البث العبري بقناة النيل المصرية وثلاثة أعوام من العمل الجاد بقلم:ربيع يحيي مذيع بالنيل الدولية-القاهرة

البث العبري بقناة النيل المصرية وثلاثة أعوام من العمل الجاد

بقلم:ربيع يحيي مذيع بالنيل الدولية-القاهرة

" ليس هناك من أدني شك بأن مصر كانت وما زالت صاحبة ريادة وانجازات تستحق التقدير ، ومن ضمن الانجازات التي تحسب لهذا البلد هو السبق الذي قامت به حين أطلقت ساعتين باللغة العبرية علي قناة النيل الدولية nile tv ، والسبب في الريادة هو أن طبيعة النظرة المصرية للأمور تملك بعدا نظر دائما ، فقد بدأت بعدها بعض الفضائيات العربية بعمل فترات باللغة العبرية ثم تلي ذلك اطلاق البث الاذاعي الفلسطيني – الاسرائيلي المشترك ( صوت السلام ) الذي يبث يوميا حوالي 18 ساعة باللغة العربية والعبرية بالتنسيق بين مذيعيين فلسطينيين واسرائيليين ، وهنا تكمن الريادة المصرية التي كانت تعرف من البداية أن نهاية المطاف هو احلال السلام فقد كان لابد من خطوات تؤكد مدي جدية العالم العربي في السلام واعطاء ثقة للعالم كله بأن العرب دعاة سلام وليسوا دعاة حرب ، والهدف من البث العبري بعيد كل البعد عن التطبيع او ما شابه ذلك ، ولكنه حلقة لحوار الحضارات واثبات مصري عربي بأن عاداتنا ومعتقاداتنا تشجعنا علي الحوار مع الآخر بكل اللغات وليس الاصطدام به ، والبث العبري الذي يبدأ في السادسة بتوقيت القاهرة يوصل رسالة للشعب الاسرائيلي مفادها أنه آن الآوان لتغيير النظرة العدائية للفلسطينيين وللعرب ، وهي دليل قاطع علي أن مصر جادة منذ البداية في دفع عملية السلام ، وقد تتوج كل هذا المجهود سواء الدبلوماسي والسياسي والاعلامي المصري بأن الجانب الاسرائيلي والجانب الأمريكي و الأوربي وكذلك العربي أدرك أنه لا بديل عن الشراكة والوساطة المصرية وهو ما تجلي في النهاية بترك زمام الأمور لاصحاب القضية الجانب الفلسطيني والاسرائيلي برعاية مصرية علي درحة عالية من المسؤولية بعقد قمة شرم الشيخ لدفع عملية السلام ، وتلي ذلك خطوات علي أرض الواقع سواء في الجانبين الفلسطيني أو الاسرائيلي ، نحن كاعلاميين تابعنا في كواليس قمة شرم الشيخ آراء المسؤلين الاسرائليين و قد قام المذيع اللامع ( محمد سيف) بمحاورة بعض الشخصيات الاسرائيلية المسؤلة وقد اجمعوا أن مصر بلدا كبيرا للغاية وأنها صاحبة فضل كبير علي المنطقة ، وهذه الشهادة الاسرائيلية من مسؤلين يهود وكذلك اعلاميين في صحف كبري في اسرائيل ليست علي سبيل التفاخر وانما هي واقع يجب أن يدركه الجميع ، البث العبري المصري الذي ترأسه الاعلامية الكبيرة هالة حشيش هو بالفعل شهادة تضاف للانجازات المصرية في مجالات عدة ، وسوف يكون له دور أكبر حين يحل السلام المنطقة وتقام الدولة الفلسطينية المرتقبة ، ووقتها سيكون مناخ السلام مناسبا جدا لاعادة بناء الوطن الفلسطيني من جديد الذي يحتاج دعما علي جميع المستويات . غير أن البث العبري المصري يحتاج الي الدخول للمجتمع الاسرائيلي بشكل أكبر عن طريق شبكات الكوابل ، ووقتها سيحفر اسم مصر ورسالة مصر الريادية في التاريخ ، وهو ما يجب أن يتابعه وزير الاعلام المصري ( أنس الفقي ) الذي تولي حقيبة الاعلام مؤخرا .

*خاص بدنيا الوطن

التعليقات