رسالة ابو اللطف الى عبد الباري عطوان رئيس تحرير جريدة القدس العربي

الاخ العزيز عبد الباري عطوان حفظه الله

رئيس تحرير جريدة القدس العربي الغراء

لندن

تحية عربية طيبة :

اسعدني كل السعادة ان اقرا مقالكم في جريدة القدس العربي الغراء ، بعنوان "معارك عباس و القدومي" بتاريخ 9/5/2005 و ما اوردته من معلومات حول هذا الموضوع ، اود هنا ان ازودكم ببعض المعلومات التي تخفى عليكم ايضاحا للحقيقة و التاريخ ، فقد توليت مسؤولية الدائرة السياسية و عملت في المجال الدبلوماسي منذ عام 1973 حتى الآن .

لا بد هنا من الايضاح ان تعيين و نقل و اقالة السفراء يتم بتوقيع كل من الاخ الشهيد ابو عمار بصفته رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية و ثم رئيسا لدولة فلسطين منذ عام 1988 عندما اعلنت وثيقة الاستقلال يوم 15/11/1988 بالجزائر ، و الاخ ابو لطف رئيس الدائرة السياسية و من بعد ذلك وزيرا لخارجية دولة فلسطين في الحكومة المؤقتة ، و لا اخفي عليك ان الاخ الشهيد ابو عمار ، هو الذي يختار و يعين السفراء لان السفير يعتبر ممثلا لرئيس الدولة .

بعد فترة من الزمن كان علينا ان نقوم بنقل بعض السفراء بعد ان يقضي في مكانه اربعة اعوام حسب الاصول ، لكن اللجنة التنفيذية كانت تعتبر هؤلاء السفراء رسلا للثورة في الدول التي عينوا فيها ، فلهم مسؤوليات تزيد بكثير عن مسؤوليات الدبلوماسية للسفير ، و في نفس الوقت لم يكن الجميع يحملون صفة السفير لان بعض الدول لا تعترف بدولة فلسطين ، كالدول الاوروبية الغربية وامريكا و العديد من دول امريكا اللاتينية ، و كثيرا ما كان رئيس الدولة بحكم صلاتنا الطيبة معه و مع بلاده يطلب منا ابقاء السفير او الممثل المعتمد لديه .

مع كل ذلك كان من واجبنا ان نضع الانظمة و القوانين و التسميات للممثلين الذين اعترف بهم كسفراء و وضعنا الانظمة الدبلوماسية الخاصة بالسلك الدبلوماسي .

و للحقيقة فان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة الشهيد ابو عمار ، كانت تعين بعض الممثلين قبل ان تعلمنا بتعيينهم ، و يعتمدهم الاخ الشهيد ابو عمار في كتاب اعتماد يسلمها للسفير المعين ، و كثيرا ما راجعتنا بعض الدول بضرورة اتخاذ الاجراءات المتبعة قبل اعتماد اي سفير بتقديم ترشيح له و تقديم السيرة الذاتية للسفير المزمع تعيينه في تلك الدولة و الانتظار لحين موافقة الدولة المعنية .

اضف الى ذلك ان اعضاء في المجلس المركزي و اعضاء من اللجنة المركزية لحركة فتح يطالبون باجراء تنقلات لعدد من السفراء و التحقيق مع الآخرين ، و عندما كانت الدائرة السياسية تقوم لاتخاذ الاجراءات المطلوبة ، تواجه باعتراض من القيادة الفلسطينية التي تعيش في الاراضي الفلسطينية المحتلة ، و قد قمنا مرات عديدة قوائم شاملة لاجراء هذه التنقلات ، و كثيرا ما تم العفو عن عدد من الخاطئين لسبب او لآخر ، فنحن محكومون بعدم التصرف لاجراء الاصلاحات فتوقيع رئيس اللجنة التنفيذية امر واجب ، و لا حاجة الى مزيد من التفسير ، فانتم على اطلاع بنتائج اتفاق اوسلو و ما خلفه من تكثيف للاستيطان و ضياع للقدس و حصار للاخ الشهيد ابو عمار و اغلاق للضفة و القطاع و قتل و اغتيال للمواطنين و ارهابا تمارسه سلطات الاحتلال الاسرائيلية ، و التدخلات و الاملاءات الامريكية و الاسرائيلية و قناعات البعض في الداخل بما يختلف عن الاتجاه العام للجماهير الفلسطينية في الداخل و الخارج بعد ان امضوا عشر سنوات في لقاءات مع الاسرائيليين مما ازال الحاجز النفسي بينهم و بين العدو الاسرائيلي و كانت آخرها تفاهمات شرم الشيخ .

و نشهد اليوم عملية لتصفية المقاومة الفلسطينية من خلال نظام التقاعد و التهدئة المزيفة و اعلان دولة في حضن الاحتلال الاسرائيلي بهدف القضاء على المنظمة و اعتبار السلطة المزيفة تمثل الشعب الفلسطيني باكمله بدلا من منظمة التحرير الفلسطينية .. حاشا لله .

و في الختام اكرر شكري لك ايها الاخ و الصديق العزيز لكلماتك الصريحة الصادقة و لمواقفك الموضوعية التي لها نصيب كبير في قول الحق في زمن غابت فيه الشجاعة و اختفت المصداقية .

مع اطيب تحياتنا

فاروق القدومي

وزير خارجية دولة فلسطين

رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية

التعليقات