حسين سبسبي موسيقاي سهلة بالإستماع صعبة بالأداء والعـزف لاتقلــّد

حسين سبسبي موسيقاي سهلة بالإستماع صعبة بالأداء والعـزف لاتقلــّد

والعود هوأنتمائي وعشقي

مؤلف موسيقى وعازف على آلة العود سوري حمل على أكتافه حوار الحضارات العربية نجح في جمع الماضي بالحاضر وتوظيف أدواته وموهبته لينسج لنا موسيقى عذبه محافظة على الموروث العربي مواكبة للتطور تتمثل في رحلة الأبداع الموسيقي للفنان حسين سبسبي حيث أستطاع أن يظهر هوية شخصية لموسيقاه من خلال آلة العود والتي وظــّــف امكانياتها الصوتية وكيانها وقدرتها في التعبيرلأيصال أحاسيسه الى المتلقي خصوصآ عندما ينصهر بأنامله ويتعامل بكل العشق معها

لم تكن هذه المرة الأولى التي أقترب بها من اجواء حسين سبسبي فقد سمعت له موسيقى حنين كــأن عملآ متقنآ جادآ أستغرق منه فترة طويلة لكنه أشار بوضوح الى مهارات عالية في مجال التأليف الموسيقي والأتقان في العزف والمحاولة في أيجاد صلة الربط بين الآلة الغربية والآلة العربية والتمازج بينهما

بالنسبة لي كعازف عود أقول أن العود هو أنتمائي وعشقي والقول للفنان سبسبي مازلت هاويآ لهذه الألة ولا أريد أن أقول عن نفسي محترفآ فتطلعاتي عميقة وأريد أن أبقى ذاك التلميذ النجيب المخلص لها الساعي بأجتهاد لأيجاد طرق عزف جديدة معاصرة توصل الماضي الخالد لفنانين عظام بالحاضر المشرق للموسيقى العربية فأنا كلـــّــي تفاؤل وأمل بحلول عصر نهضة جديد تنتفض فيه آلة العود ويعود لها ألقها ولمعانها وبريقها ويبقي لها نظارة شبابها على الرغم من تقادم الزمن عليها والموسيقى عندي ماهي الآ بداية لجعــل الثقافة في حوار مستفيض وأبدي مع المتلقي

وكان أستاذي الأول المرحوم نديم الدرويش وهو نجل المرحوم علي الدرويش الذي تتلمذ على يده أكبر الفنانين العرب مثل محمد عبدالوهاب وغيرهم من العباقره وبعد أن أكملت دراستي كانت لي دراسة ثانيه على يد أمير البزق محمد عبد الكريم العازف السوري الشهير وبعدها كان لي وقفة كبيرة في مسيرتي الفنية لأكمل دراستي على يد الفنان منير بشير حيث هو من علمني فن المقام والإرتجال فبالنسبة لي مدرستي وأسلوبي في العزف ممزوج من العديد من المدارس الموسيقية ومستودع لخبرات كبار الفنانين ممن درست على ايديهم ولهذه اللحظه أنا أبحث في عالم الموسيقى لأضيف شيئا لموسيقانا الجميله ولأكون واحدآ من بين الذين أسهموا في أثراء الموسيقى العربية

وأود ان أقول أن المدارس القديمه لم تــنسب لشخص ما بل تــنسب لحضاره الشعوب والبلدان وأما عن أصحاب المدارس فهم عادوا إلى التأريخ لينقلوا لنا بكل الدقه والنقاء والأمانه ماورثناه من حضارة بلادنا العربية.. وما يميز موسيقاي هي الجمله الموسيقيه العريقه فيها الطابع العربي والعراقي من حيث خصوصية المقامات وفن الإرتجال فأنا متأثر الى قدر كبير بمدرسة العزف العراقية اذا صح التعبير

ومن خلال دراستي للموسيقى الغربية والشرقيه وجدت أن الموسيقى الغربية قدمها الفنانون بقواعد قوية متقنه هندسيه تتوارثها الأجيال عبر كتب ودراسات أجتهد بها الباحثون وعلماء الموسيقى ووضعوا لها أسساً متينة وتناقلوها عبر العصور بطريقه متطوره

أما الموسيقى الشرقيه حتى هذا اليوم لم يستطيعوا المختصين بشؤونها في كل أنحاء العالم أن يقدموا تحليلآ واحدآ لمقام الراست على سبيل المثال لا الحصر والذي هو المقام الأول في الموسيقى الشرقية وهناك موجود أكثر من مائة مقام وحصرآ تعود هذه المقامات والأنغام الى العراق وعليه فأنهم ابدلوا كلمة تحليل أو دراسه وأطلقوا عليها كلمة طور أي بمعني الشئ المتوارث فمن الممكن أن نمد العالم بدراسات موسيقية عن مقاماتنا لأجيال قادمة متتابعة ولكن لا أنكر أن طريقة التقديم لهذه المقامات والأنغام محتاجـــة الى فنان موهوب يتقن التفكير والتحليل والمزج بين الموسيقى الغربية والشرقية لصالح الجملة الموسيقية وهذا ما أتعبني وجعلني أفكر مليآ بتقديم موسيقاي حيث من خلالها قدمت كل ما أملك من تقنيه ولا أنكر لما كان من دور للموسيقى الغربيه في أسلوبي من حيث أتقاني براعة في سرعه العزف كما أود أن اضيف بان دراستي للموسيقى الشرقيه أعطتني ذاكرة مفتوحه تحمل أفق كبير من خلال تغذيتها بإستماع طويل دام سنين لكل مدارس الشرق من موسيقى .. وعلى هذا الأساس فأن موسيقاي سهله بالإستماع صعبة بالأداء والعزف لا تقلــّد وأنا أحاول جاهدآ لعمل فكره جديده فأنني ممتلئ بكثير من الأفكار لكن تنفيذها ليس بالشئ اليسير وأن بإمكاني أن أرتجل ساعتين لكنني أطمح بأن أقدم شئ جديد لأن الفنان كل ما أجتاز مئه خطوه وينوي البدء بالمائة خطوه القادمة سوف يجد في المحصلة أن كل خطوه قادمة جديدة أصعب من المائة خطوه الماضية وهكذا أنا في عراك مع أفكاري ومع الحياة لأستنباط شئ جديد مبتكر

يمتاز أسلوب الأستاذ حسين سبسبي في العزف على آلة العود بإضفاء مسحة صوفية على عزفه والعراق هذا البلد العريق كعراقة نخيله ودجلة والفرات والذي لطالما كان ولايزال سخيآ بكرمه على كل محبي فن الموسيقى والمقامات وهوالذي قدم من تأريخه وحضارته كل أنواع العلوم والفنون وما تحمل من فن فكري ثقافي يعود إلى أعماق التاريخ ... الموسيقى لديّ هي السبيل لأيجاد مواطن الألم والفرح عند الأنسان هي المرآة التي تعكس مافي دواخلنا من أحاسيس وهي المترجم الحقيقي لساعات الصفاء الكامنة فينا وهي الأداة المشتركة للمحاكاة والتقارب بين الشعوب

ومن الجدير بالذكر أن الفنان سبسبي قد عزف منفردآ على العديد من المسارح العربية العالمية وحصل على الجوائز التقديرية والتكريمية وقدّم العديد من الأمسيات الموسيقية والموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام الوثائقية والمسلسلات

ويضيف سبسبي قائلآ أما عن أخر نشاطتي فهو ملتقى العود العالمي في عمان حيث قدمت العديد من المقطوعات الموسيقية الخاصة والممزوجة بالأيقاعات العربية والتي ألقيت الضوء من خلالها على أصالة الحضارة البابلية كمقطوعة موسيقى البدو كما قدمت مقطوعة قبلة لأوتاري وهي نوع من الموسيقى الرومانسية حيث تأتيك لحظة ممزوجة بدمعة الغربة وثــقل ألم الفراق والشوق إلى تراب الوطن فهذه المقطوعة ترجمت هذا الإحساس ومن خلالها تشعر أن الموسيقى هي المركب الذي يسافر بك عبر بحور وشطآن فتحس كأنك موجود بين أهلك وفي وطنك كما قدمت العود كآلة تحاكي كل الشعوب وتمثل الشرق بتأريخة وحضاراته وثقافاته

وأنني دائم البحث عن اسلوب متجدد ممكن أن يضيف شيئآ لتأريخي الفني

أصدرت ألبومي الجديد وهو أرتجالات 2004 والذي يتضمن عزفآ لمقام الرست والبيات وحجاز كـــأر والنهاوند ومقام السيكاه بانمــــاط متجددة وسيكون ضمن موقعي على الشبكة

http://www.oudsabsaby.com

كما أنني بصدد تاليف مقطوعات موسيقية أتــنـقل بها مابين الموسيقى الشرقية الممزوجة بالموسيقى الغربية والموسيقى القادمة من الشرق الأقصى بالتحديد الموسيقى الصينية والماليزية حيث أحاكي مشاعر المتذوق للموسيقى و أحلــّــق به عاليآ الى أجواء الأبداع مما يسهــّــل أستمتاع المتذوق الغربي والعربي على سواء، وستكون المقطوعات موزعة توزيعأ أوركستراليآ وسوف تعتبر نقلة جديدة ونوعية في مسيرتي الفنية ، وبهذه الخطوة أضفي على موسيقاي مسحة من التراث الصيني القديم المفعم بالأصالة العربية الأصيلة المطعمــّــة بالحداثة ورهافة الحس والتـقـنـية الموسيقية العالية الجديدة في العزف والأسلوب .

أما عن نشاطاتي الأخرى فأنا حاليآ أقدم العديد من الأعمال الموسيقيه العربيه من خلال فرقتي خماسي الموسيقى العربية فهذه الفرقة هي سفيرة الفن والموسيقى الى آفاق رحبة من العالم حيث نـقدم العديد من الأعمال الموسيقية الموسيقى الشرقية عمومآ وموسيقى التراث السوري القديم مقطوعات موسيقية نادرة يصعب عزقها لأحتياجها لكثير من المهارة والدقة والأتقان في العزف والتي تقـدّم ضمن فعاليات ومهرجانات معــنية بالثقافه والفكر الموسيقي في سوريا وجميع بلدان العالم

التعليقات