فقرة الطقس في الفضائيات مدخل الحسناوات إلى عالم الإعلام

فقرة الطقس في الفضائيات مدخل الحسناوات إلى عالم الإعلام

غزة-دنيا الوطن

أمر واحد يجمع كل مذيعات ومذيعي الطقس في لبنان، فالجميع مدينون لهذه الفقرة، البعض يحافظ على وجوده فيها ويلبي طموحه بموازاتها والبعض الآخر لا يتوقف عندها ليكمل مسيرته الاعلامية، فيدخل ـ أو تدخل ـ مجال تقديم البرامج أو الأخبار أو حتى عالم عرض الأزياء والتصوير. اللافت في لبنان، هو ازدياد عدد مذيعي الطقس من الجنس الخشن، ويقول جلال شهدا، المقدم السابق لفقرة الطقس على شاشة LBCI «ان تقديم هذه الفقرة ضمن نشرات الاخبار التلفزيونية يشكل بوابة واسعة للاطلالة على جمهور عريض. لكن الاستمرارية في هذا المجال غير ممكنة لانها لا توفر الظروف المادية ولا تؤدي الى التطور المهني. لذا يمكن اعتبارها معبراً يجب ان يستفيد منه الاعلامي بشكل ايجابي والانتقال بعد ذلك الى مجال يضمن له مستقبله المهني».

من جهتها تقول كارلا حداد المقدمة الحالية للفقرة ذاتها على LBCI «انها متعلقة بها ولا ترغب بتركها، مع الاقرار بأن طموحها يقودها الى اماكن اعلامية اخرى، لذا غالباً ما تقدم برامج خاصة بها بموازاة فقرة الطقس، وآخر نشاطاتها كان دخولها مجال التمثيل».

ريما مكتبي تميل الى موقف جلال، من هنا تعتبر ان تقديم فقرة الطقس على شاشة المستقبل كان مرحلة عبرتها ونالت بفضلها اهتمام المشاهدين لأن شخصية من يقدمها تصبح محببة، لكن دخولها اليها جاء من باب الصدفة، لانها دخلت المجال الاعلامي وتحضر برنامج Tele Fun، عندما حصل نقص في فقرة الطقس وتمت الاستعانة بها لتقديمه».

جانين حايك، من المستقبل، متعلقة بالفقرة التي تقدمها، وتعتبرها «مدرسة في مسيرتها الاعلامية، لانها اعطتها ثقة بالنفس وكماً هائلاً من المعلومات وقد رفضت الكثير من البرامج، حتى لا تضطر الى التوقف عن تقديم الفقرة».

وجانين تقدم ايضاً برنامجاً عن السينما على شاشة «المستقبل»، لكنها تعترف لهذه الفقرة بتوطيد علاقتها بالكاميرا ومساعدتها للتغلب على خجلها وخوفها من الناس. لذا ورغم اقرارها بأن تقديم احوال الطقس ممر مهم، واذا تركته لبرنامج كبير يرضيها، ستبقى غصته في قلبها، لكنها تقول: «اعرف اني سأترك ذات يوم».

وبعيداً عن العواطف يؤكد الجميع ان الفقرة جدية وضرورية، والمشاهدون يتابعونها اكثر من الاخبار ليعرفوا كيف يخططون ليومهم. وتقول ريما مكتبي «ان تقديم الفقرة عمل جدي وليس ظهوراً اعلامياً سطحياً. وبعد تسع سنوات لتركي اياها ما زالت اسمع من يبدي اعجابه بما كنت اقدمه. فمعرفة احوال الطقس حاجة وليست ترفيهاً. لذا عمدت عندما توليت هذه المهمة الى متابعة كل صغيرة وكبيرة تتعلق بها، سواء من خلال الاتصالات الدائمة بمصلحة الارصاد الجوية في مطار بيروت او متابعة كل ما يصدر في الصحف وعلى الإنترنت والعمل من خلال تقاطع المعلومات لأحضر نشرتي».

زياد صابر وهو احدث مقدم لاحوال الطقس على شاشة LBC (بدأ منذ ثلاثة اشهر) يقول: «الإعداد للفقرة هو بمثابة درس في هذا المجال». وقد ساعدته كارلا حداد وفرنسوا شهوان، الذي يعود اليه الفضل الاكبر، وصار يعرف معاني المصطلحات التي تتعلق بمادته ويفهم ابعادها وتأثيرها لكن اكثر ما يضايقه هو استعمال كلمة «احتمال» التي توحي بعدم المعرفة لحقيقة الطقس. مما يضعف الفقرة، لكن المعلومات المتوفرة قد لا تسمح بأكثر من «الاحتمال».

وزياد لا يفكر بأكثر من اللحظة الراهنة بخصوص تطوره او عبوره الفقرة الى غيرها. وهو يقول: «كنت ابعد انسان عن الاعلام، مع ان فكرة التمثيل راودتني، الا اني تخصصت في ادارة الاعمال، وبدأت مهنتي في هذا المجال. لكني سمعت صدفة عن حاجة LBCI الى مذيع فقرة الطقس، فجربت حظي وخضعت للامتحان ونجحت ربما لاني اشبه جلال شهدا كثيراً، وها انا اشبع هوايتي بالوقوف امام الكاميرا. وقد اكتشفت اني احب التلفزيون اكثر مما احب الاعمال. حتى بت اشعر اني اضيّع وقتي في وظيفتي، بينما طموحي هو الشاشة الصغيرة، ولا يمكنني التفكير بأبعد من فقرة الاحوال الجوية في المرحلة الراهنة».

ولا يعتبر زياد انه ينافس زميلتيه في الفقرة كارلا وميرنا او انه مظلوم بينهما فهو يعيش تجربته ويبحث عن طريقة ثابتة لتقديم نفسه ويتمنى ان يؤدي عمله الى عقد يمنحه الامان.

كارلا لا تشعر ايضاً بالمناسبة لان الشباب غزوا الفقرة، مع ميشال سنان او جلال شهدا او زياد صابر، ولا ترى ان الشاب يعطي صورة اكثر جدية عن الفتاة وبالتالي لا احد يأخذ من درب الآخر. لكنها تشير الى ان فقرات الطقس في المحطات العالمية فيها مصداقية اكبر لاعتماد معلوماتها على مؤسسات خاصة وعفوية مقدميها مقارنة مع المذيعين العرب.

ريما مكتبي لا تنفي اهمية تولي اختصاصيين فقرة الاحوال الجوية، لكنها تشير الى ان استقرار الطقس في لبنان والمنطقة العربية لا يستوجب بالضرورة وجود هؤلاء الاختصاصيين، «فالتراتبية المملة لتعاقب الفصول عندنا تجعل امكانية تقديم الفقرة بعد اعدادها مقبولة بالشكل الحالي ولكن ربما يحين الوقت لتعد المحطة نشرة متخصصة مع خبير يستقطب اهتمام المشاهدين. ولا تعتبر ان الشاب ينافس الفتاة في هذا المجال».

ويقول جلال شهدا ايضاً انه لم يأخذ المنافسة بين شاب وفتاة بعين الاعتبار. لان المهم هو العمل وليس الاطلالة. لكنه لا ينفي اهتمامه باطلالته اثناء تقديمه هذه الفقرة من خلال الالتزام بارتداء البذلة الرسمية اسوة ببقية مذيعي الاخبار الذين يطلون على الشاشة في غاية الاناقة.

جانين حايك لا تلتزم بزي رسمي كما هي الحال مع مذيعات الطقس على المحطات العالمية. ولا تجد ان ارتداء الثياب السبور او العصرية يقلل من جدية ما تقدمه. وتقول: «مجتمعنا مختلف ومفهوم الاناقة لدينا عصري، وانا ابحث عن ما يليق بي وفق ما يقدم الينا من ملابس كدعاية، نرتديها ثم نعيدها بموجب اتفاق بين الادارة ومتاجر الالبسة».

*الشرق الاوسط

التعليقات