فضائيات غنائية منبراً لصراعات المراهقين في الأردن...ومليئة باشكال العري والانحطاط

فضائيات غنائية منبراً لصراعات المراهقين في الأردن...ومليئة باشكال العري والانحطاط
فضائيات غنائية منبراً لصراعات المراهقين في الأردن...ومليئة باشكال العري والانحطاط

غزة-دنيا الوطن

سباق محموم بالشتائم وكلمات تفوح منها العنصرية وتعظيم القضايا والخلافات والمشاكل في التلفزيونات العربية, فعندما تصبح الفضائيات منبراً لأصحاب النفوس الضعيفة يصبح الأمر خارج عن نطاق الأخلاق وعندها تصبح الفضائيات الغنائية فرصة لمن يريد الخراب والدمار لهذا البلد او ذاك, والأردن يعتبر من أكثر الدول العربية استخداماً للرسائل القصيرة والتي يمضي أصحاب الهواتف المتنقلة إلى التعبير عن مشاعرهم من خلال الفضائيات الغنائية العربية التي تقوم بعرض تلك الرسائل عبر شريط متحرك في أسفل الشاشة دون ادنى مستوى من الرقابة.

المراقب لما يكتب على تلك الشاشات يلاحظ بشكل جلي الصراع القائم بين طرفين الأول يناصر فريق الفيصلي والاخر فريق الوحدات وتعني تلك الفرق بشكل او بآخر الفرق بين الأردني والفلسطيني وهنا ندخل في معنى الولاء واثبات الهوية.

ويعتقد أي مشاهد لما يكتب عبر الفضائيات ان الأردن منقسم على نفسه بين أردني وفلسطيني, فالكثير من الصحفيين وأصحاب الأقلام الفضفاضة اعتلى المنابر وعبر عن قضية الولاء وضرورة الانتماء وعدم النكران والعودة إلى المنشأ والجذور, إلا ان المتتبع لهذه الأقلام يلاحظ عدم المعرفة الكاملة بل والساذجة في طرح القضايا وما يدل على ذلك تلك الحفنة غير المقتنعة بخطورة ما يكتب بسهولة في الرسائل القصيرة التي يقرؤها ملايين البشر: عبارات سطحية تعبر عن جهة تسعى إلى التشويش وبث البغضاء والعداء بين عامة الشعب.

محلل سياسي أردني رفض ذكر اسمه قال لعمان نت ان تلك العبارات التي تظهر على الفضائيات هي جزء بسيط مما يمر على ملايين الأجهزة الخلوية في الأردن.

واضاف ان الخطورة تكمن في ان بعض صناع القرار وأصحاب الأسماء يتداولون الجمل والعبارات التي يصوغها ضعاف النفوس على اجهزتهم الخلوية.

في حين وجد مواطن ان "اثبات الأقوى" هو السبب الرئيس لتلك العبارات فعندما تتاح الفرصة لطرفين فإن النزاع والحرب تبدأ, وأسهل الأمور الكتابة والشتائم على منبر يتابعه ملايين العرب.

ووجدت الطالبة الجامعية ليال خلف 21 عاماً ان ما ينشر على الشاشات ما هو إلا من فئة تسعى إلى تخريب تلك الخطوة المهمة في عالم التكنولوجيا وهي ان يحدد المواطن ماذا يريد ان يرسل على طريقته الخاصة وبالوقت الذي يريد.

"ليكن رأي على صواب واخر على خطأ فالمواطنين منهم الجيد ومنهم السيء ونحن يجب ان نقتنع بأهمية الرأي والرأي الاخر" هذا ما عبر عنه محمود عزمي 34 عاماً العامل في احدى الشركات الخلوية.

وعارضت أستاذة مادة التربية الوطنية في احدى المدارس الحكومية فكرة ان يعبر المواطن عن رأي يخالف فيه فكرة الانتماء والثوابت الوطنية, وان من ينتهج ذلك المسار ما هو إلا خارج عن ثواب التربية الوطنية التي تعلم للاجيال من صغرهم.

ورأت الأستاذة ان من يكتب تلك الرسائل والتي بدت واضحة للعيان في الأونة الأخيرة ما هم إلا فئة المراهقين والذين لا تتجاوزا أعمارهم ال21 عاما.

عمان نت رصدت تلك العبارات واذا سردناها فهو من باب الاطلاع والتعلم ان لا رأي فوق الثوابت الوطنية ومنها " بس تسمع فلسطيني حط جل على شعرك وحط ايدك على أعلى شعرة براسك" وما يقابلها "الأردن أولاً والي مش عاجبو يدق راسو بالحيط" ايضا " غصبا عن الكل الأردن اولاً" بل واحدهم وجد التاريخ فرصة لتلك الحرب فنجد من يقول" الكنعانية يحي الزلازل وانتم ايها ....لا تاريخ ولا حضارة" او من وجد بإحدى الأغنيات التراثية فرصة للرد " جنه جنه جنه الأردن يا وطنا والي مش يطلع من عندنا".

لعل الانفتاح وادعاء الحرية هو ما يدفع تلك الفضائيات على نشر تلك العبارات والتي كما يبدو تمر دون حسيب او رقيب لذلك تجد ان الكثير انكب على الكتابة والارسال مفتخراً بما يكتبه دون اهتمام او مبالاة, وان الحديث عما يكتب في تلك الشاشات سوف لن ينتهي فالكثير من علاقات الحب والعواطف نجدها مرسلة دون اكتراث لمحتواها لتأتي مع ما يشاهد في الفيديو كليبات بحال يشبه الحانة المليئة باشكال العري والانحطاط.

*عمان نت

التعليقات