سيدة التعليقات الأدبية في دنيا الوطن بقلم: محمد رمضان
سيدة التعليقات الأدبية في دنيا الوطن: محمد رمضان
في مقال سابق تحدثت عن ضرورة الرفق بدنيا الوطن و ذلك في التعليقات المختلفة, و قد لقي هذا المقال صدى جيدا من قبل الكتاب و القراء و المعلقين, و قد كان من بين هؤلاء الأخت "فاطمة" التي تتميز تعليقاتها بنضج ثقافي و أدبي و أخلاقي. و من خلال هذه التعليقات يستطيع الإنسان أن يتعرف على "المعلق" و أهدافه و لغة الخطاب التي يستخدمها.
و قد فوجئت بالأستاذ عبدالله عيسى رئيس التحرير يتصل بي هاتفيا حول هذا المقال و ذلك لكون هذا المقال معبرا ليس فقط لما يجول في نفسه بل و في نفس الكثيرين من الكتاب و القراء و هذا ما كان جليا في التعليقات التي استقبلها المقال حينئذ. و لقد وجدت لدى رئيس التحرير اهتماما بالمعلقين لا يقل عن اهتمامه بالكتاب و القراء, و هو السبب الذي حفزني إلى كتابة هذه السطور, إضافة إلى كيفية الاستفادة من تعليقات "فاطمة" في إثراء النقاش و التعليق في دنيا الوطن الأدبية.
ولعل ما أثار انتباهي ضمن عشرات بل ربما مئات التعليقات و هي تعليقات موقعة بإسم "فاطمة" و كانت جلها حول الموضوعات الأدبية من قصة قصيرة و شعر و خاطرة, حيث كانت تعليقاتها تغوص عميقا في النص و تعطيه ربما أبعادا أخرى غير تلك التي أرادها الكاتب, و هذه لعمري مهمة القارئ الجاد و الناقد الثاقب صاحب البصر الحاد و البصيرة النافذة. و هذا المثال ربما يندر في وقتنا الحالي و ذلك لأسباب عديدة أهمها أننا نعيش في عصر نسميه عصر السرعة أو عصر سلق الأشياء كما هو شائع, لكننا نجد العكس في قراءات و تأملات الأخت "فاطمة" من حيث التركيز حول النص و أهدافه و شموليته و ذلك بكلمات مختصرات تكاد تكون كلمات مفتاحية متعمقة.
و لعل المتأمل في تعليقات "فاطمة" يجدها مصاغة بلغة عربية رصينة تخلو من أخطاء اللغة و النحو إضافة إلى اختيار الكلمات المناسبة و المفردات الملائمة, و هو الأمر الذي يضفي بعدا أدبيا و نقديا على التعليق و يوحي بأنك أمام "إنسانة" تقدر الأدب و جمالياته و لديها القدرة على سلوك دروبه المشوقة و الشائكة في آن معا وبلا أدنى نوع من التردد.
نماذج من تعليقات فاطمة:
نفق العراة بقلم: محمد رمضان
Friday, November 05
" جميل أن تترك لنا الخاتمة مفتوحة..
أه من يوم نستلقي فيه مهما بلغنا .. وجلسنا على كراسي.. في حفرة ضيقة .. حفاة .. عراة ..يسترنا ما خف حمله من ثياب .. دون جاه.. وروائح الكافور تنتشر..وتكحل العيون حبات التراب .. اعتبروا يا أولي الألباب..
رائحة مدادك تجذبنا ولو كنا أخر البلاد وتفرقنا المسافات والحدود ...والبحار...."
و هي هنا تتعمق في العبر و العظات التي يمكن استنباطه من القصة و لعل هذا هو من أهم أهداف القصة القصيرة أو الأدب بشموليته, ثم تجد بعد ذلك عن الموت و الجنائز و الأكفان كنهاية للمتجبرين و الطواغيت و هي هنا تغوص في أعماق النص.
ضياع بقلم:نجلاء محرم
Thursday, November 04
"لماذا اقتربت؟!
حروفك متلألئة عذوبة ورقة وضياء.."
تتناول فاطمة هنا القصة الرائعة لنجلاء بتعليق استفهامي و لكنه تعجبي بعلامة التعجب, و لعل في هذا التعليق انسجاما كاملا مع هدف القصة الرئيس بل و عنوانها, وهو هنا يفسر يضيع "الصغير" إذا مما اقترب من "الكبير" في لغة السياسة المعاصرة.
الجذور بقلم: محمد رمضان
Wednesday, November 03
"ما أشبه هذه القصة بالذات الإنسانية تتمزق .. تتعرى تتكسر.. ولا تلبث أن تتماسك وتستنهض القوة والعزيمة تتطلع إلى الأفق الرحب .. السماء ..الشمس وتشعر بالدفء يسري في نسغ العروق بقدر ما تزخر من قيم ومثل ومبادئ.
لربما أغرقت في التقييم لأنك يا محمد بكتاباتك تجعلنا نغرق ونسبح في العمق.
وما أشبه جذورك هذه با لكاتب الفذ جبران خليل جبران"
يتناول التعليق هنا التحليق في الرمزية التي تغوص فيها قصة الجذور, و الأهم من ذلك كله هو قدرة الكاتبة على مقارنة النص بنصوص الكاتب و الشاعر المهجري جبرا و كيف تؤرقه الجذور في مهجره, و هي لا تختلف كثيرا عن جذور فلسطينية تكاد تقتلع.
الورقة الخائنة بقلم:سليمان نزال
Monday, November 01
"الرائع سليمان..
لقد أسقطها على حياتنا الإجتماعية ما رأيك".
مرة أخرى هنا تقوم "فاطمة بإسقاط الرموز على الواقع وذلك في القصة السليمانية الرائعة حول خيانة الورقة, و ذلك في وقت تعاني فيه الأمة من خيانات على مستويات عديدة, يعرفها القاصي و الداني بل الصغير و الكبير و المتعلم و غيره, و المصيبة الكبرى أن الخونة يدركون أن الجميع يعلم من هم؟؟؟
و بعد, فهذه نماذج لتعليقات جميلة تصلح لأن تكون نبراسا يحتذى في دنيا الوطن بل و غيرها, فهي تنتقد و بأدب جم, و تكتب بلغة فصحى و أسلوب رصين, بعيدا عن الهجوم أو "الكرباجية" أو "الطبطبة" كما يحلو للناقد و الأستاذ و القاص زكي العيلة أن يسميها.
في مقال سابق تحدثت عن ضرورة الرفق بدنيا الوطن و ذلك في التعليقات المختلفة, و قد لقي هذا المقال صدى جيدا من قبل الكتاب و القراء و المعلقين, و قد كان من بين هؤلاء الأخت "فاطمة" التي تتميز تعليقاتها بنضج ثقافي و أدبي و أخلاقي. و من خلال هذه التعليقات يستطيع الإنسان أن يتعرف على "المعلق" و أهدافه و لغة الخطاب التي يستخدمها.
و قد فوجئت بالأستاذ عبدالله عيسى رئيس التحرير يتصل بي هاتفيا حول هذا المقال و ذلك لكون هذا المقال معبرا ليس فقط لما يجول في نفسه بل و في نفس الكثيرين من الكتاب و القراء و هذا ما كان جليا في التعليقات التي استقبلها المقال حينئذ. و لقد وجدت لدى رئيس التحرير اهتماما بالمعلقين لا يقل عن اهتمامه بالكتاب و القراء, و هو السبب الذي حفزني إلى كتابة هذه السطور, إضافة إلى كيفية الاستفادة من تعليقات "فاطمة" في إثراء النقاش و التعليق في دنيا الوطن الأدبية.
ولعل ما أثار انتباهي ضمن عشرات بل ربما مئات التعليقات و هي تعليقات موقعة بإسم "فاطمة" و كانت جلها حول الموضوعات الأدبية من قصة قصيرة و شعر و خاطرة, حيث كانت تعليقاتها تغوص عميقا في النص و تعطيه ربما أبعادا أخرى غير تلك التي أرادها الكاتب, و هذه لعمري مهمة القارئ الجاد و الناقد الثاقب صاحب البصر الحاد و البصيرة النافذة. و هذا المثال ربما يندر في وقتنا الحالي و ذلك لأسباب عديدة أهمها أننا نعيش في عصر نسميه عصر السرعة أو عصر سلق الأشياء كما هو شائع, لكننا نجد العكس في قراءات و تأملات الأخت "فاطمة" من حيث التركيز حول النص و أهدافه و شموليته و ذلك بكلمات مختصرات تكاد تكون كلمات مفتاحية متعمقة.
و لعل المتأمل في تعليقات "فاطمة" يجدها مصاغة بلغة عربية رصينة تخلو من أخطاء اللغة و النحو إضافة إلى اختيار الكلمات المناسبة و المفردات الملائمة, و هو الأمر الذي يضفي بعدا أدبيا و نقديا على التعليق و يوحي بأنك أمام "إنسانة" تقدر الأدب و جمالياته و لديها القدرة على سلوك دروبه المشوقة و الشائكة في آن معا وبلا أدنى نوع من التردد.
نماذج من تعليقات فاطمة:
نفق العراة بقلم: محمد رمضان
Friday, November 05
" جميل أن تترك لنا الخاتمة مفتوحة..
أه من يوم نستلقي فيه مهما بلغنا .. وجلسنا على كراسي.. في حفرة ضيقة .. حفاة .. عراة ..يسترنا ما خف حمله من ثياب .. دون جاه.. وروائح الكافور تنتشر..وتكحل العيون حبات التراب .. اعتبروا يا أولي الألباب..
رائحة مدادك تجذبنا ولو كنا أخر البلاد وتفرقنا المسافات والحدود ...والبحار...."
و هي هنا تتعمق في العبر و العظات التي يمكن استنباطه من القصة و لعل هذا هو من أهم أهداف القصة القصيرة أو الأدب بشموليته, ثم تجد بعد ذلك عن الموت و الجنائز و الأكفان كنهاية للمتجبرين و الطواغيت و هي هنا تغوص في أعماق النص.
ضياع بقلم:نجلاء محرم
Thursday, November 04
"لماذا اقتربت؟!
حروفك متلألئة عذوبة ورقة وضياء.."
تتناول فاطمة هنا القصة الرائعة لنجلاء بتعليق استفهامي و لكنه تعجبي بعلامة التعجب, و لعل في هذا التعليق انسجاما كاملا مع هدف القصة الرئيس بل و عنوانها, وهو هنا يفسر يضيع "الصغير" إذا مما اقترب من "الكبير" في لغة السياسة المعاصرة.
الجذور بقلم: محمد رمضان
Wednesday, November 03
"ما أشبه هذه القصة بالذات الإنسانية تتمزق .. تتعرى تتكسر.. ولا تلبث أن تتماسك وتستنهض القوة والعزيمة تتطلع إلى الأفق الرحب .. السماء ..الشمس وتشعر بالدفء يسري في نسغ العروق بقدر ما تزخر من قيم ومثل ومبادئ.
لربما أغرقت في التقييم لأنك يا محمد بكتاباتك تجعلنا نغرق ونسبح في العمق.
وما أشبه جذورك هذه با لكاتب الفذ جبران خليل جبران"
يتناول التعليق هنا التحليق في الرمزية التي تغوص فيها قصة الجذور, و الأهم من ذلك كله هو قدرة الكاتبة على مقارنة النص بنصوص الكاتب و الشاعر المهجري جبرا و كيف تؤرقه الجذور في مهجره, و هي لا تختلف كثيرا عن جذور فلسطينية تكاد تقتلع.
الورقة الخائنة بقلم:سليمان نزال
Monday, November 01
"الرائع سليمان..
لقد أسقطها على حياتنا الإجتماعية ما رأيك".
مرة أخرى هنا تقوم "فاطمة بإسقاط الرموز على الواقع وذلك في القصة السليمانية الرائعة حول خيانة الورقة, و ذلك في وقت تعاني فيه الأمة من خيانات على مستويات عديدة, يعرفها القاصي و الداني بل الصغير و الكبير و المتعلم و غيره, و المصيبة الكبرى أن الخونة يدركون أن الجميع يعلم من هم؟؟؟
و بعد, فهذه نماذج لتعليقات جميلة تصلح لأن تكون نبراسا يحتذى في دنيا الوطن بل و غيرها, فهي تنتقد و بأدب جم, و تكتب بلغة فصحى و أسلوب رصين, بعيدا عن الهجوم أو "الكرباجية" أو "الطبطبة" كما يحلو للناقد و الأستاذ و القاص زكي العيلة أن يسميها.
التعليقات