ألبوم سامي يوسف يبيع أكثر من 100 ألف نسخة في السعودية

غزة-دنيا الوطن
فجأة... باتت الأناشيد الاسلامية تنافس أغاني الـ «بوب» ذات الايقاع السريع على قنوات الأغاني العربية، فالأنشودة الاسلامية لم تعد مجرد انشادا، بل دخلت إليها الموسيقى وأصبحت تعالج بالكومبيوتر وتصور على طريقة الـ «فيديو كليب» بشكل عصري وبمعايير انتاج محترفة. أما النتيجة، فكانت ظهور نمط جديد من النجوم والأغاني المفضلة لدى الشباب، ولعل أبرز أيقونات هذه الظاهرة هو المغني الشاب سامي يوسف، وهو واحد من اشهر المنشدين عالميا وهو بريطاني من اصل أذربيجاني. وربما هو الأشهر حاليا بعد المغني البريطاني يوسف اسلام (الذي كان يعرف سابقا بكات ستيفنز).
سامي يوسف اصدر البوما غنائيا تحت عنوان «المعلم» عام 2004 وهو يضم أغاني دينية كتب كلماتها بالإنجليزية ولحنها، ورافق ذلك طرح «فيديو كليب» لأغنية «المعلم»، التي يمدح فيها النبي محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ وأخيراً صور أغنية عن الأم وعرضت في عيد الأم.
ولكن من يبحث عن ألبوم سامي يوسف في محلات التسجيلات الإسلامية في جدة، فلن يجدها «لأن مكانها هو في محلات كاسيتات الأغاني» كما يقول احد بائعي الأشرطة الإسلامية بلهجة مشمئزة. ولعل اشمئزاز البائع هذا يدل على عدم رضا عن سامي يوسف، وربما يعني وقوع البعض في لبس بين مسمى المنشد والمغني وبين الأغنية وأنشودة اليوم التي أدخلت الموسيقى والتقنيات فأوقعت هذا اللبس.
يوضح عبد العزيز أبو الفرج مسؤول مؤسسة آلاء للإنتاج الفني وهي المؤسسة المسؤولة عن إنتاج وتوزيع ألبوم (المعلم) قائلاً (وزعنا الألبوم لمحلات لبيع كاسيتات الأغاني وأخرى لبيع الأشرطة الدينية هناك من أخذها وهناك من رفضها لاحتوائها على موسيقى). والواقع أن قضية الغناء بشكل عام هي محور جدل بين علماء الدين، وفي السعودية هناك الكثير ممن هم ضد ظاهرة سامي يوسف، والأسباب تتراوح بين «تحريم» الغناء من أساسه، ولا سيما مزج الموسيقى بالأناشيد الاسلامية، وبين بث فيديو كليبات الاناشيد ضمن قنوات مثل «ميلودي» حيث تسبقها وتليها أغان «الغانيات وبائعات الهوى». يقول الدكتور صبري السعداوي مبارك، استاذ مشارك في قسم الفقه في كلية الشريعة الاسلامية بجامعة الملك سعود، «اذا كانت الاناشيد الدينية التي تحض على الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقوي عزائم المسلمين وتحثهم على الخير وطلب العلم والقوة على الجهاد، وحب الله ورسوله، كما تذم الشر والمنكر فهي من الحلال المباح إذا لم يصحبها آلات اللهو».
ويضيف الشيخ «أما الغناء الذي تصحبه الات العزف والموسيقى، أو الموسيقى وحدها مما يصد عن ذكر الله وعن الصلاة وتفتح الباب أمام تغزل الرجال بالنساء والنساء بالرجال فإنه من المحرمات، وأقل أحواله الكراهة». ولكن وعلى الرغم من الهجمات التي يتعرض لها سامي يوسف من قبل بعض الفئات المتشددة في السعودية إلا أن ألبومه يلاقي رواجا كبيرا، حيث يقول عبد العزيز أبو الفرج من مؤسسة «آلاء» للانتاج الفني (المؤسسة المسؤولة عن انتاج وتوزيع البوم سامي يوسف) إن «عدد النسخ من الكاسيت التي تم بيعها من البوم (المعلم) في السعودية فقط بلغ أكثر من 80 ألف نسخة أما السي دي فأكثر من 20 ألف نسخة بينما في دول الخليج بلغت أكثر من 30 ألف نسخة من الكاسيت».
وحول رفض بعض محلات التسجيلات الاسلامية بيع الشريط يقول ابو الفرج «وزعنا الألبوم لمحلات لبيع كاسيتات الأغاني وأخرى لبيع الأشرطة الدينية هناك من أخذها وهناك من رفضها لاحتوائها على موسيقى». هذا وتعذر الاتصال بسامي يوسف شخصياً لمعرفة رأيه بخصوص الاتهامات الموجهة اليه، وحول تحوله إلى ظاهرة اعلامية، إلا أن يوسف كان قد تحدث إلى برنامج «بالعين المجردة» الذي يبث على شاشة «المستقبل» قبل فترة، وردا على سؤال حول بث أغانيه على قنوات الموسيقى بين الأغاني الأخرى التي قد تحوي غنجاً ولقطات لملابس غير محتشمة، اعتبر يوسف انه مصمم على عرض أغانيه على قنوات الموسيقى لأنه لا يستهدف شريحة الشباب الملتزم الذي يشاهد قنوات اسلامية (مثل «اقرأ» و«المجد» مثلاً)، بل يريد استهداف من هم أبعد عن الالتزام والذين يشاهدون قنوات الأغاني على الأرجح، لأنهم هم الذين في حاجة إلى تعزيز محبتهم لدينهم. من جهة ثانية ذكر موقع إسلام أون لاين للكاتب عمرو عزت أن تجربة سامي يوسف المغني أو المنشد تتقاطع مع تجارب تيار الدعاة الجدد من الإسلاميين الذين يتوجه خطابهم إلى الطبقات المتوسطة الصاعدة والعليا، كما يجمعهم الحرص على إبراز ذلك الوجه العصري والحديث».
ولا تقتصر ظاهرة الأناشيد المصحوبة بالموسيقى على سامي يوسف فحسب، فألبوم «بيد القصيد «من إنتاج شركة «جلف ميديا»، وهو واحد من ألبومات الأناشيد الإسلامية المتطورة يحتوي على ثمانية أناشيد وفيها تلحين ولكنه بأصوات بشرية، لكن اللافت هو ما كتب على غلاف الألبوم مكتوب حيث تعهدت الشركة «بعد استخدام الآلات الموسيقية في جميع إصداراتها وما تم وضعه في هذا الإصدار هي أصوات بشرية معالجة باستخدام الكمبيوتر» أو بمعني آخر «خال من الات اللهو»، الأمر الذي يمكن اعتباره محاولة للابتعاد عن ما قد يدخل العمل في «الحرام» أو «المكروه».
يوضح الشاعر مبارك العنزي من الكويت الذي كتب قصائد ألبوم بيت القصيد ولحن معظمها عن سبب هذا التطور في الأناشيد الإسلامية قائلاً «ظهور جمهور جديد للساحة الإنشادية كان حافزا لنقوم بفكرة جديدة» وهو يرى أن النشيد يطلق في الأساس على القصائد الوطنية والملكية، هو وفريقه يواكبون العصر الذي يطالب بكل ما هو جديد لذلك هم صوروا فيديو كليب وعرض في قناة الرأي الكويتية، ويحيون حفلات إنشادية ليستمتع جمهورهم المتدين بذلك فهو يرى أنهم منشدون عصريون. ولكن هل جهاز الكومبيوتر ومعالجته لا يدخلان ضمن الآلات الموسيقية المحرمة؟
يجيب الشاعر العنزي ويقول «اختلف العلماء فيه وهذا في الحقيقة يعتمد على مشايخ كل دولة، فالأصل هو صوت بشري إذا هي جائزة».
جمهور الأناشيد الإسلامية ليس الكبار فقط بل للصغار أيضاً فهناك سلسلة من الأناشيد الإسلامية الموجهة للأطفال الصغار ومن ابرز تلك الأناشيد ( أنشودة يا طيبة) التي تعرض على قناة «سبيس تون» وتنشد بصوت الطفلة هالة الصباغ السورية وأطفال صغار، هذه الأنشودة تناولتها منتديات الانترنت بمدحها تارة وبذمها تارة أخرى وسبب الذم أنها قريبة إلى الأغنية لوجود الآلات الموسيقية وهي مؤداة بصوت فتاة وكان أحد الأشخاص في إحدى المنتديات يقول «إن صوتها يحرك الغرائز الجنسية» علماً بأن الطفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها 12 عاماً.
*الشرق الاوسط
فجأة... باتت الأناشيد الاسلامية تنافس أغاني الـ «بوب» ذات الايقاع السريع على قنوات الأغاني العربية، فالأنشودة الاسلامية لم تعد مجرد انشادا، بل دخلت إليها الموسيقى وأصبحت تعالج بالكومبيوتر وتصور على طريقة الـ «فيديو كليب» بشكل عصري وبمعايير انتاج محترفة. أما النتيجة، فكانت ظهور نمط جديد من النجوم والأغاني المفضلة لدى الشباب، ولعل أبرز أيقونات هذه الظاهرة هو المغني الشاب سامي يوسف، وهو واحد من اشهر المنشدين عالميا وهو بريطاني من اصل أذربيجاني. وربما هو الأشهر حاليا بعد المغني البريطاني يوسف اسلام (الذي كان يعرف سابقا بكات ستيفنز).
سامي يوسف اصدر البوما غنائيا تحت عنوان «المعلم» عام 2004 وهو يضم أغاني دينية كتب كلماتها بالإنجليزية ولحنها، ورافق ذلك طرح «فيديو كليب» لأغنية «المعلم»، التي يمدح فيها النبي محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ وأخيراً صور أغنية عن الأم وعرضت في عيد الأم.
ولكن من يبحث عن ألبوم سامي يوسف في محلات التسجيلات الإسلامية في جدة، فلن يجدها «لأن مكانها هو في محلات كاسيتات الأغاني» كما يقول احد بائعي الأشرطة الإسلامية بلهجة مشمئزة. ولعل اشمئزاز البائع هذا يدل على عدم رضا عن سامي يوسف، وربما يعني وقوع البعض في لبس بين مسمى المنشد والمغني وبين الأغنية وأنشودة اليوم التي أدخلت الموسيقى والتقنيات فأوقعت هذا اللبس.
يوضح عبد العزيز أبو الفرج مسؤول مؤسسة آلاء للإنتاج الفني وهي المؤسسة المسؤولة عن إنتاج وتوزيع ألبوم (المعلم) قائلاً (وزعنا الألبوم لمحلات لبيع كاسيتات الأغاني وأخرى لبيع الأشرطة الدينية هناك من أخذها وهناك من رفضها لاحتوائها على موسيقى). والواقع أن قضية الغناء بشكل عام هي محور جدل بين علماء الدين، وفي السعودية هناك الكثير ممن هم ضد ظاهرة سامي يوسف، والأسباب تتراوح بين «تحريم» الغناء من أساسه، ولا سيما مزج الموسيقى بالأناشيد الاسلامية، وبين بث فيديو كليبات الاناشيد ضمن قنوات مثل «ميلودي» حيث تسبقها وتليها أغان «الغانيات وبائعات الهوى». يقول الدكتور صبري السعداوي مبارك، استاذ مشارك في قسم الفقه في كلية الشريعة الاسلامية بجامعة الملك سعود، «اذا كانت الاناشيد الدينية التي تحض على الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقوي عزائم المسلمين وتحثهم على الخير وطلب العلم والقوة على الجهاد، وحب الله ورسوله، كما تذم الشر والمنكر فهي من الحلال المباح إذا لم يصحبها آلات اللهو».
ويضيف الشيخ «أما الغناء الذي تصحبه الات العزف والموسيقى، أو الموسيقى وحدها مما يصد عن ذكر الله وعن الصلاة وتفتح الباب أمام تغزل الرجال بالنساء والنساء بالرجال فإنه من المحرمات، وأقل أحواله الكراهة». ولكن وعلى الرغم من الهجمات التي يتعرض لها سامي يوسف من قبل بعض الفئات المتشددة في السعودية إلا أن ألبومه يلاقي رواجا كبيرا، حيث يقول عبد العزيز أبو الفرج من مؤسسة «آلاء» للانتاج الفني (المؤسسة المسؤولة عن انتاج وتوزيع البوم سامي يوسف) إن «عدد النسخ من الكاسيت التي تم بيعها من البوم (المعلم) في السعودية فقط بلغ أكثر من 80 ألف نسخة أما السي دي فأكثر من 20 ألف نسخة بينما في دول الخليج بلغت أكثر من 30 ألف نسخة من الكاسيت».
وحول رفض بعض محلات التسجيلات الاسلامية بيع الشريط يقول ابو الفرج «وزعنا الألبوم لمحلات لبيع كاسيتات الأغاني وأخرى لبيع الأشرطة الدينية هناك من أخذها وهناك من رفضها لاحتوائها على موسيقى». هذا وتعذر الاتصال بسامي يوسف شخصياً لمعرفة رأيه بخصوص الاتهامات الموجهة اليه، وحول تحوله إلى ظاهرة اعلامية، إلا أن يوسف كان قد تحدث إلى برنامج «بالعين المجردة» الذي يبث على شاشة «المستقبل» قبل فترة، وردا على سؤال حول بث أغانيه على قنوات الموسيقى بين الأغاني الأخرى التي قد تحوي غنجاً ولقطات لملابس غير محتشمة، اعتبر يوسف انه مصمم على عرض أغانيه على قنوات الموسيقى لأنه لا يستهدف شريحة الشباب الملتزم الذي يشاهد قنوات اسلامية (مثل «اقرأ» و«المجد» مثلاً)، بل يريد استهداف من هم أبعد عن الالتزام والذين يشاهدون قنوات الأغاني على الأرجح، لأنهم هم الذين في حاجة إلى تعزيز محبتهم لدينهم. من جهة ثانية ذكر موقع إسلام أون لاين للكاتب عمرو عزت أن تجربة سامي يوسف المغني أو المنشد تتقاطع مع تجارب تيار الدعاة الجدد من الإسلاميين الذين يتوجه خطابهم إلى الطبقات المتوسطة الصاعدة والعليا، كما يجمعهم الحرص على إبراز ذلك الوجه العصري والحديث».
ولا تقتصر ظاهرة الأناشيد المصحوبة بالموسيقى على سامي يوسف فحسب، فألبوم «بيد القصيد «من إنتاج شركة «جلف ميديا»، وهو واحد من ألبومات الأناشيد الإسلامية المتطورة يحتوي على ثمانية أناشيد وفيها تلحين ولكنه بأصوات بشرية، لكن اللافت هو ما كتب على غلاف الألبوم مكتوب حيث تعهدت الشركة «بعد استخدام الآلات الموسيقية في جميع إصداراتها وما تم وضعه في هذا الإصدار هي أصوات بشرية معالجة باستخدام الكمبيوتر» أو بمعني آخر «خال من الات اللهو»، الأمر الذي يمكن اعتباره محاولة للابتعاد عن ما قد يدخل العمل في «الحرام» أو «المكروه».
يوضح الشاعر مبارك العنزي من الكويت الذي كتب قصائد ألبوم بيت القصيد ولحن معظمها عن سبب هذا التطور في الأناشيد الإسلامية قائلاً «ظهور جمهور جديد للساحة الإنشادية كان حافزا لنقوم بفكرة جديدة» وهو يرى أن النشيد يطلق في الأساس على القصائد الوطنية والملكية، هو وفريقه يواكبون العصر الذي يطالب بكل ما هو جديد لذلك هم صوروا فيديو كليب وعرض في قناة الرأي الكويتية، ويحيون حفلات إنشادية ليستمتع جمهورهم المتدين بذلك فهو يرى أنهم منشدون عصريون. ولكن هل جهاز الكومبيوتر ومعالجته لا يدخلان ضمن الآلات الموسيقية المحرمة؟
يجيب الشاعر العنزي ويقول «اختلف العلماء فيه وهذا في الحقيقة يعتمد على مشايخ كل دولة، فالأصل هو صوت بشري إذا هي جائزة».
جمهور الأناشيد الإسلامية ليس الكبار فقط بل للصغار أيضاً فهناك سلسلة من الأناشيد الإسلامية الموجهة للأطفال الصغار ومن ابرز تلك الأناشيد ( أنشودة يا طيبة) التي تعرض على قناة «سبيس تون» وتنشد بصوت الطفلة هالة الصباغ السورية وأطفال صغار، هذه الأنشودة تناولتها منتديات الانترنت بمدحها تارة وبذمها تارة أخرى وسبب الذم أنها قريبة إلى الأغنية لوجود الآلات الموسيقية وهي مؤداة بصوت فتاة وكان أحد الأشخاص في إحدى المنتديات يقول «إن صوتها يحرك الغرائز الجنسية» علماً بأن الطفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها 12 عاماً.
*الشرق الاوسط
التعليقات