تفاصيل محادثات بيرنز ـ الأسد : أجهزة مراقبة إلكترونية أميركية لضبط التسلل عبر الحدود السورية ـ العراقية

تفاصيل محادثات بيرنز ـ الأسد
أجهزة مراقبة إلكترونية أميركية لضبط التسلل عبر الحدود السورية ـ العراقية
ـ دمشق رفضت تسليم معارضين عراقيين لأميركا وبيرنز لم يتطرق لقضية تمديد ولاية الرئيس لحود
ـ دمشق غاضبة من الإختراق الأمني الأردني لفصائل فلسطينية لديها ولعدم اثارة الأردن غير القضايا الأمنية
عمان ـ دنيا الوطن-شاكر الجوهري
يرفض ريتشارد باوتشر الناطق باسم الخارجية الأميركية الإفصاح عن ماهية التدابير التي وافقت سوريا على اتخاذها بالتنسيق مع القوات العراقية وقوات التحالف الدولي التي تحتل العراق، لمنع استخدام المقاومة العراقية للحدود المشتركة مع سوريا، وعبورها في الإتجاهين، ويكتفي الناطق الأميركي بالإشارة، خلافا للحقيقة، إلى أن هذه التدابير تم الإتفاق عليها إثر محادثات جرت في دمشق على مدى يومين بين مسؤولين اميركيين وعراقيين وسوريين، اعقبت لقاء فاروق الشرع وزير خارجية سوريا مع كولن باول وزير خارجية اميركا على هامش انعقاد الدورة العادية للهيئة العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
غير أن مصادر عربية موثوقة تؤكد لـ"العرب" أن الإتفاق على هذه التدابير تم خلال الزيارة التي قام بها وفد اميركي لدمشق برئاسة وليم بيرنز مساعد وزير الخارجية الأميركي، وضم في عضويته عدداً من المسؤولين الأمنيين والعسكريين الأميركيين. كما أن بيرنز كان خلال زيارته لدمشق على اتصال دائم مع الجنرال كيمت نائب قائد القوات الأميركية في العراق، الذي كان يتواجد في منطقة عراقية محاددة لسوريا، لغايات تسهيل الإتصال مع بيرنز ووضعه في صورة ما يجري في المنطقة الحدودية، وتذكير المسؤولين السوريين أن القوات الأميركية غدت جارة لسوريا. وهذا ما كان كولن باول ابلغه للرئيس الأسد خلال زيارته لدمشق التي اعقبت احتلال العراق.
وفي ضوء الإتفاق الذي تم التوصل إليه بين بيرنز والأسد، تم الإتفاق على التقاء الشرع مع باول في نيويورك، وزيارة الوفد الأميركي ـ العراقي العسكري لدمشق. ونظراً لأن لقاء الشرع ـ باول رتب على عجل اثناء زيارة بيرنز لدمشق، فإن الوزير السوري توجه إلى نيويورك بشكل مفاجىء، وقبل الموعد الذي كان مقرراً لهذه الزيارة، ما حال دون استقباله لوفد المجلس التشريعي الفلسطيني برئاسة روحي فتوح، رئيس المجلس، الذي كان متواجداً في العاصمة السورية.
ولكن ما هي الترتيبات التي تم الإتفاق عليها خلال زيارة بيرنز، ويرفض باوتشر كشف تفاصيلها..؟
مصادر "العرب" الموثوقة تقول إن صفقة غير معلنة تم التوصل إليها بين الجانبين، دون حديث مباشر عن ترابط بين كفتي المعادلة، التي تقضي بتقديم تنازلات سورية للأميركيين في العراق، مقابل مرونة اميركية تصب في حساب المصالح السورية في كل من لبنان وفلسطين.
وتشير المصادر إلى أن الجانب السورية استشعر هلال التباحث مع بيرنز أن الإهتمام الأساسي للأميركيين ينصب ويتركز على العراق، حيث بدت تأثيرات تصاعد المقاومة العراقية على وجوه اعضاء الوفد الأميركي، التي كانت مغطاة بإشارات وعلامات القلق. ولذلك، فقد استغرق الحديث عن الطلبات الأميركية المتعلقة بالعراق ساعة وعشرين دقيقة، من أصل ساعة ونصف الساعة استغرقها لقاء بيرنز ـ الأسد، في حين أن الحديث عن المطالب الأميركية، التي لم تلب على كل حال، في لبنان وفلسطين، استغرق فقط قرابة العشر دقائق.
مطالب بيرنز
تقول مصادر "العرب" إن بيرنز تقدم بالطلبات التالية، فيما يتعلق بالعراق:
اولا: تسيير دوريات مشتركة سورية ـ اميركية ـ عراقية على الحدود السورية ـ العراقية للتأكد من فعالية الجهد السوري لوقف تسلل رجال المقاومة العراقية أو المتطوعين العرب عبر الحدود المشتركة.
ثانيا: تقديم السوريين معلومات عن المقاومة العراقية للجانب الأميركي.
ثالثا: تسليم معارضين عراقيين مقيمين في سوريا للقوات الأميركية.
بالطبع، قبل تقديم هذه الطلبات، كان بيرنز، واعضاء الوفد الأميركي، من العسكريين الأمنيين العراقيين، وكذلك الجنرال كميت الذي كان متواجداً في المنطقة الحدودية، يؤكدون وجود تسلل دائم عبر الحدود، وأن سوريا لا تبذل جهودا كافية لوقف هذا التسلل. ولم يكن الرئيس الأسد في حاجة لأن يخوض جدلاً طويلا مع محادثيه الأميركيين، إذ اجابهم مشيرا إلى صعوبة، بل استحالة سيطرة سوريا على كامل الحدود البرية التي تفصلها عن العراق، نظراً لطول هذه الحدود التي تبلغ 800 كم. فرد عليه الوفد الأميركي مبدياً الإستداد لتزويد القوات السورية بأجهزة ذات تقنية عالية يمكنها مراقبة أي عمليات تسلل. وتقول مصادر "العرب" إن هذه الأجهزة تستطيع أن ترصد نبضات قلب الإنسان على مسافة خمسة كيلومترات. وقد وافق الجانب السوري على هذا العرض، وعلى تسيير دوريات مشتركة تتولى تشغيل هذه الأجهزة. كما أنه وافق على منح القوات العراقية حق مطاردة رجال المقاومة العراقية داخل الأراضي السورية، ولحد عمق قد يصل إلى خمسين كيلومتراً.
ونفى المسؤولون السوريون أي علاقة لهم بالمقاومة العراقية، وتعهدوا بتزويد الجانب الأميركي بما يتوفر لديهم من معلومات.
أما المطلب الأميركي المتعلق بتسليم سوريا معارضين عراقيين، فقد رفضه الجانب السوري، معيداً إلى الأذهان أن سوريا كانت تتحضن المعارضة العراقية منذ عهد صدام حسين، غير أن المعارضة العراقية التي وجدت لها مأوى دائم في سوريا، لم يسمح لها في يوم من الأيام بممارسة أي نشاط داخل الأراضي السورية.
وأضاف الجانب السوري، إذا كان هناك أي شخص داخل سوريا يشكل خطراً عليكم، ابلغونا باسمه، وسنكون جاهزين للتعامل معه.
الملف اللبناني
أما فيما يتعلق بالوجود والمصالح السورية في لبنان، ووجود الفصائل الفلسطينية في سوريا، فتقول مصادر "العرب" إن الجانب السوري توصل إلى قناعة مفادها أن الوفد الأميركي تناول هاتين القضيتين انطلاقاً من قناعته بأهميتهما بالنسبة لسوريا، وأنه تعامل معهما باعتبارهما ورقتي ضغط على الجانب السوري من أجل أن يضطر إلى تقديم التنازلات الأساس المطلوبة منه فيما يتعلق بالعراق، حيث المكمن الحقيقي للوجع الأميركي.
وهكذا، تقول المصادر أن بيرنز طرح بشكل عابر قضية الوجود العسكري السوري وضرورة انسحابه من لبنان، وقضية حزب الله الذي يسيطر على الجانب اللبناني من الحدود مع اسرائيل، وضرورة تولي الجيش اللبناني مسؤولياته في جنوب لبنان. وكان لافتا منذ البداية، حين فتح الملف اللبناني أن الجانب الأميركي لم يتطرق مطلقاً لمسألة تمديد ولاية الرئيس اللبناني أميل لحود، ولم يأت على ذكرها. وأدرك الجانب السوري بذلك أن فتح الملف اللبناني كان فقط من قبيل ضرورة عدم تجاهله، والعمل على توظيفه في اتجاه الضغط للحصول على تنازلات سورية في الملف العراقي.
لذلك، فقد اجاب الجانب السوري على الطلبات الأميركية مبديا الإستعداد لاعادة انتشار القوات السورية في لبنان وفقا لإتفاق الطائف. وهذا ما حدث لاحقاً.
أما بالنسبة لسحب قوات حزب الله من جنوب لبنان وتولي الجيش اللبناني مسؤولياته هناك، قال الجانب السوري إن هذه القضية لبنانية لا سورية، وهي ذات علاقة بالصراع العربي ـ الإسرائيلي وتواصل احتلال اسرائيل لمزارع شبعا. وعلى ذلك فإن التفاهم على هذه القضايا يجب أن يكون مع الرئيس اللبناني أميل لحود.
اسباب التمديد للحود
ومع أن التمديد للرئيس لحود لم يثر في لقاء بيرنز ـ الأسد، فإن التمديد في حد ذاته كان، وفقا لذات المصادر، متصلاً بالموقف والسياسة الأميركيين.
تقول المصادر إن القيادة السورية كانت تبحث مسألة اقتراب انتهاء ولاية الرئيس لحود، دون أن تكون في وارد التفكير بتمديدها، حيث كانت الخيارات السورية مفتوحة.. غير أن ما دفع سوريا لتقرير التمديد للرئيس اللبناني، وحسم هذا الأمر لصالحه هو أن الأميركيين كانوا يعدون قراراً في مجلس الأمن الدولي يدين التدخل السوري في لبنان، فخشي السوريون أن يبدو عدم التمديد للرئيس لحود في حالة صدور القرار عن مجلس الأمن الدولي، والذي صدر فعلاَ، بعد ادخال تعديلات عليه، وكأنه نتاج ضغط اميركي، وليس نتاج قرار سوري، خاصة في ظل وجود اعتقاد لدى اطراف لبنانية بأن الرئيس بشار الأسد أقل قوة من والده الرئيس حافظ الأسد، وأنه يمكن توظيف ذلك في التأثير على القرارات والخيارات السورية في لبنان.
الأمر الآخر الذي دفع دمشق باتجاه التمديد للرئيس لحود يتمثل في خشية الرئيس السوري من احتمال فوز الرئيس الأميركي جورج بوش بولاية ثانية، إذ من شأن هذا الفوز، إن تحقق، أن يزيد شدة الضغط الأميركي على سوريا. ولذلك، ارتأت دمشق عدم المغامرة بالرئيس اللبناني، خاصة وأن لحود مجرب منذ كان قائداً للجيش اللبناني، وأن تجربة التعامل السوري معه كانت مريحة منذ ذلك الوقت، وحد التطابق. وهذا ما جعل دمشق تقرر التمسك بالتمديد للرئيس لحود لأنها لا تريد أن تغامر في ظل الظروف المشار إليها، بالتعامل مع رئيس لبناني ولاءه التام غير مضمون.
واستطراداً، فقد لقي التمديد للرئيس لحود ترحيبا من حزب الله نظراً للدعم الذي يقدمه لحود للمقاومة التي تحظى بالأولوية من لدن الحزب.. كما أن الحزب ينظر للرئيس لحود باعتباره صاحب موقف استراتيجي ومبدئي في دعم المقاومة، وغير متصل بعلاقة لحود مع سوريا. وفي المقابل، يرى الحزب أن المغامرة عبر الإتيان برئيس بديل غير مأمونة العواقب، إذ قد تمارس عليه ضغوط قد تؤدي لاتخاذه مواقف سلبية من حزب الله.
الملف الفلسطيني
ما ينطبق على الملف اللبناني ينطبق كذلك على ملف الوجود الفلسطيني في سوريا، لجهة عدم اعطائه اهمية حقيقية من قبل الوفد الأميركي برئاسة وليم بيرنز، إذ قصر الوفد الأميركي طلباته على ابعاد كل من خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، ورمضان عبد الله شلح أمين عام حركة الجهاد الإسلامي من الأراضي السورية، دون أية اشارة لوجود قيادات أخرى في حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي، وفصائل فلسطينية غير اسلامية في سوريا. وقد رد الرئيس السوري على هذا الطلب قائلا إن مشعل غير مقيم في سوريا، وإنما هو يتردد عليها، في حين أن شلح موجود في ايران، وبالفعل فقد كان أمين عام الجهاد الإسلامي يقوم بزيارة ايران في حينه. وأكد الأسد كذلك أن سوريا تدعم الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني، وتشجع حركة "حماس" على التفاهم مع السلطة وبقية الفصائل الفلسطينية. وبالطبع، فإن بيرنز يعلم أن الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني يجري على قاعدة التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار مع اسرائيل، وترتيب كيفية ادارة قطاع غزة بعد الإنسحاب الإسرائيلي.
وتؤكد مصادر "العرب" أن بيرنز اكتفى بهذا الرد من الرئيس الأسد، ولم يعقب عليه. وتضيف مبدية اعتقادها في أن التصريحات التي أدلى بها خالد الفاهوم الرئيس السابق للمجلس الوطني الفلسطيني لصحيفة "الحياة" جاءت كي تؤكد للإدارة الأميركية صحة ما ابلغته دمشق لبيرنز.
وكان الفاهوم أبلغ "الحياة" إن "حماس" ومسؤوليها ومسؤولي المنظمات الفلسطينية الأخرى متوارون عن الأنظار"، فيما أكدت مصادر سورية للصحيفة إن قادة المنظمات الفلسطينية موجودون خارج الأراضي السورية.
الملف الأردني
بعكس ملفات العراق، والتدخل السوري في لبنان، ووجود قادة الرفض الفلسطيني في دمشق، لم تتناول مباحثات الوفد الأميركي في دمشق ملف العلاقات الفاترة بين الأردن وسوريا، مع أنهم معنيون بهذا الملف على هذا النحو أو ذاك.
تقول مصادر "العرب" إن سوريا غاضبة جداً من الأردن جراء التصريحات التي أدلى بها الدكتور مروان المعشر وزير الخارجية الأردني عقب صدور قرار مجلس الأمن الدولي 1559، والذي رفض فيها عدم الإعتراف بالقرار الدولي. وترى المصادر أن الأردن رحب سرا بهذا القرار انطلاقا من:
اولا: رفض الأردن السياسة السورية التي تتعامل مع دول الجوار باعتبارها مجرد اوراق في اطار معادلة الصراع السوري ـ الإسرائيلي. فالأردن يدرك أن سوريا تتعامل معه باعتباره هو الآخر ورقة من بين جملة اوراق اقليمية تريد سوريا أن تمسك بها في يدها.
ثانيا: اهتمام الأردن بتسريع وتيرة عملية التسوية السياسية للصراع العربي ـ الإسرائيلي على مختلف المسارات، خشية حدوث تطورات سلبية قد تجهض الحلقات اللاحقة من التسوية، على نحو يهدد معاهدة السلام الأردنية ـ الإسرائيلية، التي تضمنت أول اعتراف اسرائيلي بوجود الدولة الأردنية، بعد أن كان الموقف الرسمي الإسرائيلي ينظر إلى الأردن باعتباره جزءاً من أرض اسرائيل.
ثالثا: عدم اقتناع الأردن بالمبررات التي تطرحها سوريا لعدم التعجيل في العملية التفاوضية مع اسرائيل، وعدم تقديم سوريا لتنازلات محدودة حين كانت المفاوضات جارية على المسار السوري.
إلى جانب الغضب السوري من تصريحات المعشر، فإن دمشق كانت غاضبة من الدور الأردني في طبخ مشروع خارطة الطريق كونه يفصل ما بين الحلين الفلسطيني من جهة، والسوري ـ اللبناني من الجهة الأخرى، بخلاف ما تريده سوريا من تأجيل الحل الفلسطيني النهائي، باعتباره جوهر الصراع العربي ـ الإسرائيلي، إلى حين التوصل إلى حل يعيد كامل الجولان المحتل لسوريا، وذلك من خلال الدعوة السورية لترابط المسارات التفاوضية.
اسباب الغضب السوري
إلى ذلك، فإن سوريا غاضبة من الأردن لجملة اسباب وعوامل أخرى هي:
أولا: اثارة الأردن علنا لخلافات حدودية مع سوريا، حيث كشف الأردن مؤخرا، وعلى هامش زيارة فيصل الفايز رئيس الوزراء الأردني لدمشق أن سوريا تتجاوز على الحدود الأردنية بمساحة اجمالية مقدارها 25 كيلومترا مربعا، في حين أن الأردن يتجاوز على الأراضي السورية بما مساحته فقط كيلومتراً مربعاً واحداً.
ثانيا: تركيز الأردن على القضايا الأمنية في علاقاته مع سوريا. وقد عبرت تصريحات رسمية سورية مؤخراً عن استغراب سوريا لهذا التركيز الأردني على القضايا الأمنية دون جوانب العلاقة الأخرى، التي لا يطرحها الأردن في اطار اللجنة الوزارية العليا بين البلدين.
وكانت زيارة الفايز لدمشق قد أسفرت عن اتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لمناقشة الخلاف الحدودي بين البلدين والتجاوزات الأمنية.
ثالثا: في اطار التجاوزات الأمنية تبدي سوريا غضبها جراء الإختراقات الأمنية الأردنية للفصائل الفلسطينية الموجودة مقراتها داخل الأراضي السورية. وإن كان الأردن يبرر ذلك بحرصه على تتبع مخططات التسلل للأراضي الأردنية قبل وقوعها.
وتشير مصادر فلسطينية إلى أن الإختراقات الأمنية للفصائل الفلسطينية في سوريا لا تقتصر فقط على الأردن، إنما هناك كذلك اختراقات اسرائيلية، وإن كانت أقل حجماً.
وتتساءل مصادر "العرب" عما إذا كان التسريب السوري عبر صحيفة "الحياة"، أن جهازاً امنيا عربيا سلم الموساد الإسرائيلي ملفا كاملاً عن قادة حركة "حماس" في الخارج هدف إلى تحقيق نقطة تعادل مع الأردن قبل التئام اللجنة الأمنية المشتركة التي يفترض أن تجتمع قريباً.
وتختم المصادر مؤكدة أن القيادة السورية دخلت في حالة استرخاء جراء نتائج زيارة ايرنز لدمشق، تجلت في الإبتسامات العريضة التي ارتسمت على وجه الرئيس السوري في ختام لقائه مع المسؤول الأميركي، وهذا ما دفع اسرائيل لارتكاب عملية اغتيال كادر "حماس" الشهيد عز الدين الشيخ خليل في قلب العاصمة السورية بهدف العمل على توتير العلاقات السورية ـ الأميركية مجدداً. وتضيف المصادر أنه ادراكا من دمشق لحقيقة الهدف الإسرائيلي، تعاملت مع حادث الإغتيال ببرود اعصاب غير عادي، ربما يكون اثار حفيظة اطراف عديدة اخرى.
*العرب
أجهزة مراقبة إلكترونية أميركية لضبط التسلل عبر الحدود السورية ـ العراقية
ـ دمشق رفضت تسليم معارضين عراقيين لأميركا وبيرنز لم يتطرق لقضية تمديد ولاية الرئيس لحود
ـ دمشق غاضبة من الإختراق الأمني الأردني لفصائل فلسطينية لديها ولعدم اثارة الأردن غير القضايا الأمنية
عمان ـ دنيا الوطن-شاكر الجوهري
يرفض ريتشارد باوتشر الناطق باسم الخارجية الأميركية الإفصاح عن ماهية التدابير التي وافقت سوريا على اتخاذها بالتنسيق مع القوات العراقية وقوات التحالف الدولي التي تحتل العراق، لمنع استخدام المقاومة العراقية للحدود المشتركة مع سوريا، وعبورها في الإتجاهين، ويكتفي الناطق الأميركي بالإشارة، خلافا للحقيقة، إلى أن هذه التدابير تم الإتفاق عليها إثر محادثات جرت في دمشق على مدى يومين بين مسؤولين اميركيين وعراقيين وسوريين، اعقبت لقاء فاروق الشرع وزير خارجية سوريا مع كولن باول وزير خارجية اميركا على هامش انعقاد الدورة العادية للهيئة العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
غير أن مصادر عربية موثوقة تؤكد لـ"العرب" أن الإتفاق على هذه التدابير تم خلال الزيارة التي قام بها وفد اميركي لدمشق برئاسة وليم بيرنز مساعد وزير الخارجية الأميركي، وضم في عضويته عدداً من المسؤولين الأمنيين والعسكريين الأميركيين. كما أن بيرنز كان خلال زيارته لدمشق على اتصال دائم مع الجنرال كيمت نائب قائد القوات الأميركية في العراق، الذي كان يتواجد في منطقة عراقية محاددة لسوريا، لغايات تسهيل الإتصال مع بيرنز ووضعه في صورة ما يجري في المنطقة الحدودية، وتذكير المسؤولين السوريين أن القوات الأميركية غدت جارة لسوريا. وهذا ما كان كولن باول ابلغه للرئيس الأسد خلال زيارته لدمشق التي اعقبت احتلال العراق.
وفي ضوء الإتفاق الذي تم التوصل إليه بين بيرنز والأسد، تم الإتفاق على التقاء الشرع مع باول في نيويورك، وزيارة الوفد الأميركي ـ العراقي العسكري لدمشق. ونظراً لأن لقاء الشرع ـ باول رتب على عجل اثناء زيارة بيرنز لدمشق، فإن الوزير السوري توجه إلى نيويورك بشكل مفاجىء، وقبل الموعد الذي كان مقرراً لهذه الزيارة، ما حال دون استقباله لوفد المجلس التشريعي الفلسطيني برئاسة روحي فتوح، رئيس المجلس، الذي كان متواجداً في العاصمة السورية.
ولكن ما هي الترتيبات التي تم الإتفاق عليها خلال زيارة بيرنز، ويرفض باوتشر كشف تفاصيلها..؟
مصادر "العرب" الموثوقة تقول إن صفقة غير معلنة تم التوصل إليها بين الجانبين، دون حديث مباشر عن ترابط بين كفتي المعادلة، التي تقضي بتقديم تنازلات سورية للأميركيين في العراق، مقابل مرونة اميركية تصب في حساب المصالح السورية في كل من لبنان وفلسطين.
وتشير المصادر إلى أن الجانب السورية استشعر هلال التباحث مع بيرنز أن الإهتمام الأساسي للأميركيين ينصب ويتركز على العراق، حيث بدت تأثيرات تصاعد المقاومة العراقية على وجوه اعضاء الوفد الأميركي، التي كانت مغطاة بإشارات وعلامات القلق. ولذلك، فقد استغرق الحديث عن الطلبات الأميركية المتعلقة بالعراق ساعة وعشرين دقيقة، من أصل ساعة ونصف الساعة استغرقها لقاء بيرنز ـ الأسد، في حين أن الحديث عن المطالب الأميركية، التي لم تلب على كل حال، في لبنان وفلسطين، استغرق فقط قرابة العشر دقائق.
مطالب بيرنز
تقول مصادر "العرب" إن بيرنز تقدم بالطلبات التالية، فيما يتعلق بالعراق:
اولا: تسيير دوريات مشتركة سورية ـ اميركية ـ عراقية على الحدود السورية ـ العراقية للتأكد من فعالية الجهد السوري لوقف تسلل رجال المقاومة العراقية أو المتطوعين العرب عبر الحدود المشتركة.
ثانيا: تقديم السوريين معلومات عن المقاومة العراقية للجانب الأميركي.
ثالثا: تسليم معارضين عراقيين مقيمين في سوريا للقوات الأميركية.
بالطبع، قبل تقديم هذه الطلبات، كان بيرنز، واعضاء الوفد الأميركي، من العسكريين الأمنيين العراقيين، وكذلك الجنرال كميت الذي كان متواجداً في المنطقة الحدودية، يؤكدون وجود تسلل دائم عبر الحدود، وأن سوريا لا تبذل جهودا كافية لوقف هذا التسلل. ولم يكن الرئيس الأسد في حاجة لأن يخوض جدلاً طويلا مع محادثيه الأميركيين، إذ اجابهم مشيرا إلى صعوبة، بل استحالة سيطرة سوريا على كامل الحدود البرية التي تفصلها عن العراق، نظراً لطول هذه الحدود التي تبلغ 800 كم. فرد عليه الوفد الأميركي مبدياً الإستداد لتزويد القوات السورية بأجهزة ذات تقنية عالية يمكنها مراقبة أي عمليات تسلل. وتقول مصادر "العرب" إن هذه الأجهزة تستطيع أن ترصد نبضات قلب الإنسان على مسافة خمسة كيلومترات. وقد وافق الجانب السوري على هذا العرض، وعلى تسيير دوريات مشتركة تتولى تشغيل هذه الأجهزة. كما أنه وافق على منح القوات العراقية حق مطاردة رجال المقاومة العراقية داخل الأراضي السورية، ولحد عمق قد يصل إلى خمسين كيلومتراً.
ونفى المسؤولون السوريون أي علاقة لهم بالمقاومة العراقية، وتعهدوا بتزويد الجانب الأميركي بما يتوفر لديهم من معلومات.
أما المطلب الأميركي المتعلق بتسليم سوريا معارضين عراقيين، فقد رفضه الجانب السوري، معيداً إلى الأذهان أن سوريا كانت تتحضن المعارضة العراقية منذ عهد صدام حسين، غير أن المعارضة العراقية التي وجدت لها مأوى دائم في سوريا، لم يسمح لها في يوم من الأيام بممارسة أي نشاط داخل الأراضي السورية.
وأضاف الجانب السوري، إذا كان هناك أي شخص داخل سوريا يشكل خطراً عليكم، ابلغونا باسمه، وسنكون جاهزين للتعامل معه.
الملف اللبناني
أما فيما يتعلق بالوجود والمصالح السورية في لبنان، ووجود الفصائل الفلسطينية في سوريا، فتقول مصادر "العرب" إن الجانب السوري توصل إلى قناعة مفادها أن الوفد الأميركي تناول هاتين القضيتين انطلاقاً من قناعته بأهميتهما بالنسبة لسوريا، وأنه تعامل معهما باعتبارهما ورقتي ضغط على الجانب السوري من أجل أن يضطر إلى تقديم التنازلات الأساس المطلوبة منه فيما يتعلق بالعراق، حيث المكمن الحقيقي للوجع الأميركي.
وهكذا، تقول المصادر أن بيرنز طرح بشكل عابر قضية الوجود العسكري السوري وضرورة انسحابه من لبنان، وقضية حزب الله الذي يسيطر على الجانب اللبناني من الحدود مع اسرائيل، وضرورة تولي الجيش اللبناني مسؤولياته في جنوب لبنان. وكان لافتا منذ البداية، حين فتح الملف اللبناني أن الجانب الأميركي لم يتطرق مطلقاً لمسألة تمديد ولاية الرئيس اللبناني أميل لحود، ولم يأت على ذكرها. وأدرك الجانب السوري بذلك أن فتح الملف اللبناني كان فقط من قبيل ضرورة عدم تجاهله، والعمل على توظيفه في اتجاه الضغط للحصول على تنازلات سورية في الملف العراقي.
لذلك، فقد اجاب الجانب السوري على الطلبات الأميركية مبديا الإستعداد لاعادة انتشار القوات السورية في لبنان وفقا لإتفاق الطائف. وهذا ما حدث لاحقاً.
أما بالنسبة لسحب قوات حزب الله من جنوب لبنان وتولي الجيش اللبناني مسؤولياته هناك، قال الجانب السوري إن هذه القضية لبنانية لا سورية، وهي ذات علاقة بالصراع العربي ـ الإسرائيلي وتواصل احتلال اسرائيل لمزارع شبعا. وعلى ذلك فإن التفاهم على هذه القضايا يجب أن يكون مع الرئيس اللبناني أميل لحود.
اسباب التمديد للحود
ومع أن التمديد للرئيس لحود لم يثر في لقاء بيرنز ـ الأسد، فإن التمديد في حد ذاته كان، وفقا لذات المصادر، متصلاً بالموقف والسياسة الأميركيين.
تقول المصادر إن القيادة السورية كانت تبحث مسألة اقتراب انتهاء ولاية الرئيس لحود، دون أن تكون في وارد التفكير بتمديدها، حيث كانت الخيارات السورية مفتوحة.. غير أن ما دفع سوريا لتقرير التمديد للرئيس اللبناني، وحسم هذا الأمر لصالحه هو أن الأميركيين كانوا يعدون قراراً في مجلس الأمن الدولي يدين التدخل السوري في لبنان، فخشي السوريون أن يبدو عدم التمديد للرئيس لحود في حالة صدور القرار عن مجلس الأمن الدولي، والذي صدر فعلاَ، بعد ادخال تعديلات عليه، وكأنه نتاج ضغط اميركي، وليس نتاج قرار سوري، خاصة في ظل وجود اعتقاد لدى اطراف لبنانية بأن الرئيس بشار الأسد أقل قوة من والده الرئيس حافظ الأسد، وأنه يمكن توظيف ذلك في التأثير على القرارات والخيارات السورية في لبنان.
الأمر الآخر الذي دفع دمشق باتجاه التمديد للرئيس لحود يتمثل في خشية الرئيس السوري من احتمال فوز الرئيس الأميركي جورج بوش بولاية ثانية، إذ من شأن هذا الفوز، إن تحقق، أن يزيد شدة الضغط الأميركي على سوريا. ولذلك، ارتأت دمشق عدم المغامرة بالرئيس اللبناني، خاصة وأن لحود مجرب منذ كان قائداً للجيش اللبناني، وأن تجربة التعامل السوري معه كانت مريحة منذ ذلك الوقت، وحد التطابق. وهذا ما جعل دمشق تقرر التمسك بالتمديد للرئيس لحود لأنها لا تريد أن تغامر في ظل الظروف المشار إليها، بالتعامل مع رئيس لبناني ولاءه التام غير مضمون.
واستطراداً، فقد لقي التمديد للرئيس لحود ترحيبا من حزب الله نظراً للدعم الذي يقدمه لحود للمقاومة التي تحظى بالأولوية من لدن الحزب.. كما أن الحزب ينظر للرئيس لحود باعتباره صاحب موقف استراتيجي ومبدئي في دعم المقاومة، وغير متصل بعلاقة لحود مع سوريا. وفي المقابل، يرى الحزب أن المغامرة عبر الإتيان برئيس بديل غير مأمونة العواقب، إذ قد تمارس عليه ضغوط قد تؤدي لاتخاذه مواقف سلبية من حزب الله.
الملف الفلسطيني
ما ينطبق على الملف اللبناني ينطبق كذلك على ملف الوجود الفلسطيني في سوريا، لجهة عدم اعطائه اهمية حقيقية من قبل الوفد الأميركي برئاسة وليم بيرنز، إذ قصر الوفد الأميركي طلباته على ابعاد كل من خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، ورمضان عبد الله شلح أمين عام حركة الجهاد الإسلامي من الأراضي السورية، دون أية اشارة لوجود قيادات أخرى في حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي، وفصائل فلسطينية غير اسلامية في سوريا. وقد رد الرئيس السوري على هذا الطلب قائلا إن مشعل غير مقيم في سوريا، وإنما هو يتردد عليها، في حين أن شلح موجود في ايران، وبالفعل فقد كان أمين عام الجهاد الإسلامي يقوم بزيارة ايران في حينه. وأكد الأسد كذلك أن سوريا تدعم الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني، وتشجع حركة "حماس" على التفاهم مع السلطة وبقية الفصائل الفلسطينية. وبالطبع، فإن بيرنز يعلم أن الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني يجري على قاعدة التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار مع اسرائيل، وترتيب كيفية ادارة قطاع غزة بعد الإنسحاب الإسرائيلي.
وتؤكد مصادر "العرب" أن بيرنز اكتفى بهذا الرد من الرئيس الأسد، ولم يعقب عليه. وتضيف مبدية اعتقادها في أن التصريحات التي أدلى بها خالد الفاهوم الرئيس السابق للمجلس الوطني الفلسطيني لصحيفة "الحياة" جاءت كي تؤكد للإدارة الأميركية صحة ما ابلغته دمشق لبيرنز.
وكان الفاهوم أبلغ "الحياة" إن "حماس" ومسؤوليها ومسؤولي المنظمات الفلسطينية الأخرى متوارون عن الأنظار"، فيما أكدت مصادر سورية للصحيفة إن قادة المنظمات الفلسطينية موجودون خارج الأراضي السورية.
الملف الأردني
بعكس ملفات العراق، والتدخل السوري في لبنان، ووجود قادة الرفض الفلسطيني في دمشق، لم تتناول مباحثات الوفد الأميركي في دمشق ملف العلاقات الفاترة بين الأردن وسوريا، مع أنهم معنيون بهذا الملف على هذا النحو أو ذاك.
تقول مصادر "العرب" إن سوريا غاضبة جداً من الأردن جراء التصريحات التي أدلى بها الدكتور مروان المعشر وزير الخارجية الأردني عقب صدور قرار مجلس الأمن الدولي 1559، والذي رفض فيها عدم الإعتراف بالقرار الدولي. وترى المصادر أن الأردن رحب سرا بهذا القرار انطلاقا من:
اولا: رفض الأردن السياسة السورية التي تتعامل مع دول الجوار باعتبارها مجرد اوراق في اطار معادلة الصراع السوري ـ الإسرائيلي. فالأردن يدرك أن سوريا تتعامل معه باعتباره هو الآخر ورقة من بين جملة اوراق اقليمية تريد سوريا أن تمسك بها في يدها.
ثانيا: اهتمام الأردن بتسريع وتيرة عملية التسوية السياسية للصراع العربي ـ الإسرائيلي على مختلف المسارات، خشية حدوث تطورات سلبية قد تجهض الحلقات اللاحقة من التسوية، على نحو يهدد معاهدة السلام الأردنية ـ الإسرائيلية، التي تضمنت أول اعتراف اسرائيلي بوجود الدولة الأردنية، بعد أن كان الموقف الرسمي الإسرائيلي ينظر إلى الأردن باعتباره جزءاً من أرض اسرائيل.
ثالثا: عدم اقتناع الأردن بالمبررات التي تطرحها سوريا لعدم التعجيل في العملية التفاوضية مع اسرائيل، وعدم تقديم سوريا لتنازلات محدودة حين كانت المفاوضات جارية على المسار السوري.
إلى جانب الغضب السوري من تصريحات المعشر، فإن دمشق كانت غاضبة من الدور الأردني في طبخ مشروع خارطة الطريق كونه يفصل ما بين الحلين الفلسطيني من جهة، والسوري ـ اللبناني من الجهة الأخرى، بخلاف ما تريده سوريا من تأجيل الحل الفلسطيني النهائي، باعتباره جوهر الصراع العربي ـ الإسرائيلي، إلى حين التوصل إلى حل يعيد كامل الجولان المحتل لسوريا، وذلك من خلال الدعوة السورية لترابط المسارات التفاوضية.
اسباب الغضب السوري
إلى ذلك، فإن سوريا غاضبة من الأردن لجملة اسباب وعوامل أخرى هي:
أولا: اثارة الأردن علنا لخلافات حدودية مع سوريا، حيث كشف الأردن مؤخرا، وعلى هامش زيارة فيصل الفايز رئيس الوزراء الأردني لدمشق أن سوريا تتجاوز على الحدود الأردنية بمساحة اجمالية مقدارها 25 كيلومترا مربعا، في حين أن الأردن يتجاوز على الأراضي السورية بما مساحته فقط كيلومتراً مربعاً واحداً.
ثانيا: تركيز الأردن على القضايا الأمنية في علاقاته مع سوريا. وقد عبرت تصريحات رسمية سورية مؤخراً عن استغراب سوريا لهذا التركيز الأردني على القضايا الأمنية دون جوانب العلاقة الأخرى، التي لا يطرحها الأردن في اطار اللجنة الوزارية العليا بين البلدين.
وكانت زيارة الفايز لدمشق قد أسفرت عن اتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لمناقشة الخلاف الحدودي بين البلدين والتجاوزات الأمنية.
ثالثا: في اطار التجاوزات الأمنية تبدي سوريا غضبها جراء الإختراقات الأمنية الأردنية للفصائل الفلسطينية الموجودة مقراتها داخل الأراضي السورية. وإن كان الأردن يبرر ذلك بحرصه على تتبع مخططات التسلل للأراضي الأردنية قبل وقوعها.
وتشير مصادر فلسطينية إلى أن الإختراقات الأمنية للفصائل الفلسطينية في سوريا لا تقتصر فقط على الأردن، إنما هناك كذلك اختراقات اسرائيلية، وإن كانت أقل حجماً.
وتتساءل مصادر "العرب" عما إذا كان التسريب السوري عبر صحيفة "الحياة"، أن جهازاً امنيا عربيا سلم الموساد الإسرائيلي ملفا كاملاً عن قادة حركة "حماس" في الخارج هدف إلى تحقيق نقطة تعادل مع الأردن قبل التئام اللجنة الأمنية المشتركة التي يفترض أن تجتمع قريباً.
وتختم المصادر مؤكدة أن القيادة السورية دخلت في حالة استرخاء جراء نتائج زيارة ايرنز لدمشق، تجلت في الإبتسامات العريضة التي ارتسمت على وجه الرئيس السوري في ختام لقائه مع المسؤول الأميركي، وهذا ما دفع اسرائيل لارتكاب عملية اغتيال كادر "حماس" الشهيد عز الدين الشيخ خليل في قلب العاصمة السورية بهدف العمل على توتير العلاقات السورية ـ الأميركية مجدداً. وتضيف المصادر أنه ادراكا من دمشق لحقيقة الهدف الإسرائيلي، تعاملت مع حادث الإغتيال ببرود اعصاب غير عادي، ربما يكون اثار حفيظة اطراف عديدة اخرى.
*العرب
التعليقات