ماريا و روبي عاصفة قادمة بقلم: شعبان عدلي صادق

اختلفت الآراء حول الخبر الذي نص على تحضير المغنيتين اللبنانية " ماريا " و المصرية " روبي " للظهور بعمل غنائي مشترك أو ما يسمى " دويتو " ، بين مؤيدين و منتظرين على جمار الشوق لهذا العمل ، و معترضين بشدة ورافضين للفكرة من أساسها ، بقولهم على سبيل المثال إذا كانت ماريا تهدد مجتمعنا بما تقدمه من إغراء و إثارة جنسية و هي وحدها ، فما بالك و هي تستعين بـ " روبي " التي هي في حد ذاتها فاضحة و إباحية تتعمد إدخال مؤثرات الرغبات الجنسية في أغانيها المصورة " الفيديو كليب " و تفتخر بذلك و دوما تعد جمهورها بمزيد من الإثارة الجنسية في كل أغنية جديدة .

أما بالنسبة لوجهة نظري الشخصية فقد كان لي رأيين حول هذا الموضوع :

أولا : بالنسبة لفئة المؤيدين و المتشوقين إلى هذا العمل ، فانا أرى أن موقفهم ليس بالغريب طالما إذا كانت هذه الفئة هي جمهور النجمتين ، و لو كنت أنا على يقين بان هذا الجمهور نفسه ليس متشوقا لا لصوت " روبي " أو " ماريا " ، و إنما فقط ينتظرون قرصا يقوي القدرات و الشهوات بشكل مضاعف ، مع أني مقتنع بأن " ماريا " تمتلك صوتا جيدا و ليست بمستوى " روبي " في القدرة على استنطاق الغرائز ، و إذا نزلتم إلى الشارع ستتأكدون من صحة قولي ، إن سألتم احدهم ما هي توقعاتك الشخصية لشكل " الفيديو كليب " المشترك بين " روبي " و " ماريا " مثلا ، و لكي نوفر على القارئ سؤاله عن موقف كاتب السطور هل هو مؤيد أم معارض ، فنقول بأن كاتب هذه السطور ليس بمؤيد و إنما ينتظر هذا العمل على الأقل رأفة ببعض من يسمون أنفسهم نقاد فنيين ليجيدون في هذا العمل مادة يشغلون بها فراغهم الفكري الواسع و أنا أكره لهم قطع الأرزاق و لرؤية المشهد المضحك في تسابق الصحف العربية على مهاجمة هذه و تلك بتوجيه الشتائم و السخافات و في بعض الأحيان تأليف الروايات ، خصوصا بعدما أصبحت " هيفاء وهبي " مادة باردة لهم لأنها عرفت كيف تواجههم و تلزمهم بالصمت الذي هو خير لهم على أية حال ، و بالمناسبة و على الرغم أني على ثقة بان قولي السابق سيترجم من البعض على أنه هيام و ولع بـ " هيفاء وهبي " ولكي فقط لا احرم أولئك البعض من فرحتهم بصحة ترجمتهم البعيدة عن الواقع ، فانا أيضا اعترض و بشدة على ما ورد في صحيفة " الجمهورية " المصرية من مطالبة بمنع " هيفاء وهبي " دخول الأراضي المصرية ، و ذلك لأني اعرف تماما بان هذا الاعتراض على دخول " هيفاء وهبي " الأراضي المصرية هو حجة كاذبة بهدف عمل بعض الإثارة في الصحيفة لعل و عسى أن تزيد المبيعات و الأرباح ، لأن جميعنا يعلم مدى رضا الفرعون المصري عن " هيفاء وهبي " الذي لا يقدم و لا يؤخر في حساباتها الخاصة .

ثانيا : أنا مع فئة الرافضين لفكرة ما تقدمه " روبي " و " ماريا " إذا كان هذا الرفض من منطلق ديني ، لان الذي يرى الأمر بنظرة دينية لا يعنيه إذا كان العمل مشترك للنجمتين أو منفرد بواحدة منهن و ذلك لأنه بالطبع لا يرضى بهذه أو تلك لرؤيته بأنها فاسدة تدمر قيم الإسلام بما تقدمه من عروض جنسية فاضحة على الشاشة ، و لكن يجب عليهم التروي في الحكم هنا أيضا لان ما يجري على " روبي " مثلا لا يجري على " ماريا " كون البيئتين للنجمتين مختلفة ، بمعنى أن " روبي " هي شابة مصرية مسلمة كما هو مكتوب في بطاقتها الشخصية ، إضافة إلى ذلك فالشعب المصري صاحب عادات و تقاليد إسلامية شرقية محافظة ، و من هنا يجوز لكل الدول التي تسير بنفس العادات و التقاليد من حيث المحافظة و الحرص على الإسلام محاسبتها و الاعتراض عليها من هذا الأساس لأنها تشوه صورة الإسلام الجليل بإنساب نفسها إليه ، و إنما " ماريا " اللبنانية بيئتها الاجتماعية و الدينية مختلفة ، فإذا كان مجتمعها يرضى بما تقدمه لاعتباره انه شيء عادي و جميل على حسب بيئته المغموس فيها و التي تنعت كل من يعترض على ما تقدمه " ماريا " بالمعقد و الرجعي ، فلا يجوز لنا حينها أن نحكم على " ماريا " بما تراه عادتنا الشرقية المحافظة و أن نفرض على فتاة مسيحية الالتزام بأحكام إسلامية .

[email protected]

التعليقات