مسلسل التغريبة الفلسطينية هل هو مسجل ام بث مباشر؟
مسلسل التغريبة الفلسطينية هل هو مسجل ام بث مباشر؟
غزة-دنيا الوطن
ارتأى رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناصر الجعفري اختزال الحال الفلسطيني بكل تفاصيله على الصفحة الاخيرة في جريدة "القدس" المقدسية برسمه امرأة فلسطينية تخاطب زوجها الجالس بجانبها بكوفيته وملابسه المرقعة قائلةً وهي تنظر الى التلفزيون "يعني مسلسل مسجل, والاّ بث مباشر؟" وهما يتابعان مسلسل "التغريبة الفلسطينية" الذي تَعرِض حلقاته, منذ حلول شهر رمضان المبارك, تفاصيل حياة الفلسطينيين عشية نكبتهم الكبرى في العام 1948.
وربما استلهم الجعفري رسمه من مشاهد مقدمة المسلسل التي تجسد عملية التهجير القسري للفلسطينيين الذين حملوا اطفالهم على الأكف و"قمطات" (صرر) حاجياتهم فوق رؤوسهم. وهي مشاهد تتماثل مع تلك التي تبث هذه الايام مباشرةً على شاشات التلفزيون للعائلات اللاجئة نفسها التي شردت قبل 56 عاماً في رفح وخان يونس وجباليا وغزة وغيرها.
غير ان "بلاغة" الكاريكاتير تتجاوز مقاربة ماضي المعاناة والقهر والظلم والتشريد بالحاضر الى "واقعية" تدق ناقوس خطر "نكبة" جديدة تستهدف الارض, كما في الماضي, وتعمل على نفي اصحابها.
تعرّض الفلاحون الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة بكروم زيتونهم الخضراء وتراب ارضهم السمراء خلال هذا الشهر بالذات, في موسم القطاف, كما تعرض من قبلهم اسلافهم في الجليل والمثلث والساحل, لهجمات المستوطنين اليهود الذين اقاموا مستعمرات على ارضهم. والمستوطنون مدججون بأحدث انواع الاسلحة, بينما لم تعد عصي الفلاحين وفؤوسهم تجدي في مواجهة عملية استيلاء منهجية على ارضهم سواء من خلال جدار الفصل الاسرائيلي الذي فصل الارض عن اصحابها, او من خلال المستوطنات التي تتوسع (كما حصل قبل 56 عاماً) على حساب ارضهم وقوت اطفالهم وعرق جبينهم.
يظهر المسلسل ان تشبث الفلسطيني بأرضه لم يحل في الماضي دون فقدانه لها رغم الدماء التي بذلت في الدفاع عنها, تماماً كما هي الحال اليوم. وإذا كان الشعار العالمي المعلن في حينه اقامة دولة لليهود على جزء من فلسطين, فهو الآن في القاموس الاسرائيلي الذي يحاول ترسيخه في القانون الدولي يشير الى "ارض متنازع عليها" يحصل عليها الطرف الاقوى عسكرياً والأكثر خبثاً وذكاءً في ادارة المعركة امام "بساطة" فلاح يحب أرضه و"مستعد لرمي نفسه على الموت" من اجلها, كما يقول الفلسطينيون.
وربما كان الفرق بين "التغريبة" الفلسطينية الاولى التي يتابعها العرب في صورة مسلسل وتلك التي يعيش الفلسطينيون تفاصيلها الآن حيث توشك القرى والمدن ومخيمات اللجوء الفلسطينية ان تتحول "معازل" للفلسطينيين داخل دولة اسرائيل الكبرى, هو ان هؤلاء العرب والعالم لا يستطيعون القول "لم نكن نعلم". ومرة اخرى, يتحدث الكاريكاتير "تضامن العرب مع الشعب الفلسطيني في شهر رمضان" لكن فقط "بعرض المسلسلات التي تحكي مآساته".
غزة-دنيا الوطن
ارتأى رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناصر الجعفري اختزال الحال الفلسطيني بكل تفاصيله على الصفحة الاخيرة في جريدة "القدس" المقدسية برسمه امرأة فلسطينية تخاطب زوجها الجالس بجانبها بكوفيته وملابسه المرقعة قائلةً وهي تنظر الى التلفزيون "يعني مسلسل مسجل, والاّ بث مباشر؟" وهما يتابعان مسلسل "التغريبة الفلسطينية" الذي تَعرِض حلقاته, منذ حلول شهر رمضان المبارك, تفاصيل حياة الفلسطينيين عشية نكبتهم الكبرى في العام 1948.
وربما استلهم الجعفري رسمه من مشاهد مقدمة المسلسل التي تجسد عملية التهجير القسري للفلسطينيين الذين حملوا اطفالهم على الأكف و"قمطات" (صرر) حاجياتهم فوق رؤوسهم. وهي مشاهد تتماثل مع تلك التي تبث هذه الايام مباشرةً على شاشات التلفزيون للعائلات اللاجئة نفسها التي شردت قبل 56 عاماً في رفح وخان يونس وجباليا وغزة وغيرها.
غير ان "بلاغة" الكاريكاتير تتجاوز مقاربة ماضي المعاناة والقهر والظلم والتشريد بالحاضر الى "واقعية" تدق ناقوس خطر "نكبة" جديدة تستهدف الارض, كما في الماضي, وتعمل على نفي اصحابها.
تعرّض الفلاحون الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة بكروم زيتونهم الخضراء وتراب ارضهم السمراء خلال هذا الشهر بالذات, في موسم القطاف, كما تعرض من قبلهم اسلافهم في الجليل والمثلث والساحل, لهجمات المستوطنين اليهود الذين اقاموا مستعمرات على ارضهم. والمستوطنون مدججون بأحدث انواع الاسلحة, بينما لم تعد عصي الفلاحين وفؤوسهم تجدي في مواجهة عملية استيلاء منهجية على ارضهم سواء من خلال جدار الفصل الاسرائيلي الذي فصل الارض عن اصحابها, او من خلال المستوطنات التي تتوسع (كما حصل قبل 56 عاماً) على حساب ارضهم وقوت اطفالهم وعرق جبينهم.
يظهر المسلسل ان تشبث الفلسطيني بأرضه لم يحل في الماضي دون فقدانه لها رغم الدماء التي بذلت في الدفاع عنها, تماماً كما هي الحال اليوم. وإذا كان الشعار العالمي المعلن في حينه اقامة دولة لليهود على جزء من فلسطين, فهو الآن في القاموس الاسرائيلي الذي يحاول ترسيخه في القانون الدولي يشير الى "ارض متنازع عليها" يحصل عليها الطرف الاقوى عسكرياً والأكثر خبثاً وذكاءً في ادارة المعركة امام "بساطة" فلاح يحب أرضه و"مستعد لرمي نفسه على الموت" من اجلها, كما يقول الفلسطينيون.
وربما كان الفرق بين "التغريبة" الفلسطينية الاولى التي يتابعها العرب في صورة مسلسل وتلك التي يعيش الفلسطينيون تفاصيلها الآن حيث توشك القرى والمدن ومخيمات اللجوء الفلسطينية ان تتحول "معازل" للفلسطينيين داخل دولة اسرائيل الكبرى, هو ان هؤلاء العرب والعالم لا يستطيعون القول "لم نكن نعلم". ومرة اخرى, يتحدث الكاريكاتير "تضامن العرب مع الشعب الفلسطيني في شهر رمضان" لكن فقط "بعرض المسلسلات التي تحكي مآساته".
التعليقات