نجلا ومصر في سباق للخيول بقلم:شعبان عدلي صادق

نجلا ومصر في سباق للخيول بقلم:شعبان عدلي صادق
في بداية مشوارها القريب ظهرت لنا المغنية التونسية الشابة " نجلا " في فيديو كليب إباحي ساقط أثار جدلا كبيرا انتهى بمنع عرض هذا الفيديو ، مما أرضى قناعات البعض و أزعج البعض الآخر و السؤال المطروح الآن لماذا منع الفيديو كليب من العرض ؟ هل فعلا و كما ادعت الرقابة لأن به إفراط في الإباحية و الإثارة الجنسية أم لأسباب أخرى لا يعلمها أحد ، سأجاوب تجاوزا عن هذه الأسئلة بما أراه منطقي أكثر من حجة الرقابة الموسيقية الوقورة ، لننتقل بعد الإجابة المفصلة إلى موضوع منع " نجلا " من دخول الأراضي المصرية ، و تحويل نشاطها الفني إلى لبنان ، أما بالنسبة للإجابة عن الأسئلة المطروحة مسبقا أقول :

أولا : نتفق جميعا بأن فيديو كليب " نجلا " التي ابتدعت من خلاله استخدام آخر للخيول بما رأيناه أنه ساقط و به جرعة زائدة لا تحتمل من الإثارة الجنسية فبشكل عام لا خلاف بيننا على ذلك ، و لكن و في نفس الوقت فهذا سبب غير معترف به كحجة للرقابة الموسيقية لأن القانون الرقابي للأغنية لا يجوز أن يطبق على مغنية واحدة ، بمعنى أنه لو كانت هذه هي حجتهم الوحيدة فالمنع كان من الواجب أن يفرض على جميع الأغاني المصورة لكل من " روبي ، مروة ، هيفاء وهبي ، ماريا ) و هذه الأسماء أقل ما يمكن ذكره ، أما أن يترك الحبل أمام جميع المغنيات اللواتي من نفس الطراز و أن يطبق القانون الجديد للرقابة على " نجلا" بشكل خاص فهذا شيء غير منطقي و يؤكد على وجود سر ما وراء هذا المنع الذي لا يزال غامضا في نظري .

ثانيا : أليس من الغريب ما يحدث الآن ، أن يمنع الفيديو كليب الأول لـ " نجلا " من العرض بحجة الإثارة الجنسية الزائدة و أن يسمح لها بعرض الفيديو كليب الثاني الذي لا يقل إثارة و إباحية عن الأول ، كيف يتغير موقف الرقابة هكذا ؟ هل قدمت " نجلا " احتجاجا على هذا المنع أم أنها قد قدمت شيئا آخر لا نعرفه ، أم أن الرقابة ترى بأن أغنية " بح " أقل إباحية و إثارة لان الخيل لم يتدخل و " نجلا " لم تستعرض فروسيتها الخاصة في الأغنية الثانية لان حصانها شعر بالتعب و قال لها بح يا " نجلا " ، و أخشى أن نتمادى في طرح الافتراضات إلى أن يصل بنا الأمر أن السبب الحقيقي و الوحيد لمنع عرض أغنية الحصان هي جمعية الرفق بالحيوان ! .

أما عن موضوع منع " نجلا " من دخول الأراضي المصرية فأنا أرى أن هذه خطوة إيجابية لصالح الطرفين ، فالطرف الأول و هو مصر فيكفيها ما عندها من كوارث بشرية أمثال " روبي " و غيرها و لا يعقل أن تتحمل هذه الدولة المصرية ما فوق طاقتها و أن تتبنى كوارث جيرانها ، وهي عاجزة عن السيطرة على كارثتها الروبية التي أستغرب كيف يحتملها الشعب المصري و يمتنع عن تصنيفها ضمن الفاسدات و العاهرات مع العلم أنها إحدى العلامات الكبيرة في الفساد و العهر و السقوط الأخلاقي ، أما عن المصلحة للطرف الثاني المغنية " نجلا " فهي أنها كسبت تحويل نشاطها من مصر إلى لبنان و هذا جيد لها لان لبنان أكثر استيعابا لأمثالها و ذلك لان فكر لبنان يختلف كليا عن مصر و باقي الدول العربية و لأن " نجلا " لن تجد في لبنان من يتهمها بالفساد ، بل على العكس تماما فإنها ستجد من يشجعها و يدفعها لمواصلة مشوارها الفني المشبوه ، علاوة على ذلك فإن لبنان معروفة بجودة خيولها و أصالتهم ، فربما تجد في الخيل اللبناني مقدمة للفوز في السباق الذي تخوضه من مصر إلى لبنان ، و بالنسبة للمنع فقد جاء رحمة لشعب مصر و خفف عنه الحمل و على الرغم من هذا نقول للمغنية " نجلا " لا تستغربي إذا وصلتك بعد شهور قليلة دعوة لزيارة مصر ، فمن نعم الله علينا أن القرار العربي لا يستقر على حال و نظريته في الممنوع و المسموح تمشي بمنطق خالف تعرف ، اليوم منعوا " نجلا " و رحبوا بـ " روبي " و بينهما مطالبة بمنع " هيفاء وهبي " و الأجمل من ذلك لو اعتمدوا فتوى المنع و السماح من شيخ الألفية الثالثة المصري الذي يستند في فتواه إلى البركة العائدة عليه من تجارة المخدرات .

[email protected]

التعليقات