20مسلسلاً تكلفتها مائة مليون جنيه تتنافس على الشاشة البلورية في رمضان

20مسلسلاً تكلفتها مائة مليون جنيه تتنافس على الشاشة البلورية في رمضان
20مسلسلاً تكلفتها مائة مليون جنيه تتنافس على الشاشة البلورية في رمضان

غزة-دنيا الوطن

بلغت حدة المنافسة في أروقة بلاتوهات السينما واستوديوهات التلفزيون ذروتها أملاً في الانتهاء وعرضها في شهر رمضان الكريم. المنافسة دارت رحاها بين 20مسلسلاً تفوق تكلفتها ال 100مليون جنيه وعمل بها جيش جرار من النجوم. حشدوا كافة الطاقات الفنية وسخروا كافة الجهود للاستحواذ على الاعجاب. فليلى علوي اشترت الفساتين من باريس وأوقفت المرور في العتبة أثناء تصوير "بنت من شبرا" وسميرة أحمد تطل علينا في شكل جديد ودور جديد حيث تقوم بدور وزيرة مالية تجسد دور محيي الدين الغريب وزير المالية السابق وكمال الشناوي فوق السحاب وأشرف عبدالباقي يقاوم الصليبيين في ملاعيب شيحة والفيشاوي عاد لاستكمال ألف ليلة وليلة وإلهام شاهين عاشقة وفلاحة وأميرة مزيفة في "بنت أفندينا" ويعود محمود عبدالعزيز للشاشة لأول مرة بعد رأفت الهجان. وما هي حكاية عباس الأبيض مع يحيى الفخراني؟ و"الحب موتا" يناقش قضية الآثار وهدى شعراوي تعيد تاريخ مصر. حتى الإعلانات التهبت حدتها وأسعارها وفبركة إبراهيم نصر ما زالت مستمرة في العمل.

البداية من الفنان يحيى الفخراني الذي تألق في رمضان الماضي في مسلسل "الليل وآخره" يسعى إلى تأكيد تألقه في رمضان الحالي من خلال مسلسل "عباس الأبيض في اليوم الأسود" تأليف يوسف معاطي وإخراج نادر جلال وبطولة ماجدة زكي ورانيا فريد شوقي. المسلسل اجتماعي كوميدي، يتناول حكاية "عباس" مدرس التاريخ الذي يسافر إلى العراق قبل حرب الخليج الأولى ويتم سجنه في قضية ليس له بها علاقة لمدة عشرين عاماً ثم يعود إلى مصر وينكره أهله وأصحابه ويصبح غير متوائم مع مجتمعه ومع الحياة نفسها فماذا سيفعل "عباس الأبيض"؟

والفنان محمود عبدالعزيز يطل علينا من خلال شخصية "محمود المصري" وهو اسم مسلسله الجديد الذي مر بمراحل تغيير في السيناريو والاسم نفسه حتى وصل إلى هذا الاسم الأخير فكان في البداية "الفرعون المصري" ثم "الاسطورة" ثم "سيد العاشق" ثم "محمود المصري" ولكنه استقر الأمر في النهاية بين النجم محمود عبدالعزيز والمؤلف مدحت العدل والمخرج مجدي أبو عميرة إلى أن أصبح الاسم "محمود المصري" والذي يتناول قصة كفاح رجل أعمال مصري صعد إلى القمة.

وبدأ الفنان نور الشريف تصوير مسلسل "الرجل الذي" من تأليف مصطفى محرم وإخراج محمد النقلي وبطولة عبلة كامل ومحمود الجندي ومحمد متولي وعبدالله فرغلي. ويجسد نور شخصية مدير عام في إحدى الهيئات الحكومية، مستقر في حياته العائلية ولكنه يصاب بما يطلق عليه "أزمة منتصف العمر" أو المراهقة فتنقلب حياته رأساً على عقب حيث يترك بناته ويطلق زوجته.

أما المؤلف محمد صفاء عامر والمخرج أحمد علي فيقدمان مسلسل "الحب موتا" بطولة ممدوح عبدالعليم وغادة عادل وميمي جمال وحسن حسني، وتجسد غادة عادل دور الفتاة الجميلة التي تعمل عند الهانم التي يحاول تاجر الآثار المسروقة ممدوح عبدالعليم الزواج منها رغم أنفها.

مرة أخرى تفتح الدراما أبواب التاريخ لتغوص في أحداث الماضي، ذلك الكائن الذي نعشقه ونتمسك به بل ونصر عليه، لكن الدراما هذه المرة لا تستسهل أو تتجمل أو تعيد العزف على أوتار قديمة، صحيح أن الأحداث تدور في النصف الأول من القرن العشرين وعلى أرض مصر التي لا نعرف عنها إلا القليل.

ففي القرن التاسع عشر ومع قيام الدولة المصرية الحديثة على يد محمد علي، طرح مجموعة من المصريين شعار مصر للمصريين، للتعبير عن الرغبة في الاستقلال عن الدولة العثمانية صاحبة السعادة في ذلك الوقت، لكن خلفاء محمد علي الذين سعوا جاهدين لتحقيق الاستقلال السياسي وفتحوا الباب لنوع جديد من الاستعمار، حيث تدفق الاف الأجانب على مصر ينهبون ثرواتها ويحتلون الأماكن القيادية فيها، حتى بات المصريون أغراباً فقراء في بلادهم، أما الأجانب فأصبحوا كأصحاب البلد. عشرات الجنسيات عاشت في مصر كجاليات ضخمة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، من يونانيين ويهود وفرنسيين ومجريين ونمساويين وإيطاليين.

وحول هؤلاء تدور أحداث مسلسل "بنت شبرا" قصة الأديب الكبير فتحي غانم، سيناريو وحوار مصطفى إبراهيم. بطلة العمل فتاة إيطالية ولدت في مصر اسمها "ماريا" يعمل والدها حلاقاً في القصر الملكي، وهو شخصية انتهازية مستهترة، عكس الأم المتزمتة. وتنشأ ماريا متشتتة بين الأب والأم والوطن الحقيقي "مصر" والوطن المتخيل "إيطاليا" الذي يعيش وهما قومياً باستعادة أمجاد الماضي مع وصول موسوليني للسلطة.

وتتعرض ماريا للعديد من الصدمات، فبسبب جمالها يطمع الكل فيها، ومع رحيل الأب تجد نفسها فريسة لكل طامع، فتفقد الثقة في الجميع، إلى أن تتعرف على شاب مصري يحبها ويصبح المخلص لها. تبدأ أحداث المسلسل كما يقول السيناريست مصطفى إبراهيم في منتصف الثمانينات حين يلقي رجال الأمن القبض على كريم حفيد ماريا بتهمة الانضمام لجماعة متطرفة.

يسعى الجميع لإقناع هذا الشاب بخطأ أفكاره لكنه يصر عليها، لذلك تلجأ ماريا لاقناعه بطريقة أخرى: "تكتب مذكراتها وتجعله يقرأها مع عبارة ذات دلالة: "استطاع جدك أن يحببني في الإسلام لكنك تنفرني من هذا الدين السمح بما تفعل وما تقول".

أما المسلسل الذي يصوره محمد أبو سيف هو "بنت أفندينا" وأفندينا كما هو معروف لا بد وأن يكون تركياً ومن النخبة الحاكمة، لكن زمن حكم الأتراك ولى منذ عقود، فمن هي بنت أفندينا وما هي حكايتها؟

الحكاية من إبداع الروائي الكبير محمد جلال تدور أحداثها في مرحلة انتقالية من تاريخ مصر ما قبل الصورة وما بعدها. ولعل من المصادفات المدهشة أيضاً أن نشهد تصوير المشهد 18من الحلقة 23والذي تدور أحداثه في منزل الأميرة فاتن (ميرنا وليد) حيث تقيم الأميرة حفلاً يحضره ممثلون عن أطياف المجتمع المصري في ذلك الوقت "الأميرة، أحد الباشوات السابقين، أحد الضباط الأحرار النرجسيين، أحد الضباط العقلانيين، ثم زنوبة أو "زينب".

ويدور الحوار بين الضابط النرجسي والباشا سخيفا ينبئ عن منطق الهجرة إلى أميركا ويسعد الضابط النرجسي بالخلاص من أحد رموز العهد القديم لكنه لا يدع المناسبة تمر دون أن يظهر تشفيه في الباشا، ويرد الباشا بأنه ذاهب إلى الإمبراطورية. ويشتد الحوار فتحاول زينب (إلهام شاهين) التدخل باسمها القديم "زنوبة" ولا ينتهي المشهد حتى تحتمي زينب أو زنوبة بضابط آخر أصغر رتبة وأكثر عقلانية ووطنية هو علي الشرقاوي، فمن هي زينب أو زنوبة وكيف حشرت بين أميرة من الأسرة المالكة وباشوات ورجال الثورة؟

تبدأ الحكاية في إحدى عزب الدلتا، فلاحة بسيطة لا يميزها عن غيرها سوى الذكاء والطموح والإصرار، تتعرض مثل غيرها لاضطهاد الخولي (رياض الخولي) وتعاني من قسوته إلى أن يكتشف شوكت الباشا صاحب العزبة (أبو بكر عزت) جمال هذه القروية فيتزوجها لتنتقل من طبقة إلى أخرى، ولتجد من يخترع لها نسباً يصلها بالأسرة العلوية الحاكمة آنذاك.

لكن أحلام زنوبة تتبدى مع قيام الثورة، إذ يصبح زوجها شوكت باشا من المغضوب عليهم فينتحر، لكنها لا تستسلم للأحزان أو التغيرات فتسعى مثل صديقتها الأميرة فتاة للارتباط، وتنجح بالفعل في الزواج من أحد الضباط - يتم الزواج سراً في البداية - وعندما يذاع أمره تأمر القيادة السياسية هذا الزوج العسكري بتطليق بنت أفندينا حيث لم يعد العصر عصرها أو عصر من على شاكلتها.

واللافت للنظر في المسلسلات أنها تطرح جانب التمرد عند الإنسان سواء كان رجلاً أو امرأة، وسواء كان التمرد على النفس أو على المجتمع، وفيما اختلفت الأشكال المطروحة فإن إحساس التمرد واحد.t

التعليقات