السينمائيون الفلسطينيون قادمون بقلم: تيسير مشارقة-رام الله

السينمائيون الفلسطينيون قادمون بقلم تيسير مشارقة

13 مخرج فلسطيني يحملون 17 فيلماً إلى قطر

تجريب سينمائي وفيديوي فلسطيني

جماعة السينما الفلسطينية تقود التظاهرة السينمائية الفلسطينية القادمة

تيسير مشارقة *

أكبر تظاهرة سينمائية وثائقية –تسجيلية، تصل إلى أكثر من 17 فيلما جديداً تم انتاجها وأخرجت خلال أربع سنوات (2001-2005) تشارك قريباً في مهرجان الأفلام الوثائقية الذي تنظمه قناة الجزيرة بقطر. الأفلام الفلسطينية هذه، أنتجها جيل مغامر من المخرجين الفلسطينيين(13 مخرجاً)، معظمهم من الجيل الشاب(الموجة الثالثة) :(ديمة أبو غوش، طارق يخلف، بثينة خوري، صفاء عدوي، ناهد عواد، عماد أحمد ، مهند يعقوبي، غادة طيراوي) ومخرجون من الجيل السينمائي الثاني (الموجة الثانية):)يحيى بركات ،محمد بكري، ليانه بدر، علياء أرصغلي، صبحي الزبيدي(.

وللتوضيح ،يمكننا تقسيم السينما الفلسطينية إلى الحقب والموجات التالية :

الحقبة الأولى: سينما ما قبل 1948

الحقبة الثانية: سينما ما بعد النكبة(1948-1967)

الحقبة الثالثة: سينما ما بعد 1967 وتشتمل على ثلاث موجات : الموجة الأولى (1967-1982)، الموجة الثانية(1982-2000)،الموجة الثالثة(2000-2005 ومستمرة) ويرتبط ظهور الموجة الثالثة من الحقبة الثالثة باندلاع انتفاضة الأقصى في أيلول العام 2000.

المقاومة في قلقيلية وجنين، وجدار الفصل العنصري والدمار والاجتياحات والحواجز العسكرية الإسرائيلية وبطولات جماعية وفردية وأحلام بالبحر واحتجاجات سينمائية وذاكرة المكان، هي موضوعات الأفلام التي ستشارك في (مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية) في نيسان 2005 المقبل. والمشاركة الفلسطينية هذه، تقودها (جماعة السينما الفلسطينية ) التي أعيد تأسيسها في رام الله أواسط 2004 بمبادرة من المخرج الفلسطيني مصطفى أبو علي. وهذه المشاركة الكبرى، هي باكورة أنشطة "الجماعة" التي تنوي لم شمل المخرجين والسينما الفلسطينية.

وخلال مراجعة دقيقة لهذه الأفلام ، نجدها توثق الحياة الفلسطينية والأحلام والمقاومة ، ويغلب عليها التجريب السينمائي والفيديوي، ومنها من يقترب من الدراما، في صيغ توثيقدرامية(ديكودرامية) وينحو بعضها إلى صيغة شهادوية(تستند إلى شهادات الناس).

ديمة أبو غوش

"صباح الخير قلقيلية": وثائقي 26 دقيقة 2004 ،

حول التمييز وجدار الفصل العنصري في قلقيلية والقرى المحيطة بها . يعالج الفيلم المسألة من زاوية إنسانية، ويظهر معاناة الناس العاديين والمواطنين في قلقيلية نتيجة إقامة هذا الحائط.انتج الفيلم عام 2004 برعاية (بي أم سي سي)، أي المركز الفلسطيني للإعلام والاتصال برام الله.



يحيى بركات

يشارك بفيلمين وثائقيين، هما:

" بيت الله ": وثائقي 42 دقيقة 2004،

أثناء اجتياح الجيش الاسرائيلي لمدينة بيت لحم ، حاصر كنيسة المهد مدة اربعين يوماً. شهادات حية للرهبان والقساوسة والمحاصرين تروي معاناتهم أثناء الحصار .

" ريتشل ، الموت بأيدي صديقة " وثائقي75 دقيقة2005،

عن ناشطة السلام الأمريكية (ريتشيل كوري) ، التي داستها جنازير جرافة اسرائيلية وهي تتصدى لعملية هدم منازل فلسطينية في رفح ، مما أدى الى موتها .( ملاحظة : الفيلم في مرحلة المونتاج النهائية)

طارق يخلف

" الحمل والذئاب " 2003 ،

انتاج اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم والفينيق للثقافة والفنون. تدور أحداث الفيلم حول القصف الهمجي الذي تعرضت له المدرسة الوطنية للكفيفات في مدينة البيرة مع بدايات الأنتفاضة الفلسطينية الثانية من القوات الاسرائيلية المتمركزة في مستوطنة بزجوت التي تطل على الحي الذي يسكن فيه مجموعة من الأطفال الكفيفون في مدرستهم الداخلية لم تكفي الطفولة ولا حتى فقدان البصر من أن يسدوا شهية الجنود عن رؤية الدمار ونشر الخوف والهلع في نفوس الفلسطسنيين الذين يقطنون الحي المجاور للمستوطنة وبقية لغة الغطرسة والبطش هي لغة الحوار حتى مع المكفوفين.



صبحي الزبيدي

يشارك بفيلمين وثائقيين، هما :

* "الخروج إلى البحر" 9 دقائق 2005

ثلاثة خريجين يشاركون في حديث حول علاقتهم بالبحر.

** "عبور قلنديا":ملون 52 دقيقة 2003

الفيلم عبارة عن يوميات فيديوية لصبحي الزبيدي وعائلته تم تصويرها بين صيفي 2002 و2003 .

بثينة الخوري

"نساء في صراع" 56 دقيقة 2004

فيلم وثائقي حول المرأة الفلسطينية ، تتحدث عن نفسها من خلال أربع نساء تخلين عن وظائفهن ليشاركن في الانتفاضة والصراع ضد المحتل.

علياء أرصغلي

تشارك بفيلمين وثائقيين هما:

* "ما بين السماء والأرض" 27 دقيقة، 2004

يلقي هذا الفيديو الوثائقي،الضوء على بعض تجارب ضباط الإسعاف من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وما تعرضوا له من صدمات نفسية في ظروف صعبة ينتابها الحصار ومنع التجول وإطلاق النار.

** "هاي مش عيشة" 42 دقيقة 2001

يصور حياة 8 نساء فلسطينيات من خلفيات دينية واجتماعية مختلفة وكيف يعشن ظروف الحرب ويطمحن إلى السلام في ظل واقع فظيع من المعاناة والآلام التي تعصف بحياتهن. هؤلاء لسن بنساء استثنائيات، بل هن نساء عاديات يعملن في مجال الإعلام والمسرح، في الزراعة، و النظافة، وبائعة، وطالبة جامعية وطالبة في الثانوية وربات بيوت. حياتهن هي الحياة العادية التي تصنع الأخبار ولكن الأخبار تهمش حياتهن، هؤلاء النساء يتكلمن بمرارة ولوعة وغضب ومساءلة فهن يرين حياتهن كحياة منتجة فعالة فيها كرامة ولكن ظروف الحرب قلصتها إلى الماسي والمخاوف والصدمات. فهن يتحدثن عن خسارة فادحة في مصادر رزقهن وأرضهن ومنازلهن وموت أحبابهن وضياع راحة بالهن وأهداف حياتهن. ما يعبرن عنه بقوة وعمق هو إصرارهن على حياة ذات معنى فيها مشاركة وعطاء وطقوس وعظمة الحياة اليومية وليس حياة الحرب المهينة والمفجعة.

ومن أعمال المخرجة علياء أرصغلي السابقة:

قامت بإخراج فيلمين وثائقيين بعنوان "شهادة ميلاد" 17 دقيقة أنتج عام 2002 ويسرد قصة الولادات القسرية على الحواجز الإسرائيلي، وفيلم "ولادات على الحواجز" 12 دقيقة أنتج عام 2003 من قبل صندوق للأمم المتحدة للسكان . ومن أهم أعمالها التجريبية "حياة ممزقة" 23 دقيقة في سنة 1993 وهو عبارة عن فيلم وثائقي يسرد واقع المرأة الفلسطينية الأميركية في الشتات.

صفاء عدوي

"طرعان"، 2004

طرعان ، بلدة تقع ما بين الناصرة وطبريا ، فيها تدور احداث هذا الفليم الوثائقي والذي هو عبارة عن حوار حضاري بين الابناء الذين يتوقون لمعرفة جذورهم في وقت اصبحت فيه الهوية الفلسطينية في مهب الريح وفيه يحاور الابناء اجدادهم، وهم شخصيات واقعية تتراوح اعمارهم بين الثمانين والمائة عام ، هؤلاء الاجداد وهم شهود عيان على ماضي امتزج بالفرحة احيانا وبالحسرة في الغالب على أرض أو بيت صودر او هدم واندثرت معالمه .

هذا الفيلم جاء لازالة الغموض عن حقيقة شابها بعض الزيف، وهي ، مدى ارتباط "عرب ما يسمى بالثمانية واربعين" بأرضهم وهويتهم الفلسطينية، عرب بقوا على ارضهم وتمسكوا ببيوتهم وتحملوا ويلات المذابح والابادة والقهر والتهجير القسري. فيلم عن الواقع المرير الذي اضطر الفلسطينيون فيه لحمل الهوية الاسرائيلية، وذلك للبقاء في بيوتهم وليس طمعاً في مكاسب مادية، متحملين كل الاختلافات والتناقضات الحضارية والتعليمية والمعيشية مع من هم في البيت المجاور من اليهود. ويزداد الألم ليشمل ذلك الفلسطيني الذي يحمل جنسية غربية او عربية بتوقه الى تراب وطنه وحجارة بيته المهدم . كما جاء الفيلم ليزرع الطموح في الطفل العربي وليريه مدى التضحية التي قدمها أصحاب الارض الفلسطينيين وما زالوا يقدمونها.

جاء هذا الفيلم ليطرح للملأ قضايا مقدسة، حيث ان السيد المسيح عليه السلام مرّ يوما من سهول (طرعان) وحصد القمح وهو في طريقه الى (الطابغة)، كي يقوم بصنع عجينة الخبز والسمك. وفي احشاء أرض طرعان يرقد الكثير من الأولياء الذين ما زالت قبورهم الحجرية واضحة للملأ.

احداث وقصص الفيلم مرويّة بطريقة وثائقية ـ درامية شيّقة وهي احداث موثـّقة ، تم تقسيمها الى ثلاث فترات ليسهل فهمها وهي فترة ما قبل 1948 وما حملته هذه الفترة من آمال وتطلعات ومعتقدات والحقبة الثانية وهي حقبة الاحتلال والحديث عن مصير القرية المشؤوم كما هي القرى المجاورة ، والاحداث التي جرت خلال الاحتلال والقصص المأساوية التي وقعت اثناء الغزو. ومن ثم تتحدث احداث الفيلم عن فترة ما بعد الاحتلال وإعادة الإعمار وعن دور (جمعية الكويكرز الامريكية) وما قدمته لأهل القرية من مساعدة .

محمد بكري

"جنين جنين" ، 2003

بعد خروج الجيش الإسرائيلي من مخيم جنين الفلسطيني الذي دمرته الآلة العسكرية الإسرائيلية ، دخل محمد بكري مع مصورٍ إلى جنين وصعق من مشاهد الدمار.

الناس في المخيم جرحوا وصدموا من حجم الدمار والخراب الذي لحق بهم وببيوتهم وتحدثوا للكاميرا عن مشاعرهم وقالوا لمحمد بكري عن تجاربهم.

هذا الفيلم من الأفلام المهمة التي أثات زوبعة في "إسرائيل" وظل الفيلم على القائمة السوداء إلى أن تحرر مؤخراً.

ناهد عواد

" 25 كيلومتراً " ، 15 دقيقة 2004

الفيلم هو رحلة المخرجة بين الحواجز الإسرائيلية والطرق الوعرة ويبدأ برحلة المخرجة من رام الله التي ترغب بزيارة أهلها في بيت ساحور (بيت لحم)

عماد أحمد

"قلقيلية في يوم ما" ،52 دقيقة 2005

يتناول بوابة شيران العسكرية الاسرائيلية وحياة أبو عبد الله ،الفيلم يتحدث باختصار عن المسموح والممنوع في حياة الفلسطينيين.

مهند يعقوبي

" كرنفال" (26 دقيقة 2004)

يتحدث عن مجموعة من السينمائيين الشباب المحتجين أثناء مهرجان رام الله السينمائي الدولي ، واحتجاجهم كان تعبيراً وجودياً أكثر من كونه اعتراض على عدم عرض أفلامهم في قصر الثقافة وإنما في مركز خليل السكاكيني. فيلم تجريبي حديث يعالج معاناة السينمائيين الفلسطينيين الشباب مثل: عماد أحمد، مهند يعقوبي، تيسير مشارقة، إسماعيل الهباش، محمد أبو دية، ليلى صايغ، فيسنا شلبي، رياض دعيس، وآخرون.

ليانه بدر

"الطير الأخضر" ، 39 دقيقة ،2002

كما في الحكاية الشعبية الفلسطينية عن الطير الأخضر ،الطير كان يروي مأساته بتفاصيلها

الكاملة : اصطياده والفتك به من قبل أقرب الناس إليه ، ودور أخته الحنونة التي خبأت ريشه كي ينبعث من جديد .

"عبر هذه الحكاية التي يروي فيها جريمة إبادته ، تعلمنا أن نتحدث عن آلامنا ومعاناتنا بشجاعة ، وأن نظل معلقين بأمل أن نلم ريشاتنا الخضراء كي نحلق مرة أخرى ".

وتقول ليانه بدر : "عندما قمت بتحقيق هذا الفيلم ، لم أذهب بعيدا . نظرت حولي فوجدتهم أطفالاً أشاهدهم كل يوم ، في الشارع أو الجوار . ورغم العذاب اليومي ، والرعب ، وهجمات المحتلين التي تهدد حياة كل واحد فيهم ، فقد حافظوا في نفوسهم على مساحات جديدة للرؤية والحلم. أطفال يكافحون الإبادة المفروضة على شعبهم، بالحس اليومي العملي ، والأغنية ، والخيال، والألوان ، وطيارات الورق .لكل منهم قصته الخاصة ، وجميعهم يتفقون على معنى الأمل . دولة فلسطينية حرة وذات سيادة، يشكّلونها في أغانيهم وألعابهم ، ومن رموز الحياة التي تجابه زحف المستوطنة الإسرائيلية على أرض آبائهم وأجدادهم المسلوبة " .

حصار (مذكرات كاتبة)، 33 دقيقة 2003

ماذا تفعل الكاتبة وسط حرب هوجاء حينما تجف الحروف ، وتكف عن الكتابة ؟هل تستطيع الصورة أن تكتب ؟هل يمكن للكاميرا ان ترسم في لعبة الضوء والعتمة جزءا مما يحدث ؟ هل يمكن لها أن تعكس الأشواق الصارخة للوصول إلى القدس حيث العائلة ، ومسقط الرأس ،حين تكون هنالك كل هذه الحواجز والإغلاقات والأسوار ؟

مع الحصار المضروب على رام الله منذ بدء عملية الإحتلال الإسرائيلي للمدينة(آذار 2002)، نرى الحياة تموج في أعمال الفنانين ، وفي حيوية الحياة اليومية ، وفي شظايا المباني التي دمرها الإسرائيليون ، ومنها وزارة الثقافة الفلسطينية حيث تعمل الكاتبة ليانة بدر.

ليست الحياة في مكان آخر كما يقول "ميلان كونديرا" ، فليس هنالك إلا فلسطين حتى

لو كانت تحت كل هذه الإحتلالات والحصارات. الفيلم باختصار يروي يوميات الكاتبة أثناء الحصار.


غادة طيراوي

" وماذا بعد " (40 دقيقة 2003)

يتحدث عن يوم 29 آذار 2002 ، يوم اجتياح رام الله . عندما أعاد الجيش الإسرائيلي اجتياح المدينة خلال 33 يوماً ، دمر فيها العدو كل مقومات الحياة . ثلاثة شباب بعد الحصار والاجتياح يلتقون ويجدون فسحة للضحك والبحث عن نقطة للإنطلاق من جديد.

*د. تيسير مشارقة : مخرج وناقد سينمائي، عضو اللجنة التنفيذية لجماعة السينما الفلسطينية ، منسق الإعلام في الجماعة، مخرج لفيلمين (فيلم درامي، وفيلم وثائقي)[email protected]

التعليقات