المغرب يرحب بنانسي عجرم بقلم: شعبان عدلي صادق

المغرب يرحب بنانسي عجرم بقلم: شعبان عدلي صادق
المغرب يرحب بنانسي عجرم

بقلم شعبان عدلي صادق

مغاربة و غرباء حقا يعتبرون المغنية اللبنانية الشابة " نانسي عجرم " مطربة إثارة فنقول له أي إثارة هذه التي تقدمها " نانسي عجرم " و ماذا تسمون ما تقدمه " هيفاء وهبي " لو كانت فعلا " نانسي عجرم " مثيرة هل نفرح و نقول بأن المغاربة بلغوا من الالتزام لأنهم رفضوا حضور " نانسي عجرم " ردود فعل سلبية ضد " نانسي عجرم " هذا ما جاء في صحيفة " القدس العربي اللندنية " بتاريخ اليوم 28 /04 /2005 .

الحفل الذي أقامته نانسي عجرم مساء السبت بساحة عامة في مدينة مراكش خلف ردود فعل مختلفة عكستها الصحف المحلية الصادرة خلال الأسبوع الحالي، بلغ بعضها لدي بعض اليوميات درجة السخرية من الفنانة اللبنانية واستنكار استدعائها.

أحيت عجرم الحفل في ساحة جامع إلفنا الشهيرة، وسط مراكش، بدعوة من شركات خاصة، وكلف الحفل مليار سنتيم (حوالي مليون أوري). وتابع هذه السهرة التي كانت بالمجان أزيد من مائة ألف مشاهد. وقالت صحيفة العلم إن السكان عاشوا، علي غير عادتهم، حالة استثنائية، إذ تعطلت مصالح العديد منهم بعد أن تحولت مدينتهم الي قبلة للزوار والوافدين حتي ضاقت بما رحبت. لم يكن السبب حدثا وطنيا بارزا أو مسيرة مظفرة أخري، لكنه كان ببساطة علي شرف مغنية الإغراء اللبنانية نانسي عجرم التي أحيت سهرة فنية مجانية بالساحة التاريخية جامع إلفنا. ولاحظت الصحيفة أن تداعيات هذه السهرة تجاوزت الإطار الفني المفروض فيها، وتحولت الي محك حقيقي لمؤهلات المغرب السياحية والتنظيمية، وإلي اختبار ميداني لمدي مناعتنا تجاه مظاهر الاستلاب والانسياق اللاإرادي وراء أساليب الفتنة علي حد تعبير الصحيفة. وتابعت قولها إن كل مقرات الإيواء من فنادق وغيرها سجلت نسبة امتلاء كاملة، وهو ما طرح أزمة مبيت وإقامة للعديد من الزوار والأسر التي لم تخف استياءها من عدم توفر مراكش علي بنية إيواء متكاملة وكافية. وكانت النتيجة أن عددا من الأسر قضت ليلتها تلك في العراء.

وكان الحلايقية (الحواة والرواة الشعبيون) الذين يسترزقون من نشاطهم بساحة جامع إلفنا قد عبروا قبل الحفل عن استيائهم وعن خوفهم حين علموا أنه سيحال بينهم وبين رزقهم ذلك المساء، وهو ما حدث فعلا وكانت له انعكاسات سلبية علي قُوتهم. وبدورها، عبرت الجمعيات المهتمة بتراث ساحة جامع إلفنا عبرت بدورها عن امتعاضها لتوظيف هذه الساحة ذات الحمولة التاريخية والإنسانية في إطار لا يخدمها في شيء بقدر ما يسيء إليها، علي حد تقديرهم.

وأفادت الصحف أنه خلال ذلك المساء الاستثنائي أصيب عدد كبير من المتفرجين بجروح وإغماءات نقلوا علي إثرها إلي مستشفيات المدينة بسبب التزاحم والتدافع الذي شهده الحفل. وأضافت أن الصحافيين من مختلف وسائل الاعلام الذي هبوا لتغطية الحدث الكبير اضطروا الي انتظار نانسي عجرم لأزيد من ثلاث ساعات، والسبب هو أن هذه الأخيرة لا تستيقظ باكرا. ولم يكد الصحفيون يحمدون الله علي انعقاد هذا اللقاء ولو متأخرا، حتي صبت عليهم نانسي عجرم دوشا باردا بتصريحاتها الغريبة ولكن الصريحة. قالت لهم بصريح العبارة إنها تجهل تماما خصوصيات المغرب وثقافته وحضارته... وتجهل أيضا كل شيء عن خصوصيات المرأة المغربية، وذهبت إلي القول إنها لم تكن تعرف بأن المطربة سميرة سعيد مغربية. وزادت أن لا ناقة لها ولا جمل بخصوص توظيف الأوضاع العربية في أغانيها، وأنها لا تعرف شيئا اسمه الالتزام الفني، يكفيها فقط أنها مطربة إثارة وأنوثة. ثم انبرت توصي النساء والبنات بالاهتمام بالتجميل والحرص علي إبراز مفاتهن وأنوثتهن.

وتساءلت صحيفة العلم الناطقة بلسان حزب الاستقلال المشارك في الحكومة بصيغة تهكمية: ماذا ربحنا وماذا خسرنا... نحن لم نربح شيئا بل نانسي عجرم هي التي ربحت، علي حساب بلاهتنا، مليار سنتيم كما ذكر البعض مقابل ثلاث ساعات من الغناء الإباحي. ونحن خسرنا أعصابنا وجرحانا وتعبنا... وسمعنا أيضا ما لا يرضينا. ومع ذلك نقول لنانسي: مرحبا بك قبل أن يتكرمش (يتجعد) وجهك تحت تأثير الزمن والضرورات الفنية .

ومن جهتها، كتبت صحيفة التجديد المقربة من حزب العدالة والتنمية المعارض ذي الميول الإسلامية لاشك في أن الذين حضروا لتتبع ذلك المشهد المؤلم علي أرض (جامع إلفنا) ممن يتابعون بصفة مستمرة أغاني نانسي عجرم في فضائيات الإثارة والإغراء التي تكتسح المشــهد الإعلامي العربي (روتانا، دريم، الفضائية المصرية...)، وأنهم ســــبق وأن شاهدوا أغاني الفيديو كليب العاري المليء بالإغراءات الجنسية... لكن، لا شـك أن أغلبهم يتجه إلي المجهول كما يتجه مرتادو قوارب الموت للارتماء في أحضان المجهول بالبحر الأبيض المتوسط وخلصت الصحيفة إلي القول إنها لحظة تعبير عن الرغبة في الموت الاجتماعي قبل الأخلاقي . ( الخبر عن القدس العربي ) .

الحقيقة التي نعرفها أن الشركات الخاصة كانت قد دعت مغنية لبنانية ثانية إلى جانب " نانسي عجرم " فالسؤال هنا لماذا لم يسخر المغاربة من الضيفة الثانية و هي في الإثارة ابلغ و أكثر قوة من " نانسي عجرم " ما نود قوله أن الإثارة في " نانسي عجرم " هي وهم في عقول المستضيفين و ليست هي سبب الرفض أو السخرية مع العلم أني أشم رائحة فبركة صحفية و ملح زائد في الخبر و هذا لا يعني أننا نشكك في مصداقية القدس العربي بل على العكس فأنا ممن يفخرون بها و برئيس تحريرها الأستاذ العزيز " عبد الباري عطوان " . و لكني حقيقة بحثت عن السخرية التي ذكرها كاتب الخبر في القدس العربي أنها نشرت في الصحف المحلية ضد " نانسي عجرم " فلم أجد صحيفة مغربية محلية واحدة قد سخرت من المغنية " نانسي عجرم " أو تهجمت عليها أصلا فلماذا لم يذكر محرر الخبر أو المراسل اسما لصحيفة محلية مغربية هاجمت أو سخرت من " نانسي عجرم " لترتاح قلوبنا و لنثق بصحة معلوماته .

[email protected]

التعليقات