تقرير لرئيس محطة المخابرات الأميركية يقدم تقييما متشائما للوضع في العراق
تقرير لرئيس محطة المخابرات الأميركية يقدم تقييما متشائما للوضع في العراق
غزة-دنيا الوطن
حذر تقرير سري ارسله رئيس محطة وكالة الاستخبارات المركزية في بغداد من ان الموقف في العراق يتدهور، وربما لا يعود الى طبيعته قريبا، طبقا لما ذكره مسؤولون حكوميون.
وقدم التقرير الذي ارسل في الشهر الماضي، بعدما انهى الضابط فترة عمل في العراق استغرقت سنة، تقييما متشائما بالنسبة للاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية. وذكر المسؤولون ان النتائج الاساسية وردت في عروض قدمها مسؤول كبير في الوكالة زار العراق مؤخرا. ووصف المسؤول التقريرين بأنهما «متداخلان»، وقال انهما وصفا العراق بأنه حقق تقدما مهما، لا سيما في ما يتعلق بالعملية السياسية، واشار الى ان العراقيين يتصفون بالمرونة. الا ان المسؤولين وصفوا تقرير رئيس المحطة، بأنه تقييم مبدئي للصعوبات المتوقعة في العراق. وقالوا ان التقرير حذر من ترجيح تدهور الموقف الامني، بما في ذلك المزيد من العنف والمصادمات العرقية، الا اذا حدث تحسن ملحوظ في وضع الحكومة العراقية، في ما يتعلق بقدرتها على السيطرة على السلطة وبناء الاقتصاد. وتجدر الاشارة الى ان تلك التقييمات، التي جاءت بعد تحذيرات مماثلة من مسؤولين في واشنطن وفي العراق، اكثر تشاؤما من الصورة التي قدمتها ادارة الرئيس بوش للرأي العام قبل الانتخابات المقررة في العراق في الشهر القادم. وقد ارسلت التقرير الى مقر الوكالة بعدما انهت القوات الاميركية ما وصفه القادة الاميركيون بأنه انتصار مهم، مع استعادة الفلوجة، وهي قاعدة رئيسية للمتمردين العراقيين في منتصف الشهر الماضي.
وذكر المسؤولون ان السفير الاميركي في العراق جون نغروبونتي بعث باعتراض مكتوب، على ان احدى النتائج متشددة للغاية، من منطلق ان الولايات المتحدة حققت تقدما اكبر مما هو مذكور في مواجهة التمرد العراقي، ولكن قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال جورج كاسي، اطلع على التقرير ولم يعترض عليه، طبقا لما ذكره المسؤولون. وقد ذكر شون مكورماك المتحدث باسم البيت الابيض، انه لا يمكنه مناقشة قضايا استخبارية. واكتفى متحدث باسم وكالة الاستخبارات الاميركية بالقول انه لا يمكنه التعليق على وثيقة سرية. ولم يكن من الواضح رد فعل البيت الابيض على تقرير رئيس المحطة، ففي الشهور الاخيرة اتهم عدد من الجمهوريين، من بينهم السناتور جون ماكين الوكالة بالسعي الى اضعاف الرئيس بوش، بالكشف عن تقارير استخبارية تتناقض نتائجها مع الادارة او سياستها، الا ان تقريرا منفصلا ورسميا اعد في شهر يوليو (تموز)، وارسل الى البيت الابيض في شهر اغسطس (آب) من الوكالات الاستخبارية، قدم ايضا صورة مظلمة لمستقبل العراق حتى نهاية العام القادم. ومن بين ثلاثة تطورات اشارت اليها هذه الوثيقة، كان افضلها استقرار حذر واسوءها سلسلة من الاحداث تؤدي الى حرب اهلية.
وبعدما كشفت تقارير اخبارية عن وجود التقييم الاستخباري القومي، الذي يعتبر سرا ايضا، رفض الرئيس بوش في البداية النتائج ووصفها بانها ليست اكثر من استنتاجات. ومنذ ذلك الوقت، زادت معدلات العنف في العراق، بما في ذلك تشكيل ميليشيا شيعية تهدف الي شن هجمات على الميليشيات السنية.
ويلاحظ ان تقرير نهاية الخدمة لرئيس المحطة، هو اقل رسمية من التقييم الاستخباري القومي، ولكنه من اعداد ضابط يحظى باحترام كبير داخل الوكالة، وباعتباره رئيس محطة بغداد يعتبر اكبر ضابط استخبارات اميركي في العراق منذ 2003. ويشرف رئيس المحطة على النشاطات الاستخبارية ويعمل تحت ادارته 300 شخص، مما يجعل بغداد اكبر محطة استخبارات لوكالة الاستخبارات المركزية منذ سايغون خلال حرب فيتنام.
والمسؤول الكبير في الوكالة، الذي زار بغداد ثم قدم تقريرا الى باقي الاجهزة الاستخبارية، هو مايكل كوستيو وهو مستشار كبير لبورتر غوس المدير الجديد للوكالة.
* نيويورك تايمز
غزة-دنيا الوطن
حذر تقرير سري ارسله رئيس محطة وكالة الاستخبارات المركزية في بغداد من ان الموقف في العراق يتدهور، وربما لا يعود الى طبيعته قريبا، طبقا لما ذكره مسؤولون حكوميون.
وقدم التقرير الذي ارسل في الشهر الماضي، بعدما انهى الضابط فترة عمل في العراق استغرقت سنة، تقييما متشائما بالنسبة للاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية. وذكر المسؤولون ان النتائج الاساسية وردت في عروض قدمها مسؤول كبير في الوكالة زار العراق مؤخرا. ووصف المسؤول التقريرين بأنهما «متداخلان»، وقال انهما وصفا العراق بأنه حقق تقدما مهما، لا سيما في ما يتعلق بالعملية السياسية، واشار الى ان العراقيين يتصفون بالمرونة. الا ان المسؤولين وصفوا تقرير رئيس المحطة، بأنه تقييم مبدئي للصعوبات المتوقعة في العراق. وقالوا ان التقرير حذر من ترجيح تدهور الموقف الامني، بما في ذلك المزيد من العنف والمصادمات العرقية، الا اذا حدث تحسن ملحوظ في وضع الحكومة العراقية، في ما يتعلق بقدرتها على السيطرة على السلطة وبناء الاقتصاد. وتجدر الاشارة الى ان تلك التقييمات، التي جاءت بعد تحذيرات مماثلة من مسؤولين في واشنطن وفي العراق، اكثر تشاؤما من الصورة التي قدمتها ادارة الرئيس بوش للرأي العام قبل الانتخابات المقررة في العراق في الشهر القادم. وقد ارسلت التقرير الى مقر الوكالة بعدما انهت القوات الاميركية ما وصفه القادة الاميركيون بأنه انتصار مهم، مع استعادة الفلوجة، وهي قاعدة رئيسية للمتمردين العراقيين في منتصف الشهر الماضي.
وذكر المسؤولون ان السفير الاميركي في العراق جون نغروبونتي بعث باعتراض مكتوب، على ان احدى النتائج متشددة للغاية، من منطلق ان الولايات المتحدة حققت تقدما اكبر مما هو مذكور في مواجهة التمرد العراقي، ولكن قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال جورج كاسي، اطلع على التقرير ولم يعترض عليه، طبقا لما ذكره المسؤولون. وقد ذكر شون مكورماك المتحدث باسم البيت الابيض، انه لا يمكنه مناقشة قضايا استخبارية. واكتفى متحدث باسم وكالة الاستخبارات الاميركية بالقول انه لا يمكنه التعليق على وثيقة سرية. ولم يكن من الواضح رد فعل البيت الابيض على تقرير رئيس المحطة، ففي الشهور الاخيرة اتهم عدد من الجمهوريين، من بينهم السناتور جون ماكين الوكالة بالسعي الى اضعاف الرئيس بوش، بالكشف عن تقارير استخبارية تتناقض نتائجها مع الادارة او سياستها، الا ان تقريرا منفصلا ورسميا اعد في شهر يوليو (تموز)، وارسل الى البيت الابيض في شهر اغسطس (آب) من الوكالات الاستخبارية، قدم ايضا صورة مظلمة لمستقبل العراق حتى نهاية العام القادم. ومن بين ثلاثة تطورات اشارت اليها هذه الوثيقة، كان افضلها استقرار حذر واسوءها سلسلة من الاحداث تؤدي الى حرب اهلية.
وبعدما كشفت تقارير اخبارية عن وجود التقييم الاستخباري القومي، الذي يعتبر سرا ايضا، رفض الرئيس بوش في البداية النتائج ووصفها بانها ليست اكثر من استنتاجات. ومنذ ذلك الوقت، زادت معدلات العنف في العراق، بما في ذلك تشكيل ميليشيا شيعية تهدف الي شن هجمات على الميليشيات السنية.
ويلاحظ ان تقرير نهاية الخدمة لرئيس المحطة، هو اقل رسمية من التقييم الاستخباري القومي، ولكنه من اعداد ضابط يحظى باحترام كبير داخل الوكالة، وباعتباره رئيس محطة بغداد يعتبر اكبر ضابط استخبارات اميركي في العراق منذ 2003. ويشرف رئيس المحطة على النشاطات الاستخبارية ويعمل تحت ادارته 300 شخص، مما يجعل بغداد اكبر محطة استخبارات لوكالة الاستخبارات المركزية منذ سايغون خلال حرب فيتنام.
والمسؤول الكبير في الوكالة، الذي زار بغداد ثم قدم تقريرا الى باقي الاجهزة الاستخبارية، هو مايكل كوستيو وهو مستشار كبير لبورتر غوس المدير الجديد للوكالة.
* نيويورك تايمز
التعليقات