الفضائية الفلسطينية و سياسة التخدير الإعلامي بقلم:شعبان عدلي صادق

الفضائية الفلسطينية و سياسة التخدير الإعلامي بقلم:شعبان عدلي صادق
الفضائية الفلسطينية و سياسة التخدير الإعلامي

بقلم:شعبان عدلي صادق

بانت لنا القناة الفضائية الفلسطينية طيلة الفترة الثورية لانتفاضة الأقصى الباسلة و المنتهية ببداية العهد الجديد إن صح التعبير ، واجهة مشرفة للقضية العادلة و الثوابت الفلسطينية المصيرية ، نرى و كما يبدو أن الفضائية الفلسطينية تشهد هذه الأيام ثمة انعطافا حادا في بث برامجها و موادها الإعلامية ، و من أن البرامج الإعلامية الحالية تتسم بعد الالتزام و الهبوط و محاولة الاستجابة فقط لشرعية معينة من الجهود و هذا على عكس البرامج السابقة و التي كانت سائدة.. فما الذي جرى ؟! .

لا مانع أن يكون هناك ثمة تغيرات ضرورية تستجيب للوضع الراهن ، لكن و في نفس الوقت لكي لا نخسر هيبتنا الإعلامية كفلسطينيين لا يجب على هذه التغيرات أن تشكل انعطافا حادا يقطع الصلة بالوضع السابق .

إن كنا معنيين حقا بإعادة صياغة المادة الإعلامية حتى تكون خالية من مظاهر التحريض فهذا لا يعني أن ندير الظهر للبرامج الوطنية و الثورية التي توجهنا نحو الدفاع عن الثوابت الوطنية الفلسطينية التي لا يتم الحديث عنها في الوقت الراهن !.

انقلبت زاوية المبدأ الإعلامي الفلسطيني مئة و ثمانون درجة بشكل مفاجئ (خبط لصق ) ، أن دون أي مؤشرات توحي بنية التغيير فقد شاهدنا كيف تحولت مادتنا الإعلامية إلى مخدر مركز ، فمن البرامج الوطنية و الدينية و الثقافية إلى الأفلام السينمائية الرومانسية الهابطة و الأغاني و المسرحيات الكوميدية التافهة ، و كأنا نقول للعام بلغة التفافية ها نحن اليوم شعب آمن و محرر لا يعاني من أية صعوبات شعب و وطن (رايق) للاغاني و المسلسلات و الأفلام و ما لحقهم من وسائل الترفيه و الإشباع المزاجي ، نحن نرفض هذه السياسة المخدرة للواقع الذي ما زال على حاله و لم ينتهي ، لذا ننصح الفضائية الفلسطينية بان تعيد صياغة مادتها الإعلامية من جديد ، و هذا لتحقيق التوازن بين الاستجابة لضرورات السلام المنتظر و الحفاظ على الروح الوطنية الثورية الفلسطينية .

[email protected]

التعليقات