السفراء المعزولين ..واستثمار الخلاف بين القدومي والقدوة! بقلم: د.جمال المجايدة

السفراء المعزولين ..واستثمار الخلاف بين القدومي والقدوة !

بقلم: د.جمال المجايدة

يقال ان بعض سفراء فلسطين التاريخيين , في الخارج يعيثون فسادا في "سفاراتهم" التي يعتبرونها ملكا عائليا لهم وللاسرة – حتي الان - في محاولة للاستفادة حتي اخر قطرة دم فلسطينية او حتي الرمق الاخير المتبقي في الجسد الدبلوماسي الفلسطيني المرهق , العليل , المصاب بداء الاهمال والعبث والترهل والفوضي , ويقال ان احد سفراء فلسطين في دولة عربية غنية , شعر بان ايامه لترك المنصب التاريخي الخالد قد اوشكت علي الانتهاء , فبدأ بالسيطرة علي ممتلكات السفارة المادية والعينية , وبدأ بنقل ماخف وزنه وغلا ثمنه الي منزل العامر , ويقال انه يستعين باقاربه وافراد عائلته للسيطرة , حتي علي الهواء الموجود في محيط السفارة لكي لايتنفسه الاخرين وتكتب لهم الحياة اذا ماتزامن وجودهم في سفارة "السفير التاريخي" !!

ويفسر البعض -خاصة المطلعين والمقربين من اروقة السلطة- ان السفراء الذين يمارسون هذه الممارسات الغير انسانية يستقوون ويستاسدون علي العاملين غير الموالين لهم او الذين علي خلاف معهم اصلا وبدأوا يوجهون رسائل لنقلهم او انهاء خدماتهم او الشكوي عليهم لدي السلطات المحلية في الدول التي يقيمون فيها حاليا للانتقام من بني جلدتهم الذي لم يوافقوهم افعالهم في الفساد والاختلاسات ووضع الضمير علي الرف او في اجازة مفتوحة !

كما يفسروا هذا التسيب الفضائحي العجيب بعد ورود انباء الي السفراء المتضررين من قرار الاحالة الي التقاعد والصادر من الدائرة السياسية في تونس حول وجود خلاف بين رئيس حركة فتح , رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير , فاروق القدومي والدكتور ناصر القدوة وزير خارجية فلسطين , بشان من هو صاحب الصلاحيات في وزارة الخارجية الفلسطينية او الدائرة السياسية ومن الذي يقيل ومن الذي يحيل الي التقاعد ومن الذي يحاسب ومن الذي يعاقب ؟؟ وماالي ذلك من عشرات الاسئلة التي لاتوجد لها اجابات شافية حتي الان ! ,

ولذلك نقول انه مهما بلغ الخلاف – هذا اذا كان هناك خلاف اصلا – يجب الا يعرقل تنفيذ قرار احالة السفراء الفلسطينيين الحاصلين علي جنسيات دول عربية واجنبية الي التقاعد اعتبارا من مطلع يونيو 2005 , بل يجب ان يتفق القدومي والقدوة علي تريتب اوضاع السفارات الفلسطينية بالسرعة الممكنة للحليولة دون حصول المزيد من الفساد فيها ووضع حد للفوضي والنهب والحفاظ علي اوضاع العاملين فيها من ابناء شعبنا من روح الانتقام والبغضاء التي ترواد بعض السفراء المعزولين , نريد ان يتم ذلك بالسرعة الممكنة قبل ان تعبث خفافيش الظلام بالمزيد من مقدرات فلسطين في الداخل والخارج لكي تلجم ويوضع حد لعبثها الفتاك الذي الحق الكارثة بشعب فلسطين المناضل !

اتمني ان تكون التلميحات التي يلمح اليها البعض حول وجود خلاف بين رئيس حركة فتح , رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير , فاروق القدومي والدكتور ناصر القدوة وزير خارجية فلسطين , غير صحيحة , فقد ابلغني احد المسؤولين المقربين من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابومازن اثناء زيارة قام بها الي الامارات مؤخرا ان الخلاف بين القدومي والقدوة حول الاستئثار بصلاحيات وزارة الخارجية الفلسطينية , قد يحول دون تنفيذ قرار احالة السفراء الفلسطينيين الحاصلين علي جنسيات دول عربية واجنبية الي التقاعد اعتبارا من مطلع يونيو 2005 , ويتراوح عددهم مابين 30 الي 35 سفيرا وقائما بالاعمال في اكثر من دولة وعلي اية حال نري انه مهما تصاعد الخلاف بين رأسيي الدبلوماسية الفلسطينية , يجب ان يتفق القدومي والقدوة علي تطبيق قرارات تخدم الصالح العام وليس الخاص وترك الشخصي من اجل الوطني , وتغليب الحكمة والمصلحة الوطنية علي اية اعتبارات وظائفية او صلاحيات , فمن غير اللائق ان يصدر قرارا في رام الله يبطل مفعوله في تونس والعكس بالعكس ,

انني اتمني ان يتفق الرجلين علي اعادة تنظيف الجسد الدبلوماسي الفلسطيني بالسرعة الممكنة وبث الروح والحياة فيه بعد سبات طويل وموت سريري في بعض الاحيان او فساد مستفحل في احيان اخري , ويجب الا يسمحا بتدخلات البعض من الوسطاء والمنتفعين الذي يحاولون ابقاء اصدقائهم او شركائهم او وكلاء اعمالهم التجارية من السفراء في بعض الدول بحجة " الاسباب الجغرافية التي تحول دون الانتقال الي الوطن " , نريد ان يتم تنفيذ القرارات بالعزل , بالسرعة ذاتها التي تم بها اعادة ترتيب اوضاع المؤسسة الامنية والعسكرية الفلسطينية , لاننا نريد وجوها جديدة تخاطب العالم بلغة العصر لرد الاعتبار لفلسطين والعمل من اجل شعبها , واعتقد ان كل في مجاله قادر علي احداث تغيير ايجابي يخلص الشعب من محنة الفساد ويحارب الفاسدين سواء كانوا دبلوماسيين او موظفين كبار علي مستوي وزراء او وكلاء او مدراء عامين او قيادات تعمل خلف الستار مع خفافيش الظلام !

[email protected]

التعليقات