عاجل

  • ثلاثة شهداء وخمسة مصابين في قصف من مسيرة للاحتلال على خيمة نازحين في مواصي خانيونس

  • (القناة 12) الإسرائيلية: تقديم موعد لقاء نتنياهو مع ترامب إلى الساعة 11:30 ليلًا بتوقيت القدس

  • وزارة الصحة في غزة: ارتفاع مقلق في حالات الإصابة بالحمى الشوكية وسط تدهور صحي وإنساني وبيئي غير مسبوق

تلفزيون وفضائية فلسطين ..مش حتئدر تفتح عينك بقلم:موسى أبو كرش

تلفزيون وفضائية فلسطين ..مش حتئدر تفتح عينك بقلم:موسى أبو كرش
تلفزيون وفضائية فلسطين ..مش حتئدر تفتح عينك

بقلم:موسى أبو كرش

حدثني البهبهان بن حباب، عن عزوان بن عزفان، عن الغفل بن غفلان، عن نايم بن صحوان، عن الحسن بن دوحان قال ....ولما وضع الفلسطينيون أولى مداميك دولتهم، دفعتهم الضرورة، وروح العصر والصيرورة، لتأسيس تلفزيون لبلادهم، يصلهم بما انقطع مع إخوانهم في وطنهم المجزوء والمشطور والمنهوك، ويذكر أبناءهم المشردين في مختلف أنحاء الدياسابورا بثرى بلادهم، وما يعتمل فيها من بناء وعمران، وما تحتويه أرضها من تراث وخيرات حسان، وما يدور فيها من معارك فكرية وأدبية وديمقراطية، وما يعتريها من انتفاضات وانخافاضات واعتداءات وغزوات، ولذلك تداعوا إلى استدعاء سائر الكفاءات، فانهالت عليهم الطلبات، ولم يمض سوى وقت يسير حتى صار للفلسطينيين محطة بث أرضية،وسرعان ما استحدث فضائية تضم نادر الخبرات، مما جادت به الوساطات، في مختلف التخصصات، في الهندسة والتجارة والزراعة ومختلف علوم العمارة والنجارة والمحاسبة والقانون، وصارت تطل علينا وجوه مخملية الصوت، ملائكية الصورة، حسنة الهندام، لبقة الأداء، تخفض المرفوع، وتجرّ المنصوب وتنصب المخفوض، تعك اللغة عكا، وتعجنها عجنا، وكأنها تصنع عصيدة، لا تعرف فيها مذيع الربط، من مذيع الأخبار، تتداخل فيها المهمات وتتماهى فيها الأصوات، "تتحدث عن الشام إذا سقطت حلب!" وعن الوحدة الوطنية في زمن أبي لهب! حتى صار أمرها عجبا.. تستقبل ضيوفا لا كسائر ضيوف الفضائيات، يفتون في كل الأمور_ في السياسة الكياسة والقانون والأدب والاجتماع، ويطالبون بالشفافية والاستقامة والإصلاح، وضرورة النشر والانفتاح.

وإذا تورطت يوما وأردت مفتاح التلفزيون "مش حتئدر تغمض عينيك"! من غزارة المنوعات!، أفلام ونشرات ومسلسلات وتحقيقات وريبورتاجات حول مختلف الأمور.. من غلاء الأسعار إلى احتكار التجار وفساد بعض رجال السياسة والحكم، وصناعة المهلبية بالملوخية، والبامية أم تقلية، والقطايف بالجبنة البلدية..خبرهم العاجل دائما آجل، يأتي في المرتبة الأولى قبل الجزيرة والأثيرة وعجمان، مفعما بالتفاصيل وتفاصيل التفاصيل، بمنتهى الدقة والجرأة والموضوعية والمهنية والحياد، وعندئذ لا تعرف رأسك من رجليك، فلا تدري إن كانت أخبارهم تأتيك من تحت بطانية، أو تطل عليك من صحن مهلبية.. والويل لك إذا كان لك أطفال فعليك حينئذ أن تنام في حضنهم حتى تطرد عنهم شر الكوابيس، والجنية أم خميس من جراء عرض ما ينبغي أن يظل طي الكواليس، ولذلك عليك أن تنأى بأطفالك حتى عن برامج الأطفال ففيها الأسد الزآر والمارد والجبار والتنين نافخ النار، والا فان عليك أن ترقيهم بآية الكرسي والمعوذات.

ديدنهم ضعف الإمكانيات وعدم ملاءمة المباني والاستوديوهات، وشعارهم الدائم هات ..هات.

وإذا ما احتدم النقاش، وعلا وطيس النعاس تحت قبة البرلمان، أراحوك بقطع الإرسال متعللين بقطع الاتصال، ونقلوك من فورهم إلى مشاهد للمطار والمدن والبحار.. وإذا ما اشتد بك الغيظ كافأوك بطبق من الكنافة الشهية ووجبة من الدبكة الشعبية، وعندئذ أنت مخير بين انتظار "الجلطة" بفعل ارتفاع الضغط والسكر، أو القفز إلى الفضائيات الغانجات المائجات لإراحة النفس والأعصاب فمالك وصندوق العجب والصيام في رجب، وإما اتفرج يا سلام!!.

ولأمر ما حازت برامجهم على إعجاب الشقيقات الأرضيات، فحصدت الجوائز الذهبيات والفضيات والبرونزيات، وفاع خيرة مراسليهم وفنييهم في الفضائيات، وصاروا من كبار النجوم، يتسابق الناس لالتقاط صورهم التذكارية، ويبتسمون إذا ما طلت وجوههم من الفضية، فسبحان الله ناصر القضية

التعليقات