ماذا عن أنف اليسا الضخم

ماذا عن أنف اليسا الضخم
ماذا عن أنف اليسا الضخم ؟

غزة-دنيا الوطن

استطيع الجزم بأن ما من مواطن أو مقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة ، يقود سيارته في الفترة الصباحية وتحديداً من الحادية عشر صباحاً إلى الواحدة ظهراً يومياً عدا الخميس والجمعة ، إلاً وهو يستمع لإذاعة الرابعة وبرنامج " الرابعة والناس " الذي يقدمه المذيع الإماراتي المتألق عبدالله بن خصيف المعروف بـ " بو راشد " ، وهنا لا أقصد قائدي السيارات فقط ، بل أن هناك بعض الموظفين تجدهم في فترات استراحتهم يستمعون إليه ، وكذلك في بعض المقاهي ... الخ ، ففي تلك الفترة يعد البرنامج الأكثر استماعاً في دولة الإمارات ؛ ذلك أن البرنامج استطاع أن يقدم ما عجزت برامج كثيرة أن تمنحه ، ولعّل أبرز ما يناقشه " الرابعة والناس " القضايا المتعلقة بالمجتمع الإماراتي بشكل خاص ، وإسهامه في حل مشكلات تعاني منها فئة كبيرة من الناس ، عدا عن فقرات جانبية متمثلة في مقالات تتطرح من الصحف المحلية ، وهذه المقالات تتنوع ما بين السياسية ، الاقتصادية ، والفنية ، وهنا لست بصدد الحديث عن ما يتطرق إليه البرنامج بالتفصيل ، فقد سبق وأن ناقشنا محتواه من خلال مقالات أخرى ، عدا عن أن البرنامج لا يحتاج إلى نقد يحسن من مستواه ، فهو برنامج متكامل إلا في فقرة واحدة ، وهي الفقرة الفنية التي لا تقدم يومياً بل من حين إلى أخر .



في يوم الأحد الماضي الموافق 21 / 11 ، وفي حلقة امتلأت بالنقاش عن قضايا تمس المواطنين الإماراتيين ، من أهمها تطرق البرنامج إلى قضية تهور الشباب من خلال الاستعراضات التي يقومون بها بواسطة سياراتهم – والتي لم تناقش بالشكل التقليدي المعتاد – بل تعدى الأمر إلى حد الاتصال بأحد المسؤولين في الشرطة وإحراجه على الهواء مباشرة ، كادت أن تنال تلك الحلقة شهادة التميز لجرأة الطرح فيها ، حتى جاءت الفقرة الفنية ، فأفسدت الحلقة.

ابتدأت الفقرة بقراءة المذيع لمقتطفات من حوار للفنانة اللبنانية المتميزة اليسـا مع أحدى المجلات ، صرحت من خلاله بأن الجمهور الخليجي يبحث عما هو بعيد عن الفن ، وسؤال آخر حول الشعبية التي حققتها في مصر أم لبنان وإجابتها عن السؤال بأنها حققت شعبية اكبر في الخليج للأسباب السابقة ، وما أن أنتهى من قراءة هذا الحوار ، حتى ابتدأ بإطلاق وابل من الشتم والانتقادات كانت أبرزها الجملة التي جاءت باللهجة العامية موجهاً الكلام لها بما معناه " إن أنفك الضخم والتعديلات التي أجريتها في شكلك ما هي إلا من أموال خليجية بالتأكيد ، واذهبي وشاهدي صورتك قبل التعديل وكيف أنت الآن " ، والسؤال الذي يطرح نفسه : هل هذه هي الطريقة المثلى للانتقاد ؟ ثم هل تأكد المذيع من أن ذلك الحوار لم يكن ملفقاً ؟

لا شك أن خصيف مذيع متميز بمعنى الكلمة ، ولكنه كان ومازال يقع في الخطأ نفسه وهو الانفعال ، ذلك الاندفاع في الحديث لا يقتصر فقط على الفقرة الفنية ، بل يمتد أحياناً إلى فقرات أخرى ، ولكن للفنية نصيب الأسد من ذلك الانفعال ، وهو بالطبع ما يقلل من مستوى تقديمه ، فإن لم يستطع أن يحافظ على هدوئه فلا أظن أن هناك جدوى من استمرار تقديمه لهذه النوعية من البرامج ، أو إن صح التعبير أن يتم إلغاء تلك الفقرة من البرنامج ، ليتجنب قليلاً كم التجريح الذي يطلقه نحو هؤلاء الفنانين ، دون أن يأخذ بعين الاعتبار بأنه أحد العاملين في هذا الوسط ، وأنه كما تدين تدان .

*عرب2000

التعليقات