مدير عام وزارة الصحة: هناك عصابات منظمة في بعض المستشفيات المحلية والخارجية متخصصة في عملية التحويل

مدير عام وزارة الصحة: هناك عصابات منظمة في بعض المستشفيات المحلية والخارجية متخصصة في عملية التحويل

غزة-دنيا الوطن

أعلن مدير عام وزارة الصحة د. عبد الرحمن برقاوي عن ضبط عشرات التحويلات المزورة للعلاج بالخارج مؤكدا أنه تم تسليمها للأجهزة الأمنية لإجراء اللازم، وأشار الى وجود عصابة منظمة في بعض المستشفيات الخارجية والمحلية للتحويل بالخارج رغم توفر العلاج اللازم في المستشفيات المحلية.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في اللقاء المفتوح الذي نظمته الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن في قاعة الهيئة بغزة حول تحويلات العلاج خارج المؤسسات الطبية الحكومية بحضور العديد من المختصين والمهتمين.

وقالت المحامية صبيحة جمعة مسؤولة ملف الشكاوى بالهيئة إن اللقاء يهدف الى استعراض كافة الجوانب التنظيمية لموضوع التحويلات الخارجية في محاولة لتقديم المقترحات والتوصيات التي من شأنها أن تساهم في تجاوز العديد من الصعوبات.

وقدم برقاوي شرحا وافيا حول سياسات وخطط الوزارة للحد من تحويلات العلاج في الخارج مشيرا الى أن شراء الخدمات والعلاج في الخارج يمثل مشكلة كبرى من الناحية المالية والجهد والوقت أيضا، مؤكدا أنه تم تسجيل عشرات الاقتحامات على مقر الوزارة من قبل المجموعات المسلحة لممارسة الضغوط وطلب التحويلات للخارج.

وقدم بعض الإحصائيات بشأن الحالات المحولة للخارج مؤكدا أن 32% من الحالات يتم تحويلها من قبل مكتب الرئيس و12% من داخل المستشفيات المحلية مباشرة فيما يحتل جرحى الانتفاضة الجزء الأكبر من التحويلات وتبلغ نسبتهم 65%.

وعزا الأسباب الرئيسية للتحويل للخارج الى عدم توافر التخصصات والكوادر اللازمة خاصة في أمراض القلب والأورام والإخصاب المجهري وأطفال الأنابيب ومرض العيون، مؤكدا في الوقت نفسه وجود خطة للوزارة للتخفيف من التحويلات حيث تم تجهيز قسم لقسطرة القلب في مستشفى غزة الأوروبي بتمويل من الحكومة البلجيكية إضافة الى فتح مركزين للأورام في غزة بكلفة 5,2 مليون دولار وتم توريد التجهيزات وتدريب الطواقم الطبية إلا أنه ينقصه العلاج الذري وسيتم استقطاب مختصين مصريين لتشغيل المركز كما تم إنشاء مركز مشابه في بيت جالا بكلفة 8,2 مليون دولار ويشمل مختبرا للأجهزة ولم يتم تشغيله لعدم وجود كادر مدرب كما أن الإجراءات الإسرائيلية منعت إيصال النظائر المشعة لتجربة وتشغيل الأجهزة، مؤكدا البدء في إنشاء مستشفى الجراحة التخصصي بكلفة 5 ملايين دولار إضافة الى مستشفى الكويت للجراحة التخصصية برام الله بتمويل من البنك الإسلامي للتنمية بكفة 2,8 مليون دولار.

وأضاف برقاوي أنه تم افتتاح مركز لعلاج العقم في مستشفى غزة الأوروبي كما أن العمل جار لتطوير جراحة قرنية العين.

وأكد البرقاوي أن من بين الصعوبات التي تواجه العلاج بالخارج الضغوطات والتدخلات الخارجية والخلل في الآليات وازدياد أشكال التهديد والابتزاز من قبل المجموعات المسلحة، مؤكدا أنه في حالات كثيرة يتم تحويل رجال الأمن والشرطة الى وسطاء للحصول على تحويلات للعلاج بالخارج.

من جانبه قدم المحامي باسم بشناق من الهيئة المستقلة لحقوق المواطن استعراضا لمحتويات تقرير الهيئة حول العلاج في الخارج، موضحا أن الجهات المختصة التي تشرف على العلاج بالخارج هي مكتب الرئيس ووزير الصحة ومدير عام الوزارة واللجنة العليا للعلاج بالخارج ولجنة العلاج التخصصي، مشيرا الى وجود جملة من الإشكاليات حول ذلك تتعلق بنوعية الأمراض وإجراءات التحويل.

واستوقف عند المشكلات التي تتعلق بدائرة العلاج التخصصي الذي شمل وجود عدد هائل من القرارات الرئاسية المتعلقة بذلك وعدم وجود نظام يحكم علاج الحالات غير الطارئة والتدخل الخارجي في عمل الدائرة، مؤكدا أن كلفة التحويلات خلال عام 2003 بلغت 98 مليون شيقل في حين وصل حجم الأموال المصروفة على نفس الغرض في النصف الأول من العام الماضي حوالي 86 مليون شيقل.

وقدم المحامي بشناق مجموعة من التوصيات منها ضرورة قيام مجلس الوزراء بتحديد الأنظمة اللازمة لتحويل المرضى وإصدار الأنظمة المتعلقة بالعلاج التخصصي عن مجلس الوزراء وليس عن طريق وزير الصحة مع أهمية الحد من تدخلات الجهات المختلفة في نظام العلاج التخصصي مع ضرورة مسح كافة الإمكانيات والتخصصات المتوفرة لدى القطاع الصحي وأن تقوم الحكومة والمجلس التشريعي بزيادة نصيب وزارة الصحة من الموازنة العامة لرفع جاهزية المؤسسات الطبية الحكومية وزيادة قدرتها على استيعاب عدد أكبر من المرضى خاصة وأنه لا يوجد ثقة بين المواطن والوزارة بشأن الخدمات المقدمة ولهذا يلجأ للعلاج بالخارج.

وتحدث د. حيدر عبد الشافي حول أهمية تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصلحة الخاصة لتوفير كافة الاحتياجات لشعبنا.

فيما قدم د. فيصل أبو شهلا مدير عام الوزارة نبذة عن الحالات المحولة ودور الوزارة في توفير الخدمات الصحية وتطويرها.

كما تحدث د. ماجد الريس مسؤول العلاج بالخارج عن المشكلات والتدخلات التي تواجه دائرة التحويلات بالخارج.

كما تم تقديم العديد من الاقتراحات والتوصيات من قبل المشاركين في اللقاء، وطالبوا بإعادة تعزيز ثقة المواطن بالخدمات الصحية المحلية وتأهيل الكوادر وتجهيز الأقسام بالمعدات المتطورة للحد من حالات التحويل للخارج.

التعليقات