إلى كتاب و أدباء و شعراء و معلقي دنيا الوطن بقلم: محمد رمضان
إلى كتاب و أدباء و شعراء و معلقي دنيا الوطن
بقلم: محمد رمضان
معذرة لعدم انخراطي في تعليقات اليوم, فلقد أمضيت معظم وقتي على حاجز أبو هولي اليوم (حوالي 8 ساعات) فقط لقطع مسافة لا تزيد عن كيلومتر واحد, و برغم إرهاقي الشديد إلا أنني سعدت بلقاء جميل مع الأستاذ عبدالله عيسى و احتسيت عدة فناجين من قهوة أروع ما فيها أنها في دنيا الوطن و ذلك نيابة عن اخوة و أحباء من الكتاب و الصحفيين و الشعراء و الأدباء, هذه المنارة الرائعة, و كم أدهشتني حيوية الرجل و انفتاحه و تفهمه و ذاكرته المتوقدة و تحليلاته الجميلة التي تقرأ الواقع بكل أبعاده.
دلفت إلى هذا البيت الجميل, وقف الرجل و عانقني عناق الأخ لأخيه, فسالت من عيني دمعتان, دمعة حب, و دمعة حزن, أما دمعة الحب فلأنه يستحق الحب و التقدير, و دمعة حزن لأنني لم أتعرف على رجل كهذا منذ زمن.
طوفنا معا في دنيا الوطن و هيئتها و ادارتها و كم شغفني باستماعه لكلماتي و تقديره لها, و كم تقت و أنا استمع اليه و أناقشه في امور عديدة, أن يطول اللقاء و لا ينتهي, لكنها الدنيا بمشاغلها, تخرجني من مكتبه اخراجا, و في داخلي تصميم عنيف بضرورة العودة, لاستكمال ما لم يتم نقاشه.
كان سعيدا بكتاب دنيا الوطن و أدبائها و شعرائها و معلقيها جميعا و لم يستثن منهم أحدا, و أبدى سعادته بهذه الأسرة التي تنمو و تكبر كل يوم, و ذلك برغم سلبية بعض التعليقات أحيانا, فهي تشحن الكاتب و المبدع بطاقة جديدة ربما يكون في حاجة إليها, و كم كنت سعيدا و هو يشيد بالدكتور عصام يوسف المعلق بموضوعية و مستوى ثقافي رفيع و نقد قد يكون أحيانا لاذعا.
لم أكن أعتقد أنه سيكون لدي قدرة على كتابة هذه السطور, بعد عناء هذا اليوم و الصداع و الدوار الذي أصابني, من شدة الضوضاء و الغبار و الأصوات القبيحة التي كانت تطلب منا العودة إلى دير البلح, لأن الطريق إلى خانيونس مغلق, هكذا ظل الصوت الغريب يردد طوال الساعات التي أمضيناها مع أصدقاء لم نرهم لعشر سنوات و نيف. و هي بكل مساوئها جميلة, ترى فيها الأصدقاء و الاخوة و الأحباب, و تغوص فيها عميقا في نوعية هذا العدو الذي يتلذذ بعذابات الآخرين, و لا أخفي فرحي المستتر كلما زاد حقدهم علينا, و ذلك لشدة إدراكي و إيماني أن ما يخبئه القدر لهم سيكون أعتى كلما عتوا في الأرض و أفسدوا.
أن يوما واحدا هنا إنما هو بآلاف الأيام في غير هذا المكان, و تذكرت كل أصدقاء دنيا الوطن و أدركت كم هي جميلة الحروف التي يكتبها سليمان بدموعه, و تكتبها نجلاء بهمها الكبير, و يكتبها نزار بشموخه, و باسم بقصائده, و شلا بلوحاته الرائعة و عبد الوهاب بحزنه, و ناصر بشاعريته, و صفية بكلماتها الرقيقة, و سمر ببراءة الكلمة والطهر, و يعرب و هو ينتفض في قلب حروفه, و مروان اليمن برصانة الدموع, و صلاح الدين غزال بشاعريته الفذة, و ضياء و سلاف و محمود طعمه و رشيد و حورية و أنور و معذرة لمن لم يذكر اسمه هنا, فإسمه في القلب ناصع البياض.
ما أجمل اللقاء بربان السفينة, و ما أجمل اللقاء من خلال الكلمات و الشبكة, لكني لن أتردد في أن أدعو إلى لقاء شبكي أو شخصي قريب بين هذه الأقلام الفذة, و أقول:
كونوا مع هذا الوطن و هذي الأرض المباركة, ابنوا قصرا رائعا, اسكنوه بجمالكم, و كلماتك الطيبة, تفننوا في محبة البحر و الشاطئ الجميل الذي تقع دنيا الوطن على بعد عدة عشرات من الأمتار عنه. كونوا هناك بالمودة, و العطاء و الروعة و التسامح و النقاء و الصفاء, و ارفعوا أصواتكم و كبروا الله أكبر فوق كيد المعتدي.
غزة
13/10/2004
بقلم: محمد رمضان
معذرة لعدم انخراطي في تعليقات اليوم, فلقد أمضيت معظم وقتي على حاجز أبو هولي اليوم (حوالي 8 ساعات) فقط لقطع مسافة لا تزيد عن كيلومتر واحد, و برغم إرهاقي الشديد إلا أنني سعدت بلقاء جميل مع الأستاذ عبدالله عيسى و احتسيت عدة فناجين من قهوة أروع ما فيها أنها في دنيا الوطن و ذلك نيابة عن اخوة و أحباء من الكتاب و الصحفيين و الشعراء و الأدباء, هذه المنارة الرائعة, و كم أدهشتني حيوية الرجل و انفتاحه و تفهمه و ذاكرته المتوقدة و تحليلاته الجميلة التي تقرأ الواقع بكل أبعاده.
دلفت إلى هذا البيت الجميل, وقف الرجل و عانقني عناق الأخ لأخيه, فسالت من عيني دمعتان, دمعة حب, و دمعة حزن, أما دمعة الحب فلأنه يستحق الحب و التقدير, و دمعة حزن لأنني لم أتعرف على رجل كهذا منذ زمن.
طوفنا معا في دنيا الوطن و هيئتها و ادارتها و كم شغفني باستماعه لكلماتي و تقديره لها, و كم تقت و أنا استمع اليه و أناقشه في امور عديدة, أن يطول اللقاء و لا ينتهي, لكنها الدنيا بمشاغلها, تخرجني من مكتبه اخراجا, و في داخلي تصميم عنيف بضرورة العودة, لاستكمال ما لم يتم نقاشه.
كان سعيدا بكتاب دنيا الوطن و أدبائها و شعرائها و معلقيها جميعا و لم يستثن منهم أحدا, و أبدى سعادته بهذه الأسرة التي تنمو و تكبر كل يوم, و ذلك برغم سلبية بعض التعليقات أحيانا, فهي تشحن الكاتب و المبدع بطاقة جديدة ربما يكون في حاجة إليها, و كم كنت سعيدا و هو يشيد بالدكتور عصام يوسف المعلق بموضوعية و مستوى ثقافي رفيع و نقد قد يكون أحيانا لاذعا.
لم أكن أعتقد أنه سيكون لدي قدرة على كتابة هذه السطور, بعد عناء هذا اليوم و الصداع و الدوار الذي أصابني, من شدة الضوضاء و الغبار و الأصوات القبيحة التي كانت تطلب منا العودة إلى دير البلح, لأن الطريق إلى خانيونس مغلق, هكذا ظل الصوت الغريب يردد طوال الساعات التي أمضيناها مع أصدقاء لم نرهم لعشر سنوات و نيف. و هي بكل مساوئها جميلة, ترى فيها الأصدقاء و الاخوة و الأحباب, و تغوص فيها عميقا في نوعية هذا العدو الذي يتلذذ بعذابات الآخرين, و لا أخفي فرحي المستتر كلما زاد حقدهم علينا, و ذلك لشدة إدراكي و إيماني أن ما يخبئه القدر لهم سيكون أعتى كلما عتوا في الأرض و أفسدوا.
أن يوما واحدا هنا إنما هو بآلاف الأيام في غير هذا المكان, و تذكرت كل أصدقاء دنيا الوطن و أدركت كم هي جميلة الحروف التي يكتبها سليمان بدموعه, و تكتبها نجلاء بهمها الكبير, و يكتبها نزار بشموخه, و باسم بقصائده, و شلا بلوحاته الرائعة و عبد الوهاب بحزنه, و ناصر بشاعريته, و صفية بكلماتها الرقيقة, و سمر ببراءة الكلمة والطهر, و يعرب و هو ينتفض في قلب حروفه, و مروان اليمن برصانة الدموع, و صلاح الدين غزال بشاعريته الفذة, و ضياء و سلاف و محمود طعمه و رشيد و حورية و أنور و معذرة لمن لم يذكر اسمه هنا, فإسمه في القلب ناصع البياض.
ما أجمل اللقاء بربان السفينة, و ما أجمل اللقاء من خلال الكلمات و الشبكة, لكني لن أتردد في أن أدعو إلى لقاء شبكي أو شخصي قريب بين هذه الأقلام الفذة, و أقول:
كونوا مع هذا الوطن و هذي الأرض المباركة, ابنوا قصرا رائعا, اسكنوه بجمالكم, و كلماتك الطيبة, تفننوا في محبة البحر و الشاطئ الجميل الذي تقع دنيا الوطن على بعد عدة عشرات من الأمتار عنه. كونوا هناك بالمودة, و العطاء و الروعة و التسامح و النقاء و الصفاء, و ارفعوا أصواتكم و كبروا الله أكبر فوق كيد المعتدي.
غزة
13/10/2004
التعليقات