هوليوود تقدم فيلما عن الناصر صلاح الدين

هوليوود تقدم فيلما عن الناصر صلاح الدين
غزة-دنيا الوطن

خرج فيلم "مملكة السماء" الذي يتناول الحروب الصليبية عن توجه أغلب الأفلام الأمريكية التي تقدم الشخص العربي والمسلم في صورة سلبية، وزادت منه على وجه الخصوص هجمات 11 سبتمبر.

والفيلم الذي سيبدأ عرضه بدور السينما الأمريكية يوم الجمعة 6-5-2005 يقدم معالجة "متوازنة" ويبرز بموضوعية وإيجابية لمحات إنسانية لدى القائد العربي المسلم صلاح الدين الأيوبي، بحسب تصريحات قيادات مسلمة أمريكية .

غير أن معالجة "مملكة السماء" الذي بدأ عرضه على مستوى النقاد والعروض الخاصة يوم 28-4-2005 أثارت غضب بعض الأوساط الفكرية والمسيحية في الغرب، حيث اعتبرت أن الفيلم يقدم "رؤية أسامة بن لادن" زعيم تنظيم القاعدة، كما أن بعض المفكرين المسلمين اعتبروا أن الفيلم قد يعمق فكرة الصراع بين الحضارتين الإسلامية والمسيحية.

وعن الصورة الإيجابية المقدمة في الفيلم للشخص العربي المسلم قالت صحيفة "كريسيتيان ساينس مونيتور" الأمريكية اليوم الثلاثاء: إنه رغم الأجواء المشحونة بين الغرب والعالم الإسلامي بعد تداعيات أحدث 11 سبتمبر فقد سعى فيلم "مملكة السماء" إلى تقديم المسلمين بصورة مغايرة للإجحاف الشديد الذي اعتادت أن تقدمهم به السينما في هوليوود، والتي "لم تخرج عن كونهم عاشقين للرقص الشرقي أو إرهابيين ومتوحشين يستهدفون دماء الأبرياء في الغرب".

انتقادات

إلا أن "جوثنان ريلي" الأكاديمي البريطاني المتخصص في التاريخ المسيحي انتقد في تصريحات لصحيفة "سكوتسمان" البريطانية في عددها الصادر الإثنين 2-5-2005 معالجة الفيلم قائلا: "الفيلم يقدم رؤية أسامة بن لادن للتاريخ ويصور المسلمين على أنهم قوم مثقفون ومتحضرون والصليبين على أنهم متوحشون وهمج، وهذا لا يمت للواقع بصلة".

كما أشارت الصحيفة إلى أن مفكرين أمريكيين وجهوا انتقادات حادة لمخرج الفيلم "ريدي سكوت"، ووصفوه بأنه "متبلد الشعور" لعرضه مثل هذا الفيلم بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.

في الوقت نفسه أعرب بعض المفكرين المسلمين بالولايات المتحدة عن تخوفهم من أن يؤدي الفيلم إلى تعميق مشاعر العداء من خلال عرضه مشاهد الصراع بين المسلمين والمسيحيين.

ونقلت صحيفة "هيرالد" الأسكوتلاندية عن الدكتور خالد أبو الفضل أستاذ القانون الإسلامي بجامعة كاليفورنيا قوله: "الفيلم يعمق فكرة الصراع بين الحضارتين الإسلامية والمسيحية". وحذر أبو الفضل من وقوع "جرائم كراهية بسبب الفيلم بشكل مباشر".

"معالجة متوازنة"

لكن مخرج الفيلم "سكوت" دافع عن فيلمه مؤكدا أنه يقدم "معالجة جيدة ومتوزانة"، وقال في لقاء مع تلفزيون بي.بي.سي البريطاني: "ليس هناك أبيض وأسود في مناقشة مثل هذه القضايا".

كما دافعت الممثلة الشهيرة "إيفا جرين" إحدى بطلات الفيلم عنه وقالت: "إنه ليس كأفلام هوليوود البلهاء بل هو فيلم شجاع". وأعربت عن أملها في أن يؤدي الفيلم إلى إيقاظ الناس في أمريكا ليكونوا أكثر تسامحا وأكثر انفتاحا نحو الشعوب العربية.

ترحيب القيادات الإسلامية

ورحب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) بهذا "الفيلم المتوازن الذي يصور الحضارة الإسلامية إبان فترة الحروب الصليبية بشكل إيجابي".

واعتبر كير في بيان له أن رسالة الفيلم تؤكد في جوهرها على أنه يمكن للمسلمين والمسيحيين أن يعيشوا معا في سلام، وتشكل فرصة إيجابية لتعزيز الحوار بين أبناء الأديان المختلفة.

وكان أعضاء المجلس قد أشادوا بالفيلم بعد أن شاهدوه في عرض خاص أواخر إبريل 2005 ورأوا أنه قدم طرحا موضوعيا دون تحيز ضد دين أو ثقافة بعينها، كما أنه نجح في تصوير "المسلمين على أنهم أمة محترمة تعتز بنفسها وبثقافتها وتعيش حياة قائمة على الأخلاق والمبادئ" بما يقدمه من صور إنسانية عن القائد صلاح الدين الأيوبي.

وتكلف الفيلم الذي أنتجته شركة "فوكس للقرن العشرين" الأمريكية 140 مليون دولار، ومن المقرر أن يفتتح للعرض أمام الجمهور يوم الجمعة القادمة، ويقوم الممثل السوري غسان مسعود بدور القائد صلاح الدين، وتشاركه البطولة "إيفا جري"، والممثل البريطاني "أورلاندو بلوم".

قصة الفيلم

وركز الفيلم الذي صُوِّر في المغرب وأسبانيا على الأحداث التاريخية للحروب الصليبية في القرن الثاني عشر والأعمال الوحشية التي قام بها الصليبيون حتى نهاية الحروب ومحاصرة صلاح الدين الأيوبي للقدس بجيش قوامه 200 ألف جندي، ثم تسلمه إياها.

ويصور الفيلم صلاح الدين على أنه شخصية متزنة تتمتع بصفات الفارس الذي يتمتع بالأخلاق الكريمة. ومن الصور التي يعرضها في هذا السياق منح صلاح الدين جسرا آمنا للصليبيين للعودة إلى أوربا بعد هزيمتهم.

وكان مخرج الفيلم قال في مقابلة في أغسطس 2004 أثناء التصوير: إن الفيلم "يظهر كما لو أن صبيًّا يحاول استكشاف الأخلاق.. إنه يتحدث عن كيفية استخدام قلبك ورأسك للتزود بالأخلاق. كيف يمكن الجدال في ذلك؟ لا يوجد أي هجوم على القرآن، لا يوجد شيء من هذا القبيل".

كما يصور الفيلم اشتراك بعض الرجال على مضض في هذه الحروب الصليبية، حيث يلعب الممثل أورلاندو بلوم دور حداد فرنسي اشترك على مضض في الحرب عقب انتحار زوجته. كما يصور الفيلم مدينة القدس كنموذج للتعايش بين معتنقي الديانات السماوية الثلاث (بحسب الفيلم).

التعليقات