اول رئيسة بلدية فلسطينية وزوجة احد مخططي قتل الوزير زئيفي :قضية زوجي ساهمت بنجاحي في الانتخابات

اول رئيسة بلدية فلسطينية وزوجة احد مخططي قتل الوزير زئيفي :قضية زوجي ساهمت بنجاحي في الانتخابات

غزة-دنيا الوطن

سجلت السيدة فتحية البرغوثي(30 عاما), انجازا مشرفا في مسيرة الشعب الفلسطيني, ففي الانتخابات البلدية التي جرت في الـ23 من شهر كانون الاول (ديسمبر) الماضي فازت برئاسة بلدية "بني زيد الغربية", لتكون بذلك اول فلسطينية تنتخب لرئاسة سلطة محلية,

لفترة كاملة, علما انه تم انتخاب سيدة فلسطينية اخرى, هي حنان الغلمي لرئاسة السلطة المحلية في بيت فوريك, ولكن بالتناوب مع ممثل حركة حماس. يشار في هذا السياق الى ان المجلس البلدي "بني زيد الغربية" يتولى المسؤولية عن قريتين اخريين في منطقة رام الله في الضفة الغربية المحتلة وهما بيت ريما ودير غسانة. وكانت حركة فتح قد حصلت على خمسة مقاعد وحركة حماس على خمسة ايضا, في حين حصل مرشحو اليسار والمستقلون على ثلاثة مقاعد, كانت فتحية من بينهم, ورفضت حركة فتح ان يكون رئيس البلدية من حماس والعكس كان صحيحا, وبالتالي قام الاعضاء الخمسة من حماس بالتصويت لفتحية, علاوة على ثلاثة اصوات المستقلين, الامر الذي فتح الطريق امامهما الى كرسي رئيس البلدية.

يشار الى ان رئيسة البلدية الجديدة كانت فعالة جدا في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, ولكنها في السنوات الاخيرة ابتعدت عن الجبهة وقررت التدين, وبالتالي فانها لا تعتبر نفسها محسوبة على معسكر اليسار, وهو الذي يسيطر بشكل شبه كامل على القريتين, واللتين يبلغ تعداد سكانهما حوالي 6000 نسمة.

يشار الى ان السيدة البرغوثي هي عقيلة, مجدي الرحيمي, من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, الذي يقضي في سجن اريحا الفلسطيني فترة محكوميته بعد مشاركته في التخطيط لقتل الوزير رحبعام زئيفي, في تشرين الاول (اكتوبر) من العام 2001 وذلك انتقاما على قيام الاحتلال

باغتيال الشهيد ابو علي مصطفى, الامين العام السابق للجبهة في مقره في رام الله المحتلة. وكان زوجها هو الذي شجعها على الترشح في الانتخابات البلدية الفلسطينية. وفي قرية بيت فوريك تم انتخاب السيدة حنان ابو غلمي, ممثلة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رئيسة للمجلس البلدي لمدة سنتين, حيث ستتنازل بعد انتهاء هذه الفترة لممثل حركة المقاومة الاسلامية (حماس), والسيدة غلمي هي شقيقة عاهد ابو غلمي, من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والذي ادين في نيسان (ابريل) من العام 2002 في المحكمة الفلسطينية بالمشاركة في التخطيط لقتل زئيفي, ويقضي محكوميته في سجن اريحا,ايضا. يشار ايضا في هذا السياق الى ان الامين العام للجبهة الشعبية, احمد سعدات, يقبع في سجن اريحا الفلسطيني حسب اتفاقية اخلاء كنيسة المهد التي ابرمت في العام 2002 بين الاحتلال الاسرائيلي والسلطة الوطنية الفلسطينية. كل "العرب" التقت هذا الاسبوع بالسيدة فتحية وبزوجها السيد مجدي المعتقل في سجن اريحا واجرت معهما الحوار التالي .

*بداية ما هو الدافع من وراء خوض المعركة الانتخابية؟

- الدافع الاساسي هو عدم التمثيل الكافي للنساء في المجالس المحلية السابقة التي كانت مجالس معينة ثم انني لقيت دعما وتشجيعا من زوجي واسرتي لخوض هذه التجربة والمجتمع المحلي ايضا.

*ما هو الدور الذي لعبه زوجك مجدي الرحيمي من داخل سجنه في اريحا لحثك على خوض هذه التجربة؟

- صحيح زوجي كان اول من اقترح علي هذا الاقتراح وانا تحمست فعلا لهذه الفكرة وقررت ان اخوض التجربة خاصة ان زوجي كان يعتقد دائما ان المرأة الفلسطينية يجب ان تكون ممثلة في العمل البلدي , واعتقد ايضا انني لا اقل كخبرة نقابية ومؤهلات عن غيري من المرشحين.

*خلفيتك السياسية كانت في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هل وجدت الدعم منهم؟

- لقد دعموني بحكم العلاقات الشخصية التي تربطنا.. انا كنت نشيطة نقابية في الجامعة وفي لجان المرأة .

* وما اــلذي جـعـلك تحيدين عن نهج الجبهة الشعبية وتـتجهين الى التدين ؟

- التدين هو من الفطرة وبغض النظر عن مدى نشاطي النقابي الا انه من الناحية الفكرية كان هاجس الدين دائما قريبا مني حتى تدينت بشكل رسمي .

* ما هي المشاريع التي ترين من الواجب الوقوف عليها وتطويرها ؟

- انا لم اخض الانتخابات بدعاية انتخابية قوية نظرا لصغر الدائرة الانتخابية لكن عملي سيتركز على تطوير البيئة والقضايا التي تخص المرأة والطفل وكل ما يتعلق بهذه القضايا ضمن الامكانيات التي ستتوفر لنا، بشكل اساسي سوف اركز على تطوير المؤسسات والقدرات بحيث نستطيع استغلال اي منحة او ميزانية بشكل صحيح .

*ولا شك ان المرأة الفلسطينية ستحظى باهتمام خاص من قبلك؟

- نعم لا شك , هنا اهمية لتأهيل النساء من الناحية المهنية بحيث تصبح المرأة قادرة على المساهمة في الاقتصاد المحلي والعائلي .

*الى اي مدى ساهمت قضية زوجك خاصة انه اتهم بالتخطيط لقتل زئيفي في انجاحك في المعركة الانتخابية وبالتالي فوزك؟

- طبعا كانت لهذه القضية مساهمة فالناس يتمتعون بحس وطني كبير والحمد لله شعبنا واع لهذه المسألة . قضية زوجي خدمتني لكن دوري الفعال في المجتمع كان له نفس التأثير على اختيار الناخب .

*بصفتك اما وزوجك غائب قسرا عن البيت كيف يمكن اعالة الاسرة وتربية الاطفال والانهماك في العمل البلدي الذي لا شك يتطلب كثيرا من الجهود هل ستستطيعين التوفيق بين كل هذه الامور ؟

- في الحقيقة انا بالاساس امرأة عاملة ومركز عملي كان بعيدا عن البيت وكنت اعود في الساعة الثالثة عصرا وعليه لا اعتقد ان منصبي الجديد سوف يؤثر على تربية الاطفال والقيام بواجبات البيت خاصة ان ساعات العمل اصبحت الآن اقل وبداخل البلدة كما ان اهلي واهل زوجي تكفلوا في العناية بالاطفال وبالنقص الذي من الممكن ان يحصل بسب طبيعة منصبي الجديد .

*المجالس البلدية داخل الخط الاخضر تعاني من وضع تعيس وشح في الميزانيات، فكم بالحري المجالس في الاراضي الفلسطينية المحتلة فكيف سيؤثر ذلك على المشاريع التي تخططين لها ؟

- الوضع المالي صعب والبلدية تعاني من الديون وعليه الخدمات التي ستقدم ستكون ضمن الامكانيات المتوفرة .

* وهل سيكون حظ النساء في الوظائف البلدية اوفر الآن بعد توليك هذا المنصب ؟

- سنجري تغييرات ضمن الاصول والقانون وبالاساس في البلدية هناك كادر نسائي من الموظفات.

* كيف تصفين اليوم ظروف المرأة الفلسطينية هل همش دور المرأة في الانتفاضة الحالية ام لا، علما ان المرأة الفلسطينية لعبت دورا فعالا جدا في الانتفاضة الاولى ؟

- اشعر ان دور المرأة الفلسطينية مركب جدا في هذه الانتفاضة فهي الام والمناضلة والزوجة فحقيقة المرأة تعمل على اكثر من صعيد وقادرة على السيطرة على كل هذه الاتجاهات واشعر ان دورها ما زال فعالا نضاليا بطريقة مباشرة وغير مباشرة .حتى زوجة الاسير او الشهيد المعنية بديمومة الاسرة نشعر انها تشارك بالنضال ولكن بطريقة غير مباشرة .

* قلب المرأة والام تحديدا يحمل دائما التفاؤل بمستقبل افضل للاطفال هل تحملين هذا التفاؤل؟

- نعم هذا صحيح فالمرأة بالفطرة تحمل الامـل والـتـفـاؤل، والامل مازال موجود بمسـتقبل افضل لاطفال الشعب الفلسطيني .

*كيف تتوقعين ان تكون علاقتك كامرأة مع السلطة الفلسطينية والوزارة المختصة بشؤون المجالس المحلية هل تتوقعين تعاونا ؟

-صحيح انني وجدت تشجيعا من قبل وزارة الحكم المحلي التي تعتبر مرجعية المجالس البلدية ودوري كمستقلة اعتقد انه مهم لان الحيادية خدمتني على جميع الصعد فقد حصلت على اجماع وطني واجماع عائلي واجتماعي .

* هل حظيت باتصال هاتفي من الرئيس الجديد ابو مازن يهنئك فيه على هذا الفوز خاصة انك المرأة الفلسطينية الاولى التي تصل الى رئاسة بلدية ؟

- الصحيح لا لم اتلق اي اتصال .

* هل هناك فكرة للقاء معه ومناقشة القضايا الاجتماعية الملحة ؟

- نعم وآمل ذلك في المستقبل ان امكن .

*كيف تنظرين الى اعتقال زوجك خاصة ان السجن فلسطيني؟

- المؤسف فعلا ان زوجي معتقل في سجن فلسطيني وهذا شيء يعز عليه وعلى من معه كثيرا ان يكون سجانهم فلسطينيا وهو الذي كان يناضل معهم في الانتفاضة الاولى . نحن لا نشعر ان زيارتنا للسجن مريحة فدائما هناك ملاحظات من الامريكيين والبريطانيين ونحن نشعر انهم يعاقبون على قضية نضالية .

* هل ستتقدمون بطلب الى الرئيس الفلسطيني الجديد لانهاء هذه الحالة الغريبة ؟

- نحن معنيون الآن برفع قضيتهم. ابو مازن زار الاخوة في السجن قبل انتخابه ولكننا لا نعرف مدى تعاونه ومدى جديته في التعامل مع هذه القضية ونحن بالفعل نطلب من ابو مازن انجاز الموضوع واطلاق سراحهم مع انني اشعر ان السلطة الفلسطينية باتت اداة تنفيذية ليس الا وهذا امر مؤسف حقيقة ان يقابل النضال بالعقاب .

وكان لنا ايضا لقاء مع السيد مجدي الرحيمي زوج السيد فتحية الذي حدثنا من سجنه في مدينة اريحا

الزوج مجدي الرحيمي:"نطالب ابو مازن بان لا تكون قضية اطلاق سراحنا خاضعة لاي عملية تفاوض مع اسرائيل"

" السلطة الفلسطينية ارتكبت خطأ بحق النضال الفلسطيني وهي المطالبة بتصحيحه واطلاق سراحنا"

*انت كنت اول من شجع السيدة فتحية على خوض هذه المعركة ما الذي دفعك الى ذلك؟

- اولا المراة غيبت لفترة طويلة عن المجتمع الفلسطيني وانا على قناعة ان المرأة يجب ان تشارك الرجل في جميع مناحي الحياة وليس فقط كربة بيت بل على العكس عليها ان تخرج الى ميادين العمل وتشارك زوجها في مصاعب الحياة واعتقد ان المرأة يجب ان لا تكون عاملة فقط انما ان تكون لها القدرة وعلى ادارة الشركات والمؤسسات، لذلك رغبت ان تخوض هذه التجربة وتثبت ان المرأة قادرة ايضا على بناء المجتمع الفلسطيني وعلى ادارة المؤسسات .

*لقد سألت السيدة فتحية عن مدى مساهمة قضيتك في التخطيط لقتل زئيفي على فوزها وقالت ان هناك تاثيرا لا شك هل تعتقد ذلك انت ايضا؟

- المجتمع الفلسطيني يقدر المناضلين والشهداء، لا اقول عن ذلك ردا لجميل لان اي فعل نضالي ليس جميلا انما واجب وطني لكن الشعب الفلسطيني يتعاطف بشكل عام مع الحالات النضالية مع المعتقلين واهالي الشهداء ولا شك ان هذه المسألة كان لها تأثير ولكن علينا ان لاننسى التشكيلة العشائرية الموجودة ايضا .

*قضية اعتقالكم في سجن فلسطيني اثر كثيرا على الشعب الفلسطيني هل لك ان تحدثنا عن ظروف اعتقالكم ومطالبكم اليوم من الرئيس الفلسطيني الجديد؟

- عندما اتحدث عن ظرف اعتقالي .. بكل الاحوال يجب ان لا اكون معتقلا، ظروف اعتقالنا عادية باستثناء السماح لنا بالزيــارات انما سجـننا هو الخـطـأ الذي ارتـكـبتـه السلـطـة الفلسطينية بحقنا وبحق النـضال الفلـسطـيني ومع هذا نحن نطلب من ابو مازن ان لا يطرح قضيتنا للنقاش مع الجانب الاسرائيلي هذه قضية وطنية فلسطينية تخص الشعب الفلسطيني . يجب ان يطلق سراحنا دون ان تكون قضيتنا خاضعة للتفاوض مع الاسرائيليين.

* اذن انتم تطالبون الرئيس الجديد ابو مازن باطلاق سراحكم بمعزل عن اسرائيل ؟

-سواء وافقت اسرائيل او لم توافق على اطلاق سراحنا هذا لا يهمنا القرار يجب ان يكون فلسطينيا ونابعا من السلطة الفلسطينية التي اعتقلتنا وحاكمتنا. نحن نعتقد ان هذا خطأ السلطة الفلسطينية بحق النضال الفلسطيني وهي الملزمة بتصحيحه واطلاق سراحنا وهذا مطلبنا من ابو مازن .

* هل من كلمة اخيرة سيد مجدي؟

- اولا اود ان اشكر صحيفتكم على هذا الاهتمام وتمنيات كل فلسطيني ان يرفع الظلم والاضطهاد عن شعبنا الفلسطيني وان يحقق هويته وحريته واستقلاله الذي يحلم به على مدار اكثر من خمسين عاما .