الجنسية الأردنية بمليون دولار :عراقيون أكثر ثراءا يتبادلون مقاعد المعارضة في الاردن

الجنسية الأردنية بمليون دولار :عراقيون أكثر ثراءا يتبادلون مقاعد المعارضة في الاردن
الجنسية الأردنية بمليون دولار :عراقيون أكثر ثراءا يتبادلون مقاعد المعارضة في الاردن

غزة-دنيا الوطن

لا توجد احصاءات رسمية دقيقة لعدد المواطنين العراقيين في الاردن، غير ان الارقام الرسمية التي اظهرها التعداد العام للسكان الذي اجرته الحكومة في شهر اكتوبر/ تشرين الماضي، اشارت إلى وجود 350 الف مواطن عربي في البلاد.

وتؤكد بعض التقارير والدرسات أن العدد الاكبر من هؤلاء هم من المواطنين العراقيين الذين وجدوا في الاردن ملاذا آمنا، على حياتهم كأشخاص، او على اموالهم كتجار ومستثمرين، بسبب الظروف الاستثنائية غير المستقرة التي يعيشها وطنهم العراق.

ومن المعروف أن عمان فتحت أبوابها علنا، بحسب مصادر سياسية محلية، لبعض فصائل المعارضة العراقية بعد عام 1993، ومن ابرز تلك الفصائل حركة الوفاق الوطني التي يقودها رئيس الحكومة العراقية المؤقتة الدكتور اياد علاوي، في الوقت الذي حافظت فيه على شعرة العلاقة مع نظام بغداد السابق.

وتوضح تلك المصادر أن 9 نيسان/ ابريل عام 2003 شكل انقلابة حادة في خارطة الوجود السياسي والاجتماعي العراقي في الاردن، فالمعارضون السابقون لنظام صدام حسين شدوا رحال عودتهم الى الوطن بعد الاطاحة به، فيما سلك الطريق نفسها بشكل معاكس رموز النظام واركانه ومؤيدوه.

ويعيش في عمان اليوم مئات من اركان النظام السابق، من وزراء وقادة حزبيين وعسكريين كبار وموظفين مهمين، ولعل ابرزهم بنات صدام حسين رغد ورنا واولادهما.

الجنسية الأردنية بمليون دولار

وعلى الصعيد الاقتصادي، يرى عقاريون اردنيون ان الحرب الاميركية على العراق واجواءها، انعكست سلبا على الوضع الاقتصادي في الاردن عام 2003، وشهد سوق بيع العقارات في ذلك العام ركودا ملحوظا، غير ان عام 2004 شهد نشاطا غير عادي في هذا السوق، اضطر المقاولون بسببه الى بناء عشرات العمارات السكنية الجديدة لتغطية حاجة السوق المحلي.

ويؤكد هؤلاء ان مئات الشقق السكنية في مناطق غرب عمان الراقية قد بيعت لمواطنين عراقيين، نسبة كبيرة منهم من رموز النظام السابق، الذين جاءوا الى عمان وبحوزتهم مبالغ مالية كبيرة، لم تكن متوفرة لرموز المعارضة السابقة الذين عاشوا في الاردن قبل الاطاحة بنظام صدام حسين.

في السياق نفسه اكدت مصادر مسؤولة في وزارة التربية والتعليم الاردنية أن عدة آلاف من الطلبة والتلاميذ العراقيين قد انضموا في العام الدراسي الحالي الى مدارس عمان وجامعاتها، وان اكثر من 95% من هؤلاء يدرسون في مدارس وجامعات خاصة، تتطلب اقساطا مالية مرتفعة، ما يؤكد قدرة ذويهم على الدفع، وهي حالة انعشت سوق التعليم الخاص في البلاد.

وفي خطوة فسرها مراقبون سياسيون على انها تهدف الى استقطاب رؤوس الاموال العراقية، اعلنت الحكومة الاردنية ، في وقت سابق، عن منحها الجنسية لأي مستثمر غير اردني، تبلغ استثماراته في السوق الاردنية ، مليون دولار، في حدها الادنى، ما دعا عددا من المستثمرين العراقيين للاستفادة من هذا القرار.

علاقات اجتماعية محدودة

من جهة أخرى يؤكد اعلاميون اردنيون ومراسلون لوسائل اعلام عربية واجنبية في البلاد، انهم يواجهون صعابا كبيرة في الحديث مع رموز النظام العراقي السابق في الاردن، الذين يرفضون الادلاء بأي حديث صحفي، بل يبتعدون بشكل واضح عن اي نشاط عام. ما فسره هؤلاء ان شروط اقامتهم في البلاد تتطلب ذلك.

وذكر هؤلاء الاعلاميين ان معارضي نظام صدام حسين كانوا اكثر حضورا في الشارع الاردني،من معارضي الحكومة الحالية المؤقتة، مع وجود شخصيات سياسية وثقافية معروفة بينهم.

وقد سعى رموز النظام السابق الى بناء علاقات اجتماعية بين بعضهم البعض، وفي صورة محدودة جدا مع المجتمع الاردني، حيث صار لهم مفاهيهم الخاصة التي تجمعهم في مساءات عمان، ومطاعمهم الخاصة التي يلتقون فيها.

فيما ظل حبل العلاقة بينهم وبين المواطنين العراقيين الذين يملأون الشارع الاردني مقطوعا، اما لعدم ثقتهم بطبيعة رد فعل هؤلاء المواطنين تجاههم، او تحسبا منهم لأي رد فعل رسمي اردني بحقهم، احتراما لشروط ضيافتهم.

أبرز رموز نظام صدام

وفي ظل هذه الاوضاع، ليس من السهولة على المراقبين وضع احصائية واضحة لأبرز رموز نظام بغداد السابق الذين يقيمون في الاردن، لكن ذلك لن يكون صعبا في حدوده المعقولة في مجتمع ما زال يحتكم للتقاليد والعلاقات العشائرية.

فهناك ابنتا صدام حسين رغد ورنا واولادهما؛ والدكتور سعدون حمادي رئيس المجلس الوطني المنحل، وعدد من اعضاء المجلس ، وعائلة نائب رئيس الوزراء السابق طارق عزيز، واوميد مدحت مبارك وزير الصحة السابق، وعدنان داود سلمان وزير الحكم المحلي السابق، وشقيقة صدام حسين فريال وزوجها، ونديم الياسين مدير المراسم السابق في قصر صدام، ومنذر المطلق سفير العراق السابق في تونس وزوج ابنة احمد حسن البكر، والشاعر حميد سعيد وكيل وزارة الثقافة السابق، وشاعرا ام المعارك عبد الودود القيسي وعلي الياسري، وهو لقب منحه لهما صدام حسين بسبب كثرة مدائحهما له؛ وسمير الشيخلي الوزير وعضو القيادة القطرية السابق وهناك عشرات من اعضاء فروع الحزب والقادة العسكريين والموظفين الكبار في حكومة صدام حسين؛ اضافة الى مئات الاكادميين الذين يبحثون لهم عن بلد ثالث.

التعليقات