مقاول الأمن الأكبر لدولة اسرائيل

يديعوت احرونوت-
تقرير:
يدمرون الاحتفال
بقلم: ناحوم بارنيع وشمعون شيفر
مساء يوم الأربعاء علم اريئيل شارون ان "يديعوت احرونوت" تزمع على نشر نبأ عن قرار تعيين يوفال ديسكين .نائب رئيس الشابك حاليا واحد مرشحين للمنصب، سارع شارون الى مهاتفة ع.نائب رئيس الشاباك حاليا واحد مرشحين للمنصب، والرئيس المنتخب ."لم ارغب في ان تعلموا بذلك عن طريق الصحيفة"، قال لهم شارون .
ديسكين سوف يستبدل افي ديختر في (15) ايار.وفي نفس ذلك اليوم ينهي ديختر خمس سنوات شاقة وناحجة معا، في رئاسة الجهاز. حتى هؤلاء الذين يختلفون في الآونة الأخيرة مع موقفه المتشدد المتشائم تجاه المرونة في الجانب الفلسطيني ،لا يقتصدون في إطرائه."كان كبير صيادي المخربين في تاريخ اسرائيل"، يقول عنه احد انصار شارون. "في عهده وصل الشاباك الى إنجازات لا مثيل لها.لكنه كسياسي ضيق الأفق وصبياني تقريبا.عدم ثقته بالجانب الفلسطيني تام ومطلق.يتصرف وكان التجربة مع ابي مازن محكومة بالفشل مسبقا.
"هو مثل تشرتشل بعيد الحرب العالمية الثانية.تشرشل كان رئيس الحكومة المناسب لزمن الحرب، لكنه لم يكن ملائما للقيادة وقت السلام".
تحول الشاباك خلال سنوات الانتفاضة الاربع ونيف، الى مقاول الأمن الأكبر لدولة اسرائيل. لم يقتصر عمله على تنفيذ السياسة في الموضوع الفلسطيني – بل قام بإملائها ايضا. الى ان مات عرفات ،وبدأ العالم بأسره،بدءا بالرئيس بوش، مرورا بمبارك وشارون وانتهاء برئيس الاركان العامة ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية،يتزين بمناسبة (بدء) العهد الجديد. العنصر المؤسساتي الوحيد الذي تطوع ليكون هادما لاحتفالات،هو الشاباك.
"دولة إسرائيل"يقول الشاباك، "ربما يجب ان تخلع القبعة احتراما لأبي مازن لكنها لا يجب ان تطأطىء رأسها".
الموقف الذي يعرضه الشاباك خلال المداولات يمثل الجهاز بأسره لا الرأي الشخصي لرئيسة فقط. وهذا الموقف يرمي الى كبح أي انجراف في المواقف الإسرائيلية بخصوص عدد من المواضيع،وفي مقدمتها إطلاق سراح الأسرى ونقل المسؤولية عن المدن الفلسطينية الى أيدي السلطة. الجيش يريد التسهيل .والشاباك يدعي ان كل تسهيل قدمته إسرائيل حتى الآن للفلسطينيين سواء في إطلاق سجناء او إزالة حواجز او إدخال عمال،انتهى بعملية (اعتدائية) لا جدوى من التسهيلات .فهي لا تقلل في الوقت الراهن من حواجز المخربين،ولا تعزز قوة السلطة ،ولا تشجع النشاطات الإحباطية من جانب الفلسطينيين ،وتسهل على الارهابين بلوغ أهدافهم.
يقف الشاباك في هذه المواضيع وقفة رجل واحد ضد الجيش الإسرائيلي الذي بلور هو الآخر موقفا موحدا تقريبا.كلا الطرفين يبذلان قصارى جهودهما لإبعاد المواجهة عن أي بعد شخصي. ديختر ويعلون يشعران انهما صديقان .المغزى هو ان احدا لا ينجح في دق اسفين بيننا.بالنسبة للمستوى السياسي ، من الواجب ان يكون سعيدا لانه يتلقى من اذرعه الأمنية تشكيلة متنوعة من الآراء.
وهما يبذلان الجهود كذلك لوضع حدود لنطاق الخلاف، في قمة كلا الجهازين راح يعمل في الآونة الأخيرة طاقم مشترك يلتئم مرة كل أسبوعين او ثلاثة للتباحث ، بدون مشاركين خارجيين،ويقوم بوضع جدول الأعمال بصورة مشتركة نائب رئيس الأركان العامة ونائب رئيس الجهاز (الشاباك) ويدعي الى الاجتماع قادة المناطق والألوية ،حتى هذا اليوم تسربت الإنباء عن النقاشات بين الجيش والشاباك من جلسات الكابينيت والحكومة .يحضر هذه المداولات السياسيون ومساعدوهم لكنهم لا يدعون الى (اجتماعات) الطاقم الداخلي.
الاختلاف هو بين من يتركز في النصف المليء من الكأس لديه وكذلك نجاحاته الهائله في الإحباط، تجعله العامل المعتمد في النقاش."نحن نكلف الدولة كثيرا من المال، وبالتالي يجدر الإصغاء الينا.لا نقاش لنا مع الجيش حول الرغبة في التوصل اخيرا الى وضع يمكن المستوى السياسي من التفاوض على السلام.النقاش هو على حجم الخطوات".
من فيض الطعون التي يطرحها الشاباك، وربما المفزع اكثر هو التالي: (18) يهوديا قتلوا منذ بداية سنة 2004 في عمليات اعتداء انطلقت من منطقة يهودا (شمال الضفة – الكشاف) .(16) منهم قتلوا في عملية الباص في بئر السبع أواخر شهر اب . كان في العملية مخربان انتحاريان وكان قد وضع على جسديهما الحزامين الناسفين فلسطينيان كان قد اطلق سراحهما من السجن الإسرائيلي في صفقة (تبادل) تننباوم.
"لقد ارتكبت إسرائيل خطأين استراتيجيين أضرا بقدرتها الرادعة الأول كان صفقة جبريل سنة 1985 .حيث اطلق (1050) مخربا .منهم (235) أطلق سراحهم الى الساحة وكان هذا الخطأ حين يعرف كل فلسطيني ان ثمة حياة بعد حكم المؤبد، فهذا يحفزه على العمل في الإرهاب.
الخطأ الثاني كان بعد طرد الـ (400) الى لبنان سنة 1992 .بسبب قرار المحكمة العليا والضغط الدولي سمحت اسرائيل بعودة قسم من المبعدين .ما كان يجب على الدولة ان تتساهل في هذا الموضوع بالرغم من الضغط.
"كانت لقدرتنا الردعية ثلاثة عناصر : كان الطرد هو الأداة الأشد تأثيرا وانتزع منا.هدم البيوت، والقرار بعدم اطلاق سجناء ملطخي الأيدي بالدم في أي حالة من الحالات.
"المحافظة على هذا المبدأ أعادت إلينا الى حد ما قدرة الردع الحكومة حددت معنى الأيدي الملطخة بالدم تماما. منذ بداية الانتفاضة تم اطلاق سراح (1000) سجين على ثلاث موجات من بوادر حسن النية،وجميعهم (باستنثاء واحد) أوفوا بهذه المعايير.بالامكان إلغاء المبادىء حين تكون انطلاقة دراماتيكية ،اتفاق ذو مبنى حقيقي ذو محطات متفق عليها،ولكن عند ابي مازن لم يحدث شيء حتى الآن".
خلال المداولات الداخلية يعلي الشاباك من شان تصرف حكومات الولايات متحدة وألمانيا بخصوص إطلاق سراح إرهابيين."كوندوليسا رايس كانت هنا في الأسبوع المنصرم والتقت مع ابي مازن .قاله له انتم مدينون لنا باعتقال ومحاكمة قتلة أفراد الحرس الأمريكيين الثلاثة في غزة.هي تاتي الى المنطقة للمرة الأولى بصفتها وزيرة للخارجية،وتطرح المطالبة بالسجن قبل أي شيء .هكذا تتصرف الدولة المتقدمة.
" او حكومة ألمانيا. هي تحتجز في السجن إيرانيين قاموا بقتل أربعة مواطنين في عملية إرهابية في برلين وبالرغم من الضغوط ، ترفض إطلاق سراحهم قبل انتهاء محكوميتهم.
"ان من يعتقد ان اطلاق سراح سجناء ايديهم ملطخة بالدم، يؤدي الى تعزيز التأييد لحكومة ابي مازن ،ويخلق حافزا لتقليل الإرهاب ،مخطىء في تشرين الاول سنة 2000، أطلقت السلطة الفلسطينية سراح (400) كانوا مسجونين عندها بسبب مخالفات إرهابية.لم يؤد ذلك الى تقوية السلطة والسجناء الذين أطلق سراحهم هم اليوم مواد لصناعة الإرهاب في المناطق ان أي إفراج يأتي بنشوة ، لكنه لا يأتي بإحباط".
على ساق واحدة:
في الجيش شعور بالندم بسبب اليد الإسرائيلية المقبوضة إبان ولاية أبي مازن الأولى. في الشاباك قناعة بان المقصود حكاية للأطفال فقد سقط ابو مازن لسبب واحد: لم يدرك ان منظمات الإرهاب في الضفة تضلله .كانت لديه هدنة في غزة ولم يكن لديه شيء في الضفة الشاباك حذر أكثر الناس قربا من ابي مازن من خطر هذه المصيدة.
في آب سنة 2003 حدث نقاش حاد بين ديختر ويعلون حول نقل المسؤولية في المدن.رجح شارون كفة نقل المسؤولية في مدينتين: أريحا وقلقيلية . وكان من المفروض ان يبدأ سريان هذا الأجراء في منتصف ليلة (19) آب. في ذلك المساء وقع الاعتداء على الأولاد في باص الخط 2 في القدس حرق الاعتداء جميع الأوراق وأدى في نهاية المطاف الى استقالته من رئاسة الحكومة.
في هذا الوقت ايضا يقترح الشاباك عدم التأثر الكبير من ضغوط ابي مازن."مع ابي مازن نحن في عصر فرصة ينبغي عدم تفويتها. ومن يعتقد أننا ننمي الفرصة ببوادر حسن النية ،مخطىء".
حسب ادعاء الشاباك يؤمن ابو مازن ان إسرائيل على استعداد للنزف من اجله – تتحمل للاعتداءات كي يظل حكمه.هو يوهم نفسه اذا اعتقد ان بوسعه اجتياز حقل الشوك هذا بدون خدوش" لا يوجد مخلوق كهذا" يقول الشاباك.
عارض الجهاز نقلا جارفا للمسؤولية عن مدن الضفة الى أيدي الفلسطينيين وحسب ادعائه ،هم أنفسهم فزعوا عندما سمعوا ان إسرائيل على استعداد لتسليمهم المسؤولية في رام الله .هذه الأجراء ينطوي على خطر على اسرائيل وعلى السلطة معا. خلال سنتين ونصف الستة بنى الجيش والشاباك منظومة إحباط ناجعة جدا في الضفة.ونقل المسؤولية في المدن يقوضها ويكشف عن نقطة الضعف الإسرائيلية للإرهاب.
"لا خلاف بيننا حول ابي مازن" يقول الشاباك."هو يختلف عن عرفات.هو يريد إحباط الإرهاب.وهو يصدر التعليمات بذلك ويعارض الإرهاب لأنه يريد قبل كل شيء ضمان بقائه.
"لكن ابا مازن هو ساق واحدة.والساق الأخرى هي القضاء على الإرهاب.لكي يقف ثابتا يجب تفعيل الساقين معا.
"في اربع سنوات الانتفاضة لم يعمل أي فلسطيني للقضاء على الارهاب ولا يقومون بذلك الان ايضا. جميع المناطق الواقعة تحت سيطرة السلطة هو ملاذ للمخربين.ابو مازن يقول في السر والعلن:لا نية عندي في مواجهة الارهاب.هو يسير حسب طريقته ومن بين ما قام به ان أفرج لحماس عن بعض الأموال التي كانت في حسابات بنكية مقفلة".
الشاباك يأمل في ان ينجح ابو مازن لكنه يستصعب التصديق. "نحن يجب ان نسال انفسنا كيف تقوي احدى الساقين من غير ان نهشم الثانية – الإحباط .كل شيء يضيع هباء في اللحظة التي يتجدد فيها الارهاب،وعندها لن تبقى أية اهمية لنوايا ابي مازن الطيبة".
وفقا لتقديرات الشاباك فان نهاية فترة الهدوء ستحل .حماس أمهلت ابا مازن شهرا في نهاية هذا الشهر لن تستأنف اطلاق النار على الفور،ولعلها تفضل الانتظار الى ما بعد انتخابات المجلس التشريعي في تموز ،لكنها بعد ذلك ستقفز على أول ذريعه .هذا ما يريده الإيرانيون أولياء حماس،وهذا ما تريده حماس.
لن يكون على ما يرام:
تحدث شارون مع رئيس الشاباك افي ديختر حول الانعكاسات الأمنية للاستفتاء على موضوع الانفصال.ما قاله له ديختر لا نعرفه،ولكن بالامكان التخمين انه أشار الى الميزة في هذا الإجراء، واي اجراء، يقلل من التوترات داخل أوساط المستوطنين شارون لم يقتنع على ما يبدو.
الشاباك وحد الدائرتين اليهودتين فيه: تلك الدائرة التي تعالج (قضية) طالي فحيمه من اليسار ونوعام فيدرمان من اليمين.عملاؤه قاموا بجمع مواد استخباراتية مقلقة عن استعدادات مجموعات يمينية للإخلاء .أعضاء هذه المجموعات يطورون مقاومة عنيفة لقوات الأمن.ليس من يتحدثون عن العنف هم مجرد عاطلين وأغبياء، بل ان بينهم من اكتسبوا خبرة في قتل فلسطينيين وبينهم أمثال يغال عمير.
بالاضافة الى الكلام عن مواجهة عنيفة مع الجيش ،يتحدث المستوطنون المتطرفون ايضا عن تكثيف الاستيطان أبان الإخلاء.البعض سيحاولون الوصول الى غوش قطيف او الى مستوطنات اخرى عبر طرق غير الطرق المألوفة.وربما يتحولون الى رهائن بايدي الفلسطينيين وجهاز الأمن قاطبة سيضطر الى معالجة ذلك.
المتطرفون أقلية،يقول الشاباك، ومع ذلك تنجح الأقلية في بعض الأحيان في جر الأغلبية ،ونحن لا نقترح الاستخفاف بهم.
رئيس الأركان العامة، وليس هو الوحيد سخر من السيناريوهات المرعبة انتي طرحها رئيس الشاباك على طاولة لجنة الخارجية والأمن الشاباك يرفض هذه السخرية تماما."ثمة من يستطيع ان يأمل بان يكون كل شيء عل ما يرام .نحن لسنا مخولين بقول ذلك .يجب الا نسكت".
رجل ومزرعة:
رئيس الشاباك المنتهية ولايته،افي ديختر ، كان قد عينه ايهود براك في منصبه.وقبل به شارون .وعندما انهى ديختر زيارته الأولى لمرزعة شارون، عرض عليه الأخير التجول في المزرعة معه.ضحك ديختر"."اعرف كل مسرب في المزرعة"، قال له.
صهر ديختر كان صاحب المرزعة قبل شارون .كان مزارعا وصديقا لشارون.وعندما توفي وهو في السابعة والاربعين من العمر،أملت العائلة ان يرث ديختر المزرعة.عمل ديختر هنا من نصف سنة.كانت تلك بالنسبة له فترة رائعة.بعدها قرر العودة الى الخدمة العسكرية وبيعت المزرعة لشارون.
ماذا سيفعل ديختر عندما يتم تسريحه من الخدمة في شهر ايار؟ لا احد ينتظره في مزرعه هشكميم.في حين تدور في الجهاز السياسي شائعات عن مناصب رفيعة متنوعة في المرافق العامة او الخاصة.أكثر هذه الشائعات إثارة للفضول تربط ديختر بنتنياهو.سيكون وزيرا للأمن، كما تقول الشائعة، في حكومة برئاسة نتنياهو .في الشاباك يقضون على الشائعة وهي في المهد، مؤكدين ان لا أساس لها البتة.
تقرير:
يدمرون الاحتفال
بقلم: ناحوم بارنيع وشمعون شيفر
مساء يوم الأربعاء علم اريئيل شارون ان "يديعوت احرونوت" تزمع على نشر نبأ عن قرار تعيين يوفال ديسكين .نائب رئيس الشابك حاليا واحد مرشحين للمنصب، سارع شارون الى مهاتفة ع.نائب رئيس الشاباك حاليا واحد مرشحين للمنصب، والرئيس المنتخب ."لم ارغب في ان تعلموا بذلك عن طريق الصحيفة"، قال لهم شارون .
ديسكين سوف يستبدل افي ديختر في (15) ايار.وفي نفس ذلك اليوم ينهي ديختر خمس سنوات شاقة وناحجة معا، في رئاسة الجهاز. حتى هؤلاء الذين يختلفون في الآونة الأخيرة مع موقفه المتشدد المتشائم تجاه المرونة في الجانب الفلسطيني ،لا يقتصدون في إطرائه."كان كبير صيادي المخربين في تاريخ اسرائيل"، يقول عنه احد انصار شارون. "في عهده وصل الشاباك الى إنجازات لا مثيل لها.لكنه كسياسي ضيق الأفق وصبياني تقريبا.عدم ثقته بالجانب الفلسطيني تام ومطلق.يتصرف وكان التجربة مع ابي مازن محكومة بالفشل مسبقا.
"هو مثل تشرتشل بعيد الحرب العالمية الثانية.تشرشل كان رئيس الحكومة المناسب لزمن الحرب، لكنه لم يكن ملائما للقيادة وقت السلام".
تحول الشاباك خلال سنوات الانتفاضة الاربع ونيف، الى مقاول الأمن الأكبر لدولة اسرائيل. لم يقتصر عمله على تنفيذ السياسة في الموضوع الفلسطيني – بل قام بإملائها ايضا. الى ان مات عرفات ،وبدأ العالم بأسره،بدءا بالرئيس بوش، مرورا بمبارك وشارون وانتهاء برئيس الاركان العامة ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية،يتزين بمناسبة (بدء) العهد الجديد. العنصر المؤسساتي الوحيد الذي تطوع ليكون هادما لاحتفالات،هو الشاباك.
"دولة إسرائيل"يقول الشاباك، "ربما يجب ان تخلع القبعة احتراما لأبي مازن لكنها لا يجب ان تطأطىء رأسها".
الموقف الذي يعرضه الشاباك خلال المداولات يمثل الجهاز بأسره لا الرأي الشخصي لرئيسة فقط. وهذا الموقف يرمي الى كبح أي انجراف في المواقف الإسرائيلية بخصوص عدد من المواضيع،وفي مقدمتها إطلاق سراح الأسرى ونقل المسؤولية عن المدن الفلسطينية الى أيدي السلطة. الجيش يريد التسهيل .والشاباك يدعي ان كل تسهيل قدمته إسرائيل حتى الآن للفلسطينيين سواء في إطلاق سجناء او إزالة حواجز او إدخال عمال،انتهى بعملية (اعتدائية) لا جدوى من التسهيلات .فهي لا تقلل في الوقت الراهن من حواجز المخربين،ولا تعزز قوة السلطة ،ولا تشجع النشاطات الإحباطية من جانب الفلسطينيين ،وتسهل على الارهابين بلوغ أهدافهم.
يقف الشاباك في هذه المواضيع وقفة رجل واحد ضد الجيش الإسرائيلي الذي بلور هو الآخر موقفا موحدا تقريبا.كلا الطرفين يبذلان قصارى جهودهما لإبعاد المواجهة عن أي بعد شخصي. ديختر ويعلون يشعران انهما صديقان .المغزى هو ان احدا لا ينجح في دق اسفين بيننا.بالنسبة للمستوى السياسي ، من الواجب ان يكون سعيدا لانه يتلقى من اذرعه الأمنية تشكيلة متنوعة من الآراء.
وهما يبذلان الجهود كذلك لوضع حدود لنطاق الخلاف، في قمة كلا الجهازين راح يعمل في الآونة الأخيرة طاقم مشترك يلتئم مرة كل أسبوعين او ثلاثة للتباحث ، بدون مشاركين خارجيين،ويقوم بوضع جدول الأعمال بصورة مشتركة نائب رئيس الأركان العامة ونائب رئيس الجهاز (الشاباك) ويدعي الى الاجتماع قادة المناطق والألوية ،حتى هذا اليوم تسربت الإنباء عن النقاشات بين الجيش والشاباك من جلسات الكابينيت والحكومة .يحضر هذه المداولات السياسيون ومساعدوهم لكنهم لا يدعون الى (اجتماعات) الطاقم الداخلي.
الاختلاف هو بين من يتركز في النصف المليء من الكأس لديه وكذلك نجاحاته الهائله في الإحباط، تجعله العامل المعتمد في النقاش."نحن نكلف الدولة كثيرا من المال، وبالتالي يجدر الإصغاء الينا.لا نقاش لنا مع الجيش حول الرغبة في التوصل اخيرا الى وضع يمكن المستوى السياسي من التفاوض على السلام.النقاش هو على حجم الخطوات".
من فيض الطعون التي يطرحها الشاباك، وربما المفزع اكثر هو التالي: (18) يهوديا قتلوا منذ بداية سنة 2004 في عمليات اعتداء انطلقت من منطقة يهودا (شمال الضفة – الكشاف) .(16) منهم قتلوا في عملية الباص في بئر السبع أواخر شهر اب . كان في العملية مخربان انتحاريان وكان قد وضع على جسديهما الحزامين الناسفين فلسطينيان كان قد اطلق سراحهما من السجن الإسرائيلي في صفقة (تبادل) تننباوم.
"لقد ارتكبت إسرائيل خطأين استراتيجيين أضرا بقدرتها الرادعة الأول كان صفقة جبريل سنة 1985 .حيث اطلق (1050) مخربا .منهم (235) أطلق سراحهم الى الساحة وكان هذا الخطأ حين يعرف كل فلسطيني ان ثمة حياة بعد حكم المؤبد، فهذا يحفزه على العمل في الإرهاب.
الخطأ الثاني كان بعد طرد الـ (400) الى لبنان سنة 1992 .بسبب قرار المحكمة العليا والضغط الدولي سمحت اسرائيل بعودة قسم من المبعدين .ما كان يجب على الدولة ان تتساهل في هذا الموضوع بالرغم من الضغط.
"كانت لقدرتنا الردعية ثلاثة عناصر : كان الطرد هو الأداة الأشد تأثيرا وانتزع منا.هدم البيوت، والقرار بعدم اطلاق سجناء ملطخي الأيدي بالدم في أي حالة من الحالات.
"المحافظة على هذا المبدأ أعادت إلينا الى حد ما قدرة الردع الحكومة حددت معنى الأيدي الملطخة بالدم تماما. منذ بداية الانتفاضة تم اطلاق سراح (1000) سجين على ثلاث موجات من بوادر حسن النية،وجميعهم (باستنثاء واحد) أوفوا بهذه المعايير.بالامكان إلغاء المبادىء حين تكون انطلاقة دراماتيكية ،اتفاق ذو مبنى حقيقي ذو محطات متفق عليها،ولكن عند ابي مازن لم يحدث شيء حتى الآن".
خلال المداولات الداخلية يعلي الشاباك من شان تصرف حكومات الولايات متحدة وألمانيا بخصوص إطلاق سراح إرهابيين."كوندوليسا رايس كانت هنا في الأسبوع المنصرم والتقت مع ابي مازن .قاله له انتم مدينون لنا باعتقال ومحاكمة قتلة أفراد الحرس الأمريكيين الثلاثة في غزة.هي تاتي الى المنطقة للمرة الأولى بصفتها وزيرة للخارجية،وتطرح المطالبة بالسجن قبل أي شيء .هكذا تتصرف الدولة المتقدمة.
" او حكومة ألمانيا. هي تحتجز في السجن إيرانيين قاموا بقتل أربعة مواطنين في عملية إرهابية في برلين وبالرغم من الضغوط ، ترفض إطلاق سراحهم قبل انتهاء محكوميتهم.
"ان من يعتقد ان اطلاق سراح سجناء ايديهم ملطخة بالدم، يؤدي الى تعزيز التأييد لحكومة ابي مازن ،ويخلق حافزا لتقليل الإرهاب ،مخطىء في تشرين الاول سنة 2000، أطلقت السلطة الفلسطينية سراح (400) كانوا مسجونين عندها بسبب مخالفات إرهابية.لم يؤد ذلك الى تقوية السلطة والسجناء الذين أطلق سراحهم هم اليوم مواد لصناعة الإرهاب في المناطق ان أي إفراج يأتي بنشوة ، لكنه لا يأتي بإحباط".
على ساق واحدة:
في الجيش شعور بالندم بسبب اليد الإسرائيلية المقبوضة إبان ولاية أبي مازن الأولى. في الشاباك قناعة بان المقصود حكاية للأطفال فقد سقط ابو مازن لسبب واحد: لم يدرك ان منظمات الإرهاب في الضفة تضلله .كانت لديه هدنة في غزة ولم يكن لديه شيء في الضفة الشاباك حذر أكثر الناس قربا من ابي مازن من خطر هذه المصيدة.
في آب سنة 2003 حدث نقاش حاد بين ديختر ويعلون حول نقل المسؤولية في المدن.رجح شارون كفة نقل المسؤولية في مدينتين: أريحا وقلقيلية . وكان من المفروض ان يبدأ سريان هذا الأجراء في منتصف ليلة (19) آب. في ذلك المساء وقع الاعتداء على الأولاد في باص الخط 2 في القدس حرق الاعتداء جميع الأوراق وأدى في نهاية المطاف الى استقالته من رئاسة الحكومة.
في هذا الوقت ايضا يقترح الشاباك عدم التأثر الكبير من ضغوط ابي مازن."مع ابي مازن نحن في عصر فرصة ينبغي عدم تفويتها. ومن يعتقد أننا ننمي الفرصة ببوادر حسن النية ،مخطىء".
حسب ادعاء الشاباك يؤمن ابو مازن ان إسرائيل على استعداد للنزف من اجله – تتحمل للاعتداءات كي يظل حكمه.هو يوهم نفسه اذا اعتقد ان بوسعه اجتياز حقل الشوك هذا بدون خدوش" لا يوجد مخلوق كهذا" يقول الشاباك.
عارض الجهاز نقلا جارفا للمسؤولية عن مدن الضفة الى أيدي الفلسطينيين وحسب ادعائه ،هم أنفسهم فزعوا عندما سمعوا ان إسرائيل على استعداد لتسليمهم المسؤولية في رام الله .هذه الأجراء ينطوي على خطر على اسرائيل وعلى السلطة معا. خلال سنتين ونصف الستة بنى الجيش والشاباك منظومة إحباط ناجعة جدا في الضفة.ونقل المسؤولية في المدن يقوضها ويكشف عن نقطة الضعف الإسرائيلية للإرهاب.
"لا خلاف بيننا حول ابي مازن" يقول الشاباك."هو يختلف عن عرفات.هو يريد إحباط الإرهاب.وهو يصدر التعليمات بذلك ويعارض الإرهاب لأنه يريد قبل كل شيء ضمان بقائه.
"لكن ابا مازن هو ساق واحدة.والساق الأخرى هي القضاء على الإرهاب.لكي يقف ثابتا يجب تفعيل الساقين معا.
"في اربع سنوات الانتفاضة لم يعمل أي فلسطيني للقضاء على الارهاب ولا يقومون بذلك الان ايضا. جميع المناطق الواقعة تحت سيطرة السلطة هو ملاذ للمخربين.ابو مازن يقول في السر والعلن:لا نية عندي في مواجهة الارهاب.هو يسير حسب طريقته ومن بين ما قام به ان أفرج لحماس عن بعض الأموال التي كانت في حسابات بنكية مقفلة".
الشاباك يأمل في ان ينجح ابو مازن لكنه يستصعب التصديق. "نحن يجب ان نسال انفسنا كيف تقوي احدى الساقين من غير ان نهشم الثانية – الإحباط .كل شيء يضيع هباء في اللحظة التي يتجدد فيها الارهاب،وعندها لن تبقى أية اهمية لنوايا ابي مازن الطيبة".
وفقا لتقديرات الشاباك فان نهاية فترة الهدوء ستحل .حماس أمهلت ابا مازن شهرا في نهاية هذا الشهر لن تستأنف اطلاق النار على الفور،ولعلها تفضل الانتظار الى ما بعد انتخابات المجلس التشريعي في تموز ،لكنها بعد ذلك ستقفز على أول ذريعه .هذا ما يريده الإيرانيون أولياء حماس،وهذا ما تريده حماس.
لن يكون على ما يرام:
تحدث شارون مع رئيس الشاباك افي ديختر حول الانعكاسات الأمنية للاستفتاء على موضوع الانفصال.ما قاله له ديختر لا نعرفه،ولكن بالامكان التخمين انه أشار الى الميزة في هذا الإجراء، واي اجراء، يقلل من التوترات داخل أوساط المستوطنين شارون لم يقتنع على ما يبدو.
الشاباك وحد الدائرتين اليهودتين فيه: تلك الدائرة التي تعالج (قضية) طالي فحيمه من اليسار ونوعام فيدرمان من اليمين.عملاؤه قاموا بجمع مواد استخباراتية مقلقة عن استعدادات مجموعات يمينية للإخلاء .أعضاء هذه المجموعات يطورون مقاومة عنيفة لقوات الأمن.ليس من يتحدثون عن العنف هم مجرد عاطلين وأغبياء، بل ان بينهم من اكتسبوا خبرة في قتل فلسطينيين وبينهم أمثال يغال عمير.
بالاضافة الى الكلام عن مواجهة عنيفة مع الجيش ،يتحدث المستوطنون المتطرفون ايضا عن تكثيف الاستيطان أبان الإخلاء.البعض سيحاولون الوصول الى غوش قطيف او الى مستوطنات اخرى عبر طرق غير الطرق المألوفة.وربما يتحولون الى رهائن بايدي الفلسطينيين وجهاز الأمن قاطبة سيضطر الى معالجة ذلك.
المتطرفون أقلية،يقول الشاباك، ومع ذلك تنجح الأقلية في بعض الأحيان في جر الأغلبية ،ونحن لا نقترح الاستخفاف بهم.
رئيس الأركان العامة، وليس هو الوحيد سخر من السيناريوهات المرعبة انتي طرحها رئيس الشاباك على طاولة لجنة الخارجية والأمن الشاباك يرفض هذه السخرية تماما."ثمة من يستطيع ان يأمل بان يكون كل شيء عل ما يرام .نحن لسنا مخولين بقول ذلك .يجب الا نسكت".
رجل ومزرعة:
رئيس الشاباك المنتهية ولايته،افي ديختر ، كان قد عينه ايهود براك في منصبه.وقبل به شارون .وعندما انهى ديختر زيارته الأولى لمرزعة شارون، عرض عليه الأخير التجول في المزرعة معه.ضحك ديختر"."اعرف كل مسرب في المزرعة"، قال له.
صهر ديختر كان صاحب المرزعة قبل شارون .كان مزارعا وصديقا لشارون.وعندما توفي وهو في السابعة والاربعين من العمر،أملت العائلة ان يرث ديختر المزرعة.عمل ديختر هنا من نصف سنة.كانت تلك بالنسبة له فترة رائعة.بعدها قرر العودة الى الخدمة العسكرية وبيعت المزرعة لشارون.
ماذا سيفعل ديختر عندما يتم تسريحه من الخدمة في شهر ايار؟ لا احد ينتظره في مزرعه هشكميم.في حين تدور في الجهاز السياسي شائعات عن مناصب رفيعة متنوعة في المرافق العامة او الخاصة.أكثر هذه الشائعات إثارة للفضول تربط ديختر بنتنياهو.سيكون وزيرا للأمن، كما تقول الشائعة، في حكومة برئاسة نتنياهو .في الشاباك يقضون على الشائعة وهي في المهد، مؤكدين ان لا أساس لها البتة.
التعليقات