صوت الشرفاء في زمن الخيانة بقلم:ربيع خوندة – سوريه
صوت الشرفاء في زمن الخيانة
بقلم:ربيع خوندة – سوريه
تبدو وسائل الاعلام الفلسطينية منهمكة بالتطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة الفلسطينية ، ومن الطبيعي أن يكون الأشقاء الفلسطينيون مسكونون بهاجس قضيتهم فهذا حق قضيتهم عليهم وحقهم علينا أن نكون الى جانبهم .
لكن الأحداث المتلاحقة والتقلبات المفاجئة ميدانيا وسياسيا لم تمنع دنيا الوطن من التركيز على الشأن العربي بصفته جزءا مكملا للهم الوطني الفلسطيني .
ولعل ما تنتهجه الصحيفة يمثل واجبها المهني والعربي في الحالة الطبيعية.
فلماذا نخص دنيا الوطن بهذه الشهادة المهنية الوطنية !
السبب بسيط و لا يخفى على زملاء العمل الصحفي والمتابعين لما يكتب ويقال عبر وسائل الاعلام العربية ، اذ أن عددا كبيرا من الصحف ومحطات التلفزة العربية اختارت لنفسها اما تجاهل الحملة المبرمجة ضد سوريه أو المساهمة الفعلية في تأكيد الاتهامات الأمري – جنبلاطية ، وربما كان الدافع الأكثر شمولية هو العمل بسياسة تزايد وتكاثر الحراب والسكاكين حول أي جمل يبدأ رحلة السقوط بعد أول طعنة يتلقاها ، فلا يعود مهما من كان صاحب الطعنة الأولى قدر الاهتمام بأصحاب الطعنات اللاحقة .
لكن دنيا الوطن لم تتعامل بهذا الشكل الاعلامي الانتهازي وحافظت على ثوابتها التي عرفناها من خلال متابعة مسيرتها والكتابة فيها وقراءة ما ينشر عبر صفحاتها .
فقد تابعت هذه الصحيفة مأساة اغتيال الشهيد رفيق الحريري سواء من خلال الأخبار أو المقالات والتحليلات ، كما أقدمت الصحيفة عن سبق اصرار وترصد على قول كلمة حق بشأن سورية وما تتعرض له هذه الدولة من تهديدات واتهامات تعيد الى الأذهان السناريو الأمريكي ( المتجدد ) قبيل غزو العراق .
وبمزيد من التجرد كان الأولى بدنيا الوطن لو أرادت ركوب الموجة مسايرة الادعاءات الأمريكية الرخيصة لتكسب ود الجنبلاطيين أو الجعاجعة أو العونيين ..
وقد فعلتها مطبوعات و وسائل اعلام عربية كثيرة ، فكسبت بعض المال والحظوة هنا وهناك ، لكنها خسرت شرف المهنة والانتماء الى الأمة العربية .
لم يعد الظرف يحتمل التأويل أو التفسيرات المبهمة ، فاما أن نكون منسجمين مع جذورنا وقناعاتنا وانتماءنا ، أو أن نستسهل الخيانة وبيع المواقف في سوق العمالة والتبعية الذليلة ، وقد أثبت التاريخ في أكثر من مناسبة أنه لا يصح في النهاية الا الصحيح .
ولعل القضية الفلسطينية تشهد بذلك ، فلم تقف التغيرات الدولية الكبرى في وجه تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه المشروعة ، وربما راهنت اسرائيل وبعض الأنظمة العربية المتأسرلة على تراجع جذوة النضال الفلسطيني بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وأفول نجم المد القومي وشعاراته ، الا أن هذا الشعب المؤمن بقضيته بقي صامدا يدفع ثمن عدالة قضيته من دم أبنائه وقوت أطفاله .
وقد كانت سوريه وما زالت تقف الى جانب الفلسطينيين بعد أن تخلى عنهم أشباه العرب ومتسولوا المعونات الأمريكية ، وهذا الموقف في مقدمة أسباب نقمة أمريكا ومن دار في فلكها على سوريه .
لكن التاريخ لا يقاس بأشهر وعدة سنوات ، وقد استعجل المستعربون عندما أداروا ظهورهم لسوريه معتقدين أنها ستلاقي مصير النظام العراقي وينتهي أمرها .
فالشعب السوري والعراقي ينتسبان للأمة العربية والاسلامية شاء ت أمريكا أم أبت ولسنا مجرد قطعان ماشية تسوقها الدول الأخرى بعصاها الملطخة بالدماء .
ستخرج سوريه من محنتها حتما ، وسيكتب التاريخ أن معظم العرب تنكروا لها وهي التي لم تتخل يوما عن شعب عربي رغم عظم التضحيات وتكالب الأمم عليها .
فتحية لدنيا الوطن التي تبدو اليوم دنيا للعرب ، وستكون سورية مع فلسطين والى جانبها كما اعتادت أن تكون ، وقد أثبت الفلسطينيون أنهم أكثر العرب وفاء لسوريه ومحبة لها وهو ما تقدره سوريه ولن ينساه شعبها .
وكم هو جميل أن نتابع ما يكتبه ويقوله أصحاب الأقلام والمواقف الشريفة في وقت كثر باعة الضمائر الذين عرضوا شرف أقلامهم في سوق النخاسة .
بقلم:ربيع خوندة – سوريه
تبدو وسائل الاعلام الفلسطينية منهمكة بالتطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة الفلسطينية ، ومن الطبيعي أن يكون الأشقاء الفلسطينيون مسكونون بهاجس قضيتهم فهذا حق قضيتهم عليهم وحقهم علينا أن نكون الى جانبهم .
لكن الأحداث المتلاحقة والتقلبات المفاجئة ميدانيا وسياسيا لم تمنع دنيا الوطن من التركيز على الشأن العربي بصفته جزءا مكملا للهم الوطني الفلسطيني .
ولعل ما تنتهجه الصحيفة يمثل واجبها المهني والعربي في الحالة الطبيعية.
فلماذا نخص دنيا الوطن بهذه الشهادة المهنية الوطنية !
السبب بسيط و لا يخفى على زملاء العمل الصحفي والمتابعين لما يكتب ويقال عبر وسائل الاعلام العربية ، اذ أن عددا كبيرا من الصحف ومحطات التلفزة العربية اختارت لنفسها اما تجاهل الحملة المبرمجة ضد سوريه أو المساهمة الفعلية في تأكيد الاتهامات الأمري – جنبلاطية ، وربما كان الدافع الأكثر شمولية هو العمل بسياسة تزايد وتكاثر الحراب والسكاكين حول أي جمل يبدأ رحلة السقوط بعد أول طعنة يتلقاها ، فلا يعود مهما من كان صاحب الطعنة الأولى قدر الاهتمام بأصحاب الطعنات اللاحقة .
لكن دنيا الوطن لم تتعامل بهذا الشكل الاعلامي الانتهازي وحافظت على ثوابتها التي عرفناها من خلال متابعة مسيرتها والكتابة فيها وقراءة ما ينشر عبر صفحاتها .
فقد تابعت هذه الصحيفة مأساة اغتيال الشهيد رفيق الحريري سواء من خلال الأخبار أو المقالات والتحليلات ، كما أقدمت الصحيفة عن سبق اصرار وترصد على قول كلمة حق بشأن سورية وما تتعرض له هذه الدولة من تهديدات واتهامات تعيد الى الأذهان السناريو الأمريكي ( المتجدد ) قبيل غزو العراق .
وبمزيد من التجرد كان الأولى بدنيا الوطن لو أرادت ركوب الموجة مسايرة الادعاءات الأمريكية الرخيصة لتكسب ود الجنبلاطيين أو الجعاجعة أو العونيين ..
وقد فعلتها مطبوعات و وسائل اعلام عربية كثيرة ، فكسبت بعض المال والحظوة هنا وهناك ، لكنها خسرت شرف المهنة والانتماء الى الأمة العربية .
لم يعد الظرف يحتمل التأويل أو التفسيرات المبهمة ، فاما أن نكون منسجمين مع جذورنا وقناعاتنا وانتماءنا ، أو أن نستسهل الخيانة وبيع المواقف في سوق العمالة والتبعية الذليلة ، وقد أثبت التاريخ في أكثر من مناسبة أنه لا يصح في النهاية الا الصحيح .
ولعل القضية الفلسطينية تشهد بذلك ، فلم تقف التغيرات الدولية الكبرى في وجه تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه المشروعة ، وربما راهنت اسرائيل وبعض الأنظمة العربية المتأسرلة على تراجع جذوة النضال الفلسطيني بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وأفول نجم المد القومي وشعاراته ، الا أن هذا الشعب المؤمن بقضيته بقي صامدا يدفع ثمن عدالة قضيته من دم أبنائه وقوت أطفاله .
وقد كانت سوريه وما زالت تقف الى جانب الفلسطينيين بعد أن تخلى عنهم أشباه العرب ومتسولوا المعونات الأمريكية ، وهذا الموقف في مقدمة أسباب نقمة أمريكا ومن دار في فلكها على سوريه .
لكن التاريخ لا يقاس بأشهر وعدة سنوات ، وقد استعجل المستعربون عندما أداروا ظهورهم لسوريه معتقدين أنها ستلاقي مصير النظام العراقي وينتهي أمرها .
فالشعب السوري والعراقي ينتسبان للأمة العربية والاسلامية شاء ت أمريكا أم أبت ولسنا مجرد قطعان ماشية تسوقها الدول الأخرى بعصاها الملطخة بالدماء .
ستخرج سوريه من محنتها حتما ، وسيكتب التاريخ أن معظم العرب تنكروا لها وهي التي لم تتخل يوما عن شعب عربي رغم عظم التضحيات وتكالب الأمم عليها .
فتحية لدنيا الوطن التي تبدو اليوم دنيا للعرب ، وستكون سورية مع فلسطين والى جانبها كما اعتادت أن تكون ، وقد أثبت الفلسطينيون أنهم أكثر العرب وفاء لسوريه ومحبة لها وهو ما تقدره سوريه ولن ينساه شعبها .
وكم هو جميل أن نتابع ما يكتبه ويقوله أصحاب الأقلام والمواقف الشريفة في وقت كثر باعة الضمائر الذين عرضوا شرف أقلامهم في سوق النخاسة .
التعليقات