البعث العراقي... ينشط سرا وقيادته الجديدة قد تفاوض الأمريكيين

البعث العراقي... ينشط سرا وقيادته الجديدة قد تفاوض الأمريكيين
غزة-دنيا الوطن
يرىِِِ محللون معنيون بالشأن العراقي أن حزب البعث نجح في الآونة الأخيرة في تجميع صفوفه، وفي الافادة من بعض قياداته التي لم يلق القبض عليها في تنشيط عمله.
ورقت إلى الأجهزة العليا في البعث قيادات جديدة نسبيا مثل محمد يونس الأحمد، وعلي عبد الجليل، إلى جانب عزة الدوري، وعبدالباقي السعدون، اللذين لم تنجح قوات الاحتلال في القبض عليهما.
ويضيف هؤلاء إن هناك مؤشرات واضحة على وجود نية لدى الطرفين: الأمريكيين والبعثيين في التفاوض من أجل اعادة التوازن للمعادلة العراقية المختلة بحسب هؤلاء.
ويعتقد هؤلاء أن إلغاء قانون "اجتثاث البعث" بواسطة حكومة علاوي، فضلا عن اتجاه "المصالحة الوطنية" الذي تقوده فعاليات سياسية عراقية تحركها هواجس العنف المتنامي هناك، وقدرة "البعث" ربما على الاقلال منه وتخفيف حدته خصوصا في "المثلث السني"، كلها عوامل تشير إلى أن ما يجري حاليا هو مقدمات لعودة "البعث".
وستسهم عودة البعث العلنية بحسب هؤلاء في تخفيف ظواهر العنف في بعض المدن العراقية، وخصوصا ما بات يعرف بالمثلث السني، مع وجود رغبة اميركية، لاقت قبولا لدى بعض حلفائها في العراق، ان يكون البعث ممثلا للشارع السني، او لأغلبه بحسبما يشير مراقبون، في حال قبوله المشاركة في الانتخابات المزمع اجراؤها في العراق، مطلع العام المقبل.
غير ان الصورة تبدو عكسية تماما عند الرافضين لهذه الفكرة وفي مقدمتهم زعيم المؤتمر الوطني العراقي الدكتور احمد الجلبي، وعدد من قادة الاحزاب الشيعية في البلاد، الذين اعلنوا رفضهم لأية محاولة لعودة البعث لممارسة نشاطه السياسي، مؤكدين على موافقتهم ان يتم تغيير اسم الحزب، وان يقوم البعثيون بممارسة نشاطهم السياسي تحت مسميات جديدة، نظرا لما يسببه اسم البعث من استفزاز لشرائح متعددة في المجتمع العراقي.
شروط صعبة لعقد مصالحة وطنية
ويشترط الرافضون لعودة "البعث" ان يتم تقديم البعثيين الذي تثبت ادانتهم بجرائم ضد الشعب العراقي للمحاكمة، وان يعلن البعثيون (الجدد) ادانتهم لممارسات النظام السابق وجرائمه بحق الشعب العراقي، وبراءتهم من كل ما ارتكبه بحق العراقيين جميعا، وان يستثنى من اية ممارسة سياسية رموز النظام السابق الذين تسلموا مواقع قيادية في نظام صدام حسين.
ويرى مراقبون سياسيون مهتمون بالشأن العراقي في مثل هذه الشروط نوعا من الاستفزاز والثأرية، ويعتقدون انها ستعيق اي مشروع للمصالحة الوطنية تتحدث عنه العديد من الاطراف العراقية، بشكل خجول، اذ إن أي نوع من المصالحة الوطنية في العراق الجديد لن يتم باستبعاد البعثيين الذين يشكلون طرف الصراع الرئيس مع باقي القوى والحركات السياسية العاملة في العراق الجديد، لان الأطراف الأخرى، ومعظمها مما كان يعرف سابقا بالمعارضة العراقية ، لا مشاكل بينها تستدعي الدعوة لمصالحة وطنية.
ان ما يجب الانتباه اليه في المعادلة العراقية الراهنة، حسب معنيين بالشأن العراقي، ان نظرة الاطراف كلها لحزب البعث الان،هي غير تلك النظرة التي تزامنت مع احتلال العراق وسقوط نظام صدام حسين،وذلك لاعتبارت عديدة اهمها ان البعث، وحسب كل المعلومات المتداولة في الشارع العراقي، قد نجح في اعادة ترتيب صفوفه التنظيمية، بعد الانتكاسة الكبيرة التي تعرض لها اثر احتلال العراق.
ويعتمد الذين يتبنون هذا الرأي على ان الحزب قد اعاد انتخاب، او تعيين قيادة قطرية جديدة له، بعد الفراغ التنظيمي الذي تركه اعتقال اغلب أعضاء القيادة السابقة، الذين كانت اسماؤهم جميعا ضمن قائمة الـ55، ولم يتبق خارج دائرة القتل او الاعتقال من القيادة السابقة سوى عزة الدوري وعبد الباقي السعدون اللذين انيطت بهما اعادة بناء الحزب في بعض المدن العراقية.
قيادات جديدة للبعث
وقد اضيف للقيادة الجديدة ناشطون بعثيون امثال محمد يونس الاحمد، وعلي عبد الجليل، واخرون من الجناحين المدني والعسكري للحزب،حيث بدأت هذه القيادة الجديدة بالاعلان عن نفسها منذ منتصف شهر اكتوبر/ تشرين الاول 2004 باصدار بيانات سياسية على شبكة الانترنت تحمل توقيع قيادة قطر العراق، بعد ان كانت كل البيانات السابقة المنسوبة للحزب والمنشورة على شبكة الانترنت، ويقدر عددها بمائة بيان، تحمل توقيع جهاز الاعلام السياسي والنشر، وهي تسمية لم تكن معروفة او متداولة في اوساط الحزب قبل احتلال العراق.
إن البعث الآن -طبقا لرؤى المحللين-هو غيره في ايام السلطه ، فقد غادره مئات الالاف من اعضائه ، اما خوفا على حياتهم ، او بسبب التحاقهم باحزاب سياسية اخرى ، حيث تؤكد المعلومات المتداولة بين العراقيين ، ان حركة الوفاق الوطني التي يتزعمها البعثي السابق الدكتور اياد علاوي قد استقطبت الاف البعثيين السابقين في عضويتها ، وكذلك بقية الاحزاب التي فتحت ابوابها للبعثيين " التائبين " حسب التسمية الشائعة في الشارع العراقي ، اضافة الى ان الاف الكوادر البعثية هم الان منتشرون في الدول العربية والاوروبية ، مما افقد الحزب الكثير من قوته العددية والجماهيرية في الشارع العراقي .
غير ان كل المؤشرات السياسية تشير إلى ان البعث ما يزال هو القوة الرئيسة في مدن وتجمعات المثلث السني، مثل: الموصل وسامراء وبعقوبة والرمادي ، في حين ان حجم تأثيره يكاد يكون معدوما في مدن الوسط والجنوب الشيعية ، بسبب حجم نفوذ المرجعيات والاحزاب الدينية في هذه المدن .
لذلك اكتسب البعث شعبية مختلفة من قطاعات واسعة في الشارع السني ، حسب مسؤولين عراقيين سابقين ، لانه مثل مصدا للنفوذ الشيعي المتزايد في البلاد . واستطاع البعث ان يعيد صلاته باعداد متزايدة من عناصر الجيش والحرس الجمهوري والاجهزة الامنية ، المطاردة من قوات الاحتلال وحلفائها ، وشكل هؤلاء مع الجناح المدني للحزب قوة نوعية مضافة للمقاومة العراقية ، بسبب نوع التدريب وحجم الاحتراف القتالي.
وذهب البعث الى استغلال خطابه الديني الذي تبناه في السنوات العشر الاخيرة لبناء علاقات مختلفة مع القوى والتيارات الاسلامية الناشئة في العراق ، ويبدو ذلك واضحا من خلال الرسالة المنسوبة لعزة الدوري المنشورة مؤخرا، و التي تتحدث بخطاب ديني اكثر مما تتحدث بخطاب بعثي سياسي .
نشطاء جدد "بعد الاحتلال"
ويقول محللون سياسيون إن قوات الاحتلال وحلفاءها خسروا قطاعات واسعة من العراقيين الذين رحبوا في البداية بسقوط النظام ، غير ان تطورات الاحداث المتسارعة دفعتهم للمقارنة بين ما هم عليه الان وما كانوا عليه ايام حكم نظام صدام حسين ، فكانت المقارنة لصالح النظام السابق .
كل هذه الاشارات ، وربما غيرها ، دفعت البعث الى واجهة الاحداث مجددا، باعتباره يملك المال والسلاح والمعلومات والعناصر البشرية ، وله مؤسساته التي اعاد بناء بعضها ، مما دفع الادارة الاميركية وبعض حلفائها في العراق الى التفكير جديا باجراء مفاوضات مع البعثيين ، لاعادة التوازن السياسي للعراق، ولايجاد حاجز قوي ومجرب امام المد الشيعي المدعوم من ايران الذي يخطط للسيطرة على المشهد السياسي العراقي الراهن ، وهوما يثير مخاوف جيران العراق من اصدقاء اميركا .
ولم يستبعد المراقبون السياسيون ان تكون بعض قيادات البعث قد تلقت اشارات من الادارة الاميركية ، اوعبر وسطاء عرب واجانب ، للبدء بمفاوضات مع القوات الاميركية ، وهذا ما ذهب البعث الى رفضه ، مؤكدا ان اي نوع من المفاوضات التي جرت او ستجري مع رموز محسوبة على النظام السابق غير ملزمة بالنسبة له ، طارحا في الوقت نفسه مشروعه للتفاوض مع الادارة الاميركية.
وانتبه المهتمون بالشأن العراقي ان بيانات قيادة قطر العراق للحزب قد تزامن صدورها مع اول بيان منسوب للقيادة القومية للبعث الذي يعد الاول من نوعه منذ احتلال العراق.
وفي هذا اشارة واضحة ان قيادة البعث الجديدة في العراق قد تلقت الضوء الاخضر من اعلى قيادة حزبية للبدء بطرح مبادرات سياسية ، يكون من شأنها اعادة خلط الاوراق في الشارع العراقي ، الذي يستعد لخوض انتخابات ، ربما تكون قابلة للتأجيل بسبب الاوضاع الامنية المتفجرة في العراق .
وما توقف عنده المراقبون طويلا ان فروع البعث في عدد من الدول العربية، وتحديدا في الاردن وفلسطين ولبنان واليمن والسودان والجزائر وتونس وموريتانيا ، بادرت الى فتح منافذ اعلامية عبر شبكة الانترنت لتغطية الفراغ السياسي والاعلامي الذي تركه غياب البعث العراقي ، ولم تذهب حكومات تلك الدول ، وهي من اصدقاء واشنطن ، الى منع هؤلاء او ترهيبهم ، ما يؤكد ان حكومات هذه الدول التي ربما اعلنت ارتياحها عند الاطاحة بنظام صدام حسين ، تبدي الان قلقها الواضح من سيطرة التيارات الشيعية المرتبطة بايران على سدة الحكم بالعراق، ما يشير انها تتمنى عودة البعث لحكم العراق ، بدون صدام حسين، وربما يكون بعضها قدم نصائح للادارة الاميركية لفتح قنوات حوار مع بعثيين معتدلين.
*العربية
غزة-دنيا الوطن
يرىِِِ محللون معنيون بالشأن العراقي أن حزب البعث نجح في الآونة الأخيرة في تجميع صفوفه، وفي الافادة من بعض قياداته التي لم يلق القبض عليها في تنشيط عمله.
ورقت إلى الأجهزة العليا في البعث قيادات جديدة نسبيا مثل محمد يونس الأحمد، وعلي عبد الجليل، إلى جانب عزة الدوري، وعبدالباقي السعدون، اللذين لم تنجح قوات الاحتلال في القبض عليهما.
ويضيف هؤلاء إن هناك مؤشرات واضحة على وجود نية لدى الطرفين: الأمريكيين والبعثيين في التفاوض من أجل اعادة التوازن للمعادلة العراقية المختلة بحسب هؤلاء.
ويعتقد هؤلاء أن إلغاء قانون "اجتثاث البعث" بواسطة حكومة علاوي، فضلا عن اتجاه "المصالحة الوطنية" الذي تقوده فعاليات سياسية عراقية تحركها هواجس العنف المتنامي هناك، وقدرة "البعث" ربما على الاقلال منه وتخفيف حدته خصوصا في "المثلث السني"، كلها عوامل تشير إلى أن ما يجري حاليا هو مقدمات لعودة "البعث".
وستسهم عودة البعث العلنية بحسب هؤلاء في تخفيف ظواهر العنف في بعض المدن العراقية، وخصوصا ما بات يعرف بالمثلث السني، مع وجود رغبة اميركية، لاقت قبولا لدى بعض حلفائها في العراق، ان يكون البعث ممثلا للشارع السني، او لأغلبه بحسبما يشير مراقبون، في حال قبوله المشاركة في الانتخابات المزمع اجراؤها في العراق، مطلع العام المقبل.
غير ان الصورة تبدو عكسية تماما عند الرافضين لهذه الفكرة وفي مقدمتهم زعيم المؤتمر الوطني العراقي الدكتور احمد الجلبي، وعدد من قادة الاحزاب الشيعية في البلاد، الذين اعلنوا رفضهم لأية محاولة لعودة البعث لممارسة نشاطه السياسي، مؤكدين على موافقتهم ان يتم تغيير اسم الحزب، وان يقوم البعثيون بممارسة نشاطهم السياسي تحت مسميات جديدة، نظرا لما يسببه اسم البعث من استفزاز لشرائح متعددة في المجتمع العراقي.
شروط صعبة لعقد مصالحة وطنية
ويشترط الرافضون لعودة "البعث" ان يتم تقديم البعثيين الذي تثبت ادانتهم بجرائم ضد الشعب العراقي للمحاكمة، وان يعلن البعثيون (الجدد) ادانتهم لممارسات النظام السابق وجرائمه بحق الشعب العراقي، وبراءتهم من كل ما ارتكبه بحق العراقيين جميعا، وان يستثنى من اية ممارسة سياسية رموز النظام السابق الذين تسلموا مواقع قيادية في نظام صدام حسين.
ويرى مراقبون سياسيون مهتمون بالشأن العراقي في مثل هذه الشروط نوعا من الاستفزاز والثأرية، ويعتقدون انها ستعيق اي مشروع للمصالحة الوطنية تتحدث عنه العديد من الاطراف العراقية، بشكل خجول، اذ إن أي نوع من المصالحة الوطنية في العراق الجديد لن يتم باستبعاد البعثيين الذين يشكلون طرف الصراع الرئيس مع باقي القوى والحركات السياسية العاملة في العراق الجديد، لان الأطراف الأخرى، ومعظمها مما كان يعرف سابقا بالمعارضة العراقية ، لا مشاكل بينها تستدعي الدعوة لمصالحة وطنية.
ان ما يجب الانتباه اليه في المعادلة العراقية الراهنة، حسب معنيين بالشأن العراقي، ان نظرة الاطراف كلها لحزب البعث الان،هي غير تلك النظرة التي تزامنت مع احتلال العراق وسقوط نظام صدام حسين،وذلك لاعتبارت عديدة اهمها ان البعث، وحسب كل المعلومات المتداولة في الشارع العراقي، قد نجح في اعادة ترتيب صفوفه التنظيمية، بعد الانتكاسة الكبيرة التي تعرض لها اثر احتلال العراق.
ويعتمد الذين يتبنون هذا الرأي على ان الحزب قد اعاد انتخاب، او تعيين قيادة قطرية جديدة له، بعد الفراغ التنظيمي الذي تركه اعتقال اغلب أعضاء القيادة السابقة، الذين كانت اسماؤهم جميعا ضمن قائمة الـ55، ولم يتبق خارج دائرة القتل او الاعتقال من القيادة السابقة سوى عزة الدوري وعبد الباقي السعدون اللذين انيطت بهما اعادة بناء الحزب في بعض المدن العراقية.
قيادات جديدة للبعث
وقد اضيف للقيادة الجديدة ناشطون بعثيون امثال محمد يونس الاحمد، وعلي عبد الجليل، واخرون من الجناحين المدني والعسكري للحزب،حيث بدأت هذه القيادة الجديدة بالاعلان عن نفسها منذ منتصف شهر اكتوبر/ تشرين الاول 2004 باصدار بيانات سياسية على شبكة الانترنت تحمل توقيع قيادة قطر العراق، بعد ان كانت كل البيانات السابقة المنسوبة للحزب والمنشورة على شبكة الانترنت، ويقدر عددها بمائة بيان، تحمل توقيع جهاز الاعلام السياسي والنشر، وهي تسمية لم تكن معروفة او متداولة في اوساط الحزب قبل احتلال العراق.
إن البعث الآن -طبقا لرؤى المحللين-هو غيره في ايام السلطه ، فقد غادره مئات الالاف من اعضائه ، اما خوفا على حياتهم ، او بسبب التحاقهم باحزاب سياسية اخرى ، حيث تؤكد المعلومات المتداولة بين العراقيين ، ان حركة الوفاق الوطني التي يتزعمها البعثي السابق الدكتور اياد علاوي قد استقطبت الاف البعثيين السابقين في عضويتها ، وكذلك بقية الاحزاب التي فتحت ابوابها للبعثيين " التائبين " حسب التسمية الشائعة في الشارع العراقي ، اضافة الى ان الاف الكوادر البعثية هم الان منتشرون في الدول العربية والاوروبية ، مما افقد الحزب الكثير من قوته العددية والجماهيرية في الشارع العراقي .
غير ان كل المؤشرات السياسية تشير إلى ان البعث ما يزال هو القوة الرئيسة في مدن وتجمعات المثلث السني، مثل: الموصل وسامراء وبعقوبة والرمادي ، في حين ان حجم تأثيره يكاد يكون معدوما في مدن الوسط والجنوب الشيعية ، بسبب حجم نفوذ المرجعيات والاحزاب الدينية في هذه المدن .
لذلك اكتسب البعث شعبية مختلفة من قطاعات واسعة في الشارع السني ، حسب مسؤولين عراقيين سابقين ، لانه مثل مصدا للنفوذ الشيعي المتزايد في البلاد . واستطاع البعث ان يعيد صلاته باعداد متزايدة من عناصر الجيش والحرس الجمهوري والاجهزة الامنية ، المطاردة من قوات الاحتلال وحلفائها ، وشكل هؤلاء مع الجناح المدني للحزب قوة نوعية مضافة للمقاومة العراقية ، بسبب نوع التدريب وحجم الاحتراف القتالي.
وذهب البعث الى استغلال خطابه الديني الذي تبناه في السنوات العشر الاخيرة لبناء علاقات مختلفة مع القوى والتيارات الاسلامية الناشئة في العراق ، ويبدو ذلك واضحا من خلال الرسالة المنسوبة لعزة الدوري المنشورة مؤخرا، و التي تتحدث بخطاب ديني اكثر مما تتحدث بخطاب بعثي سياسي .
نشطاء جدد "بعد الاحتلال"
ويقول محللون سياسيون إن قوات الاحتلال وحلفاءها خسروا قطاعات واسعة من العراقيين الذين رحبوا في البداية بسقوط النظام ، غير ان تطورات الاحداث المتسارعة دفعتهم للمقارنة بين ما هم عليه الان وما كانوا عليه ايام حكم نظام صدام حسين ، فكانت المقارنة لصالح النظام السابق .
كل هذه الاشارات ، وربما غيرها ، دفعت البعث الى واجهة الاحداث مجددا، باعتباره يملك المال والسلاح والمعلومات والعناصر البشرية ، وله مؤسساته التي اعاد بناء بعضها ، مما دفع الادارة الاميركية وبعض حلفائها في العراق الى التفكير جديا باجراء مفاوضات مع البعثيين ، لاعادة التوازن السياسي للعراق، ولايجاد حاجز قوي ومجرب امام المد الشيعي المدعوم من ايران الذي يخطط للسيطرة على المشهد السياسي العراقي الراهن ، وهوما يثير مخاوف جيران العراق من اصدقاء اميركا .
ولم يستبعد المراقبون السياسيون ان تكون بعض قيادات البعث قد تلقت اشارات من الادارة الاميركية ، اوعبر وسطاء عرب واجانب ، للبدء بمفاوضات مع القوات الاميركية ، وهذا ما ذهب البعث الى رفضه ، مؤكدا ان اي نوع من المفاوضات التي جرت او ستجري مع رموز محسوبة على النظام السابق غير ملزمة بالنسبة له ، طارحا في الوقت نفسه مشروعه للتفاوض مع الادارة الاميركية.
وانتبه المهتمون بالشأن العراقي ان بيانات قيادة قطر العراق للحزب قد تزامن صدورها مع اول بيان منسوب للقيادة القومية للبعث الذي يعد الاول من نوعه منذ احتلال العراق.
وفي هذا اشارة واضحة ان قيادة البعث الجديدة في العراق قد تلقت الضوء الاخضر من اعلى قيادة حزبية للبدء بطرح مبادرات سياسية ، يكون من شأنها اعادة خلط الاوراق في الشارع العراقي ، الذي يستعد لخوض انتخابات ، ربما تكون قابلة للتأجيل بسبب الاوضاع الامنية المتفجرة في العراق .
وما توقف عنده المراقبون طويلا ان فروع البعث في عدد من الدول العربية، وتحديدا في الاردن وفلسطين ولبنان واليمن والسودان والجزائر وتونس وموريتانيا ، بادرت الى فتح منافذ اعلامية عبر شبكة الانترنت لتغطية الفراغ السياسي والاعلامي الذي تركه غياب البعث العراقي ، ولم تذهب حكومات تلك الدول ، وهي من اصدقاء واشنطن ، الى منع هؤلاء او ترهيبهم ، ما يؤكد ان حكومات هذه الدول التي ربما اعلنت ارتياحها عند الاطاحة بنظام صدام حسين ، تبدي الان قلقها الواضح من سيطرة التيارات الشيعية المرتبطة بايران على سدة الحكم بالعراق، ما يشير انها تتمنى عودة البعث لحكم العراق ، بدون صدام حسين، وربما يكون بعضها قدم نصائح للادارة الاميركية لفتح قنوات حوار مع بعثيين معتدلين.
*العربية
التعليقات