معلومات مثيرة حول دور محتمل لـلموساد في صفقة بيع العقارات في القدس

غزة-دنيا الوطن
اسئلة كثيرة تطرحها >فضيحة< تسريب العقارات المملوكة لبطريركية الروم الارثوذكس في القدس المحتلة، ربما لم تكن في حسبان كثيرين سواء هنا في الديار المقدسة، او على الساحة اليونانية ذاتها والتي تشهد منذ أشهر جدلا اعلاميا وسياسيا ازاء الدور المحتمل لبطريرك اليونان >كريستودوروس< وعلاقته مع بطريرك القدس >ايرينيوس< الاول وعلاقات الأخير الغامضة والمشبوهة مع كل من >نيكولاس بابا ديميس< المسؤول المالي السابق والساعد الأيمن للبطريرك >ايرينيوس< وشخص يوناني آخر يدعى >فافيليس< تقول الصحافة اليونانية انه عميل لجهاز المهمات الخارجية الاسرائيلية >الموساد< وقد عرّف هذا نفسه بتلك الصفة خلال اعتقاله في العام 6991 من قبل الشرطة اليونانية.
الغموض الذي يلف شخصيتي >بابا ديميس< و>فافيليس< وقد يكونان شخصية واحدة رغم تأكيد مروان طوباسي رئيس اللجنة العربية الارثوذكسية ان >فافيليس< هو شخص آخر غير >بابا ديميس< يثير كثيرا من التساؤلات عن العلاقة التي ربطت هذين الرجلين ببطريرك القدس >ايرينيوس< والذي لولاهما لما وصل الى منصب البطريرك ولما نال بعد سنتين من التمنع والتحفظ الاعتراف الاسرائيلي به كبطريرك للروم الارثوذكس في فلسطين والديار المقدسة.
ويشير تقرير نشر في صحيفة >هآرتس< الاسرائيلية في الثالث من شهر آذار الجاري للصحفي الاسرائيلي >ميرون دبابوت< الى زيارة قام بها في الثاني من آذار من الشهر نفسه الى اسرائيل نائب وزير الخارجية اليونانية >بنايوتيس سكاندلاكس<، حيث عقد سلسلة اجتماعات مع الارثوذكس اليوناني في الديار المقدسة، ومن بين الموضوعات التي نوقشت طبقا لتقارير الصحافة اليونانية علاقة ابوستولوس فافيليس والذي يقال انه تاجر مخدرات ببطريرك أثينا >كريستو دوروس< وعلاقته ايضا مع بطريرك القدس >ايرينيوس<.
ويشير >رابابوت< في تقريره استنادا الى ما أوردته الصحافة اليونانية الى ان >فافيليس< كان عميلا للموساد حتى انه باع عربات مصفحة مصنوعة في اسرائيل للشرطة اليونانية، وخلال اقامته في اسرائيل قبل ثلاث سنوات لعب دورا في انتخاب >ايرينيوس< كبطريرك، وقد نفى >ايرينيوس< معرفته بـ >فافيليس< بالرغم مما أكده الأخير بأنه أرسل من قبل >كريستودوروس< الى القدس لمراقبة الانتخابات في البطريركية الأمر الذي ينفيه >كريستودوروس< ويبدي أسفه ازاء ما يدعيه >ايرينيوس< من انه هو الذي ارسل >فافيليس< اليه.
ورغم ما ذكر في الصحف الاسرائيلية عن شخصية فافيليس وانه هو نفسه بابا ديميس، فان مروان طوباسي رئيس اللجنة العربية الارثوذكسية قال ان الاثنين شخصيتان تختلف الواحدة عن الاخرى وان فافيليس والذي يحمل ستة أسماء منها: >ابوستولوس<، >فوكاس< و>الراهب رافائيل< هو عميل لـ >الموساد< وبأن الشرطة اليونانية تجري تحقيقات حول علاقته ببابا ديميس.
لكن من الثابت وكما يقول طوباسي ان ايرينيوس هو من أحضر هذين الرجلين برفقة ضباط شرطة يونانيين متقاعدين بهدف مساعدته في الحملة الانتخابية التي قادته الى منصب البطريرك وقد نزل هؤلاء جميعا وعلى نفقة ايرينيوس في فندق >كينغ ديفيد< في القدس الغربية، وكانوا يلتقون من حين لآخر برجل دين من الكنيسة اليونانية يدعى الأرشمندريت فارماتيس، في حين ان زوجة فافيليس وهي يهودية وتدعى >ماري كوهين<، كانت مسؤولة مكتب الاعلام الخاص بحملة >ايرينيوس< الانتخابية.
ويضيف طوباسي: بعد انتخاب >ايرينيوس< نشط >فافيليس< في أوساط الحكومة الاسرائيلية للحصول منها على اعتراف بالبطريرك الجديد، مستغلا علاقته بجهاز >الموساد< ويبدو ان هذا الاعتراف تحقق ولكن بثمن كبير، ربما تكون صفقات البيع الأخيرة جزءا من هذا الثمن.
بيد ان خلافا دبّ لاحقاً بين >فافيليس< و>ايرينيوس< لرفض الأخير دفع مليون دولار مقابل الخدمات التي قدمها له خلال الانتخابات، وبالتالي تحول >فافيليس< الى جانب >ثيموثاوس< المنافس الرئيسي لايرينيوس في الانتخابات على رئاسة البطريركية.
أما فيما يتعلق بـ >بابا ديميس< فيذكر الطوباسي ان هذا الرجل اليوناني الذي لم يتجاوز سن الثانية والثلاثين فقد تم احضاره ايضا من قبل >ايرينيوس< رغم معرفة الأخير بالماضي الاجرامي لـ >بابا ديميس< بشهادة >كريستودوروس< ولم يكتف بذلك بل سلّمه صلاحيات واسعة لادارة أموال وأملاك البطريركية وألحق >ايرينيوس< ذلك بأحداث تغيير في مبنى وهيكلية >المجمع المقدس< حيث أبعد أربعة من أعضاء المجمع واستبدالهم بموالين له في اليونان.
ويشير طوباسي الى انه حذر اكثر من مرة من هذا الفساد الذي كان يعم البطريركية وقدم ما يثبت من وثائق بشأنه، الا ان جهات في السلطة خاصة في المجلس التشريعي وشت ضده، وبالتالي جرى اعتقاله بتهمة محاولة تخريب العلاقات الفلسطينية - اليونانية.
والسؤال الذي تطرحه وسائل الاعلام اليونانية منذ اسابيع هو: كيف نجح >بابا ديميس< في اقامة شبكة علاقات واسعة مع شخصيات اسرائيلية عديدة في فترة زمنية وجيزة مكنته من عقد صفقات أسلحة تم بموجبها شراء مدرعات من صنع اسرائيلي وارسالها الى الشرطة اليونانية؟ وما الدور الذي لعبه >فافيليوس< او >بابا ديميس< في الحملة التي قادت لانتخاب >ايرينيوس<؟ خاصة قيامه بتوزيع صور فاضحة لرجل الدين >ثيموثاوس< منافس البطريرك >ايرينيوس< الرئيسي، تظهره وهو يمارس علاقات شاذة مع أطفال، وفي اسرائيل عرف باسم خامس >فوكاس< وقد رفضت سلطات الأمن الاسرائيلية تسليمه للشرطة اليونانية بموجب مذكرة اعتقال صادرة ايضا عن الانتربول الدولي، وادعت هذه السلطات في حينه بأن الشخص الموجود في اسرائيل هو >فوكاس< وليس >فافيليوس< او >بابا ديميس< او >رفائيل< كما كان يطلق على نفسه في بعض الأحيان.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل تمكن الموساد فعلا من اختراق الامبراطورية البطريركية في اليونان والقدس، وبالتالي هل يقف هذا الجهاز وراء صفقة البيع الأخيرة لأملاك الروم الارثوذكس عبر عملية >بابا ديميس ما تذكره الصحافة اليونانية منذ مطلع هذا العام هو ان >كريستودوروس< قد يكون متورطا فعلا في علاقات مشبوهة مع أوساط متنفذة في اسرائيل وطالما هاجمته الصحف اليسارية اليونانية لنفوذه المتعاظم داخل المؤسسة اليونانية.
الصحفي الاسرائيلي >ميرون رابابورت< كان نشر تحقيقين صحفيين حول هذا الموضوع الاول في شهر شباط والثاني في الثالث من شهر آذار الحالي حول هذه القضية وضمنها معلومات مثيرة عن علاقة >كريستودوروس< مع >فافيليوس< او >بابا ديميس< استقاها جميعها من صحافة اليونان ومن زيارة قام بها الى هناك للتحقق والتثبت من هذه العلاقة.
من هنا كان السؤال في اسرائيل: لماذا هرب >بابا ديميس< او هرّب من اسرائيل، وقد كان الرجل القوي المتنفذ داخل بطريركية الروم ويتمتع بصلاحيات واسعة ممنوحة له من قبل >ايرينيوس<؟ ولماذا اكتفى بمبلغ الستة ملايين دولار التي أخذها معه لدى هروبه من اسرائيل متخفيا بعد ان حلق لحيته، وخلع ملابس رجال الدين؟، هل هروبه كان نتيجة خوف، أم ان في القصة أمورا كثيرة قد تكشفها قادمة الأيام؟!.
المعلومات التي توافرت بين أيدينا سواء ما نشره >ميرون رابابورت< او ما سربته أوساط اعلامية اسرائيلية كانت على علاقة وثيقة مع >فافيليوس< او >بابا ديميس< هو ان الأخير تمكن وفي فترة وجيزة من كسب ثقة البطريرك >ايرينيوس< وبالتالي منحه الأخير صلاحيات واسعة داخل البطريركية جعلته متنفذا وحيدا فيها ومشرفا عاما على جميع الطقوس فيها.
قدم >بابا ديميس< الى اسرائيل قبل خمسة أعوام بفرمان من بطريرك الروم اليوناني >كريستودوروس< وقد كلف من قبل الأخير بمساعدة >ايرينيوس< في حملته الانتخابية، ومن بعد ذلك الحصول على اعتراف اسرائيلي بالبطريرك الجديد، خاصة بعد رفض وزراء اليمين في حكومة شارون منحه هذا الاعتراف بادعاء علاقاته الوثيقة مع الفلسطينيين ولدى قدومه الى اسرائيل تعرف >بابا ديميس< على >كاترينا< اليهودية - وهي من اليهود القادمين من اوروبا الشرقية، وقد سكن فترة من الزمن في بلدة تدعى >بفانينا< تقع بين اليونان والبانيا، ثم أقاما لبعض الوقت في سلوفاكيا قبل ان يعودا الى اسرائيل ويستقرا في مدينة >بات يام< قرب تل أبيب حيث عائلة >كاترينا<، ومما تذكره الصحف اليونانية في هذا الشأن هو ان >بابا ديميس< تمكن من التجنّس باليهودية وقيل انه اعتنقها،
من المعلومات الأخرى انه كان شابا نحيفا، هادئ الطبع، قليل الكلام، مهذبا، تعرض في سن السادسة عشرة لحادث على دراجته الهوائية تسببت في اصابته بالعرج.
وزوجته >كاترينا< كانت تعمل في الخطوط الجوية اليونانية، في حين عمل هو فور وصوله مستشارا ماليا للبطريرك >ايرينيوس< وخلال عمله هذا أقام علاقة وثيقة مع رجال أعمال ومستشار اقتصادي اسرائيلي كبير يدعى >ماكس ساموري<.
اختيار >ايرينيوس< لـ >بابا ديميس< كان بعد ان فقد بطريرك القدس الجديد ثقته بالمؤسسة الدينية المحيطة به من خوارنة ومطارنة، وبالتالي قرر ان يكون مستشاره ومساعده الأيمن رجل لا يمت للمؤسسة الدينية بصلة، وكان الاختيار من نصيب >فافيليوس< الذي حضر الى القدس بتوصية وفرمان من >كريستودوروس< وكانت مهمته الأساسية مساعدة >ايرينيوس< في وجه خصومه المنافسين له على رئاسة البطريركية أمثال >ثيموثاوس< والذي حقق نجاحا في انتخابات المجمع المقدس بحصوله على أصوات خمسة من أعضاء المجمع السبعة عشر، بينما حصل >ايرينيوس< على تأييد سبعة أعضاء، أما المتنافس الثالث على المنصب فحصل على خمسة أصوات ايضا، وبالتالي لم يكن فوز >ايرينيوس< كاسحا كما كان يأمل.
وحقق >بابا ديميس< خلال عمله الى جانب >ايرينيوس< نجاحا منقطع النظير وكان يتقاضى مبالغ مالية كبيرة، وفي فترة لاحقة انتقل للسكن مع زوجته وطفله الى شقة فاخرة تابعة للبطريركية في المنطقة المعروفة بـ >الجبل اليوناني< فوق ميناء يافا، حيث يوجد للبطريركية هناك مشروع سكني يضم مئة وخمسين شقة، وبالقرب من شقته كانت تسكن شقيقة البطريرك >ايرينيوس< والتي كانت تربطها ايضا علاقات وثيقة مع >بابا ديميس< وزوجته.
عاش >بابا ديميس< حياة من البذخ والترف وكان يشاهد كثيرا وهو يقود سيارة رياضية فخمة من نوع مرسيدس عدا عن نفوذه اليومي المتعاظم داخل البطريركية، الى ان طرأت تحولات مفاجئة في العلاقة بينه وبين >ايرينيوس<.
اختفاؤه المفاجئ وهروبه بمبلغ الستة ملايين دولار فقط من أموال البطريركية طرح تساؤلات كثيرة عن هذا الهروب، فهل هرب فعلا؟ أم جرى تهريبه لأمر ما؟! ولماذا قرر ان يترك البطريركية في وقت كان ينتظره مستقبل واعد، وهو المتمتع بخيراتها وأموالها الكثيرة؟ او كما قيل لماذا يذبح الدجاجة التي تبيض له ذهبا؟!، كان بامكانه البقاء والعيش مثلما يعيش الملوك اذا علمنا ان البطريركية تملك مليارات الدولارات في مختلف دول العالم.
ربما ان هناك أمرا آخر يفسر أسباب هروبه، وكما تقول الأوساط الاسرائيلية التي كانت على صلة وثيقة بـ >فافيليوس< او >بابا ديميس< فانه حتى تتم معرفة قصة >فافيليوس< يجب ان تخعرف ماذا حلَّ بـ >ايرينيوس< بعد وفاة البطريرك السابق >ذيوذوروس الاول<. وفي تفصيل اكثر تشير هذه الأوساط الى ان البطريركية اليونانية في القدس هي من أغنى البطريركيات ولها أموال وممتلكات تفوق أموال وممتلكات أية كنيسة اخرى في الديار المقدسة، فهي عبارة عن امبراطورية صغيرة عاصمتها >حارة النصارى< حيث مقر البطريركية والبطريرك فيها أشبه بالملك وله سيطرة على جميع ملوك الكنيسة هنا وفي الخارج..وليس فوقه أية حكومه او سلطة.. وانتخابه من قبل المؤسسات البطريركية في القدس يعطيه اعترافا من قبل المؤسسة السياسية القائمة في الديار المقدسه فقبل اكثر من مائة عام كان البطريرك يحظى باعتراف السلطان العثماني اما في عصرنا الحالي فمعترف به من قبل ثلاث دول هي فلسطين واسرائيل والاردن.
وبالنسبه لـ >ايرينيوس< فقد حظي باعتراف دولتين هما فلسطين والاردن لكن اسرائيل ظلت تماطل في الاعتراف به نتيجة ضغوط مارسها وزراء يمينيون في حكومة >شارون< امثال: >ناتان شيرانسكي< و>عوزي لنداو< بدعو أن علاقات وثيقه تربطه بالسلطة الفلسطينية.
وازاء ذلك فقد واجه >ايرينيوس< صعوبة في ممارسة صلاحياته كبطريرك لعدم اعتراف اسرائيل به ولذلك اوكل محامين اسرائيليين معروفين للحصول على اعتراف حكومتهم من ابرزهم >جلعاد شير< و>يعقوب نئمان< وقد ورد اسم الأول في صفقة بيع وترتيب العقارات في باب الخليل.
وخلال محاولته للحصول على اعتراف اسرائيلي، اتهم ايرينيوس بمحاولة تقديم رشوى لـ >جدعون ساعر< سكرتير الحكومة الاسرائيلية بعد أن أبلغ الأخير الشرطة الاسرائيلية بعثوره على باقة زهور ومغلف يحوي ألف دولار من >ايرينيوس< موضوعة على عتبة منزله.
كما اتهم بالتواطؤ من خلال >فافيليوس< بنشر صور جنسية فاضحة لمنافسه >ثيمثاوس< وهو يمارس علاقات شاذة مع مجموعة من الاطفال وكان ورد اسمه في التحقيقات التي أجريت بشأن فضيحة الجزيرة اليونانية والتي اتهم فيها >ديفيد أبل< بتقديم رشاوى لنجلي >شارون<.
وتضيف هذه الأوساط: عوامل كثيرة عززت الشكوك وانعدام الثقة لدى >ايرينيوس< بالمؤسسة الدينية المحيطة به حيث أبعد بداية >ثيموثاوس< عن دائرة التأثير داخل البطريركية بعد الخلافات الشديدة التي سادت بين الرجلين وضاعف من مخاوفه ما نشر عن اعتقال مواطن فلسطيني من بيت جالا كان يدبر محاولة لاغتياله مقابل مبلغ نصف مليون دولار حصل عليها هذا المواطن من جهات وصفت بأنها معادية.
هذا الخوف الذي تعزز لدى >ايرينيوس< جعله يرفض السكن في المقر المخصص لسكن البطريرك على جبل الزيتون في القصر المعروف بــ >فيرا غاليري< وهو ذات القصر الذي اتخذه البطريرك >فندكتوس< بطريرك الروم الأسبق وبدلا من ذلك اختار السكن في شقة داخل البطريركيه اعتقادا بأنها اكثر أمانا.
اما علاقاته مع >بابا ديميس< فقد طرأ تحول عليها قبل ستة اشهر فقط حيث لم يعد >ايرينيوس< يثق بمساعده الأيمن وهو ما دفع به الى استبعاده عن جلساته الخاصه وقد تفجرت العلاقة بين الرجلين بعد حادث صدم متعمد لسيارته في تل أبيب من قبل سيارة الفولفو الفاخرة التي يستقلها >ايرينيوس< وتوهم ان ما حدث كان محاولة اغتيال له دبرها >فافيليوس< اوما بعرف بـــ >بابا ديميس< وبعد اسبوع من هذه الحادثه وصلت العلاقه بينهما الى الحضيض.
وتشير مصادر اسرائيلية الى ان زوجة >بابا ديميس< تركت اسرائيل بعد يومين من هذا الحادث وفي مطار اثينا جرى توقيفها من قبل الجمارك بعد العثور بحوزتها على مبلغ من المال يزيد على 120 الف يورو بالاضافة الى كمية من الذهب والمجوهرات.تم ذلك كما تقول هذه المصادر استنادا الى اخبارية من اسرائيل تسلمتها الشرطه اليونانية لكن الاخيرة اطلقت سراح زوجة >بابا ديميس< ولم توجه لها أية تهمة، وبعد هروبه خارج اسرائيل او تهريبته منها اتصل >بابا ديميس< مع صحفي اسرائيلي تربطه به علاقة صداقة وأبلغه بأنه >خائف من البطريرك<، ونقل هذا الصحفي عن صديق يهودي لـ >بابا ديميس< قوله: لقد رأيته قبل يومين من اختفائه دون لحية، وقد خلع لباس رجال الدين، قال لي: انا خائف .. ثم هرب واختفى<.
ما تذكره المصادر الاسرائيلية في شأن >بابا ديميس< انه كان على اطلاع واسع بما يجري داخل البطريركية في القدس، وبحوزته معلومات كثيرة عن الخلافات داخلها، وعن أعمال البيزنس فيها والتي للبطريرك علاقة بها، بما في ذلك بعض المشاريع الهامة في مناطق السلطة الوطنية، ومنها مشروع برك سليمان.
وتشير المصادر ذاتها الى ان >ايرينيوس< شوهد اكثر من مرة برفقة >بابا ديميس< ومدير الارتباط الاسرائيلي في منطقة بيت لحم في أحد المطاعم قرب مار الياس، ما يطرح تساؤلات كثيرة عن هذه اللقاءات وأسبابها، والموضوعات التي تم بحثها!!.
اسئلة كثيرة تطرحها >فضيحة< تسريب العقارات المملوكة لبطريركية الروم الارثوذكس في القدس المحتلة، ربما لم تكن في حسبان كثيرين سواء هنا في الديار المقدسة، او على الساحة اليونانية ذاتها والتي تشهد منذ أشهر جدلا اعلاميا وسياسيا ازاء الدور المحتمل لبطريرك اليونان >كريستودوروس< وعلاقته مع بطريرك القدس >ايرينيوس< الاول وعلاقات الأخير الغامضة والمشبوهة مع كل من >نيكولاس بابا ديميس< المسؤول المالي السابق والساعد الأيمن للبطريرك >ايرينيوس< وشخص يوناني آخر يدعى >فافيليس< تقول الصحافة اليونانية انه عميل لجهاز المهمات الخارجية الاسرائيلية >الموساد< وقد عرّف هذا نفسه بتلك الصفة خلال اعتقاله في العام 6991 من قبل الشرطة اليونانية.
الغموض الذي يلف شخصيتي >بابا ديميس< و>فافيليس< وقد يكونان شخصية واحدة رغم تأكيد مروان طوباسي رئيس اللجنة العربية الارثوذكسية ان >فافيليس< هو شخص آخر غير >بابا ديميس< يثير كثيرا من التساؤلات عن العلاقة التي ربطت هذين الرجلين ببطريرك القدس >ايرينيوس< والذي لولاهما لما وصل الى منصب البطريرك ولما نال بعد سنتين من التمنع والتحفظ الاعتراف الاسرائيلي به كبطريرك للروم الارثوذكس في فلسطين والديار المقدسة.
ويشير تقرير نشر في صحيفة >هآرتس< الاسرائيلية في الثالث من شهر آذار الجاري للصحفي الاسرائيلي >ميرون دبابوت< الى زيارة قام بها في الثاني من آذار من الشهر نفسه الى اسرائيل نائب وزير الخارجية اليونانية >بنايوتيس سكاندلاكس<، حيث عقد سلسلة اجتماعات مع الارثوذكس اليوناني في الديار المقدسة، ومن بين الموضوعات التي نوقشت طبقا لتقارير الصحافة اليونانية علاقة ابوستولوس فافيليس والذي يقال انه تاجر مخدرات ببطريرك أثينا >كريستو دوروس< وعلاقته ايضا مع بطريرك القدس >ايرينيوس<.
ويشير >رابابوت< في تقريره استنادا الى ما أوردته الصحافة اليونانية الى ان >فافيليس< كان عميلا للموساد حتى انه باع عربات مصفحة مصنوعة في اسرائيل للشرطة اليونانية، وخلال اقامته في اسرائيل قبل ثلاث سنوات لعب دورا في انتخاب >ايرينيوس< كبطريرك، وقد نفى >ايرينيوس< معرفته بـ >فافيليس< بالرغم مما أكده الأخير بأنه أرسل من قبل >كريستودوروس< الى القدس لمراقبة الانتخابات في البطريركية الأمر الذي ينفيه >كريستودوروس< ويبدي أسفه ازاء ما يدعيه >ايرينيوس< من انه هو الذي ارسل >فافيليس< اليه.
ورغم ما ذكر في الصحف الاسرائيلية عن شخصية فافيليس وانه هو نفسه بابا ديميس، فان مروان طوباسي رئيس اللجنة العربية الارثوذكسية قال ان الاثنين شخصيتان تختلف الواحدة عن الاخرى وان فافيليس والذي يحمل ستة أسماء منها: >ابوستولوس<، >فوكاس< و>الراهب رافائيل< هو عميل لـ >الموساد< وبأن الشرطة اليونانية تجري تحقيقات حول علاقته ببابا ديميس.
لكن من الثابت وكما يقول طوباسي ان ايرينيوس هو من أحضر هذين الرجلين برفقة ضباط شرطة يونانيين متقاعدين بهدف مساعدته في الحملة الانتخابية التي قادته الى منصب البطريرك وقد نزل هؤلاء جميعا وعلى نفقة ايرينيوس في فندق >كينغ ديفيد< في القدس الغربية، وكانوا يلتقون من حين لآخر برجل دين من الكنيسة اليونانية يدعى الأرشمندريت فارماتيس، في حين ان زوجة فافيليس وهي يهودية وتدعى >ماري كوهين<، كانت مسؤولة مكتب الاعلام الخاص بحملة >ايرينيوس< الانتخابية.
ويضيف طوباسي: بعد انتخاب >ايرينيوس< نشط >فافيليس< في أوساط الحكومة الاسرائيلية للحصول منها على اعتراف بالبطريرك الجديد، مستغلا علاقته بجهاز >الموساد< ويبدو ان هذا الاعتراف تحقق ولكن بثمن كبير، ربما تكون صفقات البيع الأخيرة جزءا من هذا الثمن.
بيد ان خلافا دبّ لاحقاً بين >فافيليس< و>ايرينيوس< لرفض الأخير دفع مليون دولار مقابل الخدمات التي قدمها له خلال الانتخابات، وبالتالي تحول >فافيليس< الى جانب >ثيموثاوس< المنافس الرئيسي لايرينيوس في الانتخابات على رئاسة البطريركية.
أما فيما يتعلق بـ >بابا ديميس< فيذكر الطوباسي ان هذا الرجل اليوناني الذي لم يتجاوز سن الثانية والثلاثين فقد تم احضاره ايضا من قبل >ايرينيوس< رغم معرفة الأخير بالماضي الاجرامي لـ >بابا ديميس< بشهادة >كريستودوروس< ولم يكتف بذلك بل سلّمه صلاحيات واسعة لادارة أموال وأملاك البطريركية وألحق >ايرينيوس< ذلك بأحداث تغيير في مبنى وهيكلية >المجمع المقدس< حيث أبعد أربعة من أعضاء المجمع واستبدالهم بموالين له في اليونان.
ويشير طوباسي الى انه حذر اكثر من مرة من هذا الفساد الذي كان يعم البطريركية وقدم ما يثبت من وثائق بشأنه، الا ان جهات في السلطة خاصة في المجلس التشريعي وشت ضده، وبالتالي جرى اعتقاله بتهمة محاولة تخريب العلاقات الفلسطينية - اليونانية.
والسؤال الذي تطرحه وسائل الاعلام اليونانية منذ اسابيع هو: كيف نجح >بابا ديميس< في اقامة شبكة علاقات واسعة مع شخصيات اسرائيلية عديدة في فترة زمنية وجيزة مكنته من عقد صفقات أسلحة تم بموجبها شراء مدرعات من صنع اسرائيلي وارسالها الى الشرطة اليونانية؟ وما الدور الذي لعبه >فافيليوس< او >بابا ديميس< في الحملة التي قادت لانتخاب >ايرينيوس<؟ خاصة قيامه بتوزيع صور فاضحة لرجل الدين >ثيموثاوس< منافس البطريرك >ايرينيوس< الرئيسي، تظهره وهو يمارس علاقات شاذة مع أطفال، وفي اسرائيل عرف باسم خامس >فوكاس< وقد رفضت سلطات الأمن الاسرائيلية تسليمه للشرطة اليونانية بموجب مذكرة اعتقال صادرة ايضا عن الانتربول الدولي، وادعت هذه السلطات في حينه بأن الشخص الموجود في اسرائيل هو >فوكاس< وليس >فافيليوس< او >بابا ديميس< او >رفائيل< كما كان يطلق على نفسه في بعض الأحيان.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل تمكن الموساد فعلا من اختراق الامبراطورية البطريركية في اليونان والقدس، وبالتالي هل يقف هذا الجهاز وراء صفقة البيع الأخيرة لأملاك الروم الارثوذكس عبر عملية >بابا ديميس ما تذكره الصحافة اليونانية منذ مطلع هذا العام هو ان >كريستودوروس< قد يكون متورطا فعلا في علاقات مشبوهة مع أوساط متنفذة في اسرائيل وطالما هاجمته الصحف اليسارية اليونانية لنفوذه المتعاظم داخل المؤسسة اليونانية.
الصحفي الاسرائيلي >ميرون رابابورت< كان نشر تحقيقين صحفيين حول هذا الموضوع الاول في شهر شباط والثاني في الثالث من شهر آذار الحالي حول هذه القضية وضمنها معلومات مثيرة عن علاقة >كريستودوروس< مع >فافيليوس< او >بابا ديميس< استقاها جميعها من صحافة اليونان ومن زيارة قام بها الى هناك للتحقق والتثبت من هذه العلاقة.
من هنا كان السؤال في اسرائيل: لماذا هرب >بابا ديميس< او هرّب من اسرائيل، وقد كان الرجل القوي المتنفذ داخل بطريركية الروم ويتمتع بصلاحيات واسعة ممنوحة له من قبل >ايرينيوس<؟ ولماذا اكتفى بمبلغ الستة ملايين دولار التي أخذها معه لدى هروبه من اسرائيل متخفيا بعد ان حلق لحيته، وخلع ملابس رجال الدين؟، هل هروبه كان نتيجة خوف، أم ان في القصة أمورا كثيرة قد تكشفها قادمة الأيام؟!.
المعلومات التي توافرت بين أيدينا سواء ما نشره >ميرون رابابورت< او ما سربته أوساط اعلامية اسرائيلية كانت على علاقة وثيقة مع >فافيليوس< او >بابا ديميس< هو ان الأخير تمكن وفي فترة وجيزة من كسب ثقة البطريرك >ايرينيوس< وبالتالي منحه الأخير صلاحيات واسعة داخل البطريركية جعلته متنفذا وحيدا فيها ومشرفا عاما على جميع الطقوس فيها.
قدم >بابا ديميس< الى اسرائيل قبل خمسة أعوام بفرمان من بطريرك الروم اليوناني >كريستودوروس< وقد كلف من قبل الأخير بمساعدة >ايرينيوس< في حملته الانتخابية، ومن بعد ذلك الحصول على اعتراف اسرائيلي بالبطريرك الجديد، خاصة بعد رفض وزراء اليمين في حكومة شارون منحه هذا الاعتراف بادعاء علاقاته الوثيقة مع الفلسطينيين ولدى قدومه الى اسرائيل تعرف >بابا ديميس< على >كاترينا< اليهودية - وهي من اليهود القادمين من اوروبا الشرقية، وقد سكن فترة من الزمن في بلدة تدعى >بفانينا< تقع بين اليونان والبانيا، ثم أقاما لبعض الوقت في سلوفاكيا قبل ان يعودا الى اسرائيل ويستقرا في مدينة >بات يام< قرب تل أبيب حيث عائلة >كاترينا<، ومما تذكره الصحف اليونانية في هذا الشأن هو ان >بابا ديميس< تمكن من التجنّس باليهودية وقيل انه اعتنقها،
من المعلومات الأخرى انه كان شابا نحيفا، هادئ الطبع، قليل الكلام، مهذبا، تعرض في سن السادسة عشرة لحادث على دراجته الهوائية تسببت في اصابته بالعرج.
وزوجته >كاترينا< كانت تعمل في الخطوط الجوية اليونانية، في حين عمل هو فور وصوله مستشارا ماليا للبطريرك >ايرينيوس< وخلال عمله هذا أقام علاقة وثيقة مع رجال أعمال ومستشار اقتصادي اسرائيلي كبير يدعى >ماكس ساموري<.
اختيار >ايرينيوس< لـ >بابا ديميس< كان بعد ان فقد بطريرك القدس الجديد ثقته بالمؤسسة الدينية المحيطة به من خوارنة ومطارنة، وبالتالي قرر ان يكون مستشاره ومساعده الأيمن رجل لا يمت للمؤسسة الدينية بصلة، وكان الاختيار من نصيب >فافيليوس< الذي حضر الى القدس بتوصية وفرمان من >كريستودوروس< وكانت مهمته الأساسية مساعدة >ايرينيوس< في وجه خصومه المنافسين له على رئاسة البطريركية أمثال >ثيموثاوس< والذي حقق نجاحا في انتخابات المجمع المقدس بحصوله على أصوات خمسة من أعضاء المجمع السبعة عشر، بينما حصل >ايرينيوس< على تأييد سبعة أعضاء، أما المتنافس الثالث على المنصب فحصل على خمسة أصوات ايضا، وبالتالي لم يكن فوز >ايرينيوس< كاسحا كما كان يأمل.
وحقق >بابا ديميس< خلال عمله الى جانب >ايرينيوس< نجاحا منقطع النظير وكان يتقاضى مبالغ مالية كبيرة، وفي فترة لاحقة انتقل للسكن مع زوجته وطفله الى شقة فاخرة تابعة للبطريركية في المنطقة المعروفة بـ >الجبل اليوناني< فوق ميناء يافا، حيث يوجد للبطريركية هناك مشروع سكني يضم مئة وخمسين شقة، وبالقرب من شقته كانت تسكن شقيقة البطريرك >ايرينيوس< والتي كانت تربطها ايضا علاقات وثيقة مع >بابا ديميس< وزوجته.
عاش >بابا ديميس< حياة من البذخ والترف وكان يشاهد كثيرا وهو يقود سيارة رياضية فخمة من نوع مرسيدس عدا عن نفوذه اليومي المتعاظم داخل البطريركية، الى ان طرأت تحولات مفاجئة في العلاقة بينه وبين >ايرينيوس<.
اختفاؤه المفاجئ وهروبه بمبلغ الستة ملايين دولار فقط من أموال البطريركية طرح تساؤلات كثيرة عن هذا الهروب، فهل هرب فعلا؟ أم جرى تهريبه لأمر ما؟! ولماذا قرر ان يترك البطريركية في وقت كان ينتظره مستقبل واعد، وهو المتمتع بخيراتها وأموالها الكثيرة؟ او كما قيل لماذا يذبح الدجاجة التي تبيض له ذهبا؟!، كان بامكانه البقاء والعيش مثلما يعيش الملوك اذا علمنا ان البطريركية تملك مليارات الدولارات في مختلف دول العالم.
ربما ان هناك أمرا آخر يفسر أسباب هروبه، وكما تقول الأوساط الاسرائيلية التي كانت على صلة وثيقة بـ >فافيليوس< او >بابا ديميس< فانه حتى تتم معرفة قصة >فافيليوس< يجب ان تخعرف ماذا حلَّ بـ >ايرينيوس< بعد وفاة البطريرك السابق >ذيوذوروس الاول<. وفي تفصيل اكثر تشير هذه الأوساط الى ان البطريركية اليونانية في القدس هي من أغنى البطريركيات ولها أموال وممتلكات تفوق أموال وممتلكات أية كنيسة اخرى في الديار المقدسة، فهي عبارة عن امبراطورية صغيرة عاصمتها >حارة النصارى< حيث مقر البطريركية والبطريرك فيها أشبه بالملك وله سيطرة على جميع ملوك الكنيسة هنا وفي الخارج..وليس فوقه أية حكومه او سلطة.. وانتخابه من قبل المؤسسات البطريركية في القدس يعطيه اعترافا من قبل المؤسسة السياسية القائمة في الديار المقدسه فقبل اكثر من مائة عام كان البطريرك يحظى باعتراف السلطان العثماني اما في عصرنا الحالي فمعترف به من قبل ثلاث دول هي فلسطين واسرائيل والاردن.
وبالنسبه لـ >ايرينيوس< فقد حظي باعتراف دولتين هما فلسطين والاردن لكن اسرائيل ظلت تماطل في الاعتراف به نتيجة ضغوط مارسها وزراء يمينيون في حكومة >شارون< امثال: >ناتان شيرانسكي< و>عوزي لنداو< بدعو أن علاقات وثيقه تربطه بالسلطة الفلسطينية.
وازاء ذلك فقد واجه >ايرينيوس< صعوبة في ممارسة صلاحياته كبطريرك لعدم اعتراف اسرائيل به ولذلك اوكل محامين اسرائيليين معروفين للحصول على اعتراف حكومتهم من ابرزهم >جلعاد شير< و>يعقوب نئمان< وقد ورد اسم الأول في صفقة بيع وترتيب العقارات في باب الخليل.
وخلال محاولته للحصول على اعتراف اسرائيلي، اتهم ايرينيوس بمحاولة تقديم رشوى لـ >جدعون ساعر< سكرتير الحكومة الاسرائيلية بعد أن أبلغ الأخير الشرطة الاسرائيلية بعثوره على باقة زهور ومغلف يحوي ألف دولار من >ايرينيوس< موضوعة على عتبة منزله.
كما اتهم بالتواطؤ من خلال >فافيليوس< بنشر صور جنسية فاضحة لمنافسه >ثيمثاوس< وهو يمارس علاقات شاذة مع مجموعة من الاطفال وكان ورد اسمه في التحقيقات التي أجريت بشأن فضيحة الجزيرة اليونانية والتي اتهم فيها >ديفيد أبل< بتقديم رشاوى لنجلي >شارون<.
وتضيف هذه الأوساط: عوامل كثيرة عززت الشكوك وانعدام الثقة لدى >ايرينيوس< بالمؤسسة الدينية المحيطة به حيث أبعد بداية >ثيموثاوس< عن دائرة التأثير داخل البطريركية بعد الخلافات الشديدة التي سادت بين الرجلين وضاعف من مخاوفه ما نشر عن اعتقال مواطن فلسطيني من بيت جالا كان يدبر محاولة لاغتياله مقابل مبلغ نصف مليون دولار حصل عليها هذا المواطن من جهات وصفت بأنها معادية.
هذا الخوف الذي تعزز لدى >ايرينيوس< جعله يرفض السكن في المقر المخصص لسكن البطريرك على جبل الزيتون في القصر المعروف بــ >فيرا غاليري< وهو ذات القصر الذي اتخذه البطريرك >فندكتوس< بطريرك الروم الأسبق وبدلا من ذلك اختار السكن في شقة داخل البطريركيه اعتقادا بأنها اكثر أمانا.
اما علاقاته مع >بابا ديميس< فقد طرأ تحول عليها قبل ستة اشهر فقط حيث لم يعد >ايرينيوس< يثق بمساعده الأيمن وهو ما دفع به الى استبعاده عن جلساته الخاصه وقد تفجرت العلاقة بين الرجلين بعد حادث صدم متعمد لسيارته في تل أبيب من قبل سيارة الفولفو الفاخرة التي يستقلها >ايرينيوس< وتوهم ان ما حدث كان محاولة اغتيال له دبرها >فافيليوس< اوما بعرف بـــ >بابا ديميس< وبعد اسبوع من هذه الحادثه وصلت العلاقه بينهما الى الحضيض.
وتشير مصادر اسرائيلية الى ان زوجة >بابا ديميس< تركت اسرائيل بعد يومين من هذا الحادث وفي مطار اثينا جرى توقيفها من قبل الجمارك بعد العثور بحوزتها على مبلغ من المال يزيد على 120 الف يورو بالاضافة الى كمية من الذهب والمجوهرات.تم ذلك كما تقول هذه المصادر استنادا الى اخبارية من اسرائيل تسلمتها الشرطه اليونانية لكن الاخيرة اطلقت سراح زوجة >بابا ديميس< ولم توجه لها أية تهمة، وبعد هروبه خارج اسرائيل او تهريبته منها اتصل >بابا ديميس< مع صحفي اسرائيلي تربطه به علاقة صداقة وأبلغه بأنه >خائف من البطريرك<، ونقل هذا الصحفي عن صديق يهودي لـ >بابا ديميس< قوله: لقد رأيته قبل يومين من اختفائه دون لحية، وقد خلع لباس رجال الدين، قال لي: انا خائف .. ثم هرب واختفى<.
ما تذكره المصادر الاسرائيلية في شأن >بابا ديميس< انه كان على اطلاع واسع بما يجري داخل البطريركية في القدس، وبحوزته معلومات كثيرة عن الخلافات داخلها، وعن أعمال البيزنس فيها والتي للبطريرك علاقة بها، بما في ذلك بعض المشاريع الهامة في مناطق السلطة الوطنية، ومنها مشروع برك سليمان.
وتشير المصادر ذاتها الى ان >ايرينيوس< شوهد اكثر من مرة برفقة >بابا ديميس< ومدير الارتباط الاسرائيلي في منطقة بيت لحم في أحد المطاعم قرب مار الياس، ما يطرح تساؤلات كثيرة عن هذه اللقاءات وأسبابها، والموضوعات التي تم بحثها!!.
التعليقات