة ولم يكن عزمي يسمع لها فقد كان يكرر إلحاحه الى ان احتدم النقاش بينهما وتحول الى ضرب باليدين ومقاومة من الزوجة التي كانت تحاول ان تفهم زوجها ان هذه تصرفات مراهقين‚وانفجر عزمي فحولة ورجولة‚ ليصبح كائنا شرسا ومختلفا لا يقاوم واستمر في الضرب وتفريغ طاقته الفائضة من تعب النهار وكانت الخلاصة ان الزوجة انهارت اذ كانت تعاني من داء القلب وكان انهيارها نهاية لحياتها لم يتوقعها عزمي الذي شرع في الصراخ غير مصدق لما حدث وهو يصيح: لعن الله التليفزيون وبنات الليل‚

وصل الصراخ الى الجيران الذين اقتحموا الشقة واكتشفوا ما حدث ثم جاءت الشرطة فأخذت عزمي الى السجن اما الزوجة المسكينة فقد اخذت الى المستشفى ومن ثم الى المقابر.

[email protected]

التعليقات