اسرار جديدة عن اغراق المدمرة الاسرائيلية ايلات على يد البحرية المصرية بقلم:محمد البحيري
بعد 38 سنة من تنفيذ العملية
اسرار جديدة عن اغراق المدمرة الاسرائيلية "ايلات" على يد البحرية المصرية
المسئول عن ابلاغ التقارير بالمخابرات العسكرية الاسرائيلية ترك مكانه وذهب لتناول الطعام!
7 معلومات استخبارية كانت قادرة على منع الماساة الاسرائيلية!
قائد المدمرة: كان ينبغي على اي عاقل ان يدرك ان مصر ستنتقم!
محمد البحيري-مصر
رغم مرور ما يقرب من 38 عاما على نجاح قوات البحرية المصرية في اغراق المدمرة الا سرائيلية ايلات، الا ان العملية ما زالت محل بحث ودراسة في اسرائيل، حتى ان خبراء العسكرية الاسرائيلية اطلقوا على هذه العملية التي هزت العسكرية الاسرائيلية بأنها تمثل "المحدال الاول"، اي التقصير الاول، في اشارة الى اهمال وتقصير القادة الاسرائيليين وخاصة اجهزة المخابرات في تلافي هذه العملية والحيلولة دون وقوعها، ولعلها عادة الاسرائيليين دائما عند الهزيمة عدم الاعتراف بقوة الخصم، وانما إنساب الانتصار الى تقصير الاسرائيليين انفسهم، فتكون المحصلة ان الاسرائيليين هزموا انفسهم بانفسهم، لا على يد الخصم المصري!
ساعات قليلة قبل غرق المدمرة ايلات، تلقت المخابرات العسكرية الاسرائيلية امرا مصريا تتضمن الموافقة على اطلاق النيران من خارج بورسعيد، والحقيقة ان في هذا اليوم 21 اكتوبر 1967، تمكنت المخابرات العسكرية الاسرائيلية من الحصول على ستة معلومات تشير جميعا الى عزم مصر تنفيذ عملية بحرية ضد اسرائيل. ماا جرى لهذه المعلومات؟
يصف الاسرائيليون هذه العملية "المؤلمة" بانها نتاج فشل مخابراتي اسرائيلي، يحاول الجيش الاسرائيلي اخفائه حتى يومنا هذا. ولكن يتسحاق شوشان احد قادة المدمرة الذي كان على متنها لحظة اغراقها امام شواطئ بور سعيد في اكتوبر 1967، ما زال على قيد الحياة حتى الآن وقرر الكشف عن اسرار هذه العملية التي كانت آخر معركة شارك فيها.
منذ 12 عاما اصدر شوشان كتابه الاول بعنوان "المعركة الاخيرة للمدمرة ايلات"، كشف فيها عن بعض اسرار العملية، ولكن ضميره، على حد قوله ما زال يؤنبه لانه لم يكشف عن كل ما لديه، فقرر الآن بعد ان وصل عمره الى الخامسة والسبعين، الكشف عن السر الكبير المتعلق بفشل المخابرات العسكرية الاسرائيلية، ذلك الفشل الذي سبق عملية الاغراق، والذي تجاهد المؤسسة العسكرية الاسرائيلية في اخفائه حتى هذه اللحظة.
اصيب شوشان في هذه العملية التي اسفرت عن مقتل سبعة واربعين من مقاتلي المدمرة ايلات، واصابة اكثر من 100 آخرين. ويروي شوشان انه تعرض لضغوط وعوائق كبيرة طوال السنوات الماضية لمنعه من الكشف عن الفشل المخابراتي الاسرائيلي، وكان آخرها عائق "اخلاقي" على حد وصفه، خوفا من ايذاء عائلات الجنود القتلى الذين سيدركون انه كان بالامكان منع وقوع هذه المأساة، وان ابنائهم قد ماتو سدى، ودون مبرر"! اما الآن وبعد لم يبق سوى اب واحد لاحد ضحايا المدمرة ايلات، قرر شوشان الكشف عن السر، قائلا: "اؤمن من كل قلبي انهم لو كانوا قد نقلوا لي المعلومات المخابراتية التي حصلت عليها المخابرات العسكرية الاسرائيلية، لكنت قادرا على منع هذه الكارثة". وهو يلقي باللائمة على وحدة التصنت والتجسس الاليكتروني المركزي بالجيش الاسرائيلي، التي تخضع لقيادة المخابرات العسكرية الاسرائيلية، المعروفة اليوم بالرقم "8200"، وكان رقمها آنذاك 515، كما يلقى بالمسئولية على "ديفيد لافيتان" الذي كان وقتها ضابطا بتلك الوحدة.
قبل بضع سنوات تمكن شوشان من معرفة مكان "لافيتان" وحاول التحدث معه، ولكن الاخير رفض، بحجة انه لم يحصل على اذن من رئيس المخابرات العسكرية الاسرائيلية للتحدث في هذ الموضوع، الذي تعهد كتابيا بالحفاظ على سريته.
وقد حاولت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية التوجه الى رئيس المخابرات العسكرية الاسرائيلية الآن "اهارون فركش زئيفي" الذي كان قائدا للوحدة 8200 في السابق، من اجل السماح بالكشف عن الوثائق المخابراتية الخاصة باغراق المدمرة ايلات، والسماح ل "لافيتان" بالتحدث عن العملية، وكان النتيجة الطبيعية هي "رفض فركش"!.
تاريخ المدمرة
قامت بريطانيا بصناعة المدمرة ايلات عام 1942، وبدأت ابحارها عام 1944، وتم اعدادها للمشاركة في الحرب العالمية الثانية ضمن الاسطول البريطاني. وفي عام 1955 وافقت الحكومة البريطانية على بيع مدمرتين من نفس الطراز لاسرائيل، سميت الاولى "ايلات" والثانية "يافا"، وكان ثمن الواحدة 35 الف جنيه استرليني. وتم تجديدهما وصيانتهما في ترسانة بريطانية، ثم ادخلت الخدمة الى سلاح البحرية الاسرائيلية.
بعد وقت قصير من وصول "ايلات" شاركت في معارك العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وخاصة في معركة اصطياد المدمرة المصرية "ابراهيم الاول"، الذي تغير اسمها بعد ذلك الى "المدمرة حيفا".
ويشير ملف المدمرة ايلات ايضا الى انها ابحرت الى قبرص عام 1959 لمساعدة ضحايا زلزال وقع هناك، والمشاركة في تصوير فيلم "اكسودس" الذي قام ببطولته "بول نيومان".
كان دور سلاح البحرية الاسرائيلية في حرب 1967 بقيادة العميد "شلومو ارال"، ضعيفا للغاية حتى انه فشل في كل المهام التي اوكلت اليه. فمقاتلي الكوماندوز البحري "الوحدة 13" وقوات اخرى من سلاح البحرية الاسرائيلية تم تكليفها بمهاجمة ثلاثة موانئ في سوريا، ولكنهم فشلوا في تنفيذ المهمة فشلا ذريعا وارتدوا جميعا على اعقابهم. قوة بحرية اسرائلية اخرى تمكنت من التسلل الى ميناء بور سعيد ولكنها فشلت في تعيين الاهداف المحددة لها فارتدت هي الاخرى. وكانت هناك غارة بحرية اخرى للوحدة البحرية الاسرائيلية 13 على ميناء الاسكندرية وفشلت فشلا ذريعا، حيث نجحت البحرية المصرية في اسر ستة جنود اسرائيليين. والانجاز الوحيد للبحرية الاسرائيلية كما يزعم القادة الاسرائيليون، وان كان ايضا مشكوكا فيه، كان الابحار عبر مضائق تيران والسيطرة على شرم الشيخ دون معارك على يد قوة من ثلاث سفن توربيدو بقيادة ابراهام شيتا بوتشر، نائب قائد سلاح البحرية الاسرائيلية. وبعد احتلال سيناء في 1967 توسعت مهام سلاح البحرية الاسرائيلية، حيث اصبحت الحدود البحرية تزيد عن مئات الكيلومترات، بينما لم يكن متوافرا لسلاح البحرية الاسرائيلية في هذه المنطقة سوى قوة بسيطة مكونة من ثلاث غواصات وثلاث مدمرات وثلاثة سفن توربيدو. اما المدمرة ايلات فكانت مهمتها حراسة شواطئ شمال سيناء، في الممر الممتد بين ميناء اشدود ومرورا بالعريش وانتهاء ببور سعيد عند قناة السويس. ويقول شوشان كانت هذه المهمة كبيرة جدا، وكان هدفها اثبات التواجد، واظهار ان اسرائيل هي صاحبة البيت! وكانت مكهمتها ايضا منع اية قطع بحرية مصرية من التسلل الى المناطق التي احتلتها اسرائيل، بما في ذلك منع تسلل عناصر المخابرات المصرية الى هذه المناطق لجمع المعلومات.
شوشان
ولد يتسحاق شوشان عام 1930 في بلجيكا لابوين من اصل بولندي، وةكان اسم العائلة هو "بلات"، وقد بقي مع والديه خلال احداث هتلر، ثم انضم والديه الى عصابة يهودية سرية، واودعاه في مدرسة داخلية خاصة بابناء الاسرى البلجيك. بعد الحرب العالمية الثانية انضم شوشان الى حركة الشباب الصهيوني المعروفة باسم "جوردونيا". وفي عام 1946 ابحر الى فلسطين على متن سفينة تم اسرها من جانب الاسطول البريطاني. وبعد اعتقال كل من على متنها لمدة شهر، تم اطلاق سراح شوشان، وانضم الى طليعة المستوطنين اليهود يف مستوطنة "رامات ديفيد". بعد ذلك تطوع في سلاح البحرية التابع لعصابات البالماخ اليهودية التي كانت تمثل نواة الجيش الاسرائيلي فيما بعد. وفي عام 1950 تم ارساله ضمن 40 جنديا اخر في بعثة دراسية بالاكاديمية البحرية الفرنسية، وعندئذ تغير اسمه من "بلات" الى شوشان.
بعد عودته من البعثة الدراسية في فرنسا عام 1953 تدرج شوشان في مناصبه مختلفة داخل سلاح البحرية الاسرائيلية طوال 13 سنة. في هذه الفترة باع الاتحاد السوفيتي لمصر سفنا حربية سريعة من طراز "كومر" و "اوسا"، حيث زودت بصواريخ "ستايكس" التي يصل مداها الى 40 كيلومتر، الامر الذي اثار قلق اسرائيل، فخططت لحصول على سفن صاروخية مشابهة تكون مصممة على طراز "ياجوار" الالماني، ولكن تم كشف امر الصفقة الاسرائيلية الالمانية على الساحة الدولية، فتراجعت المانيا عن الصفقة، الامر الذي اضطر اسرائيل الى الحصول على سفن حربية من فرنسا، ولكن فرنسا هي الاخرى رفضت منح اسرائيل ما تريده، ولكن تم تهريبها فعلا الى اسرائيل عام 1968 في عملية تم تسميتها بـ "سفن شاربورج"!
في هذه الفترة سعى سلاح البحرية لاسرائيلية الى تضييق الفجوة التي كانت كبيرة لصالح البحرية الاسرائيلية، ففكرت بالاعتماد على اسلحة الحرب الاليكترونية، وحاولت تطوير وسائل تشويش اليكتروني تعمل على تضليل الصواريخ المصرية وحرفها عن مسارها. في وحدة الحرب الاليكترونية المسئولة عن مثل هذه التطويرات تعرف شوشان على مهندس الاليكترونيات "حيروت تسامح" الذي حصل على العديد من الجوائز لمساهمته في تدعيم امن اسرائيل عبر جهوده في هذا المجال.
في عام 1966 اولكت قيادة المدمرة ايلات التي كان طاقمها مؤلفا من 150 – 200 جنديا، الى شوشان.
في 11 يوليو 1967 اثناء جولة للمدمرة ايلات برفقة ثلاثة سفن حربية توربيدو عند شواطئ سيناء، حدث اشتباك في موقعة خطيرة ومثيرة للجدل حتى الآن، حيث حددت البحرية الاسرائيلية موقع قوة بحرية مصرية تبحر في المياه الدولية، فاطلقت عليها النيران واغرقت سفينتي توربيدو مصريتين، بما يعني انتهاك اسرائيل لاتفاق وقف اطلاق النار المبرم مع مصر. وعند عودة شوشان بمدمرته ايلات الى ميناء اشدود طلب منه "ارال" الذي اصدر اليه اوامر اطلاق النار على القطع البحرية المصرية، الا يفصح عن تفاصيل العملية ، وان يدعهي كذبا بالقول ان العملية تمت خلال جولة روتينية للمدمرة ايلات، وقد كان، فاعرب رئيس الاركان اسحاق رابين عن اعجابه، بينما اكتفى وزير الدفاع موشيه ديان بابلاغ تهانيه لطاقم المدمرة، ورغم خطورة العملية وتضارب الاقوال بين القادة الاسرائيليين لم تشكل اية لجان لتحقيق في الحادث، الامر الذي اعتبره شوشان مؤشرا على مسار الامور في المستقبل الذي لم يكن بعيدا!
الانتقام المصري
يقول شوشان: "كان ينبغي عى كل عاقل ان يعي ان مصر لن تقف مكتوفة الايدي، وانها ستبادر الى الانتقام لنفسها، ولكن الغرور ونشوة النصر كانت تخيم على عقول قادة البحرية الاسرائيلية".
في 21 اكتوبر 1967 اثناء جولة روتينية للمدمرة ايلات، تربصت قوارب مصرية حاملة للصواريخ. وقبل يوم من ذلك قال ابراهام بوتشر لشوشان ان التقارير المخابراتية الاسرائيلية تشير الى ان المصريين تمكنوا من القتاط مسار المدمرة ايلات.
في السابعة من مساء 21 اكتوبر كان شوشان على متن المدمرة ايلات يراقب منازل بورسعيد المطلة على البحر، بجمالها وهدوئها الخلاب، وفجأة سمعت صوت تقرير من الرادار الذي التقط جسما يقترب من المدمرة، تبين بعد ذلك انه اول صاروخ مصري من طراز "ستايكس"، من بين اربعة صواريخ اخرى اصابت المدمرة ايلات، وعندما شرعت المدمرة في تشغيل مدافعها لاطلاق النيران كان الوقت قد فات، حيث غرقت ايلات، ولقى 47 جنديا اسرائيليا مصرعه واصيب 100 اخرون من بين طاقم المدمرة الذي كان يبلغ 200 اسرائيلي. وكانت عمليات الانقاذ التي نفذها السلاح الجوي الاسرائيلي بطيئة للغاية، مما ادى الى موت عدد من المصابين، الذين تم نقل بقيتهم الى مستشفى "سوروكا" في بئر سبع.
تم تشكيل لجنة تحقيق من جانب الجيش الاسرائيلي، ووضعت تقريرا سريا لم يعلم شوشان بمحتواه الا بعد مرور عشرين سنة عندما تم تسريب محتواه الى صحيفة هآرتس الاسرائيلية عام 1987، وكانت النتيجة ادانة شوشان لانه لم يتمكن من ادراك معنى الاشارات التي كان رادار المدمرة ايلات يلتقطها والتي كانت تشير الى وجود قطع بحرية غريبة تقترب من محيط المدمرة.
لم يعلم شوشان بامر الفحص الثاني لعمليةاغراق المدمرةايلات الا من خلال قصاصة صحيفة قديمة، حيث كان يعالج شوشان من كسر بالعمود الفقري، ويتعاطى جرعات مكثفة من المورفين لتسكين آلامه الشديدة. وفي 1968 فقط تمكن من الاطلاع على تقرير وضعه الجنرال "بار ليف" (صاحب خط بارليف الشهير)، بعد زيارة قصيرة لبعض الماصبين في المستشفى، دون ان يتوجه بالسؤال او الحديث مع شوشان. الا ان الجزء المهم في تقرير بار ليف هو الاشارة الى الفشل الاستخباراتي، الذي طالبت المخابرات العسكرية الاسرئايلية باخفائه تماما حتى اليوم.
ويقول شوشان: "في اليوم التالي لاغراق المدمرة ايلات تمكنت بصعوبة من تمييز ثلاث شخصيات عسكرية اسرائيلية بجوار فراشي، احدهم كان يشعياهو جابيش" قائد جيش الجنوب الذي سالني: "اخبرني ألم تستقبلوا برقيتين تم التقاطهما اول امس من بورسعيد؟!" وعندما سألت مندهشا "اي برقيتين؟!" عند ئذ ادرك المحققون انهم يسالون عن شيئ لا علم لي به، ففضلوا الاحتفاظ بالمعلومات لانفسهم وغيروا موضوع الحديث ثم انصرفوا".
7 معلومات استخباراتية
عندما قرر شوشان كشف الحقيقة الغامضة الخاصة بدور المخابرات العسكرية الاسرائيلية في اغراق المدمرة ايلات، تلقى مساعدة من اشخاص عديدين بشكل سري، اكدوا له جميعا ان الامر يتعلق معلومات استخبارية هامة لم تقم الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية بنقلها الى سلاح البحرية الاسرائيلية. وكانت خلاصة ما حصل عليه شوشان من معلومات سرية تؤكد ان المخابرات العسكرية الاسرائيلية حصلت على سبعة معلومات استخبارية من اجهزة التجسس الاليكتروني وغيرها في نفس يوم اغراق المدمرة ايلات، تشير جميعها الى ان المصريين على وشك تنفيذ عملية عسكرية بحرية ضد اسرائيل. تضمنت المعلومة الاولى اعلان الاستعداد لقوات المدفعية المصرية الساحلية بالقرب من بور سعيد. ومن تقرير ثان، تبين ان مروحية مصرية تمكنت من تحديد موقع المدمرة ايلات. ولكن المعلومتين المهمتين على الاطلاق وصلت للاستخبارات العسكرية الاسرائيلية قبل اغراق المدمرة ايلات بنحو ساعتين او ثلاث ساعات. الاولى كانت تتضمن امرا مصريا بانه لن يتم اطلاق النار من ميناء بورسعيد، ولكن هناك موافقة على اطلاق النار من خارج الميناء. اما الثانية فكانت تعليمات باعلان حالة التأهب القصوى في كل الاسلحة البحرية المصرية الموجودة بمنطقة بور سعيد.
التحقيقات التي اجريت بهذا الشأن اسفرت عن ادعاء المخابرات العسكرية الاسرائيلية بابلاغ محتوى هذه الرسائل الى سلاح البحرية الاسرائيلية، ولكن المسئول عن الاتصال نفى تلقيه مثل هذه الرسائل من المخابرات العسكرية الاسرائيلية وانتهى الامر بتوصية في تقرير بار ليف محاكمة داخلية لبعض ضباط المخابرات العسكرية الاسرائيلية على اهمالهم وعدم تيقنهم من وصول المعلومات الهامة الى البحرية الاسرائيلية. كان من بين من حوكموا ديفيد لافيتان الذي يشغل اليوم منصب رئيس جامعة تل ابيب!
ويشير التقرير الذي نشرته صحيفة هآرتس الاسرائيلية الى ان المعلومات فعلا لم تبلغ الى البحرية الاسرائيلية لان المسئول عن التقارير بالمخابرات العسكرية الاسرائيلية تركها وذهب لتناول طعامه!
[email protected]
*خاص بدنيا الوطن
اسرار جديدة عن اغراق المدمرة الاسرائيلية "ايلات" على يد البحرية المصرية
المسئول عن ابلاغ التقارير بالمخابرات العسكرية الاسرائيلية ترك مكانه وذهب لتناول الطعام!
7 معلومات استخبارية كانت قادرة على منع الماساة الاسرائيلية!
قائد المدمرة: كان ينبغي على اي عاقل ان يدرك ان مصر ستنتقم!
محمد البحيري-مصر
رغم مرور ما يقرب من 38 عاما على نجاح قوات البحرية المصرية في اغراق المدمرة الا سرائيلية ايلات، الا ان العملية ما زالت محل بحث ودراسة في اسرائيل، حتى ان خبراء العسكرية الاسرائيلية اطلقوا على هذه العملية التي هزت العسكرية الاسرائيلية بأنها تمثل "المحدال الاول"، اي التقصير الاول، في اشارة الى اهمال وتقصير القادة الاسرائيليين وخاصة اجهزة المخابرات في تلافي هذه العملية والحيلولة دون وقوعها، ولعلها عادة الاسرائيليين دائما عند الهزيمة عدم الاعتراف بقوة الخصم، وانما إنساب الانتصار الى تقصير الاسرائيليين انفسهم، فتكون المحصلة ان الاسرائيليين هزموا انفسهم بانفسهم، لا على يد الخصم المصري!
ساعات قليلة قبل غرق المدمرة ايلات، تلقت المخابرات العسكرية الاسرائيلية امرا مصريا تتضمن الموافقة على اطلاق النيران من خارج بورسعيد، والحقيقة ان في هذا اليوم 21 اكتوبر 1967، تمكنت المخابرات العسكرية الاسرائيلية من الحصول على ستة معلومات تشير جميعا الى عزم مصر تنفيذ عملية بحرية ضد اسرائيل. ماا جرى لهذه المعلومات؟
يصف الاسرائيليون هذه العملية "المؤلمة" بانها نتاج فشل مخابراتي اسرائيلي، يحاول الجيش الاسرائيلي اخفائه حتى يومنا هذا. ولكن يتسحاق شوشان احد قادة المدمرة الذي كان على متنها لحظة اغراقها امام شواطئ بور سعيد في اكتوبر 1967، ما زال على قيد الحياة حتى الآن وقرر الكشف عن اسرار هذه العملية التي كانت آخر معركة شارك فيها.
منذ 12 عاما اصدر شوشان كتابه الاول بعنوان "المعركة الاخيرة للمدمرة ايلات"، كشف فيها عن بعض اسرار العملية، ولكن ضميره، على حد قوله ما زال يؤنبه لانه لم يكشف عن كل ما لديه، فقرر الآن بعد ان وصل عمره الى الخامسة والسبعين، الكشف عن السر الكبير المتعلق بفشل المخابرات العسكرية الاسرائيلية، ذلك الفشل الذي سبق عملية الاغراق، والذي تجاهد المؤسسة العسكرية الاسرائيلية في اخفائه حتى هذه اللحظة.
اصيب شوشان في هذه العملية التي اسفرت عن مقتل سبعة واربعين من مقاتلي المدمرة ايلات، واصابة اكثر من 100 آخرين. ويروي شوشان انه تعرض لضغوط وعوائق كبيرة طوال السنوات الماضية لمنعه من الكشف عن الفشل المخابراتي الاسرائيلي، وكان آخرها عائق "اخلاقي" على حد وصفه، خوفا من ايذاء عائلات الجنود القتلى الذين سيدركون انه كان بالامكان منع وقوع هذه المأساة، وان ابنائهم قد ماتو سدى، ودون مبرر"! اما الآن وبعد لم يبق سوى اب واحد لاحد ضحايا المدمرة ايلات، قرر شوشان الكشف عن السر، قائلا: "اؤمن من كل قلبي انهم لو كانوا قد نقلوا لي المعلومات المخابراتية التي حصلت عليها المخابرات العسكرية الاسرائيلية، لكنت قادرا على منع هذه الكارثة". وهو يلقي باللائمة على وحدة التصنت والتجسس الاليكتروني المركزي بالجيش الاسرائيلي، التي تخضع لقيادة المخابرات العسكرية الاسرائيلية، المعروفة اليوم بالرقم "8200"، وكان رقمها آنذاك 515، كما يلقى بالمسئولية على "ديفيد لافيتان" الذي كان وقتها ضابطا بتلك الوحدة.
قبل بضع سنوات تمكن شوشان من معرفة مكان "لافيتان" وحاول التحدث معه، ولكن الاخير رفض، بحجة انه لم يحصل على اذن من رئيس المخابرات العسكرية الاسرائيلية للتحدث في هذ الموضوع، الذي تعهد كتابيا بالحفاظ على سريته.
وقد حاولت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية التوجه الى رئيس المخابرات العسكرية الاسرائيلية الآن "اهارون فركش زئيفي" الذي كان قائدا للوحدة 8200 في السابق، من اجل السماح بالكشف عن الوثائق المخابراتية الخاصة باغراق المدمرة ايلات، والسماح ل "لافيتان" بالتحدث عن العملية، وكان النتيجة الطبيعية هي "رفض فركش"!.
تاريخ المدمرة
قامت بريطانيا بصناعة المدمرة ايلات عام 1942، وبدأت ابحارها عام 1944، وتم اعدادها للمشاركة في الحرب العالمية الثانية ضمن الاسطول البريطاني. وفي عام 1955 وافقت الحكومة البريطانية على بيع مدمرتين من نفس الطراز لاسرائيل، سميت الاولى "ايلات" والثانية "يافا"، وكان ثمن الواحدة 35 الف جنيه استرليني. وتم تجديدهما وصيانتهما في ترسانة بريطانية، ثم ادخلت الخدمة الى سلاح البحرية الاسرائيلية.
بعد وقت قصير من وصول "ايلات" شاركت في معارك العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وخاصة في معركة اصطياد المدمرة المصرية "ابراهيم الاول"، الذي تغير اسمها بعد ذلك الى "المدمرة حيفا".
ويشير ملف المدمرة ايلات ايضا الى انها ابحرت الى قبرص عام 1959 لمساعدة ضحايا زلزال وقع هناك، والمشاركة في تصوير فيلم "اكسودس" الذي قام ببطولته "بول نيومان".
كان دور سلاح البحرية الاسرائيلية في حرب 1967 بقيادة العميد "شلومو ارال"، ضعيفا للغاية حتى انه فشل في كل المهام التي اوكلت اليه. فمقاتلي الكوماندوز البحري "الوحدة 13" وقوات اخرى من سلاح البحرية الاسرائيلية تم تكليفها بمهاجمة ثلاثة موانئ في سوريا، ولكنهم فشلوا في تنفيذ المهمة فشلا ذريعا وارتدوا جميعا على اعقابهم. قوة بحرية اسرائلية اخرى تمكنت من التسلل الى ميناء بور سعيد ولكنها فشلت في تعيين الاهداف المحددة لها فارتدت هي الاخرى. وكانت هناك غارة بحرية اخرى للوحدة البحرية الاسرائيلية 13 على ميناء الاسكندرية وفشلت فشلا ذريعا، حيث نجحت البحرية المصرية في اسر ستة جنود اسرائيليين. والانجاز الوحيد للبحرية الاسرائيلية كما يزعم القادة الاسرائيليون، وان كان ايضا مشكوكا فيه، كان الابحار عبر مضائق تيران والسيطرة على شرم الشيخ دون معارك على يد قوة من ثلاث سفن توربيدو بقيادة ابراهام شيتا بوتشر، نائب قائد سلاح البحرية الاسرائيلية. وبعد احتلال سيناء في 1967 توسعت مهام سلاح البحرية الاسرائيلية، حيث اصبحت الحدود البحرية تزيد عن مئات الكيلومترات، بينما لم يكن متوافرا لسلاح البحرية الاسرائيلية في هذه المنطقة سوى قوة بسيطة مكونة من ثلاث غواصات وثلاث مدمرات وثلاثة سفن توربيدو. اما المدمرة ايلات فكانت مهمتها حراسة شواطئ شمال سيناء، في الممر الممتد بين ميناء اشدود ومرورا بالعريش وانتهاء ببور سعيد عند قناة السويس. ويقول شوشان كانت هذه المهمة كبيرة جدا، وكان هدفها اثبات التواجد، واظهار ان اسرائيل هي صاحبة البيت! وكانت مكهمتها ايضا منع اية قطع بحرية مصرية من التسلل الى المناطق التي احتلتها اسرائيل، بما في ذلك منع تسلل عناصر المخابرات المصرية الى هذه المناطق لجمع المعلومات.
شوشان
ولد يتسحاق شوشان عام 1930 في بلجيكا لابوين من اصل بولندي، وةكان اسم العائلة هو "بلات"، وقد بقي مع والديه خلال احداث هتلر، ثم انضم والديه الى عصابة يهودية سرية، واودعاه في مدرسة داخلية خاصة بابناء الاسرى البلجيك. بعد الحرب العالمية الثانية انضم شوشان الى حركة الشباب الصهيوني المعروفة باسم "جوردونيا". وفي عام 1946 ابحر الى فلسطين على متن سفينة تم اسرها من جانب الاسطول البريطاني. وبعد اعتقال كل من على متنها لمدة شهر، تم اطلاق سراح شوشان، وانضم الى طليعة المستوطنين اليهود يف مستوطنة "رامات ديفيد". بعد ذلك تطوع في سلاح البحرية التابع لعصابات البالماخ اليهودية التي كانت تمثل نواة الجيش الاسرائيلي فيما بعد. وفي عام 1950 تم ارساله ضمن 40 جنديا اخر في بعثة دراسية بالاكاديمية البحرية الفرنسية، وعندئذ تغير اسمه من "بلات" الى شوشان.
بعد عودته من البعثة الدراسية في فرنسا عام 1953 تدرج شوشان في مناصبه مختلفة داخل سلاح البحرية الاسرائيلية طوال 13 سنة. في هذه الفترة باع الاتحاد السوفيتي لمصر سفنا حربية سريعة من طراز "كومر" و "اوسا"، حيث زودت بصواريخ "ستايكس" التي يصل مداها الى 40 كيلومتر، الامر الذي اثار قلق اسرائيل، فخططت لحصول على سفن صاروخية مشابهة تكون مصممة على طراز "ياجوار" الالماني، ولكن تم كشف امر الصفقة الاسرائيلية الالمانية على الساحة الدولية، فتراجعت المانيا عن الصفقة، الامر الذي اضطر اسرائيل الى الحصول على سفن حربية من فرنسا، ولكن فرنسا هي الاخرى رفضت منح اسرائيل ما تريده، ولكن تم تهريبها فعلا الى اسرائيل عام 1968 في عملية تم تسميتها بـ "سفن شاربورج"!
في هذه الفترة سعى سلاح البحرية لاسرائيلية الى تضييق الفجوة التي كانت كبيرة لصالح البحرية الاسرائيلية، ففكرت بالاعتماد على اسلحة الحرب الاليكترونية، وحاولت تطوير وسائل تشويش اليكتروني تعمل على تضليل الصواريخ المصرية وحرفها عن مسارها. في وحدة الحرب الاليكترونية المسئولة عن مثل هذه التطويرات تعرف شوشان على مهندس الاليكترونيات "حيروت تسامح" الذي حصل على العديد من الجوائز لمساهمته في تدعيم امن اسرائيل عبر جهوده في هذا المجال.
في عام 1966 اولكت قيادة المدمرة ايلات التي كان طاقمها مؤلفا من 150 – 200 جنديا، الى شوشان.
في 11 يوليو 1967 اثناء جولة للمدمرة ايلات برفقة ثلاثة سفن حربية توربيدو عند شواطئ سيناء، حدث اشتباك في موقعة خطيرة ومثيرة للجدل حتى الآن، حيث حددت البحرية الاسرائيلية موقع قوة بحرية مصرية تبحر في المياه الدولية، فاطلقت عليها النيران واغرقت سفينتي توربيدو مصريتين، بما يعني انتهاك اسرائيل لاتفاق وقف اطلاق النار المبرم مع مصر. وعند عودة شوشان بمدمرته ايلات الى ميناء اشدود طلب منه "ارال" الذي اصدر اليه اوامر اطلاق النار على القطع البحرية المصرية، الا يفصح عن تفاصيل العملية ، وان يدعهي كذبا بالقول ان العملية تمت خلال جولة روتينية للمدمرة ايلات، وقد كان، فاعرب رئيس الاركان اسحاق رابين عن اعجابه، بينما اكتفى وزير الدفاع موشيه ديان بابلاغ تهانيه لطاقم المدمرة، ورغم خطورة العملية وتضارب الاقوال بين القادة الاسرائيليين لم تشكل اية لجان لتحقيق في الحادث، الامر الذي اعتبره شوشان مؤشرا على مسار الامور في المستقبل الذي لم يكن بعيدا!
الانتقام المصري
يقول شوشان: "كان ينبغي عى كل عاقل ان يعي ان مصر لن تقف مكتوفة الايدي، وانها ستبادر الى الانتقام لنفسها، ولكن الغرور ونشوة النصر كانت تخيم على عقول قادة البحرية الاسرائيلية".
في 21 اكتوبر 1967 اثناء جولة روتينية للمدمرة ايلات، تربصت قوارب مصرية حاملة للصواريخ. وقبل يوم من ذلك قال ابراهام بوتشر لشوشان ان التقارير المخابراتية الاسرائيلية تشير الى ان المصريين تمكنوا من القتاط مسار المدمرة ايلات.
في السابعة من مساء 21 اكتوبر كان شوشان على متن المدمرة ايلات يراقب منازل بورسعيد المطلة على البحر، بجمالها وهدوئها الخلاب، وفجأة سمعت صوت تقرير من الرادار الذي التقط جسما يقترب من المدمرة، تبين بعد ذلك انه اول صاروخ مصري من طراز "ستايكس"، من بين اربعة صواريخ اخرى اصابت المدمرة ايلات، وعندما شرعت المدمرة في تشغيل مدافعها لاطلاق النيران كان الوقت قد فات، حيث غرقت ايلات، ولقى 47 جنديا اسرائيليا مصرعه واصيب 100 اخرون من بين طاقم المدمرة الذي كان يبلغ 200 اسرائيلي. وكانت عمليات الانقاذ التي نفذها السلاح الجوي الاسرائيلي بطيئة للغاية، مما ادى الى موت عدد من المصابين، الذين تم نقل بقيتهم الى مستشفى "سوروكا" في بئر سبع.
تم تشكيل لجنة تحقيق من جانب الجيش الاسرائيلي، ووضعت تقريرا سريا لم يعلم شوشان بمحتواه الا بعد مرور عشرين سنة عندما تم تسريب محتواه الى صحيفة هآرتس الاسرائيلية عام 1987، وكانت النتيجة ادانة شوشان لانه لم يتمكن من ادراك معنى الاشارات التي كان رادار المدمرة ايلات يلتقطها والتي كانت تشير الى وجود قطع بحرية غريبة تقترب من محيط المدمرة.
لم يعلم شوشان بامر الفحص الثاني لعمليةاغراق المدمرةايلات الا من خلال قصاصة صحيفة قديمة، حيث كان يعالج شوشان من كسر بالعمود الفقري، ويتعاطى جرعات مكثفة من المورفين لتسكين آلامه الشديدة. وفي 1968 فقط تمكن من الاطلاع على تقرير وضعه الجنرال "بار ليف" (صاحب خط بارليف الشهير)، بعد زيارة قصيرة لبعض الماصبين في المستشفى، دون ان يتوجه بالسؤال او الحديث مع شوشان. الا ان الجزء المهم في تقرير بار ليف هو الاشارة الى الفشل الاستخباراتي، الذي طالبت المخابرات العسكرية الاسرئايلية باخفائه تماما حتى اليوم.
ويقول شوشان: "في اليوم التالي لاغراق المدمرة ايلات تمكنت بصعوبة من تمييز ثلاث شخصيات عسكرية اسرائيلية بجوار فراشي، احدهم كان يشعياهو جابيش" قائد جيش الجنوب الذي سالني: "اخبرني ألم تستقبلوا برقيتين تم التقاطهما اول امس من بورسعيد؟!" وعندما سألت مندهشا "اي برقيتين؟!" عند ئذ ادرك المحققون انهم يسالون عن شيئ لا علم لي به، ففضلوا الاحتفاظ بالمعلومات لانفسهم وغيروا موضوع الحديث ثم انصرفوا".
7 معلومات استخباراتية
عندما قرر شوشان كشف الحقيقة الغامضة الخاصة بدور المخابرات العسكرية الاسرائيلية في اغراق المدمرة ايلات، تلقى مساعدة من اشخاص عديدين بشكل سري، اكدوا له جميعا ان الامر يتعلق معلومات استخبارية هامة لم تقم الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية بنقلها الى سلاح البحرية الاسرائيلية. وكانت خلاصة ما حصل عليه شوشان من معلومات سرية تؤكد ان المخابرات العسكرية الاسرائيلية حصلت على سبعة معلومات استخبارية من اجهزة التجسس الاليكتروني وغيرها في نفس يوم اغراق المدمرة ايلات، تشير جميعها الى ان المصريين على وشك تنفيذ عملية عسكرية بحرية ضد اسرائيل. تضمنت المعلومة الاولى اعلان الاستعداد لقوات المدفعية المصرية الساحلية بالقرب من بور سعيد. ومن تقرير ثان، تبين ان مروحية مصرية تمكنت من تحديد موقع المدمرة ايلات. ولكن المعلومتين المهمتين على الاطلاق وصلت للاستخبارات العسكرية الاسرائيلية قبل اغراق المدمرة ايلات بنحو ساعتين او ثلاث ساعات. الاولى كانت تتضمن امرا مصريا بانه لن يتم اطلاق النار من ميناء بورسعيد، ولكن هناك موافقة على اطلاق النار من خارج الميناء. اما الثانية فكانت تعليمات باعلان حالة التأهب القصوى في كل الاسلحة البحرية المصرية الموجودة بمنطقة بور سعيد.
التحقيقات التي اجريت بهذا الشأن اسفرت عن ادعاء المخابرات العسكرية الاسرائيلية بابلاغ محتوى هذه الرسائل الى سلاح البحرية الاسرائيلية، ولكن المسئول عن الاتصال نفى تلقيه مثل هذه الرسائل من المخابرات العسكرية الاسرائيلية وانتهى الامر بتوصية في تقرير بار ليف محاكمة داخلية لبعض ضباط المخابرات العسكرية الاسرائيلية على اهمالهم وعدم تيقنهم من وصول المعلومات الهامة الى البحرية الاسرائيلية. كان من بين من حوكموا ديفيد لافيتان الذي يشغل اليوم منصب رئيس جامعة تل ابيب!
ويشير التقرير الذي نشرته صحيفة هآرتس الاسرائيلية الى ان المعلومات فعلا لم تبلغ الى البحرية الاسرائيلية لان المسئول عن التقارير بالمخابرات العسكرية الاسرائيلية تركها وذهب لتناول طعامه!
[email protected]
*خاص بدنيا الوطن
التعليقات