عاجل

  • طيران الاحتلال يستهدف خيمة في شارع النفق بمدينة غزة

  • الهلال الأحمر: شهيد وتسعة جرحى في غارة إسرائيلية قرب مستشفى القدس بحي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة

  • شهداء وجرحى في قصف على مواطنين بمنطقة أبو حبيب بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة

الإعلام العراقي يخرج من الـقمقم.. بأكثر من 20 قناة و260 جريدة

الإعلام العراقي يخرج من الـقمقم.. بأكثر من 20 قناة و260 جريدة
غزة-دنيا الوطن

في اليوم الذي سقط فيه نظام صدام حسين، 9 أبريل (نيسان) 2003، كانت لا تزال هناك 5 صحف عراقية تنطق بنفس اللهجة وتنشر ذات الصورة لـ«الرئيس القائد»، ومحطة تلفزيونية وإذاعة رسمية وأخرى شبه رسمية يملكها عدي صدام حسين. بعد عامين فقط من ذلك الواقع انفجر المشهد الاعلامي في العراقي ليسفر عن أكثر من 200 مطبوعة و20 قناة تلفزيونية، أو كما قال أحد المراقبين الاجانب فإن «الجني خرج من القمقم».. وان بعض المتحفظين عليه في الحكومة الجديدة «لم يعد بامكانهم القيام بشيء لوقف هذا المد الإعلامي الهائل».

يقول محمد هارون، المشرف على أكثر من 75 صحيفة معتمدة في نقابة الصحافيين العراقيين; إن عدد الصحف العراقية قد تجاوز 260 صحيفة، لا يتجاوز المعتمد منها في النقابة الـ 71 صحيفة. أما الكثرة الباقية فيقوم بإصدارها اناس لا يمتون لمهنة الصحافة بصلة. ويؤكد هارون على أن هدف البعض من ناشري هذه الصحف هو الكسب المادي على حساب الحقيقة، فيما يهدف البعض الاخر الى ترويج افكار معينة من دون اخرى.. كأن تكون لحزب او مجموعة سياسية. على أنّ النقابة لا تمنح اعتمادها لاي صحيفة الا وفق ما تقتضيه قوانينها التي تؤكد على وجود عضوية الأفراد الراغبين في اصدار الصحف في النقابة، شرط أن يحمل العضو مرتبة رئيس تحرير او صاحب الامتياز.

أما بالنسبة للتلفزيون، فبحسب ما جاء في تقرير لصحيفة الـ«لوس انجيليس تايمز» فإنّ 65 % من العراقيين يمتلكون أجهزة استقبال البث الفضائي وصاروا مخيرين بين أن يستمعوا الى وجهات نظر متعددة.. متوافقة أو متعارضة، تقدمها إحدى القنوات الوليدة على أكثر من طبق ونكهة أو أن يشدوا الرحال الى قناة أخرى أكثر التصاقاً بوجعهم الذي تراكم لعقود طويلة.. بعد أن تزينت بناياتهم بصحون التقاط البث الفضائي، الذي بيعت منها قرابة 7 ملايين صحناً في أقل من سنة!، تاركين وراءهم أكثر من 35 حولاً من الإعلام ذو الصوت الواحد.. ذو الحزب الواحد والخاضع ـ بالطبع ـ لرقابة صارمة.

يذكر تقريرالـ «لوس آنجيليس تايمز» ان هناك نحو 20 قناة تلفزيونية حالية في العراق، بعضها يبث من العراق والبعض الآخر يتخذ من دول الجوار ملجأ ومأوى اعلامي. في دبي وحدها ووفقاً للتسهيلات التي توفرها مدينة دبي للإعلام، استقت قناتان فضائيتان بارزتان; وهما «الشرقية» و«الفيحاء» ترخيصاً بالبث الى اشعار آخر; إلا أن «الفيحاء» على وشك العودة الى الوطن، بعد أن تلقت انذاراً بسحب ترخيص البث منها من دون أسباب واضحة، كما يقول محمد الطائي مدير ومؤسس قناة «الفيحاء» العراقية; وهو إعلامي عراقي كان يعيش في المهجر منذ مطلع الثمانينات.

ويعلق الدكتور عبد الستار جواد، رئيس قسم الاعلام سابقاً في جامعة بغداد ورئيس تحرير صحيفة «بغداد ميرور» الصادرة بالانجليزية، أن ما يعيشه السوق العراقي من إغراق بوسائل الاعلام المختلفة هو «نتيجة طبيعية لما كان الوضع عليه في السابق ولكن للاسف الشديد فإن الكثير من هذه الوسائل لا تلتزم بالمسؤولية الاجتماعية» وحول تحول المواطن العراقي من مصدر الأخبار الواحد ابان حكم صدام، إلى حالة التيه حالياً بين تعدد المصادر ووسائل الاعلام التي تستخدمها الأحزاب والجهات المختلفة أبواقاً لها يقول جواد «نتمنى أن يتغير الوضع حال ما يتم وضع الدستور».

* القنوات التلفزيونية

* المحطة العراقية الرسمية ذات التمويل الأميركي، هي «العراقية»، ولها جمهور واسع بسبب امكانية التقاطها من دون الحاجة إلى أجهزة استقبال، الا ان بعض العراقيين لم يولها اهتماماً لأنهم اعتبروها موالية لأميركا أو تقدم برامج تم انتاجها في عواصم عربية مثل بيروت والقاهرة فيما تغيب البرامج العراقية بقصد أو بغير قصد.

هذا فيما يسجل لقناة «الشرقية»، التي تبث من دبي أيضاً، بأنها أول قناة عراقية خاصة أطلقت بثها فضائياً الى ما يزيد عن 90 دولة، لتشكل منافساً لقنوات عربية راسخة. أسسها الإعلامي العراقي البارز سعد البزاز، صاحب صحيفة ومؤسسة الزمان التي تصدر في لندن.. وتعتمد القناة على التمويل الرئيسي من جانب مستثمرين محليين وأجانب، فيما قدرت ميزانيتها الأولية بنحو 30 مليون دولار. وبعد عامين من انطلاقتها اصبح بامكان المشاهد العراقي التقاط «الشرقية» أرضيا ودون الحاجة إلى طبق استقبال (دش). حاولت «الشرقية» التأسيس لتقاليد إعلامية عراقية خالصة، حيث تعتمد كلياً في برامجها على كوادر وأفكار عراقية لتجنب الاستعانة بالبرامج الأجنبية. ومن خلال استديوهاتها في كل من دبي وبغداد.. تسعى «الشرقية» الى التفرد بتغطية اخبارية مستقلة لم يعتدها المشاهد العراقي، كما نجحت في توظيف الكوميديا لصنع دراما تحملت تكاليف انتاجها ولاقت رواجاً كبيراً في صفوف العراقيين.. فيما سعت الى التميز بوساطة تمويل مشروعات تمس صميم الأسرة العراقية; كمساعدة الناس الذين فقدوا بيوتهم في العمليات العسكرية.. بإعادة بنائها، وتقديم مساعدات للشباب العراقيين بدفع نفقات الزواج على غرار عروض تلفزيونية غربية. أما قناة «الفيحاء» فتمول بوساطة تجار عراقيين مستقلين يجمعهم «حب العراق وكونهم تضرروا من الماضي المتردي ومن الحاضر السياسي الأكثر تردياً» كما يقول محمد الطائي، مدير ومؤسس المحطة. علما بأن تمويل القناة لا يتجاوز 3 ملايين دولار. ويأخذ البعض على «الفيحاء» انحيازها الواضح الى الجنوب العراقي وخاصة مدينة البصرة، الا أن محمد الطائي يؤكد بأن هويتها عراقية من زاخو الى الفاو.. فكادر العمل يجمع بين الجنوبي والشمالي.. العربي والكردي.. المسلم والمسيحي، بل أن عددا لا بأس من موظفي القناة يحملون الجنسية العربية! كما ازدحم الفضاء العراقي بقنوات مثل «الفرات» و«السومرية» و«الديار»، إلى جانب قناة «النهرين»، إضافة الى إذاعة وقناة «الرشيد» التي لم تبدأ بثها الفضائي بعد. اما قناة «الحرة عراق» وهي امتداد لقناة «الحرة» الأميركية، فتعنى حصرياً بالشأن العراقي وتبث المحطة الجديدة أرضياً (داخل العراق) وفضائياً من كل من بغداد والمقر الرئيسي للـ«حرة» في واشنطن، حيث تتلقى تمويلها أيضاً من الحكومة الأميركية بوساطة مجلس أمناء الإذاعات الدولية، الذي يمول كذلك «راديو سوا» وهي محطة إذاعية تصل للعراقيين أيضاً. كما يستمع العراقيون لبث راديو الـ«بي بي سي» (هيئة الاذاعة البريطانية)، إضافة إلى إذاعة بغداد الرسمية والإذاعات الخاصة، وأبرزها «دجلة».

* الصحف والمجلات

* بحسب ما جاء في تقرير خاص عن وضع المطبوعات العراقية في مجلة «أموال»، فإن جريدة «الصباح» الجريدة الأولى والأكثر توزيعاً بنسخها التي تقارب 40 الفا لذلك فهي تحصد الكثير من الاعلانات، الا أنه يأخذ عليها ابتعادها عن مناطق التوتر خوفاً من المسلحين. كما تمتلك صحيفة «الزمان» وهي دولية لندنية غير حزبية، جمهوراً واسعاً من داخل وخارج العراق ولها طبعة في بغداد وتوزع قرابة الـ 7000 نسخة يومياً. اما صحيفة «المدى» لصاحبها كريم فخري و«المشرق» فكل منها يوزع نحو 10000. هنالك، أيضاً، «الصباح الجديد» بواقع 30 ألف نسخة. إلى ذلك، تصنف كل من «الدستور» و«المنار» و«الفرات» كصحف يومية إلا أن توزيعها قليل لا يتجاوز الـ 3000 نسخة، وهي تروج للاعلانات الرسمية. وهنالك، بالطبع، الصحف الحزبية مثل «النهضة» (تجمع الديمقراطيين المستقلين) و««بغداد» (الوفاق الوطني) وهي توزع ما بين 3000 إلى 5000 آلاف نسخة.

أما الصحف الكردية الصادرة بالعربية فأبرزها «التآخي» التي تمثل الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني، و«الاتحاد» التي تمثل الحزب الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني، ولهما جمهور عريض من القراء وتوزع كل منهما نحو 7000 نسخة يومياً. من جهة ثانية تتميز الصحف الأسبوعية مثل «الشاهد المستقل» بعدد قراء مرتفع يصل إلى 10000، إلا أن أغلبها شعبية تحمل طابع الـ«تابلويد».

والجدير بالذكر بالطبع هو أن الخبر العراقي كان محط اهتمام وسائل الاعلام العربية طوال السنتين الماضيتين، وكان من الخطوات اللافتة هو دخول صحيفة «الشرق الأوسط» كأول صحيفة عربية دولية إلى الساحة وتخصيصها طبعة عراقية تتناول الخبر العراقي في 4 صفحات يومية بتغطية شاملة من الداخل ومن الخارج، وعلى صعيد الفضائيات فإن القنوات الإخبارية العربية مثلا هي من المحطات المشاهدة دوماً.

*الشرق الاوسط

التعليقات