سينما فلسطين:قصص الحب تحظى باهتمام الجمهور
سينما فلسطين:
قصص الحب تحظى باهتمام الجمهور
تيسير مشارقة -رام الله
عبر المتابعة الحثيثة للانتاج السينمائي الفلسطيني الغزير منذ مطلع القرن الحادي والعشرين (2000-2005) يلحظ المراقب أن قصص الحب الفلسطينية في السينما هي التي تحظى باهتمام الجمهور العربي والعالمي(والفلسطيني أيضاً) ، ولاحظنا تقدم الأفلام السينمائية الفلسطينية في المهرجانات الدولية ، وكانت الأفلام التي تقترب في طروحاتها من الموقف السياسي والتوجهات الغربية تحظى بالتقدير، ذلك هو المعيار الذي عملت به لجان التحكيم اساساً لمنح الجوائز لتلك الأفلام الفلسطينية.
شهدت رام الله انطلاقة "مهرجان رام الله السينمائي الدولي " الأول في تموز2004 و شاركت فيه بالاضافة للأفلام الاجنبية (مع غياب الأفلام العربية) عشرات الأفلام الروائية والتسجيلية الفلسطينية. كما شارك في هذه التظاهرة السينمائية مخرجون فلسطينيون صغار ، الظاهرة التي لفتت انتباه النقاد والمشاهدين. إثر ذلك ، وفي مهرجان سينمائي آخر لأفلام غربية تم تنظيمة في مسرح وسينماتيك القصبة برام الله قبل نهاية العام 2004، قام وزير الثقافة الفلسطيني يحيى يخلف باطلاق شعار " 2005 عام السينما الفلسطينية" ويبدو أن الوزارة تعد العدة لتفعيل السينما الفلسطينية وتجهز نفسها لدعم الانتاج السينمائي الفلسطيني.فهل يكون هذا العام ،عام سينما فلسطين.
وخلال السنوات الأربع الماضية تألق مخرجان فلسطينيان هما :إيليا سليمان ، صاحب فيلم"يد إلهية" ، و حنّا الياس ، صاحب فيلم "موسم الزيتون" ، وقد شاركت أفلامهما في مهرجانات دولية عديدة ، وحصدت جوائز وأوسمة ترضية ، ولكنها لم تدخل في معترك "مهرجان كان" على الأصول للحصول على الأوسكار بالرغم من الدعوات الكثيرة للترشيح وجوائز النقاد التي منحت لفيلم "يد إلهية"..
مهرجان "مشاهد عربية" السينمائي بواشنطن:
من بين 14 فيلما عربياً عرضت في مهرجان "مشاهد عربية " السينمائي السنوي التاسع في واشنطن في العاشر من تشرين ثاني (نوفمبر) 2004 [مهرجان السينما العربية] ، كان فيلم "موسم الزيتون" للمخرج الفلسطيني حنا الياس ( الذي حاز على الإعجاب في مهرجان كان السينمائي، وثارت إشاعات حول إمكانية ترشيحه لجائزة أوسكار) هو الأكثر حظاً في النقاش والتصفيق.
في فيلم "حصاد الزيتون" [موسم الزيتون]صوّر المخرج الفلسطيني حنا الياس الحياة القروية من خلال قصة حب مزدوج تدور حول تعلق شخصيات الفيلم العميق ببساتين وحواكير زيتونهم. وتناول الفيلم حق المرأة في اختيار مكان إقامتها وشريك حياتها. ومما زاد من تعقيدات القصة التي تدور أحداثها في الحواكير الفلسطينية المدرجة بسلاسل حجرية على هضاب تغرق في شعاع الشمس، وجود مستوطنة إسرائيلية تعتدي على أراضي القرية. وخلال الحوار الذي جرى بين الياس والمشاهدين عقب عرض الفيلم، قال أحدهم مندهشاً:"أدركت فجأة أنني جالس هنا أشاهد فيلماً فلسطينياً يجعلني أضحك وأتأسى في آن واحد. لقد كانت شخصيات الفيلم أناساً عاديين جدا. ونحن بحاجة إلى مثل هذا ". وأوضح الياس أنه لم يلجأ إلى استخدام ممثلين محترفين، مما زاد من الإحساس بمصداقية الفيلم.
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي:
وفي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (الدورة السابعة والعشرين)في نوفمبر 2003 منحت لجنة التحكيم الجائزة الثانية الى فيلم (موسم الزيتون) للفلسطيني حنا الياس الذي فاز ايضا بجائزة افضل فيلم عربي وجائزة الهرم الفضي . وشاركت 45 دولة في المهرجان الذي استمر 11 يوما عرض خلالها 200 فيلم. وشارك في المسابقة الرسمية 18 فيلما من 16 دولة.وقال رئيس لجنة تحكيم الدورة السابعة والعشرين لمهرجان القاهرة جان كلود بريالي(السينمائي الفرنسي) في الحفل الختامي إن اللجنة قررت منح الهرم الذهبي لفيلم (الملك) لانه يشبه رواية (الغريب) للكاتب الفرنسي الراحل البير كامو في دفاعه عن قيم تدعو الى محاربة التعصب والى الانفتاح على الاخر والتعامل على ارضية التسامح، واضاف ان اللجنة قررت منح الهرم الفضي للفيلم الفلسطيني (موسم الزيتون) للقيمة التي حملها في مقاومة شعب يتعرض للاحتلال ضمن حالة انسانية تواجه نزاعا بابعاد متعددة.
وفاز (موسم الزيتون) كذلك بجائزة افضل فيلم عربي من بين اربعة افلام عربية شاركت في المسابقة بدلا من خمسة افلام اعلن عنها في بداية المهرجان بسبب تغيب الفيلم التونسي (رقصة الريح) للطيب الوحيشي. وحصل الفيلم الفلسطيني على جائزة مالية من وزارة الثقافة المصرية بقيمة 100 الف جنيه (15 الف دولار) ولم ينج قرار لجنتي المسابقتين الدولية والعربية من انتقادات على منح جائزتين لفيلم (موسم الزيتون)، حيث اعتبر بعض النقاد المصريين، ومنهم (حنان شومان) ان "الفيلم لا يعبر سياسيا عن الحالة الفلسطينية التي نراها ونتفاعل معها في حياتنا اليومية".
وقالت الناقدة حنان شومان: ان الفيلم يدعو الفلسطينيين الى تعليم الاسرائيليين السلام دون ان يوضح ان الاسرائيليين هم انفسهم المسؤولون عن دوامة الدم التي تعيشها المنطقة، وبدلا من ادانة الاستيطان يحمّل العمال الفلسطينيين مسؤولية القيام ببنائها.
مهرجان معهد العالم العربي في باريس:
أما في المهرجان السادس للسينما العربية في الفترة من 29 حزيران/يونيو إلى 7 تموز/يوليو 2002 في معهد العالم العربي، فقد شاركت ثلاثة أفلام فلسطينية روائية طويلة هي: "موسم الزيتون" إخراج حنا الياس (2002) ، "القدس، في يوم آخر" إخراج هاني أبو أسعد (2002)"، تذكرة إلي القدس" إخراج رشيد مشهراوي (2002) (خارج المسابقة). كما شارك فيلم فلسطيني واحد روائي قصير هو"الخبز" إخراج هيام عباس (2001). وشاركت اربع أفلام فلسطينية تسجيلية طويلة هي"آخر الصور" إخراج أكرم صفدي (2001)، "من فلسطين... بث مباشر" إخراج رشيد مشهراوي (2001)، "أحلام المنفي" إخراج مي مصري (2001)، "زمن الأخبار" إخراج عزةالحسن (2001).وشاركت أربع أفلام فلسطينية تسجيلية قصيرة هي: "هاي مش عيشة" إخراج عليا أرصوغلي (2001)، "تحدي" إخراج نزار حسن (2001)، "وطن بلانش" إخراج ماريز غرغور (2001)، "الشاطر حسن" إخراج محمود مسعد (2001).
وعلى هامش المهرجان في معهد العالم العربي بباريس تم تنظيم حلقة نقاش بعنوان "أضواء علي فلسطين في السينما(1993 - 2002 )" وضم هذا القسم الخاص أربعة أفلام روائية فلسطينية طويلة، وتسعة أفلام روائية فلسطينية قصيرة؛ وما يزيد على العشرين فيلماً تسجيلياً فلسطينياً، وسبعة أفلام فلسطينية عن شخصيات فلسطينية كمحمود درويش، وإدوارد سعيد، وحنان العشراوي. كما ضم هذا القسم فيلمين غير فلسطينيين عن فلسطين أحدهما مصري والآخر أمريكي.
..وختامها في هوليود ـ لوس أنجيلوس:
وهناك مهرجانات أخرى ، وتتوج نجاح فيلم "موسم الزيتون" للمخرج حنا الياس عام 2004في "مؤسسة الفيلم الأميركي" في لوس انجلوس(هوليود) عندما تم تنسيب الفيلم إلى جانب فيلمين أخرين ،من المكسيك وفرنسا، للعرض الخاص (كون الأفلام الثلاثة تم تقديمها لنيل الأوسكار ولم يحالفها الحظ في الترشيح) وقد اختتمت العروض الخاصة باحتفالات عشاء في سفارتي المكسيك وفرنسا ونظراً لعدم وجود سفارة فلسطينية في الولايات المتحدة ،توجه المخرج حنا الياس إلى اللجنة الإسلامية في لوس انجيلوس ، لاستضافة الضيوف ، وبعد الرفض ، اضطرت مؤسسة الفيلم الأمريكية إلى استئجار مطعم فاخر في بيفرلي هيلز في شارع روديو درايف [ بمثابة سفارة فلسطينية رمزية] بعد أن كان من المتوقع قيام ثلاث احتفالات في ثلاث سفارات أصحاب الأفلام المشاركة.
جرأة وأوسمة وتهمٌ جاهزة:
تناول أية قضية لها علاقة قريبة أو بعيدة بإسرائيل سيثير تساؤلات وزوابع واتهامات، مثل " التطبيع، والاعتراف بالدولة العبرية، وخيانة الضمير القومي، وما إلى ذلك من تُهم جاهزة، سبق وأن وُجهت إلى حنا الياس، مخرج فيلم " موسم الزيتون "، وخالد الحجر، مخرج فيلم " حاجز بيننا"،و إيليا سليمان، بسبب إخراجه " يد إلهية "، وعلي نصار مخرج فيلم" الشهر التاسع " وهم اربعة مخرجين من فلسطينيي الداخل 1948، وآخرين.
تجربة سينمائية فلسطينية مهمة:
هناك تجربة غنية للسينما الفلسطينية، سواء تلك التي نشأت في إطار منظمة التحرير في المنفى منذ 1967، وفي إطار جماعة السينما الفلسطينية نفسها (منذ 1972 إلى جانب الإعلام الموحد الذي أسس لمؤسسات إعلامية أخرى مثل وفا ومجلة فلسطين الثورة وغيرها)، أو تلك التي نشأت داخل فلسطين في الثمانينات من القرن الماضي، ولا تزال مستمرة حتى الآن. بالإضافة إلى تلك البدايات التي كانت قائمة قبل احتلال فلسطين العام 1948.
جماعة السينما الفلسطينية انطلقت من جديد في رام الله العام 2004، (بعد توقف طويل استمر 22 عاماً منذ 1982 حتى 2004) والمؤسسون الجدد هم : مصطفى أبو علي(أمين سر الجماعة في بيروت 1972)، يحيى بركات، حيان الجعبة، خليل سعادة، طارق يخلف، لينا البخاري، حنا الياس.ومعظمهم من السينمائيين الشباب (جيل الموجة الثالثة من السينما الفلسطينية)، ما عدا المؤسس الذي يعتبر من الرعيل الأول. وقد انضم إلىالهيئة التنفيذية للجماعة مخرجون شباب مثل :تيسير مشارقة وبثينة كنعان الخوري.
سينما للشعب الفلسطيني:
في 2/11/2003 يوم استلامه لجوائزه ، عبـّر المخرج السينمائي الفلسطيني حنا الياس عن فخره بفوز فيلمه "موسم الزيتون" في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بجائزة لجنة التحكيم "الهرم الفضي"، وجائزة افضل فيلم عربي، واهدى المخرج الجائزتين الى الشعب الفلسطيني، قائلاً ان مشاكل عديدة تواجه السينما الفلسطينية اهمها التمويل وعدم الاهتمام بالجيل الجديد من السينمائيين الفلسطينيين.
قصص الحب تحظى باهتمام الجمهور
تيسير مشارقة -رام الله
عبر المتابعة الحثيثة للانتاج السينمائي الفلسطيني الغزير منذ مطلع القرن الحادي والعشرين (2000-2005) يلحظ المراقب أن قصص الحب الفلسطينية في السينما هي التي تحظى باهتمام الجمهور العربي والعالمي(والفلسطيني أيضاً) ، ولاحظنا تقدم الأفلام السينمائية الفلسطينية في المهرجانات الدولية ، وكانت الأفلام التي تقترب في طروحاتها من الموقف السياسي والتوجهات الغربية تحظى بالتقدير، ذلك هو المعيار الذي عملت به لجان التحكيم اساساً لمنح الجوائز لتلك الأفلام الفلسطينية.
شهدت رام الله انطلاقة "مهرجان رام الله السينمائي الدولي " الأول في تموز2004 و شاركت فيه بالاضافة للأفلام الاجنبية (مع غياب الأفلام العربية) عشرات الأفلام الروائية والتسجيلية الفلسطينية. كما شارك في هذه التظاهرة السينمائية مخرجون فلسطينيون صغار ، الظاهرة التي لفتت انتباه النقاد والمشاهدين. إثر ذلك ، وفي مهرجان سينمائي آخر لأفلام غربية تم تنظيمة في مسرح وسينماتيك القصبة برام الله قبل نهاية العام 2004، قام وزير الثقافة الفلسطيني يحيى يخلف باطلاق شعار " 2005 عام السينما الفلسطينية" ويبدو أن الوزارة تعد العدة لتفعيل السينما الفلسطينية وتجهز نفسها لدعم الانتاج السينمائي الفلسطيني.فهل يكون هذا العام ،عام سينما فلسطين.
وخلال السنوات الأربع الماضية تألق مخرجان فلسطينيان هما :إيليا سليمان ، صاحب فيلم"يد إلهية" ، و حنّا الياس ، صاحب فيلم "موسم الزيتون" ، وقد شاركت أفلامهما في مهرجانات دولية عديدة ، وحصدت جوائز وأوسمة ترضية ، ولكنها لم تدخل في معترك "مهرجان كان" على الأصول للحصول على الأوسكار بالرغم من الدعوات الكثيرة للترشيح وجوائز النقاد التي منحت لفيلم "يد إلهية"..
مهرجان "مشاهد عربية" السينمائي بواشنطن:
من بين 14 فيلما عربياً عرضت في مهرجان "مشاهد عربية " السينمائي السنوي التاسع في واشنطن في العاشر من تشرين ثاني (نوفمبر) 2004 [مهرجان السينما العربية] ، كان فيلم "موسم الزيتون" للمخرج الفلسطيني حنا الياس ( الذي حاز على الإعجاب في مهرجان كان السينمائي، وثارت إشاعات حول إمكانية ترشيحه لجائزة أوسكار) هو الأكثر حظاً في النقاش والتصفيق.
في فيلم "حصاد الزيتون" [موسم الزيتون]صوّر المخرج الفلسطيني حنا الياس الحياة القروية من خلال قصة حب مزدوج تدور حول تعلق شخصيات الفيلم العميق ببساتين وحواكير زيتونهم. وتناول الفيلم حق المرأة في اختيار مكان إقامتها وشريك حياتها. ومما زاد من تعقيدات القصة التي تدور أحداثها في الحواكير الفلسطينية المدرجة بسلاسل حجرية على هضاب تغرق في شعاع الشمس، وجود مستوطنة إسرائيلية تعتدي على أراضي القرية. وخلال الحوار الذي جرى بين الياس والمشاهدين عقب عرض الفيلم، قال أحدهم مندهشاً:"أدركت فجأة أنني جالس هنا أشاهد فيلماً فلسطينياً يجعلني أضحك وأتأسى في آن واحد. لقد كانت شخصيات الفيلم أناساً عاديين جدا. ونحن بحاجة إلى مثل هذا ". وأوضح الياس أنه لم يلجأ إلى استخدام ممثلين محترفين، مما زاد من الإحساس بمصداقية الفيلم.
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي:
وفي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (الدورة السابعة والعشرين)في نوفمبر 2003 منحت لجنة التحكيم الجائزة الثانية الى فيلم (موسم الزيتون) للفلسطيني حنا الياس الذي فاز ايضا بجائزة افضل فيلم عربي وجائزة الهرم الفضي . وشاركت 45 دولة في المهرجان الذي استمر 11 يوما عرض خلالها 200 فيلم. وشارك في المسابقة الرسمية 18 فيلما من 16 دولة.وقال رئيس لجنة تحكيم الدورة السابعة والعشرين لمهرجان القاهرة جان كلود بريالي(السينمائي الفرنسي) في الحفل الختامي إن اللجنة قررت منح الهرم الذهبي لفيلم (الملك) لانه يشبه رواية (الغريب) للكاتب الفرنسي الراحل البير كامو في دفاعه عن قيم تدعو الى محاربة التعصب والى الانفتاح على الاخر والتعامل على ارضية التسامح، واضاف ان اللجنة قررت منح الهرم الفضي للفيلم الفلسطيني (موسم الزيتون) للقيمة التي حملها في مقاومة شعب يتعرض للاحتلال ضمن حالة انسانية تواجه نزاعا بابعاد متعددة.
وفاز (موسم الزيتون) كذلك بجائزة افضل فيلم عربي من بين اربعة افلام عربية شاركت في المسابقة بدلا من خمسة افلام اعلن عنها في بداية المهرجان بسبب تغيب الفيلم التونسي (رقصة الريح) للطيب الوحيشي. وحصل الفيلم الفلسطيني على جائزة مالية من وزارة الثقافة المصرية بقيمة 100 الف جنيه (15 الف دولار) ولم ينج قرار لجنتي المسابقتين الدولية والعربية من انتقادات على منح جائزتين لفيلم (موسم الزيتون)، حيث اعتبر بعض النقاد المصريين، ومنهم (حنان شومان) ان "الفيلم لا يعبر سياسيا عن الحالة الفلسطينية التي نراها ونتفاعل معها في حياتنا اليومية".
وقالت الناقدة حنان شومان: ان الفيلم يدعو الفلسطينيين الى تعليم الاسرائيليين السلام دون ان يوضح ان الاسرائيليين هم انفسهم المسؤولون عن دوامة الدم التي تعيشها المنطقة، وبدلا من ادانة الاستيطان يحمّل العمال الفلسطينيين مسؤولية القيام ببنائها.
مهرجان معهد العالم العربي في باريس:
أما في المهرجان السادس للسينما العربية في الفترة من 29 حزيران/يونيو إلى 7 تموز/يوليو 2002 في معهد العالم العربي، فقد شاركت ثلاثة أفلام فلسطينية روائية طويلة هي: "موسم الزيتون" إخراج حنا الياس (2002) ، "القدس، في يوم آخر" إخراج هاني أبو أسعد (2002)"، تذكرة إلي القدس" إخراج رشيد مشهراوي (2002) (خارج المسابقة). كما شارك فيلم فلسطيني واحد روائي قصير هو"الخبز" إخراج هيام عباس (2001). وشاركت اربع أفلام فلسطينية تسجيلية طويلة هي"آخر الصور" إخراج أكرم صفدي (2001)، "من فلسطين... بث مباشر" إخراج رشيد مشهراوي (2001)، "أحلام المنفي" إخراج مي مصري (2001)، "زمن الأخبار" إخراج عزةالحسن (2001).وشاركت أربع أفلام فلسطينية تسجيلية قصيرة هي: "هاي مش عيشة" إخراج عليا أرصوغلي (2001)، "تحدي" إخراج نزار حسن (2001)، "وطن بلانش" إخراج ماريز غرغور (2001)، "الشاطر حسن" إخراج محمود مسعد (2001).
وعلى هامش المهرجان في معهد العالم العربي بباريس تم تنظيم حلقة نقاش بعنوان "أضواء علي فلسطين في السينما(1993 - 2002 )" وضم هذا القسم الخاص أربعة أفلام روائية فلسطينية طويلة، وتسعة أفلام روائية فلسطينية قصيرة؛ وما يزيد على العشرين فيلماً تسجيلياً فلسطينياً، وسبعة أفلام فلسطينية عن شخصيات فلسطينية كمحمود درويش، وإدوارد سعيد، وحنان العشراوي. كما ضم هذا القسم فيلمين غير فلسطينيين عن فلسطين أحدهما مصري والآخر أمريكي.
..وختامها في هوليود ـ لوس أنجيلوس:
وهناك مهرجانات أخرى ، وتتوج نجاح فيلم "موسم الزيتون" للمخرج حنا الياس عام 2004في "مؤسسة الفيلم الأميركي" في لوس انجلوس(هوليود) عندما تم تنسيب الفيلم إلى جانب فيلمين أخرين ،من المكسيك وفرنسا، للعرض الخاص (كون الأفلام الثلاثة تم تقديمها لنيل الأوسكار ولم يحالفها الحظ في الترشيح) وقد اختتمت العروض الخاصة باحتفالات عشاء في سفارتي المكسيك وفرنسا ونظراً لعدم وجود سفارة فلسطينية في الولايات المتحدة ،توجه المخرج حنا الياس إلى اللجنة الإسلامية في لوس انجيلوس ، لاستضافة الضيوف ، وبعد الرفض ، اضطرت مؤسسة الفيلم الأمريكية إلى استئجار مطعم فاخر في بيفرلي هيلز في شارع روديو درايف [ بمثابة سفارة فلسطينية رمزية] بعد أن كان من المتوقع قيام ثلاث احتفالات في ثلاث سفارات أصحاب الأفلام المشاركة.
جرأة وأوسمة وتهمٌ جاهزة:
تناول أية قضية لها علاقة قريبة أو بعيدة بإسرائيل سيثير تساؤلات وزوابع واتهامات، مثل " التطبيع، والاعتراف بالدولة العبرية، وخيانة الضمير القومي، وما إلى ذلك من تُهم جاهزة، سبق وأن وُجهت إلى حنا الياس، مخرج فيلم " موسم الزيتون "، وخالد الحجر، مخرج فيلم " حاجز بيننا"،و إيليا سليمان، بسبب إخراجه " يد إلهية "، وعلي نصار مخرج فيلم" الشهر التاسع " وهم اربعة مخرجين من فلسطينيي الداخل 1948، وآخرين.
تجربة سينمائية فلسطينية مهمة:
هناك تجربة غنية للسينما الفلسطينية، سواء تلك التي نشأت في إطار منظمة التحرير في المنفى منذ 1967، وفي إطار جماعة السينما الفلسطينية نفسها (منذ 1972 إلى جانب الإعلام الموحد الذي أسس لمؤسسات إعلامية أخرى مثل وفا ومجلة فلسطين الثورة وغيرها)، أو تلك التي نشأت داخل فلسطين في الثمانينات من القرن الماضي، ولا تزال مستمرة حتى الآن. بالإضافة إلى تلك البدايات التي كانت قائمة قبل احتلال فلسطين العام 1948.
جماعة السينما الفلسطينية انطلقت من جديد في رام الله العام 2004، (بعد توقف طويل استمر 22 عاماً منذ 1982 حتى 2004) والمؤسسون الجدد هم : مصطفى أبو علي(أمين سر الجماعة في بيروت 1972)، يحيى بركات، حيان الجعبة، خليل سعادة، طارق يخلف، لينا البخاري، حنا الياس.ومعظمهم من السينمائيين الشباب (جيل الموجة الثالثة من السينما الفلسطينية)، ما عدا المؤسس الذي يعتبر من الرعيل الأول. وقد انضم إلىالهيئة التنفيذية للجماعة مخرجون شباب مثل :تيسير مشارقة وبثينة كنعان الخوري.
سينما للشعب الفلسطيني:
في 2/11/2003 يوم استلامه لجوائزه ، عبـّر المخرج السينمائي الفلسطيني حنا الياس عن فخره بفوز فيلمه "موسم الزيتون" في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بجائزة لجنة التحكيم "الهرم الفضي"، وجائزة افضل فيلم عربي، واهدى المخرج الجائزتين الى الشعب الفلسطيني، قائلاً ان مشاكل عديدة تواجه السينما الفلسطينية اهمها التمويل وعدم الاهتمام بالجيل الجديد من السينمائيين الفلسطينيين.
التعليقات