موقع طب على الانترنت يصل كلية طب دمشق بالعالم

الفكرة بدأت طالبية: موقع طب على الانترنت يصل كلية طب دمشق بالعالم

غزة-دنيا الوطن

لم يتوقع عطا الله وبراء, من طلاب كلية الطب في جامعة دمشق, أن تصل فكرتيهما إطلاق موقع على الإنترنت الى نقطة من القوة, بحيث اعتمد موقعاً رسمياً للكلية, منذ آذار ( مارس ) 2003. وكان الموقع بدأ نشاطه عام 2002. ويعتبر الأول من نوعه على مستوى الكليات الجامعية السورية. وقد ولدت الفكرة لدى مؤسسيه اثناء تدريبهما العملي طبياً في المستشفيات البريطانية. وعقب عودتهما الى دمشق, أخبر عطا الله وبراء زملاءهما بإطلاق الموقع الذي سمياه بداية damasmed School.com. وجمعا فيه محاضرات وأبحاثاًَ طبية, إضافة إلى مواعيد الامتحانات ونتائجها وغيرها. ‏

شهد الموقع تطوراً سريعاً, عبر عن نفسه من خلال العدد المتنامي لزواره, الذي بلغ راهناً نحو خمسة آلاف أسبوعياً. ويرتفع ذلك العدد خلال فترة ظهور نتائج الامتحانات. ويتدفق الى الموقع, سيل من الرسائل يومياً. ويتأخر الموقع احياناً في الإجابة عنه, بسبب قلة عدد العاملين فيه. والحال ان حفنة صغيرة من طلبة كلية الطب في دمشق تتولى راهناً أمر الموقع بالكامل, بدءاً من بث الأبحاث العلمية وحتى إحالة الأسئلة والاستفسارات الواردة إلى عمادة الكلية والحصول على إجابات وغيرها. ‏

شهادات طالبية لافتة ‏

ويتطور الموقع باستمرار, كما يؤكد محمد دغيم, طالب السنة الأخيرة في كلية الطب, الذي يشرف على الموقع راهناً. ويضيف ان الموقع "يركز على نشر حالات سريرية تتجدد أسبوعياً, وأبحاث علمية بمعدل بحث كل شهر. كما يتولى تغطية ورشات العمل الطبية المهمة في المستشفيات التابعة لوزارة التعليم العالي, فضلاً عن تقديم محاضرات تهم الطلبة والعاملين في الحقل الطبي عموماً, وآخرها كان حول الاختصاصات الطبية في الولايات المتحدة". ‏

يختار الطلبة نشر تلك الموضوعات بعد الحصول على موافقة إدارة الكلية. ويتجه الموقع, الذي أصبح عنوانه راهناً www.medamas.net إلى إجراء المزيد من التدقيق في الأبحاث المنشورة. وقد تشكلت لجنة علمية للموقع يترأسها الوكيل العلمي للكلية, كلفت مهمات دعم الجانب العلمي في عمل الموقع. ويؤكد الدكتور مجيب ملحم, رئيس اللجنة, ان المرحلة المقبلة "ستشهد اهتماماً خاصاً بهذا الجانب, الذي يعتبر من الخدمات التي تقدمها كلية طب دمشق الى زوار موقعها الشبكي, وكذلك لإطلاعهم على مدى التقدم العلمي فيها". ‏

ووضعت اللجنة العلمية للموقع برنامجاً طموحاً يتجاوز الإمكانات المعتمدة راهناً. وتركز الخطة الجديدة على نشر حالات طبية معينة, ثم الحصول على آراء المتخصصين عنها, مع ترك هامش واسع للنقاش العلمي بشأنها. والملاحظ أن مناقشة تلك الحالات يتم بالعربية كما هو حال تعليم الطب في الجامعات السورية. ‏

وكذلك ينشر الموقع تغطية لجلسات علمية تجرى أسبوعياً في المستشفيات التعليمية المختلفة, مثل "المواساة", و"الأسد الجامعي", و"الأطفال", و"التوليد", و"الجلدية" وغيرها. وتناقش كل جلسة موضوعاً علمياً لحالة سريرية, ويسهم في النقاش الأساتذة والأطباء فضلاً عن الطلاب المتدربين في تلك المستشفيات. ‏

وتخطط اللجنة لتغطية جلسات المؤتمرات العلمية, والتي غالباً ما تستضيف أطباء من دول متقدمة علمياً كفرنسا وألمانيا واسبانيا وغيرها. ‏

ويولي الموقع اهتماماً كبيراً بقضايا إدارية تتعلق بطلاب كلية الطب وكذلك بالراغبين في الدراسة فيها من داخل وخارج سورية. ويبيّن الدكتور نزار الضاهر, الوكيل الاداري للكلية, ان "العمل جار في الموقع بخصوص تطوير الخدمات الامتحانية, وتقديم معلومات عن آلية القبول لمن يود الدراسة في الكلية, وخصوصاً من خارج القطر, والتعريف بالمناهج وكيفية تعديلها, فضلاً عن تقديم شروحات عن الجراحات والعلاج وكلفتها في المستشفيات السورية". ‏

وفي سياق مشـابه, يشـير دغيم الى أنه تلقى منذ بداية الصيف الفائت عشرات الرسائل لطلبة طب عرب يعيشون في أوروبا وبلاد الاغتراب, يرغبون بإجراء شهر تدريبي ضمن المستشفيات الجامعية في سـورية. ‏

وعلى رغــــم ابتهاجه بالنـــتائج التي حقـــقها الموقـــع, فإنه ما زال يأمل بدعم أكبر للمـــوقع. ويشـــير الى وجود "أساسيات لم تتحقق, مثل تخصيص كادر متفرغ للموقع وسكرتارية وموظف, وإجراء تدريب لطلبة السنة الخامسة والسادسة على إدارة الأعمال في الموقع وما الى ذلك". ‏

*الحياة‏