إلى دنيا الوطن: المزيد من الحوار الموضوعي والنقاش الذي يخاطب العقل بقلم:د.احمد ابو مطر
* إلى (دنيا الوطن ):
* المزيد من الحوار الموضوعي والنقاش الذي يخاطب العقل!!
د. أحمد أبو مطر، أوسلو
الزميل الأستاذ/ عبدالله عيسى المحترم
أقولها بصراحة، إنها مفأجأة كبيرة، على الأقل لي، كمتابع لوسائل الإعلام في فلسطين بالتحديد، أن تخطو (دنيا الوطن )، هذه الخطوة الجريئة، نحو تأصيل الحوار والنقاش الموضوعيين الذي يخاطب عقل الإنسان، بعيدا عن التخوين والتكفير، في هذا الزمن العربي الذي أسس إلى أن كل من يخالفنا الرأي، فهو خائن وجاسوس وعميل، وإذا قمنا بإستقصاء دقيق لوجدنا أن هذه الصفات طالت مئات من الكتاب والصحفيين العرب، وبالتالي كأننا كلنا عملاء وجواسيس، لأجهزة مختلفة بما فيها المخابرات البرازيلية.
وأقول هذا ، بمناسبة ملاحظتي في الأسابيع الأخيرة، تطورا إيجابيا للغاية في (دنيا الوطن )، بنشر الرأي والرأي الآخر المناقض تماما، ولكن بالإسلوب الحضاري ، الذي يحاول صاحب كل رأي تقديم ما عنده من حقائق وإثباتات ، وعلى القارىء تحكيم عقله ‘ وتبني ما يقتنع به.
وكمثال تطبيقي ، فقد نشرت (دنيا الوطن )، الحلقات التي كتبتها عن زيارتي لكوردستان، وبعد أيام نشرت تعليقا بعنوان ( رد على مقال د.أحمد أبو مطر في دنيا الوطن، أيام في كوردستان..)، ورغم خلو الموضوع من إسم كاتبه، إلا أنه رد ونقاش موضوعي، رغم أنه يخالفني في أغلب ما كتبت، وللعلم فقد وصلني هذا الرد من صاحبه عبر البريد الإليكتروني منذ أيام قبل نشره في دنيا الوطن، ورددت على كاتبه، شاكرا ومثمّنا إسلوبه الحضاري في النقاش. وكانت إحدى الحلقات التي نشرتها بعنوان ( حلبجة..وما أدراك بجحيم حلبجة )...وبعد أيام ، نشرت دنيا الوطن حلقتين للدكتور محمد العبيدي عن حلبجة ، وقدّم معلومات جديدة ومغايرة لما كتبت ، ولكن بإسلوب الباحث الراقي الذي يجهد في حشد الأدلة على ما يقول...ولنترك للقارىء تمحيص ما يقرأ...ويستعمل عقله...لذلك فدنيا الوطن ، والكتاب الذين ذكرت ، فعلا يستحقون التحية ، والإشادة بسعيهم لترسيخ أسلوب الحوار الموضوعي الهادىء المعتمد على المعلومات ، وليس الشتائم والإتهامات....أما القفزة النوعية التي سوف تكتب لدنيا الوطن في هذا المجال، هي نشرها لدراسة الأستاذ مهند صلاحات عن صدام حسين ، بعنوان ( صدام حسين..رجل المهمات الصعبة )، حيث يقدم صورة مغايرة لما هو سائد عن صدام في فلسطين تحديدا...هذا السائد الذي أوصل صدام لمرتبة القادة التاريخيين ، الذين تفوق سيرتهم الأنبياء والرسل ، فجاءت دراسة مهند صلاحات، لتصحح هذه الصورة ، وتقدم طبعة أخرى مدعومة بحقائق ومعلومات ، وهي الطبعة المتبناة عن صدام ، لدى الأغلبية من العراقيين ، وقديما قالت العرب: أهل مكة أدرى بشعابها.....ومن الطبيعي أن تنشر دنيا الوطن ما يصلها مناقشا لهذه الدراسة، وربما مناقضا لما جاء فيها.
إن هذا النهج، سوف يحسب لصالح دنيا الوطن ، لتشغيل العقل الذي يضعه غالبية العرب على الرف، لعدم الحاجة إلى إستعماله ، في ظل سيادة ثقافة الشعارات....الشعارات التي تظل شعارات، من نمط: القائد الضرورة...حارس البوابة الشرقية...لاصوت يعلو فوق صوت المعركة..الموت لأمريكا..الموت للمفرطين بالثوابت الوطنية...الجهاد الجهاد ياعرب...فاحت رائحة الجنة...لا للكوكولا والهامبورجر...وهذا ما أوجد مهنة إسمها تفصيل الشعارات حسب الهدف والمرحلة،وترتفع الشعارات عاليا، وتهبط طموحاتنا وسقف أهدافنا واطيا..
المزيد من النقاش الموضوعي، للوصول إلى حالة تحترم عقل الإنسان، وتجعل طريقه سهلا في الوصول للحقيقة ، بعيدا عن إرهاب الفكر ، القائم على حدّي: التخوين و التكفير!!.
* كاتب وأكاديمي فلسطيني، مقيم في أوسلو [email protected]
* المزيد من الحوار الموضوعي والنقاش الذي يخاطب العقل!!
د. أحمد أبو مطر، أوسلو
الزميل الأستاذ/ عبدالله عيسى المحترم
أقولها بصراحة، إنها مفأجأة كبيرة، على الأقل لي، كمتابع لوسائل الإعلام في فلسطين بالتحديد، أن تخطو (دنيا الوطن )، هذه الخطوة الجريئة، نحو تأصيل الحوار والنقاش الموضوعيين الذي يخاطب عقل الإنسان، بعيدا عن التخوين والتكفير، في هذا الزمن العربي الذي أسس إلى أن كل من يخالفنا الرأي، فهو خائن وجاسوس وعميل، وإذا قمنا بإستقصاء دقيق لوجدنا أن هذه الصفات طالت مئات من الكتاب والصحفيين العرب، وبالتالي كأننا كلنا عملاء وجواسيس، لأجهزة مختلفة بما فيها المخابرات البرازيلية.
وأقول هذا ، بمناسبة ملاحظتي في الأسابيع الأخيرة، تطورا إيجابيا للغاية في (دنيا الوطن )، بنشر الرأي والرأي الآخر المناقض تماما، ولكن بالإسلوب الحضاري ، الذي يحاول صاحب كل رأي تقديم ما عنده من حقائق وإثباتات ، وعلى القارىء تحكيم عقله ‘ وتبني ما يقتنع به.
وكمثال تطبيقي ، فقد نشرت (دنيا الوطن )، الحلقات التي كتبتها عن زيارتي لكوردستان، وبعد أيام نشرت تعليقا بعنوان ( رد على مقال د.أحمد أبو مطر في دنيا الوطن، أيام في كوردستان..)، ورغم خلو الموضوع من إسم كاتبه، إلا أنه رد ونقاش موضوعي، رغم أنه يخالفني في أغلب ما كتبت، وللعلم فقد وصلني هذا الرد من صاحبه عبر البريد الإليكتروني منذ أيام قبل نشره في دنيا الوطن، ورددت على كاتبه، شاكرا ومثمّنا إسلوبه الحضاري في النقاش. وكانت إحدى الحلقات التي نشرتها بعنوان ( حلبجة..وما أدراك بجحيم حلبجة )...وبعد أيام ، نشرت دنيا الوطن حلقتين للدكتور محمد العبيدي عن حلبجة ، وقدّم معلومات جديدة ومغايرة لما كتبت ، ولكن بإسلوب الباحث الراقي الذي يجهد في حشد الأدلة على ما يقول...ولنترك للقارىء تمحيص ما يقرأ...ويستعمل عقله...لذلك فدنيا الوطن ، والكتاب الذين ذكرت ، فعلا يستحقون التحية ، والإشادة بسعيهم لترسيخ أسلوب الحوار الموضوعي الهادىء المعتمد على المعلومات ، وليس الشتائم والإتهامات....أما القفزة النوعية التي سوف تكتب لدنيا الوطن في هذا المجال، هي نشرها لدراسة الأستاذ مهند صلاحات عن صدام حسين ، بعنوان ( صدام حسين..رجل المهمات الصعبة )، حيث يقدم صورة مغايرة لما هو سائد عن صدام في فلسطين تحديدا...هذا السائد الذي أوصل صدام لمرتبة القادة التاريخيين ، الذين تفوق سيرتهم الأنبياء والرسل ، فجاءت دراسة مهند صلاحات، لتصحح هذه الصورة ، وتقدم طبعة أخرى مدعومة بحقائق ومعلومات ، وهي الطبعة المتبناة عن صدام ، لدى الأغلبية من العراقيين ، وقديما قالت العرب: أهل مكة أدرى بشعابها.....ومن الطبيعي أن تنشر دنيا الوطن ما يصلها مناقشا لهذه الدراسة، وربما مناقضا لما جاء فيها.
إن هذا النهج، سوف يحسب لصالح دنيا الوطن ، لتشغيل العقل الذي يضعه غالبية العرب على الرف، لعدم الحاجة إلى إستعماله ، في ظل سيادة ثقافة الشعارات....الشعارات التي تظل شعارات، من نمط: القائد الضرورة...حارس البوابة الشرقية...لاصوت يعلو فوق صوت المعركة..الموت لأمريكا..الموت للمفرطين بالثوابت الوطنية...الجهاد الجهاد ياعرب...فاحت رائحة الجنة...لا للكوكولا والهامبورجر...وهذا ما أوجد مهنة إسمها تفصيل الشعارات حسب الهدف والمرحلة،وترتفع الشعارات عاليا، وتهبط طموحاتنا وسقف أهدافنا واطيا..
المزيد من النقاش الموضوعي، للوصول إلى حالة تحترم عقل الإنسان، وتجعل طريقه سهلا في الوصول للحقيقة ، بعيدا عن إرهاب الفكر ، القائم على حدّي: التخوين و التكفير!!.
* كاتب وأكاديمي فلسطيني، مقيم في أوسلو [email protected]
التعليقات